ساركوزي: لم أعطِ أي أوامر بالقضاء على القذافي... وتدخلنا في ليبيا لمنع المجازر

الرئيس الفرنسي الأسبق في كتابه الجديد: أنصار القذافي انتقموا مني بترويج شائعة تمويل حملتي الانتخابية

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصافح معمر القذافي خلال زيارة الأخير لباريس عام 2007 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصافح معمر القذافي خلال زيارة الأخير لباريس عام 2007 (أ.ف.ب)
TT

ساركوزي: لم أعطِ أي أوامر بالقضاء على القذافي... وتدخلنا في ليبيا لمنع المجازر

الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصافح معمر القذافي خلال زيارة الأخير لباريس عام 2007 (أ.ف.ب)
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يصافح معمر القذافي خلال زيارة الأخير لباريس عام 2007 (أ.ف.ب)

سيصدر في باريس عن دار «فايار»، في 22 الجاري، كتاب للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، بعنوان «زمن المعارك»، يراجع فيه السنتين الأخيرتين من ولايته الرئاسية التي امتدت من عام 2007 إلى عام 2012. وسعى ساركوزي اليميني إلى ولاية ثانية في العام المذكور، إلا أنه خسر المنافسة بوجه الاشتراكي فرنسوا هولاند.

ورغم مرور 11 عاماً على مغادرته السلطة، فما زال ساركوزي الذي تلاحقه المحاكم بأربعة ملفات، شخصية مؤثرة في المشهد السياسي الفرنسي؛ خصوصاً في أوساط اليمين، باعتبار أنه آخر رئيس نجح في إيصاله إلى سدة الرئاسة.

واستبق الرئيس الأسبق نزول كتابه إلى الأسواق بمقابلة مستفيضة لصحيفة «لو فيغارو» اليمينية التي وقفت دوماً إلى جانبه، وساندته في دعاواه القضائية. وسُئل ساركوزي عن رأيه في مسار الحرب الروسية- الأوكرانية، ونظرته إلى كيفية وضع حد لها، الأمر الذي أدى إلى حملة انتقادات عنيفة ضده، باعتبار أنه يدعو إلى بقاء أوكرانيا «محايدة» خارج الاتحاد الأوروبي، وخارج الحلف الأطلسي، وحل معضلة شبه جزيرة القرم ومنطقة الدونباس عن طريق الاستفتاء، مستبعداً سلفاً أن تعود القرم إلى أوكرانيا. واتُّهم ساركوزي بـ«محاباة بوتين». وذهب جوليان بايو، النائب البارز عن حزب الخضر، إلى اتهام الرئيس الأسبق بأن الروس قد «اشتروه»؛ مشيراً إلى تحقيق قضائي فُتح في عام 2021 يتعلق بعقد أبرم معه قيمته 3 ملايين يورو، تحوم حوله شبهة «استغلال النفوذ»، وارتكاب جريمة «غسل أموال».

وفي المقابلة المذكورة، يتناول ساركوزي مجموعة من القضايا تتناول علاقته بالرئيس ماكرون، وبالسياسة التي يتبعها الأخير في الداخل والخارج، ومنها ملف الهجرات، والعلاقة مع الجزائر والمغرب، والملف الليبي الذي يعد الأكثر تفجراً من بين كافة الملفات الملاحَق بها.

وتجدر الإشارة إلى أن ساركوزي لعب دوراً حاسماً في الدفع للتدخل العسكري في ليبيا الذي انتهى بمقتل العقيد معمر القذافي. وفي المقابلة المذكورة، يعرض ساركوزي بالتفصيل علاقته مع القذافي الذي حل ضيفاً على باريس بدعوة رسمية من ساركوزي؛ لا بل إنه نصب خيمته الشهيرة في باحة قصر الضيوف الرسمي القائم على بعد أمتار من الإليزيه. وأساس الملف الليبي الاتهامات المساقة في حق الرئيس الأسبق، بحصوله على تمويل ليبي في حملته الانتخابية عام 2007 التي أوصلته إلى القصر الرئاسي. وقد انطلقت الفضيحة في عام 2012 بعد أن نشرت مجلة «ميديا بارت» الاستقصائية، صورة لاتفاق يبين تفاهماً بين فريق ساركوزي وفريق القذافي، لمد الأول بمبلغ 50 مليون دولار لحملته الانتخابية.

وفي شهر مايو (أيار) الماضي، أصدرت النيابة العامة المتخصصة في الشؤون المالية، اتهامات لساركوزي و12 شخصاً، بالفساد وتشكيل عصابة أشرار، وتمويل غير مشروع لحملة انتخابية، والاستحواذ على أموال عامة ليبية. وطلبت النيابة العامة المالية محاكمة المتهمين، الأمر الذي يعود اتخاذ القرار بشأنه لقاضيي التحقيق المعينين لهذه الغاية. ومنذ البداية، نفى ساركوزي الاتهامات المساقة ضده، وشكك في صدقية الوثائق المنشورة. وفي أي حال، فإن الملف الليبي سيعود بالتأكيد إلى واجهة الأحداث في الأسابيع والأشهر القادمة، علماً بأن التحقيق الذي قامت به النيابة العامة المالية دام 10 سنوات.

ورواية ساركوزي تقول إنه بعد 11 عاماً من التحقيقات: «لم يظهر أي أثر للتمويل الليبي»، وإن القضية ملفقة بكليتها، وهي من نسج خيال أنصار القذافي الذين سعوا للانتقام منه، لدوره خلال الانتفاضة الليبية.

في حديثه لصحيفة «لو فيغارو»، يسرد ساركوزي قصة علاقته بنظام القذافي؛ حيث أُخذت عليه دعوة الأخير رسمياً إلى فرنسا، وفرش السجاد الأحمر تحت قدميه، مشيراً إلى أن الرئيس الأسبق جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وأيضاً وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، ذهبوا إلى طرابلس سعياً وراء «مواكبة ليبيا لعودتها إلى حضن الأسرة الدولية». ويذكر ساركوزي أنه نجح في الحصول على إخراج الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني الذين حكم عليهم القضاء الليبي بالموت من السجن، ونقلهم إلى باريس.

وكان ساركوزي قد دفع زوجته السابقة للسفر إلى ليبيا ولقاء القذافي والعودة مع السجناء. وكانت هدية القذافي -وفق ما يؤكد ساركوزي- دعوته إلى زيارة باريس رسمياً؛ بيد أن الأمور ساءت مع انطلاقة «الربيع العربي» ووصوله إلى ليبيا بعد تونس ومصر. ويقول ساركوزي: «بمواجهة انتفاضة الليبيين الذين كانوا يطالبون بمزيد من الحرية والديمقراطية، عاد القذافي إلى جنونه الذي لم يفارقه أبداً، مهدداً بإسالة (أنهار من الدماء)». ويؤكد الرئيس الأسبق أن «آلاف القتلى» سقطوا بسبب قمع النظام الذي كان يقوده «ديكتاتور متوحش». وهذا الوضع «دفع فرنسا وبريطانيا، بطلب من الجامعة العربية، وبتفويض من مجلس الأمن ودعم الحلف الأطلسي، إلى إقامة تحالف دولي من 20 بلداً قام بالتدخل في ليبيا لمنع (تفاقم) المأساة»، ولأنه من غير التدخل الدولي: «لسقط آلاف الضحايا».

