هدوء حذر في قبرص بعد تنديد الأمم المتّحدة بالاعتداء على عناصرها

أفراد من قوة «الأمم المتحدة» لحفظ السلام في قبرص يقومون بدوريات داخل المنطقة العازلة (أ.ف.ب)
أفراد من قوة «الأمم المتحدة» لحفظ السلام في قبرص يقومون بدوريات داخل المنطقة العازلة (أ.ف.ب)
TT

هدوء حذر في قبرص بعد تنديد الأمم المتّحدة بالاعتداء على عناصرها

أفراد من قوة «الأمم المتحدة» لحفظ السلام في قبرص يقومون بدوريات داخل المنطقة العازلة (أ.ف.ب)
أفراد من قوة «الأمم المتحدة» لحفظ السلام في قبرص يقومون بدوريات داخل المنطقة العازلة (أ.ف.ب)

ساد هدوء حذر في قبرص، الاثنين، بعد أن اتّهمت الأمم المتّحدة القوات القبرصية التركية بالاعتداء على عناصر حفظ السلام أثناء تصدّيهم لمحاولة شقّ طريق في المنطقة العازلة بين شطري الجزيرة المقسّمة.

والمواجهة التي وقعت، الجمعة، هي من أخطر الحوادث منذ سنوات في الجزيرة المتوسطية، وقد أثارت إدانة دولية واسعة النطاق.

ووقعت الحادثة في قرية بيلا التي يسكنها قبارصة يونانيون وأتراك وتقع في المنطقة العازلة الخاضعة لرقابة الأمم المتحدة بين جمهورية قبرص المعترف بها دولياً التي تسيطر على جنوب الجنوب و«جمهورية شمال قبرص التركية» المعلنة من طرف واحد في الشطر الشمالي المحتل من تركيا ولا تعترف بها سوى أنقرة.

وقالت الأمم المتحدة إنّ 4 من عناصر حفظ السلام أُصيبوا بجروح كما لحقت أضرار بمركباتها أثناء محاولتهم وقف «أشغال غير مصرّح بها» قرب بيلا.

وقال المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في قبرص عليم صديق لوكالة الصحافة الفرنسية إنّ «كلّ شيء هادئ في بيلا هذا الصباح».

وأضاف أنّ «البعثة لا تزال على أهبة الاستعداد لمنع أي استئناف للأشغال»، مشيراً إلى أنّ عناصر حفظ السلام الجرحى غادروا المستشفى.

من جهته، قال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس للصحافيين، الاثنين، إنّ اجتماعات عُقدت مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي منذ الخميس على خلفية التوتّرات.

وأضاف: «حالياً، هناك حاجة إلى معالجة دقيقة ومحدّدة للغاية».

وأكّد صديق أنّ الممثّل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في قبرص كولين ستيوارت سيُطلع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق الاثنين على ملابسات حادثة بيلا.

ورفضت سلطات «جمهورية شمال قبرص التركية» اتهامات بعثة الأمم المتحدة ووصفتها بأنّها «لا أساس لها من الصحة»، قائلة إنّ مشروع الطريق يهدف إلى تسهيل تنقّل القبارصة الأتراك بين قرية بيلا والأراضي الواقعة تحت سيطرتها.

وقال فيصل غودن، مختار بيلا القبرصي التركي، إنّ الأشغال في الطريق ستستمرّ الاثنين في الجانب الخاضع لسيطرة القبارصة الأتراك في شمال الجزيرة، لكنّ العمّال لن يدخلوا المنطقة العازلة الخاضعة للأمم المتحدة.

وأضاف غودن، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «ستُمنح فرصة للدبلوماسية. المحادثات ستستمر».

وندّد الاتّحاد الأوروبي بالحادثة، بينما أعربت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، في بيان مشترك، عن «قلقها البالغ حيال إطلاق عمليات شقّ (طريق) غير مصرّح بها».

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ محادثات ستُجرى بين القبارصة الأتراك والأمم المتّحدة الاثنين.

وقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي مقسّمة منذ عام 1974 عندما احتلّ الجيش التركي ثلثها الشمالي ردّاً على انقلاب دعمه مجلس عسكري كان يحكم اليونان آنذاك.

وتركيا هي الدولة الوحيدة التي تعترف بـ«جمهورية شمال قبرص التركية» التي أعلن القبارصة الأتراك قيامها في عام 1983.

وتوقفت جهود إعادة توحيد الجزيرة منذ أن انهارت في 2017 الجولة الأخيرة من المحادثات بوساطة الأمم المتحدة


مقالات ذات صلة

البابا فرنسيس في رسالة الميلاد: «لتصمت الأسلحة»

العالم بابا الفاتيكان في رسالته بمناسبة عيد الميلاد بعنوان «لمدينة روما والعالم» (أ.ب)

البابا فرنسيس في رسالة الميلاد: «لتصمت الأسلحة»

جدد البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، دعوته إلى وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة «حماس».

