تحطم طائرة يودي بحياة زعيم «فاغنر» مع عدد من أركان قيادته

يفغيني بريغوجين كان يستعد للانتقال إلى أفريقيا لمواصلة إدارة قواته

اتجهت انظار الروس والعالم الأربعاء إلى مدينة تفير التي تقع في منتصف الطريق بين موسكو وسان بطرسبورغ، بعد الاعلان عن تحطم طائرة خاصة في هذه المنطقة(ا.ف.ب)
اتجهت انظار الروس والعالم الأربعاء إلى مدينة تفير التي تقع في منتصف الطريق بين موسكو وسان بطرسبورغ، بعد الاعلان عن تحطم طائرة خاصة في هذه المنطقة(ا.ف.ب)
TT

تحطم طائرة يودي بحياة زعيم «فاغنر» مع عدد من أركان قيادته

اتجهت انظار الروس والعالم الأربعاء إلى مدينة تفير التي تقع في منتصف الطريق بين موسكو وسان بطرسبورغ، بعد الاعلان عن تحطم طائرة خاصة في هذه المنطقة(ا.ف.ب)
اتجهت انظار الروس والعالم الأربعاء إلى مدينة تفير التي تقع في منتصف الطريق بين موسكو وسان بطرسبورغ، بعد الاعلان عن تحطم طائرة خاصة في هذه المنطقة(ا.ف.ب)

اتجهت أنظار الروس والعالم، الأربعاء، إلى مدينة تفير التي تقع في منتصف الطريق بين موسكو وسان بطرسبورغ، بعد الإعلان عن تحطم طائرة خاصة في هذه المنطقة كانت تقل 10 أشخاص بينهم قائد مجموعة «فاغنر» وعدد من مساعديه.

اللفتنانت جنرال فلاديمير ألكسييف (يمين) مع بريغوجين في مقطع الفيديو من روستوف يناشد رئيس «فاغنر» في مقطع مصور سابق إعادة النظر في أفعاله (أ.ف.ب)

وأعلنت وزارة حالات الطوارئ أن طائرة خاصة من طراز «إمبراير ليغاسي» كانت تقوم برحلة انطلقت من مطار «شيريميتوفو» شمال العاصمة الروسية، تحطمت بعد مرور وقت قصير على إقلاعها قريباً من قرية كوجينكينو، في منطقة تفير، شمال غربي موسكو، وتبين أن بين القتلى في الحادث زعيم مجموعة «فاغنر» وقائد التمرد الذي هز روسيا قبل أسابيع قليلة يفغيني بريغوجين.

بريغوجين يقدّم الطعام لبوتين في مطعم خارج موسكو عام 2011 (أ.ب)

قالت «هيئة الطيران المدني» إن بين ركاب الطائرة 3 من أفراد الطاقم و7 أشخاص، بينهم بالإضافة إلى بريغوجين، وفقاً لمعلومات أولية، ديمتري أوتكين، وهو أحد مؤسسي «فاغنر» والشخصيات البارزة فيها.

وأفادت سلطات الطيران بأنه تم فتح تحقيق في الحادث، وأن ضباط إنفاذ القانون وعناصر وزارة الطوارئ انتقلوا إلى مكان سقوط حطام الطائرة، بهدف جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الحادث وعن الضحايا المحتملين. وأكدت الوزارة في بيانها أنها «تقود عمليات بحث».

صورة وزعتها وزارة الدفاع البيلاروسية لعمليات التدريب مع عناصر «فاغنر» (أ.ب)

وكان من الطبيعي في هذه الظروف ألا يتسرع «الكرملين» في التعليق على الحادث، رغم أن شبكات التواصل الاجتماعي سرعان ما انفجرت بنقاشات عن أن الحادث قد يكون مدبَّراً.

وبثت قنوات عديدة على «تلغرام» تقول إنها مرتبطة بمجموعة «فاغنر» مقاطع فيديو قالت إنها للطائرة المنكوبة. وفي هذه المقاطع التي قالت «الصحافة الفرنسية» إنها لم تتمكن من التحقق من صحتها يظهر حطام مشتعلة فيه النيران وطائرة تسقط من الجو. ومساء الاثنين، ظهر بريغوجين في مقطع فيديو نشرته مجموعات قريبة من «فاغنر» على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنه موجود في أفريقيا، ويعمل على «جعل روسيا أعظم في جميع القارات، وضمان مزيد من الحرية في أفريقيا».