ينفي ساركوزي أي مسؤولية عما آلت إليه الأوضاع في ليبيا عقب سقوط القذافي، مؤكداً أنه «لا يأسف» لحصول التدخل الذي قام به الحلف الأطلسي. ومن وجهة نظره، فإن المسؤولية تقع على الرئيس هولاند الذي حل محله في قصر الإليزيه، وعلى كل الآخرين من المسؤولين الغربيين الذين «تخلوا عن الديمقراطية الوليدة في ليبيا، والمتأتية عبر انتخابات حرة في عام 2012، بينما كانت بحاجة لكل الدعم الممكن».

وينسب ساركوزي للرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما قوله، إن «الخطأ الأكبر» الذي ارتكبه خلال رئاسته كان في ليبيا. وأخيراً ينفي ساركوزي أن يكون هو من أعطى الأوامر لقتل لزعيم الليبي، مؤكداً أن ما حصل هو «عمل جماعي منسق بإشراف من الحلف الأطلسي». وتفيد معلومات عسكرية بأن الطائرة التي قصفت موكب القذافي خلال خروجه من طرابلس باتجاه الجنوب، كانت طائرة «ميراج» فرنسية. وبعد القصف، وقع القذافي في أيدي مجموعة عسكرية مقاتلة قامت بتصفيته.


مقالات ذات صلة

«الوحدة» الليبية تشكّل «قوة طوارئ» لحماية المقرات السيادية

شمال افريقيا «الوحدة» الليبية تشكّل «قوة طوارئ» لحماية المقرات السيادية

«الوحدة» الليبية تشكّل «قوة طوارئ» لحماية المقرات السيادية

أعلن عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، إعادة هيكلة «قوة التدخل والسيطرة» بغرب البلاد، بعد اشتباكات مفاجئة في العاصمة طرابلس.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عبد الله باتيلي المبعوث الأممي إلى ليبيا المنتهية ولايته (الأمم المتحدة)

باتيلي يطوي صفحة ليبيا بانتقاد الميليشيات وانتشار السلاح

فضّل عبد الله باتيلي رئيس البعثة الأممية، المنتهية ولايته في ليبيا، أن يطوي صفحة مسيرته، بالحديث عن الميليشيات والسلاح والخصومات بين القادة السياسيين بالبلاد.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جلال الشويهدي عضو مجلس النواب الليبي ولجنة (6 + 6) (الشرق الأوسط)

عضو «النواب» الليبي: الأجواء ليست مناسبة الآن لإجراء الانتخابات

أكد جلال الشويهدي عضو مجلس النواب الليبي ولجنة (6 + 6) أن الأجواء ليست مناسبة لإجراء انتخابات في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عبد الحميد الدبيبة (متداولة)

الدبيبة يصدر قراراً بإعادة تنظيم «قوة التدخل والسيطرة»

أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة قرارا بإعادة تنظيم قوة التدخل والسيطرة، على أن يكون رئيسها في حالات الطوارىء.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)
شمال افريقيا الدكتور أسامة الأزرق نقيب أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس الليبية (الشرق الأوسط)

نقيب «هيئة التدريس» في جامعة طرابلس لـ«الوحدة»: مطالبنا أو الاعتصام

رسم الدكتور أسامة الأزرق، نقيب أعضاء هيئة التدريس في جامعة طرابلس الليبية، صورةً قاتمةً للأوضاع بالجامعات هناك، واتهم حكومة «الوحدة» بـ«عدم الوفاء» بتعهداتها.

خالد محمود (القاهرة)

«هذا الشهر»... إيرلندا ستعترف بالدولة الفلسطينية

فلسطينيون أثناء مشاركتهم في مسيرة لإحياء الذكرى السادسة والسبعين للنكبة في رام الله بالضفة الغربية (رويترز)
فلسطينيون أثناء مشاركتهم في مسيرة لإحياء الذكرى السادسة والسبعين للنكبة في رام الله بالضفة الغربية (رويترز)
TT

«هذا الشهر»... إيرلندا ستعترف بالدولة الفلسطينية

فلسطينيون أثناء مشاركتهم في مسيرة لإحياء الذكرى السادسة والسبعين للنكبة في رام الله بالضفة الغربية (رويترز)
فلسطينيون أثناء مشاركتهم في مسيرة لإحياء الذكرى السادسة والسبعين للنكبة في رام الله بالضفة الغربية (رويترز)

أكد وزير الخارجية الإيرلندي، اليوم الأربعاء، أنّ بلاده ستعترف بالدولة الفلسطينية بحلول نهاية مايو (أيار) من دون أن يحدّد موعداً لذلك.

وقال مايكل مارتن الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء الإيرلندي، لإذاعة «نيوزتوك»، «سنعترف بدولة فلسطين قبل نهاية الشهر».

في مارس (آذار)، أعلن قادة إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا ومالطا في بيان مشترك، أنّهم مستعدّون للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وتقول إيرلندا منذ فترة طويلة إنّه ليس لديها أيّ اعتراض من حيث المبدأ على الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية إذا كان ذلك يمكن أن يساعد عملية السلام في الشرق الأوسط، حسب ما ذكرت وكالة «الصحافة الفرنسية».

غير أنّ الحرب التي تشنّها إسرائيل ضدّ حركة «حماس» في قطاع غزة أعطت القضية زخماً جديداً.

والأسبوع الماضي، قال منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنّ إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا تعتزم الاعتراف رمزياً بالدولة الفلسطينية في 21 مايو، ومن المحتمل أن تحذو دول أخرى حذوها.

لكنّ وزير الخارجية الإيرلندي أحجم الأربعاء عن تحديد موعد.

وقال إنّ «الموعد المحدّد لا يزال غير واضح، لأنّنا ما زلنا نجري نقاشات مع بعض الدول بشأن الاعتراف المشترك بالدولة الفلسطينية».

وأضاف «سيتّضح في الأيام القليلة المقبلة الموعد المحدّد، لكنّه بالتأكيد سيكون قبل نهاية الشهر الحالي».

وتابع «سأتطلّع إلى إجراء مشاورات اليوم مع بعض وزراء الخارجية فيما يتعلّق بالتفاصيل النهائية المحدّدة لهذا الأمر».

وكان رئيس الحكومة الإيرلندية سايمون هاريس أعلن الشهر الماضي خلال زيارة نظيره الإسباني بيدرو سانشيز إلى دبلن أنّ الدولتين ستنسّقان هذه الخطوة معاً.

وقال «عندما نمضي قدماً، نودّ أن نفعل ذلك مع أكبر عدد ممكن من الدول الأخرى، لإضفاء وزن على القرار، وتوجيه أقوى رسالة».