«الشرق الأوسط» (الفاتيكان)
المشرق العربي مسعفون من الهلال الأحمر الفلسطيني يحملون شخصاً أصيب في غارة على سيارة مدنية فلسطينية من قبل القوات الإسرائيلية بعد وصوله لتلقي الرعاية الطبية بمستشفى الأهلي العربي (أ.ف.ب) play-circle 01:30

دعوة أممية لتقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في غزة

دعا مكتب الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مجدداً إلى تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الطبية في قطاع غزة المحاصر، وخاصة للمستشفيات في الشمال.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي يجد المجتمع الدولي صعوبات في الحصول على دعم إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني المتدهور في غزة (أ.ب)

النهب يشل إمدادات الغذاء في غزة رغم تعهد إسرائيل بصد العصابات

قال ثلاثة مسؤولين مطلعين من الأمم المتحدة والولايات المتحدة إن إسرائيل تقاعست عن اتخاذ إجراءات صارمة ضد العصابات المسلحة التي تهاجم قوافل المواد الغذائية بغزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا امرأة نازحة سودانية تستريح داخل ملجأ في مخيم زمزم شمال دارفور 1 أغسطس 2024 (رويترز) play-circle 01:57

مرصد عالمي يؤكد تفشي المجاعة في مناطق جديدة بالسودان

قال مرصد عالمي للجوع، الثلاثاء، إن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى خمس مناطق جديدة، ومن المرجح أن يمتد إلى خمس مناطق أخرى، بحلول مايو (أيار) المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن) محمد أمين ياسين (نيروبي)
المشرق العربي عناصر من قوات «قسد» تتمركز في أحد ميادين الرقة (أ.ب)

«التحالف» يسعى لوقف النار بين أنقرة و«قسد»

يكثف التحالف الدولي بقيادة أميركا جهوده لوقف إطلاق النار بين تركيا والفصائل الموالية لها و«قسد» في شمال شرقي سوريا وسط تصعيد مستمر.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

أوكرانيا: قوات كوريا الشمالية ليس لها «تأثير كبير» في المعارك

أوكرانيا تؤكد أن قوات كوريا الشمالية ليس لها تأثير كبير في المعارك (أ.ب)
أوكرانيا تؤكد أن قوات كوريا الشمالية ليس لها تأثير كبير في المعارك (أ.ب)
TT

أوكرانيا: قوات كوريا الشمالية ليس لها «تأثير كبير» في المعارك

أوكرانيا تؤكد أن قوات كوريا الشمالية ليس لها تأثير كبير في المعارك (أ.ب)
أوكرانيا تؤكد أن قوات كوريا الشمالية ليس لها تأثير كبير في المعارك (أ.ب)

أكد مسؤول في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم الثلاثاء، أن انخراط القوات الكورية الشمالية في القتال ضد القوات الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية «لم يكن له تأثير كبير» على مسار المعارك.

وبحسب كييف، يشارك 12 ألف عسكري كوري شمالي بينهم «نحو 500 ضابط وثلاثة جنرالات» في القتال بمنطقة كورسك المتاخمة لأوكرانيا التي احتل الجيش الأوكراني عدة مئات من الكيلومترات المربعة منها منذ أغسطس (آب).

ولم تؤكد موسكو وبيونغ يانغ على الإطلاق وجود وحدات كورية شمالية تقاتل إلى جانب الجيش الروسي.

وقال المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إيفغوين إيرين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «مشاركة الكوريين الشماليين في القتال لم يكن لها تأثير كبير على الوضع».

وأضاف أن القوات الكورية الشمالية لا تتمتع بخبرة قتالية حديثة، خاصة في مواجهة الطائرات المسيّرة التي أصبحت مستخدمة بكثافة في ساحة المعركة، عادّاً أنها تستخدم «تكتيكات أكثر بدائية من الحرب العالمية الثانية والفترة اللاحقة لها».

وتابع المسؤول: «لكنهم يتعلمون أيضاً. ولا يمكننا التقليل من شأن العدو. ويمكننا أن نرى أنهم يأخذون بالفعل أشياء معينة في الاعتبار في أنشطتهم».

وبحسب الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، تنتشر القوات الكورية الشمالية بشكل رئيسي قرب بلدات روسكايا كونوبيلكا وبليخوفو وأولانوك في منطقة كورسك الروسية.

تأتي هذه التصريحات غداة تأكيد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أن ما يقرب من 3000 جندي كوري شمالي «قتلوا أو أصيبوا» منذ بدء مشاركتهم في المعارك. وذكرت سيول من جانبها، الاثنين، أن 1100 عسكري شمالي «قتل أو جرح» في القتال.

كما لاحظت هيئة الأركان العامة للقوات الكورية الجنوبية استعدادات تجعلها تعتقد أن كوريا الشمالية سترسل وحدات جديدة إلى روسيا، بالإضافة إلى طائرات مسيّرة.