صورة وزعتها وزارة الدفاع البيلاروسية لعمليات التدريب مع عناصر «فاغنر» (أ.ب)

كانت المعارضة الروسية قد قالت في وقت سابق إن مصير برغوجين قد يتحدد قريباً، خصوصاً في إطار أن الصفقة التي تم التوصل إليها في أعقاب التمرد المسلح الذي قاده زعيم «فاغنر» لم تنهِ كل جوانب المشكلة التي واجهها «الكرملين»، خصوصاً فيما يتعلق بكيفية إدارة المجموعة لاحقاً، وكيف سيتم التعامل مع تحركات بريغوجين الذي واصل تحركات نشطة في المدن الروسية رغم أن «الصفقة» كانت قد قضت بإبعاده إلى بيلاروسيا.

اللافت أيضاً أن بريغوجين كان قد ظهر في أروقة القمة الروسية الأفريقية التي انعقدت الشهر الماضي في سان بطرسبورغ، وعقد سلسلة لقاءات مع دبلوماسيين أفارقة رغم أنه لم يكن مدعواً بشكل رسمي إلى هذه القمة. أيضاً في الأيام الأخيرة أعلن بريغوجين أنه سوف يتوجه قريباً إلى أفريقيا لمواصلة إدارة نشاط قواته في هذه المنطقة.

قوات «فاغنر» تنسحب من منطقة تابعة للجيش الروسي في روستوف (رويترز)

أشارت تحليلات أولية أطلقها ناشطون على شبكات التواصل إلى أن عملية «قطع رأس فاغنر» قد وقعت، في إشارة إلى واحدة من الفرضيات التي كانت مطروحة سابقاً لحسم الوضع حول مصير بريغوجين نفسه، لكن اللافت في المقابل أن المحققين أعلنوا بعد مرور نحو ساعتين على الحادث أنه تم فقط العثور على 8 جثث في موقع الحادث، ما يضيف مزيداً من الغموض حول الحادث خصوصاً أن النتائج الأولية دلَّت إلى أن الطائرة لم تنفجر في الجو ما يستبعد فرضية تناثر الجثث على مساحة واسعة. كما أشارت فرضيات أخرى إلى وجود طائرة أخرى كانت ترافق الطائرة التي تحطمت، وظلت تحوم بعض الوقت في أجواء بطرسبورغ ولم تطلب إذناً بالهبوط قبل أن يتم الإعلان لاحقاً عن هبوطها في مطار فنوكوفو في جنوب موسكو، من دون أن يتضح سريعاً مَن كان على متنها. ويضفي هذا العنصر مزيداً من الغموض على هذا الحادث.


مقالات ذات صلة

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أوروبا أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

قرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا تعيد للواجهة المبادرة العراقية للتطبيع مع سوريا بعد موقف روسيا

أعادت تركيا إلى الواجهة مبادرة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني للوساطة مع سوريا بعد التصريحات الأخيرة لروسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
أوروبا أوكراني في منطقة دمّرها هجوم صاروخي في أوديسا الاثنين (رويترز) play-circle 01:26

الكرملين: دائرة ترمب تتحدّث عن سلام وبايدن يسعى للتصعيد

أكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين أشار مراراً إلى أن روسيا مستعدة للحوار بشأن أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)
أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)
TT

شولتس مرشح حزبه للانتخابات المبكرة في ألمانيا

أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)
أولاف شولتس يتحدث بعد اختياره مرشحاً للانتخابات المبكرة في برلين الاثنين (رويترز)

اختار الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا رسمياً، الاثنين، المستشار أولاف شولتس مرشحاً له للانتخابات المبكرة المقررة في فبراير (شباط) على رغم تراجع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة بعد انهيار ائتلافه الحكومي.

وقال مصدر مقرب من الحزب اليساري الوسطي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن قيادته عبّرت «بالإجماع» عن تأييدها شولتس. وسيصادق أعضاء الحزب على الترشيح خلال مؤتمر في 11 يناير (كانون الثاني).