ما الأسباب التي دفعت بوتين لإقالة وزير دفاعه سيرغي شويغو؟

صورة وزّعتها وكالة «سبوتنيك» الروسية المملوكة للدولة في 26 أغسطس 2018 تظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وهما ينظران إلى النباتات خلال إجازة قصيرة في منطقة توفا النائية في جنوب سيبيريا. أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير دفاعه شويغو في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)
صورة وزّعتها وكالة «سبوتنيك» الروسية المملوكة للدولة في 26 أغسطس 2018 تظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وهما ينظران إلى النباتات خلال إجازة قصيرة في منطقة توفا النائية في جنوب سيبيريا. أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير دفاعه شويغو في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

ما الأسباب التي دفعت بوتين لإقالة وزير دفاعه سيرغي شويغو؟

صورة وزّعتها وكالة «سبوتنيك» الروسية المملوكة للدولة في 26 أغسطس 2018 تظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وهما ينظران إلى النباتات خلال إجازة قصيرة في منطقة توفا النائية في جنوب سيبيريا. أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير دفاعه شويغو في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)
صورة وزّعتها وكالة «سبوتنيك» الروسية المملوكة للدولة في 26 أغسطس 2018 تظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وهما ينظران إلى النباتات خلال إجازة قصيرة في منطقة توفا النائية في جنوب سيبيريا. أقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير دفاعه شويغو في 12 مايو 2024 (أ.ف.ب)

أثار قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإقالة وزير دفاعه سيرغي شويغو التكهنات والاستغراب بين المراقبين. وواجهت فترة ولاية شويغو، خاصة أثناء غزو أوكرانيا، انتقادات من داخل الجيش الروسي. وعلى الرغم من كونه مساعداً لبوتين منذ فترة طويلة، فإن تعامل شويغو مع الشؤون العسكرية كان مثيراً للجدل، وتفاقم ذلك بسبب فشل استراتيجية موسكو في الحرب الخاطفة في أوكرانيا والتمردات الداخلية، حسب تقرير الاثنين لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

حتى في خضم الأزمات التي عرفتها روسيا في الآونة الأخيرة مثل تمرد مجموعة «فاغنر» والنكسات العسكرية في أوكرانيا، تمكن شويغو من الاحتفاظ بمنصبه حتى وقت قريب. إلا أن إقالته، التي أُعلنت بعد إعادة انتخاب بوتين لولاية خامسة، تشير إلى تعديل وزاري كبير يهدف إلى الحفاظ على الاستقرار. واكتسبت الانتقادات الموجهة ضد شويغو، وخاصة فيما يتعلق بالفساد وسوء الإدارة داخل قطاع الدفاع، زخما، غذته فضائح مثل القبض على نائبه بتهمة الرشوة، وفق التقرير.

ليحل مكان شويغو، فاجأ بوتين الكثيرين بتعيين الاقتصادي أندريه بيلوسوف، المعروف بآرائه الاقتصادية التدخلية للدولة ونزاهته. ويتناقض اختيار بيلوسوف بشكل حاد مع خلفية شويغو، ما يشير إلى تحول في الأولويات نحو إصلاح قطاع الدفاع ومعالجة مزاعم الفساد. ويعكس تحرك بوتين، الرغبة في استعادة النظام والكفاءة داخل الجهاز العسكري الروسي، حسب «لوفيغارو».

ويدل تعيين أندريه بيلوسوف وزيراً للدفاع على تحول استراتيجي نحو اقتصاد حرب واسع النطاق، بما يتماشى مع رؤية بوتين طويلة الأمد للمواجهة الدائمة مع الغرب. إن الدور السابق الذي لعبه بيلوسوف في مكتب رئيس الوزراء خلال فترة حكم بوتين ومشاركته في تكييف الصناعة الروسية مع المجهود الحربي، يسلطان الضوء على مدى ملاءمته للإشراف على هذا التحول.

وتحت إشراف بيلوسوف، تعطي روسيا الأولوية للإنتاج العسكري والتوجه الاقتصادي لتخفيف العقوبات والحفاظ على النمو. وتؤكد خريطة الطريق التي وضعها بيلوسوف للسيادة التكنولوجية لروسيا بحلول عام 2030 على التركيز على تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد من خلال الابتكار والاكتفاء الذاتي. وفي الوقت نفسه، يتولى سيرغي شويغو، على الرغم من إقالته، دوراً مهماً كرئيس لمجلس الأمن الروسي، ليحل محل نيكولاي باتروشيف، ويكتسب نفوذاً في الأوساط الصناعية العسكرية الرئيسية في البلاد.


أعمال عنف واحتجاجات... ماذا يحدث في كاليدونيا الجديدة «جزيرة النيكل»؟

قوات الدرك الفرنسية تقف مع دروعها عند مدخل منطقة فالي دو تير في نوميا (أ.ف.ب)
قوات الدرك الفرنسية تقف مع دروعها عند مدخل منطقة فالي دو تير في نوميا (أ.ف.ب)
TT

أعمال عنف واحتجاجات... ماذا يحدث في كاليدونيا الجديدة «جزيرة النيكل»؟

قوات الدرك الفرنسية تقف مع دروعها عند مدخل منطقة فالي دو تير في نوميا (أ.ف.ب)
قوات الدرك الفرنسية تقف مع دروعها عند مدخل منطقة فالي دو تير في نوميا (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تشتعل فيه الاحتجاجات في إقليم كاليدونيا الجديدة، جنوب غربي المحيط الهادئ، اعتراضاً على تعديلات دستورية، شهدت أعمال عنف تعرضت خلالها الشرطة لهجمات. وقتل شخص بالرصاص في وقت مبكر من الساعات الأولى، اليوم الأربعاء، وأصيب اثنان في نوميا العاصمة، وفق ما أعلن المفوض السامي للجمهورية الفرنسية لوي لو فران.

وأوضح أنه تم «نقل ثلاثة مصابين إلى الطوارئ، تُوفي أحدهم بعد إصابته الرصاص. ليس برصاص الشرطة أو الدرك بل شخص أراد بالتأكيد الدفاع عن نفسه».

وكاليدونيا الجديدة واحدة من خمس مناطق جزرية تسيطر عليها فرنسا بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي محور خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيادة نفوذ بلاده في المحيط الهادئ. وتسعى فرنسا لإتاحة حقوق التصويت للمهاجرين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة لعشر سنوات، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

أشخاص يدفعون عربات التسوق بجوار سيارة محترقة بعد نهب سوبر ماركت وتخريب المتاجر في منطقة نجيا في نوميا (أ.ف.ب)

وتابع لو فران في تصريحاته قائلاً: «أترك لكم تصوّر ما سيحدث إذا بدأت ميليشيات إطلاق النار على أشخاص مسلّحين»، واصفاً الوضع في الأرخبيل بأنه «تمردي»، ودعا إلى الهدوء.

