تحقق شرطة لندن، التي تبحث عن المشتبه به الإرهابي الهارب دانيال عابد خليفة، في احتمال حصوله على مساعدة من داخل السجن لتنفيذ عملية الهروب «المخططة لها مسبقاً»، حسب رئيس شرطة «أسكوتلند يارد» السير مارك رولي.
وأكد فريق البحث أنه يبحث عن أي آثار قد تدل على وجود «خليفة»، وهو جندي بريطاني سابق، في منطقة «ريتشموند بارك»، جنوب غربي لندن، وهي منطقة ليست بعيدة عن سجن «إتش إم بي واندسوورث» الذي فر منه السجين.
فتح تحقيقين فضلاً عن تداعيات سياسية
كان الهروب الناجح سبباً في فتح تحقيقين، فضلاً عن تداعيات سياسية كبيرة، حيث صرح مفوض شرطة العاصمة مارك رولي بأن بقاء خليفة طليقاً أمر «مقلق للغاية».
ويعتقد أن خليفة خرج من مطبخ السجن، حيث كان يعمل، وربط نفسه أسفل شاحنة لتوصيل الطعام، وتجري مطاردة لتعقبه، وعمليات تفتيش أمنية مشددة في الموانئ والمطارات، وهو ما أدى إلى تأخير سفر الركاب. ورغم ذلك لم ترد أي بلاغات من شهود رأوه حتى الآن.
وفي تصريح لراديو «إل بي سي»، قال رولي: «من الواضح أن العملية مخطط لها مسبقاً، خصوصاً أنه ربما ربط نفسه أسفل العربة»، مضيفاً أن الهروب من السجن «ليس ذلك الشيء الذي يمكنك فعله في لحظة».
ولم ترد أي بلاغات مؤكدة خلال الساعات الثمانية والأربعين التي أعقبت هروب السجين حتى الآن، حسب الشرطة. وقال قائد شرطة العاصمة (متروبوليتان)، الذي يقود البحث، إن الجندي السابق والمشتبه به بالإرهاب «واسع الحيلة بدرجة كبيرة»؛ يواجه الشاب البالغ من العمر 21 عاماً اتهامات بمحاولة التجسس لصالح دولة معادية، تحديداً إيران، والتخطيط لزرع قنبلة مزيفة.
بينما أكد دومينيك ميرفي، رئيس شرطة مكافحة الإرهاب في العاصمة لندن، أن السيارة التي استخدمها خليفة في الهروب توقفت في منطقة نورث شين بالقرب من جنوب غرب لندن، بعد أقل من ساعة من إعلان اختفائه.
ويعتقد المحققون أنه كان لا يزال يرتدي زي طباخ السجن منذ خرج من السجن (فئة ب).
وأكدت شركة «بيدفود» العاملة بمجال إعداد الطعام، أن إحدى مركبات التوصيل الخاصة بها شاركت في الجريمة، وقالت إن سائقها «تعاون بشكل كامل مع الشرطة».
وقال رئيس شرطة مكافحة الإرهاب إنه «أمر غير عادي وبراعة شديدة من خليفة» أنه لم يتم رصده، مضيفاً أنه كجندي مدرب «لديه مهارات ربما لا يملكها غيره من الناس العاديين».
واستطرد قائلاً إنه لا يمكن استبعاد أن يكون خليفة قد تلقى مساعدة للهرب، وربما تلقى بعض المال. وتم نشر حوالي 150 من ضباط قيادة مكافحة الإرهاب ضمن فريق البحث منذ إعلان اختفائه في الساعة 08:15 بتوقيت غرينتش الأربعاء.
الجدير بالذكر أن الشاحنة أقلت خليفة من سجن «إتش إم بي واندسوورث» في الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش، وتوجهت غرباً، لكن موظفي السجن لم يطلقوا صافرات الإنذار سوى بعد ذلك بعشرين دقيقة، واستدعيت الشرطة بعد 25 دقيقة أخرى.
وشوهدت المركبة في لقطات كاميرات المراقبة التلفزيونية، التي حصلت عليها «بي بي سي»، على بعد حوالي ثلاثة أرباع ميل، حيث تم إيقافها بعد أن خرج منها خليفة. وقام أحد المارة بتصوير المركبة فيما كانت تخضع للتفتيش بعد أن حددها الضباط في الساعة 8:37، على بعد حوالي 3 أميال من السجن، وبعد أن غادرها السجين الذي لم يترك خلفه سوى الرباط الذي استخدمه لتثبيت نفسه معلقاً أسفل المركبة.
ومشطت الشرطة البريطانية متنزهاً غرب لندن، الجمعة، بحثاً عن الجندي السابق الذي فر من السجن هذا الأسبوع، وهو متهم بارتكاب جرائم إرهابية، ويبحث المحققون فيما إذا كان قد هرب بمساعدة من داخل محبسه.
ورغم ما يقال عن أنه لا يشكل خطورة على العامة، أطلق هروبه عملية مطاردة واسعة في أنحاء البلاد شملت تشديد إجراءات الفحص الأمني في الموانئ والمطارات مما أدى لتأخير رحلات.
وقالت الشرطة إنه لم تتأكد حتى الآن رؤية خليفة الذي قد تجعله خبرته العسكرية أكثر حذراً في مواجهة جهود القبض عليه.
ويشارك نحو 150 من رجال مكافحة الإرهاب فيما وصفها مارك رولي قائد شرطة لندن بأنها عملية ضخمة للعثور على خليفة. وأكدت الشرطة، الجمعة، أن طائرات هليكوبتر تحلق حول متنزه ريتشموند بلندن في إطار عملية البحث.
وقال رولي لإذاعة «إل بي سي» إنهم يحققون فيما إذا كان خليفة، الذي كان يرتدي زي طاه مكوناً من قميص أبيض وبنطال منقوش بمربعات حمراء وبيضاء وحذاء بني، تلقى في هروبه مساعدة من الحراس أو سجناء آخرين، مضيفاً: «من الواضح أن ذلك تم التخطيط له مسبقاً».
وأردف رولي قائلاً: «وبالتالي، هناك سؤال... هل ساعده أحد من داخل السجن أو سجناء آخرون أو طاقم حراس فاسد؟ هل ساعده أشخاص من خارج الأسوار؟ أم كان كل ذلك ببساطة من تدبيره؟».
وتم تسريح خليفة من الجيش في مايو (أيار). وهو متهم بالحصول أو محاولة الحصول على معلومات من المحتمل أن تكون مفيدة لشخص يخطط لعمل إرهابي، وذلك في فترة تمركزه في ثكنات بوسط إنجلترا عام 2021.
كما أنه متهم بالإيهام بوجود قنبلة عن طريق وضع 3 عبوات بها أسلاك على أحد المكاتب. وهو متهم أيضاً بالحصول على معلومات قد تكون «مفيدة للعدو بشكل مباشر أو غير مباشر». وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه متهم بجمع معلومات لحساب إيران.
وطالب نواب المعارضة بتقديم إجابات عن كيفية تمكن خليفة من الهرب من السجن، ولماذا لم يُحتجز في سجن شديد الحراسة. وقال وزير العدل أليكس تشوك للبرلمان، الخميس، إن تحقيقاً فورياً سيُجرى في البروتوكولات الأمنية لسجن واندسوورث، وفي القرار المتعلق بمكان احتجاز خليفة، ومن المنتظر الوصول إلى نتائج أولية في غضون أيام.