وكان شولتس (66 عاماً) قد أعلن رغبته في الترشح عن حزبه بعد انهيار ائتلافه الحكومي مع حزب الخضر والليبراليين في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، وواجه ضغوطاً داخل حزبه لترك منصبه لوزير الدفاع بوريس بيستوريوس الذي يتمتع بشعبية.

وزير الدفاع بوريس بيستوريوس الذي يتمتع بشعبية داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي (أ.ف.ب)

وقرر الاشتراكيون الديمقراطيون دعم أولاف شولتس رغم عدم تحسن حظوظ الحزب، الذي تظهر استطلاعات الرأي حصوله على نحو 15 في المائة فقط من نوايا التصويت.

وحصل ائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي المعارض المحافظ على أكثر من ضعف هذه النسبة (33 في المائة)، كما يتقدم «حزب البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف على حزب شولتس حاصداً 18 في المائة من نوايا التصويت.

وكتبت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أن أولاف شولتس هو «على الأرجح المرشح الأكثر ضعفاً وأقل شخصية مناسبة لتولي منصب المستشار رشحها الحزب الاشتراكي الديمقراطي على الإطلاق».

انهار الائتلاف الحكومي الألماني بزعامة شولتس، الذي تولى السلطة منذ نهاية عام 2021، بعد إقالة المستشار وزير المال الليبرالي كريستيان ليندنر إثر خلافات عميقة حول الميزانية والسياسة الاقتصادية التي يجب اتباعها، في خضم معاناة أكبر اقتصاد في أوروبا من أزمة صناعية.

«مستشار السلام»

ويكرر شولتس الهادئ الطباع قناعته بقيادة حزبه إلى النصر مرة أخرى، مذكراً بفوزه في انتخابات عام 2021 بخلاف كل التوقعات؛ إذ استفاد إلى حد كبير من انقسامات في المعسكر المحافظ.

المستشار أولاف شولتس ووزير الدفاع بوريس بيستوريوس بعد إعلان فوز الأول بترشيح الحزب ببرلين الاثنين (رويترز)

وتتمثل استراتيجيته هذه المرة، في تقديم نفسه على أنه رجل ضبط النفس في الدعم العسكري لأوكرانيا على أمل الاستفادة من النزعة إلى السلام المتجذرة لدى الألمان منذ الفظائع النازية، ومن أصوات المؤيدين لروسيا.

وأشار استطلاع حديث أجراه التلفزيون العام «آي آر دي» ARD، إلى أن 61 في المائة ممن شملهم يؤيدون قرار شولتس بعدم تزويد أوكرانيا بصواريخ «توروس» القادرة على ضرب عمق الأراضي الروسية.

ويتناقض هذا الموقف مع موقف حلفاء ألمانيا الرئيسين، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.

وفي السياق نفسه، أثار الاتصال الهاتفي الذي أجراه شولتس مؤخراً مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاستياء خصوصاً في كييف.

كما اتهمته المعارضة في ألمانيا، بالمساهمة في الـ«دعاية» الروسية وبالقيام بمناورة انتخابية تقدمه على أنه «مستشار السلام» قبل انتخابات خطيرة.

«خبرة كبيرة»

ولا يخفي المحافظون ارتياحهم لترشيح المستشار. وقال النائب ماتياس ميدلبرغ إن القرار «جيد بالنسبة لنا»، مضيفاً أن «بيستوريوس كان سيسبب إزعاجاً أكبر لائتلاف الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي» المعارض المحافظ.

لكن أظهر شولتس مرات عدة قدرته على تحدي التوقعات، وهو سياسي مخضرم شغل منصب رئيس بلدية مدينة هامبورغ (شمال)، ونائب المستشارة أنجيلا ميركل (2005 - 2021) في حكومتها الأخيرة متولياً حقيبة المال.

وفي 2021، فاز من خلال تقديم نفسه على أنه الوريث الحقيقي للمستشارة المحافظة.

وينوي هذه المرة أيضاً أن يطمئن الناخبين من خلال تجربته، في خضم سياق جيوسياسي عالمي متوتر وغارق في المجهول بعد انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وشددت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إسكين في تصريحات للإذاعة البافارية، الاثنين، على أن شولتس يتمتع بـ«خبرة كبيرة جداً، وبقدرة على المناورة، لا سيما على المستوى الدولي».