كذلك، أفاد لو فران بحصول «تبادل لإطلاق النار بين مثيري شغب ومجموعات دفاع مدني في نوميا وبايتا»، و«محاولة اقتحام مفرزة (درك) سان ميشال». ونفّذت الشرطة 140 عملية توقيف في منطقة نوميا، وفق حصيلة جديدة أعلنها لو فران.

لماذا نشبت الاحتجاجات؟

واندلعت احتجاجات منذ يومين بالتزامن مع مداولات في الجمعية الوطنية الفرنسية حول تعديلات في دستور كاليدونيا الجديدة. ومن شأن التعديلات المقترحة أن تسمح لعدد أكبر من السكان الفرنسيين بالتصويت في انتخابات الجزيرة، وهو ما يخشى أنصار الاستقلال من أن يقوض قدرة أصوات السكان الأصليين المعروفين باسم شعب الكاناك.

جلسة مناقشة التعديلات الجديدة أمس في الجمعية الوطنية الفرنسية في باريس (أ.ف.ب)

ويؤيد معسكر غير المؤيدين للاستقلال الإصلاح، فيما يرى معسكر الانفصاليين أن باريس تسعى من خلال ذلك إلى «مواصلة التقليل من شأن شعب الكاناك الأصلي» الذي كان يمثل 41.2 في المائة من سكان الجزيرة في تعداد عام 2019 مقابل 40.3 في المائة قبل عشرة أعوام، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ووفقاً للمادة الـ77 من الدستور الفرنسي، تقتصر القاعدة الانتخابية على الناخبين المشتركين في قوائم استفتاء تقرير المصير لعام 1998 وأحفادهم، ما يستبعد السكان الذين وصلوا بعد عام 1998 وكثير من السكان الأصليين.

بموجب ذلك يُحرم نحو 20 في المائة من الناخبين من حق التصويت في الانتخابات الإقليمية.

ماكرون يتدخل على خط الأزمة

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الأربعاء، إلى اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي؛ للبحث في أعمال الشغب في كاليدونيا الجديدة.

وألغى ماكرون رحلة إلى منطقة فرنسية كانت مقررة صباح الأربعاء، من أجل التعامل مع الأزمة في الأرخبيل الواقع في المحيط الهادئ، كما أُرجئ الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء إلى فترة ما بعد الظهر. وبالنسبة لباريس، يعد إقليم كاليدونيا مهماً من الناحية الجيوسياسية والعسكرية، وأيضاً بسبب مخزون النيكل فيه.

وفرضت السلطات الفرنسية حظر تجول في العاصمة نوميا، وعبّأت قوات الأمن وأغلقت مطارها الدولي بعد الاحتجاجات التي شهدت أعمال عنف.

وطالبت حكومة كاليدونيا بالهدوء، ونددت بتدمير الممتلكات. وقالت، في بيان الثلاثاء إن «كل أسباب السخط والإحباط والغضب لا يمكن أن تبرر تقويض أو تدمير ما تمكنت البلاد من بنائه على مدى عقود».

وأظهر مقطع فيديو الشرطة وهي تقوم بدوريات في الشوارع وسط سيارات محترقة وتصاعد لأعمدة الدخان، بعد أن أقام محتجون حواجز على طرق رئيسية، الاثنين.

موقع الإقليم

وتقع كاليدونيا الجديدة، الغنية بمعدن النيكل، على بعد 20 ألف كم من فرنسا، ويبلغ عدد سكانها 270 ألف نسمة؛ 41 في المائة منهم ميلانيزي، و24 في المائة من أصل أوروبي، معظمهم فرنسيون.

وساعد اتفاق نوميا لعام 1998 على إنهاء عقد من الصراع أودى بحياة 80 شخصاً من خلال تحديد مسار للحكم الذاتي التدريجي، وقَصَر التصويت بالانتخابات على سكان الكاناك الأصليين والمهاجرين الذين يعيشون في كاليدونيا الجديدة منذ عام 1998، وفقاً لما ذكرته «مونت كارلو».

وتتمتع المنطقة بدرجة كبيرة من الاستقلالية، ولكنها تعتمد بشكل كبير على فرنسا في أمور مثل الدفاع والتعليم. وما زالت تتلقى إعانات كبيرة من باريس. وتحظى الهوية الفرنسية بحضور طاغ بين السكان من العرق الأوروبي في كاليدونيا الجديدة الذين يمثلون نحو 27.1 في المائة من السكان.

الأمم المتحدة

وأدرجت كاليدونيا الجديدة في قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي من عام 1946 إلى عام 1947، بعد أن أحالت فرنسا معلومات بشأنها والأقاليم التابعة لها بموجب المادة 73 (هـ) من ميثاق الأمم المتحدة.

خريطة جزيرة كاليدونيا الجديدة (الموقع الرسمي للأمم المتحدة)

وفي عام 1986، أعادت الجمعية العامة إدراج كاليدونيا الجديدة في القائمة؛ إذ رأت أن «كاليدونيا الجديدة إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي في إطار المعنى الوارد في الميثاق»، وفقاً لما ذكره موقع الأمم المتحدة.

وجرى انتخاب رئيس كاليدونيا الجديدة لوي مابو في 2021 ليكون أول زعيم من السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال. وتم تأجيل الانتخابات البرلمانية، والتي كان من المقرر إجراؤها في مايو (أيار)، حتى نهاية العام.

أهمية الإقليم لفرنسا

الإقليم يقع تحت السيادة الفرنسية منذ عام 1853، ومهمٌّ من الناحية الجيوسياسية والعسكرية؛ حيث استخدمته بوصفه مستعمرة عقابية يُنفى إليها المخالفون للقوانين أو النظم الفرنسية. وأيضاً بسبب مخزون النيكل فيه الذي يمثل نحو 25 في المائة من إجمالي النيكل العالمي. وتشهد هذه المنطقة الكثير من التوترات منذ فترة طويلة بين السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال المعروفين بـ«الكاناك»، والمستوطنين الموالين لفرنسا.

عناصر من الشرطة في شوارع المدينة عام 2021 (أ.ب)

انخرط سكان كاليدونيا في محاولة الاستقلال عن باريس منذ ثمانينات القرن الماضي، عندما شهدت أراضيهم التي استعمرتها فرنسا في القرن التاسع عشر، فترة اضطرابات بلغت ذروتها في عملية احتجاز رهائن وهجوم على كهف أوفيا في مايو 1988. وقد أدت إلى مقتل 19 من الناشطين الكاناك وستة عسكريين. وبعد أقل من شهرين على هذه المأساة، نجح الاستقلاليون والموالون لفرنسا في إبرام اتفاقات «ماتينيون» التي أعادت توزيع السلطات في كاليدونيا الجديدة. وبعد عشر سنوات، أطلق توقيع اتفاق نوميا عملية لإنهاء الاستعمار تستمر عشرين عاماً.


حرره مسلحون من سيارة سجن في فرنسا... من هو محمد عمرا؟

السجين الهارب محمد عمرا (أ.ف.ب)
السجين الهارب محمد عمرا (أ.ف.ب)
TT

حرره مسلحون من سيارة سجن في فرنسا... من هو محمد عمرا؟

السجين الهارب محمد عمرا (أ.ف.ب)
السجين الهارب محمد عمرا (أ.ف.ب)

قالت الشرطة الفرنسية أمس (الثلاثاء) إن اثنين على الأقل من حراس أحد السجون قتلا بالرصاص، وأصيب ثلاثة بجروح خطيرة، بعد أن نصب رجال مدججون بالسلاح كميناً لسيارة تابعة للسجن، لتحرير أحد النزلاء.

ووقع الهجوم المنسق الذي يأتي وسط تصاعد أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات في جميع أنحاء أوروبا، نحو الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش، عند مركز تحصيل لرسوم المرور في إنكارفيل بمنطقة إير بشمال فرنسا. وقالت الشرطة إن السجين والمهاجمين لاذوا بالفرار.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على موقع «إكس»، إنّ «الهجوم الذي أودى بحياة عملاء في إدارة السجن، يشكّل صدمة لنا جميعاً». وأضاف أنّ «الأمّة تقف إلى جانب عائلات المصابين وزملائهم. يتمّ القيام بما يلزم للعثور على مرتكبي هذه الجريمة حتى يتمّ تحقيق العدالة باسم الشعب الفرنسي».

فماذا نعرف عن السجين الهارب؟

ذكرت شبكة «بي بي سي» البريطانية أن السجين الهارب يدعى محمد عمرا، ويبلغ من العمر 30 عاماً.

ويقول ممثلو الادعاء إن عمرا أُدين بالسطو في 10 مايو (أيار)، واتهمه ممثلو الادعاء في مرسيليا أيضاً بارتكاب جريمة اختطاف أدت إلى الوفاة؛ حيث يقال إنه كانت له علاقات بعصابة «السود» القوية في المدينة.

وكان قد احتجز في سجون منفصلة في مرسيليا وباريس وروان، خلال الإجراءات القانونية ضده بتهمة السرقة، والتي أسفرت عن الحكم عليه بالسجن لمدة 18 شهراً.

وكانت لديه 13 إدانة سابقة بمخالفات بسيطة إلى حد بعيد، بما في ذلك القيادة دون رخصة، والسرقة، ورفض التوقف بناء على طلب ضباط المرور.

لكن تورطه في وفاة رجل من درو بالقرب من روان تم اختطافه في مرسيليا، في أعمال مرتبطة بتهريب المخدرات، يشير إلى تورطه مع مجرمين أكثر خطورة.

وكان عمرا الذي عُرف بلقب «الذبابة»، محتجزاً في سجن فال دي رويل، في مدينة روان بالقرب من باريس، وورد أنه مثل أمام محكمة قريبة فيما يتعلق بهذه التهمة الجديدة قبل الكمين.

وأقر محامي عمرا، هيوز فيجييه، بأن عمرا قام بمحاولة هروب أخرى في عطلة نهاية الأسبوع، من خلال نشر قضبان زنزانته؛ لكنه أكد أنه صُدم من العنف «غير المبرر» و«المجنون» الذي استخدم لتهريبه.

وقال المحامي: «هذا لا يتوافق مع الانطباع الذي لدي عنه».

ومن جهتها، قالت والدة عمرا إنها انهارت باكية بعد أن سمعت عن الكمين.

وأضافت: «لقد انهرت وبكيت حين علمت بما حدث، فكيف يمكن أن تُزهق أرواح بهذه الطريقة؟».

وجاء الهجوم الذي أسفر عن تهريب عمرا في اليوم نفسه الذي نشر فيه مجلس الشيوخ الفرنسي تقريراً يحذر من أن فرنسا «تغرق» في جرائم المخدرات.

وقُتل نحو 50 شخصاً في حوادث إطلاق نار مرتبطة بالمخدرات في مرسيليا العام الماضي.


الجيش الأوكراني يعلن سحب عدد من قواته من أجزاء في منطقة خاركيف

قوات أوكرانية خلال معارك ضد روسيا (أرشيفية - رويترز)
قوات أوكرانية خلال معارك ضد روسيا (أرشيفية - رويترز)
TT

الجيش الأوكراني يعلن سحب عدد من قواته من أجزاء في منطقة خاركيف

قوات أوكرانية خلال معارك ضد روسيا (أرشيفية - رويترز)
قوات أوكرانية خلال معارك ضد روسيا (أرشيفية - رويترز)

أعلن الجيش الأوكراني، الأربعاء، أنه اضطر إلى التراجع في بعض أجزاء الجبهة الشمالية بمنطقة خاركيف؛ حيث تشن روسيا هجوماً جديداً منذ العاشر من مايو (أيار).

وقالت هيئة الأركان الأوكرانية، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «في بعض المناطق قرب لوكيانتسي وفوفتشانسك وبسبب قصف العدو وهجوم للمشاة، تراجعت وحداتنا باتجاه مواقع مناسبة أكثر لإنقاذ أرواح جنودنا، وتجنب تسجيل خسائر. والمعركة مستمرة».

وفي سياق متصل، ألغى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي زيارة له كانت مقرَّرة الجمعة إلى إسبانيا، على ما ذكر الإعلام الإسباني وما ورد في البرنامج الرسمي للقصر الملكي. وحدّث القصر الملكي الإسباني برنامج عمل العاهل الإسباني، صباح الأربعاء، مشيراً إلى إلغاء لقاء الملك فيليبي السادس والرئيس الأوكراني، فضلاً عن مأدبة غداء رسمية على شرف زيلينسكي.


بوتين: العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال اجتماع بمنتدى «الحزام والطريق» في بكين شهر أكتوبر الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال اجتماع بمنتدى «الحزام والطريق» في بكين شهر أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

بوتين: العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال اجتماع بمنتدى «الحزام والطريق» في بكين شهر أكتوبر الماضي (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال اجتماع بمنتدى «الحزام والطريق» في بكين شهر أكتوبر الماضي (رويترز)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الأربعاء) أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والصين تتطور بسرعة.

وقال بوتين في مقابلة مع وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) نشرت على الموقع الرسمي للكرملين: «تتطور العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلدينا بوتيرة سريعة، مما يدل على مناعة مستقرة في مواجهة التحديات الخارجية وظواهر الأزمات».

كما أعلن بوتين أن «الشراكة الروسية الصينية تقوم على مبادئ المساواة والثقة والاحترام المتبادل للسيادة، ومراعاة كل منهما مصالح الآخر»، وفقاً لما نقلته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.

وأضاف: «كان هناك دور خاص ومهم في تطوير علاقاتنا، قام به سياسيون حكماء وبعيدو النظر، ورجال دولة، مثل الرئيس الصيني شي جينبينغ».

وكشف الرئيس الروسي أن حجم التجارة الثنائية بين روسيا والصين يبلغ الآن نحو 20 تريليون روبل، أو ما يقرب من 6.‏1 تريليون يوان.

وقال: «ظلت الصين شريكنا التجاري الرئيسي على مدار 13 عاماً، وقد صعدت روسيا إلى المركز الرابع في ترتيب النظراء التجاريين للصين في عام 2023».


بريطانيا: مثول ثلاثة أمام المحكمة بتهمة التخطيط لمهاجمة الجالية اليهودية

الشرطة البريطانية: يجب أن يشعر الجميع بالأمان بغض النظر عن دينهم أو عرقهم (رويترز)
الشرطة البريطانية: يجب أن يشعر الجميع بالأمان بغض النظر عن دينهم أو عرقهم (رويترز)
TT

بريطانيا: مثول ثلاثة أمام المحكمة بتهمة التخطيط لمهاجمة الجالية اليهودية

الشرطة البريطانية: يجب أن يشعر الجميع بالأمان بغض النظر عن دينهم أو عرقهم (رويترز)
الشرطة البريطانية: يجب أن يشعر الجميع بالأمان بغض النظر عن دينهم أو عرقهم (رويترز)

مثل ثلاثة رجال أمام محكمة وستمنستر الجزئية بتهمة التحضير لهجوم مسلح يستهدف الطائفة اليهودية في شمال غربي إنجلترا.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اتُّهم كل من وليد السعداوي (36 عاماً)، وعمار حسين (50 عاماً)، بالتحضير لأعمال إرهابية في الفترة ما بين 13 ديسمبر (كانون الأول) 2023 و9 مايو (أيار) 2024.

وبكى شقيق السعداوي بلال (35 عاماً)، الذي قال إنه غير مذنب، وإنه لم يتم الكشف عن أي معلومات حول الخطط المزعومة.

وقيل في جلسة المحكمة إن المتهمين كانوا يشرعون بالتخطيط لهجوم مستوحى من «تنظيم الدولة الإسلامية» يهدف إلى التسبب في وفيات متعددة باستخدام أسلحة آلية بين أفراد الجالية اليهودية وقوات إنفاذ القانون والجيش.

وظهر كل من المتهمين الثلاثة في قفص الاتهام في جلسات استماع منفصلة.

واستعان حسين بمترجم عربي، لكن لم يكن لديه محامٍ ليمثله. وعندما سأله القاضي عما إذا كان يريد التقدم بطلب كفالة، قال: «افعل ما تريد»، في حين قال دفاع بلال السعداوي، إن موكله «رجل عائلة» وليس على علم بالخطط المزعومة. وأُرسلت القضية للاستماع يوم 24 مايو المقبل.

يُذكر أنه تم القبض على المتهمين الثلاثة يوم 8 مايو الماضي في مدينة مانشستر.

وفي بيان، قال مساعد قائد الشرطة، روب بوتس، إن تفاصيل القضية «سيكون لها تأثير كبير على المجتمعات الموجودة داخل مانشستر وخارجها»، مضيفاً: «يجب أن يشعر الجميع بالأمان بغض النظر عن دينهم أو عرقهم».

وبشأن الاتهامات قال بوتس: «الإجراء الذي اتخذناه حتى الآن يأتي في أعقاب تحقيق طويل الأمد ومُدار بعناية، ولا نعتقد أن هناك خطراً أوسع على الجمهور فيما يتعلق بهذه القضية».


توقيف 28 شخصاً خلال تظاهرات طلابية مؤيدة للفلسطينيين في أثينا

عناصر من الشرطة اليونانية يشاركون في عملية إجلاء طلاب من الجامعة وناشطين من كلية الحقوق بجامعة أثينا في أثينا 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)
عناصر من الشرطة اليونانية يشاركون في عملية إجلاء طلاب من الجامعة وناشطين من كلية الحقوق بجامعة أثينا في أثينا 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)
TT

توقيف 28 شخصاً خلال تظاهرات طلابية مؤيدة للفلسطينيين في أثينا

عناصر من الشرطة اليونانية يشاركون في عملية إجلاء طلاب من الجامعة وناشطين من كلية الحقوق بجامعة أثينا في أثينا 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)
عناصر من الشرطة اليونانية يشاركون في عملية إجلاء طلاب من الجامعة وناشطين من كلية الحقوق بجامعة أثينا في أثينا 14 مايو 2024 (إ.ب.أ)

أوقف 28 شخصاً بينهم تسعة أجانب، اليوم (الثلاثاء)، في اليونان، بعدما تدخّلت الشرطة لفضّ اعتصام طلّاب بدأ منذ الاثنين في كلية الحقوق في أثينا «تضامناً مع فلسطين»، حسبما أفادت الشرطة.

وقالت الشرطة في بيان إنّها قبضت على هؤلاء الأشخاص بتهمة «الإخلال بالنظام العام والإضرار بممتلكات الغير والعصيان».

وأضافت الشرطة أنّ المواطنين الأجانب الذين أوقفوا، وهم إسباني وثلاث فرنسيات وألمانيتان وإيطاليتان وبريطانية، «ليست لهم صلة» بكلية الحقوق في العاصمة اليونانية، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وشهدت أثينا في الأشهر الأخيرة العديد من التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين دعت إليها بشكل رئيسي الجماعات اليسارية، احتجاجاً على استمرار الحرب في قطاع غزة، من دون أن تصاحبها أعمال عنف كبيرة.

وبالإضافة إلى الحركة المؤيدة للفلسطينيين في أحرام الجامعات الأميركية، قام الطلاب أيضاً باحتلال أو إغلاق مبان جامعية في أوروبا، خصوصاً في باريس وبرلين وسويسرا، وتمّ إخلاء بعضها من قبل سلطات إنفاذ القانون.


بريطانيا: المعاهدة المقترحة لمواجهة الأوبئة الجديدة «غير مقبولة»

وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون (صورة من موقع الحكومة البريطانية)
وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون (صورة من موقع الحكومة البريطانية)
TT

بريطانيا: المعاهدة المقترحة لمواجهة الأوبئة الجديدة «غير مقبولة»

وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون (صورة من موقع الحكومة البريطانية)
وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون (صورة من موقع الحكومة البريطانية)

قال وزير الصحة البريطاني أندرو ستيفنسون، اليوم (الثلاثاء)، إن المعاهدة المقترحة من منظمة الصحة العالمية بشأن الجاهزية لمواجهة أوبئة مستقبلية «غير مقبولة» حالياً بالنسبة لبريطانيا.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، تسعى الدول الأعضاء في منظمة الصحة البالغ عددها 194 دولة، منذ عامين، إلى التوصل لاتفاق عالمي تاريخي بشأن الوقاية من الأوبئة والجاهزية والاستجابة في أعقاب الآثار المدمرة لجائحة «كوفيد – 19».

ورغم إبداء الرغبة في الالتزام بالإجراءات التي تهدف إلى منع كارثة أخرى على غرار كوفيد، فقد ظهرت خلافات كبيرة بين الدول حول كيفية تحقيقها.

وقررت الدول مواصلة التفاوض لأسبوعين إضافيين بعد انقضاء المهلة المحددة، الجمعة، دون اتفاق.

وقال الوزير المحافظ أمام البرلمان إن «النص الحالي غير مقبول بالنسبة لنا، بالتالي ما لم يتم تعديله وتنقيحه فلن نوقعه». وأضاف أن بريطانيا لن تقبل الاتفاق إلا «إذا كان يصب في مصلحة المملكة المتحدة الوطنية ويحترم سيادتنا الوطنية».

وزاد: «لن نسمح لمنظمة الصحة العالمية تحت أي ظرف من الظروف بأن تتمتع بسلطة لفرض أوامر العزل، هذا مرفوض، ولم يتم اقتراحه مطلقاً». وجزم بأن «حماية سيادتنا خط أحمر بريطاني».

ورغم التوصل إلى اتفاق عام بشأن بعض المواد الـ37، دون توقيعها رسمياً، فإن الجوانب الأساسية ما زالت في طريق مسدودة، وتتعلق بالوصول إلى مسببات الأمراض المكتشفة في البلدان والحصول على منتجات لمكافحة الأوبئة؛ مثل اللقاحات المنتجة من تلك المعرفة، والتوزيع العادل للفحوص والعلاجات واللقاحات المضادة للوباء إلى جانب وسائل إنتاجها.

وقال ستيفنسون: «ببساطة غير صحيح أن بريطانيا ستقدم خمس لقاحاتها في حالة حدوث جائحة مستقبلاً بموجب أي اتفاق».

وأضاف: «بالطبع نحن بلد كريم، يمكن للشركات أن تتخذ خياراتها للتبرع باللقاحات، لكن هذا سيكون قرارها ويجب أن يكون كذلك».


بلينكن يؤكد من كييف دعم الولايات المتحدة... وزيلينسكي يطالب بدفاعات جوية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)
TT

بلينكن يؤكد من كييف دعم الولايات المتحدة... وزيلينسكي يطالب بدفاعات جوية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)

على الرغم من أن الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لكييف تهدف إلى رفع معنويات الأوكرانيين وتطمينهم، فإنها كشفت أيضاً حراجة الموقف الذي تسبب فيه تأخير واشنطن لأشهر عدة، تقديمَ مساعداتها، وتحمّلها المسؤولية، ولو جزئياً، عن الخسارات التي مُنيت بها القوات الأوكرانية.

جاءت زيارة بلينكن، وهي الرابعة له للعاصمة الأوكرانية، وسط المكاسب العسكرية الروسية في شمال شرقي أوكرانيا، بعدما كانت إدارة بايدن قد حذرت لعدة أشهر، من أن تأخر الكونغرس في الموافقة على حزمة المساعدات سيجعل أوكرانيا عُرضة للخطر.

وصل على متن قطار ليلي آتياً من بولندا (أ.ب)

منطقة عازلة

وبينما أكد بلينكن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن المساعدات العسكرية الأميركية في طريقها في «وقت صعب» بالنسبة إلى المجهود الحربي الذي تبذله بلاده ضد روسيا، شدد الأخير على أن أكثر ما تحتاج إليه أوكرانيا، في «فترة صعبة بالنسبة لشرق بلادنا» هو توفير أنظمة دفاع جوي لحماية مدينة خاركيف، الشمالية الشرقية، ثاني أكبر مدينة أوكرانية، التي تسعى روسيا للسيطرة عليها.

ورغم ذلك، رجَّح خبراء عسكريون أميركيون أن يقتصر تركيز القوات الروسية التي تتقدم قرب خاركيف على بناء منطقة عازلة بين البلدين على وجه السرعة.

وقال أندريه بيلوسوف، المرشح لمنصب وزير الدفاع الروسي، الثلاثاء، إن المهمة الرئيسية لروسيا هي تحقيق النصر في ساحة المعركة في أوكرانيا بأقل قدر من الخسائر في القوات. وأضاف في جلسة برلمانية: «المهمة الرئيسية بالطبع تظل تحقيق النصر، وضمان تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية للعملية العسكرية الخاصة. وفي الوقت نفسه، أرغب في تأكيد ذلك بصفة خاصة، بأقل قدر من الخسائر البشرية».

سفيرة واشنطن في كييف تستقبل بلينكن (أ.ب)

وقال معهد دراسة الحرب في واشنطن، في تقرير نشره الاثنين، إن بناء منطقة عازلة يحظى بالأولوية لدى موسكو، بدلاً من شن هجوم أعمق في منطقة خاركيف.

وشنّت روسيا هجوماً مفاجئاً، الجمعة، على منطقة خاركيف، ثانية كبرى المدن الأوكرانية، في شمال شرقي البلاد قرب الحدود الروسية - الأوكرانية، محققةً «نجاحات تكتيكية» حسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية. وتثير هذه العملية مخاوف من تحقيق روسيا اختراقاً في مواجهة قوات أوكرانية تفتقر إلى الموارد.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال رئيس الأمن القومي الأوكراني أولكسندر ليتفيننكو، إن «أكثر من 30 ألف» جندي روسي يهاجمون منطقة خاركيف، مقدراً في الوقت نفسه أنه حتى الآن ليس هناك «تهديد» على مدينة خاركيف الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً من منطقة القتال والتي كانت تعدّ مليون ونصف المليون نسمة قبل الغزو الروسي.

وقال مسؤول المنطقة العسكرية في خاركيف فولوديمير أوسوف، إن القوات الروسية دخلت عبر «قرى واقعة على الحدود وكان من الصعب علينا الدفاع عنها». وأضاف: «إنهم يتمركزون على أرض مرتفعة ويقصفوننا منها (...) ويشنّون هجمات على مواقعنا». كما أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه دمّر 18 مسيّرة من طراز «شاهد» إيرانية الصنع أطلقتها روسيا على مناطق مختلفة خلال الليل. ومن الجانب الروسي، أعلنت وزارة الدفاع أن الدفاعات الجوية في منطقة بيلغورود اعترضت 25 صاروخاً أوكرانياً من طراز «آر إم - 70 فامباير».

ووجه زيلينسكي الشكر الجزيل إلى بلينكن على حزمة المساعدات «الحاسمة» البالغة 61 مليار دولار لبلاده، لكنه أضاف أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المساعدات، مشيراً إلى التقدم العسكري الروسي حول مدينة خاركيف في الأيام الأخيرة.

وسيطرت القوات الروسية على قرية أخرى هي لوكيانتسي خلال الليل، وقصفت مدينة خاركيف، صباح الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص.

 

الدفاع الجوي أولوية

وقال زيلينسكي، الذي عدَّ الدفاع الجوي «عجزاً بالنسبة لنا»: «ما نحتاج إليه حقاً اليوم، منظومتان من (باتريوت) لخاركيف». لكنَّ بلينكن لم يعلّق على هذا الطلب بشكل محدد، وقال إن المساعدات الأميركية، التي قال إن بعضها قد وصل بالفعل، «ستُحدث فرقاً حقيقياً في ساحة المعركة».

ويوم الاثنين، قالت سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم البنتاغون، إن المساعدات العسكرية الأميركية تصل إلى أوكرانيا، حيث يسعى جيشها إلى صد الهجمات الروسية في منطقة خاركيف. وقالت سينغ إن الهجمات الروسية على خاركيف لم تكن غير متوقعة، وإن الجنود الأوكرانيين يقاتلون بشراسة لوقف التوغلات الروسية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وأكدت سينغ إن الحزمة الأحدث بقيمة 400 مليون دولار، التي أعلنت عنها واشنطن، الجمعة الماضية، بعد حزمة المليار دولار الأولى التي أعلنها الرئيس بايدن، توفر قدرات عسكرية لدعم متطلبات ساحة المعركة الأكثر إلحاحاً في أوكرانيا، بما في ذلك الدفاع الجوي وقذائف المدفعية والمركبات المدرعة والأسلحة المضادة للدبابات. وقالت إن الهجمات الروسية حققت في منطقة خاركيف بعض المكاسب، «ونعلم أنهم كثفوا بعض تلك الحرائق عبر الحدود، ومن المرجح أن يزيدوا ذلك في الأسابيع المقبلة... لهذا السبب نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن أوكرانيا لديها ما تحتاج إليه».

أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاقٍ صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

وقالت إن المساعدات الأميركية تصل إلى أوكرانيا بسرعة، مشيرةً إلى أن وزارة الدفاع خزَّنت المساعدات مسبقاً قبل موافقة الكونغرس على حزمة المساعدات التكميلية. وأضافت سينغ: «عندما أُقرَّ المبلغ الإضافي، تمكنَّا من تدفق تلك المساعدات مباشرةً... لكن، بالطبع، أوكرانيا في معركة حقيقية، وهم يقاتلون كل يوم. وهم يفعلون ذلك بشجاعة. لقد رأيناهم قادرين على الاحتفاظ بالأراضي، ورأيناهم قادرين على دفع عودة الروس». وقالت: «شنَّ الروس هجوماً عدوانياً للغاية، لكننا نعتقد أن الأوكرانيين يواصلون إثبات أنفسهم في ساحة المعركة».

مسؤولية أميركية

وكان للتأخير في تمرير حزمة المساعدات التكميلية تأثير على ساحة المعركة، إذ أشارت التقارير إلى أن الجيش الأوكراني اضطر إلى تقنين توزيع الذخيرة على قوات الخطوط الأمامية، وخسرت قواته بعض الأراضي لصالح روسيا في شرق أوكرانيا.

ورفض مسؤول أميركي كبير، الربط بشكل مباشر بين تأخر المساعدات والمكاسب التي حققتها روسيا بالقرب من مدينة خاركيف. لكنه قال إنه من الواضح أن الفجوة في التمويل أدت إلى إضعاف أوكرانيا، التي يعاني جيشها نقص الذخيرة وغيرها من المعدات الحيوية. وقال المسؤول إن القوات الأوكرانية احتفظت بمواقعها وتسببت في خسائر فادحة للروس، ومن المرجح أن تحقق مكاسب مع تدفق المساعدة الأميركية إلى البلاد.

لكنَّ المتحدثة باسم البنتاغون أشارت إلى أن الوضع «كان من الممكن أن يكون أسوأ لكنَّ الحلفاء الأوروبيين تقدموا لتزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه». وقالت سينغ: «خلال الوقت الذي لم نتمكن فيه من تقديم مساعدات إضافية، كان حلفاؤنا وشركاؤنا الأوروبيون، وما زالوا يقدمون الدفاعات التي يحتاج إليها الأوكرانيون».

بناية تعرضت لقصف صاروخي في خاركيف (رويترز)

لماذا نجح الروس؟

وفي تقرير عن أسباب نجاح روسيا في تحقيق هذا التقدم المفاجئ على خطوط القتال، الذي عدَّه كيريلو بودانوف، رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، لصحيفة «نيويورك تايمز»، يوم الاثنين، «على الحافة» ويتجه نحو «الحرج»، سواء في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا، أو في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، فإن بعض التفسيرات تَردُّ الأمر إلى مزيج من «البراعة العسكرية الروسية والأخطاء الأوكرانية والأميركية».

وقالت الصحيفة: «لقد قامت القوات الروسية بتحسين أدائها القتالي منذ الأيام الأولى للحرب، عندما لم يبدُ أنها قادرة على فعل أي شيء بشكل صحيح. لكنها تكيفت مع ظروف ساحة المعركة. وعلى سبيل المثال، باستخدام الدراجات النارية للتقدم بسرعة نحو الخطوط الأوكرانية بدلاً من الاعتماد على الدبابات الثقيلة والمركبات المدرعة التي يمكن للطائرات من دون طيار والمدفعية الأوكرانية كشفها بسهولة. والأهم من ذلك أنهم كانوا يستخدمون (القنابل المنزلقة) الثقيلة لسحق الخطوط الأوكرانية في حين كانت أنظمة الحرب الإلكترونية الخاصة بهم تعمل على التشويش على الطائرات من دون طيار والصواريخ الأوكرانية. وفي الوقت نفسه، تعرضت القوات الأوكرانية لمعوقات شديدة بسبب التأخير الطويل في الموافقة على المساعدات الأميركية. ووجدت القوات الأوكرانية نفسها أقل تسليحاً بنسبة 10 إلى 1 في ذخيرة المدفعية، كما انخفضت ذخائر الدفاع الجوي لديها إلى حد خطير.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه «في الأشهر الستة الماضية، اعترضت أوكرانيا نحو 46 في المائة من الصواريخ الروسية، مقارنةً بـ73 في المائة في فترة الأشهر الستة السابقة. والشهر الماضي انخفض معدل الاعتراض إلى 30 في المائة من الصواريخ».

جنود روس يقودون في دبابتين خلال تدريبات عسكرية في منطقة لينينغراد بروسيا في هذه الصورة المنشورة 14 فبراير 2022 (رويترز)

الطيران الروسي عاد

وسمح عجز أوكرانيا عن توفير دفاع جوي مناسب لقوات الخطوط الأمامية، لروسيا باستخدام القوة الجوية بدرجة كبيرة للمرة الأولى. ورغم تدفق الذخائر والأسلحة الأميركية، حالياً، فإن الأمر سيستغرق أشهراً لتوفير الإمدادات الكافية لجميع القوات الأوكرانية، وهذا يفتح نافذة من الضعف يستغلها الروس، حسب التقرير.

كما يستطيع الروس الاستفادة من القيود الأميركية المفروضة على استخدام أي أسلحة أميركية لمهاجمة أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية. ويلقي «معهد دراسة الحرب» باللوم في التقدم الروسي الأخير «إلى حد كبير» على هذه القيود، التي تجعل من المستحيل على القوات الأوكرانية ضرب القوات الروسية المحتشدة لمهاجمتها على بُعد أميال قليلة فقط. وقد رفعت بريطانيا الآن القيود المماثلة التي فرضتها على استخدام أسلحتها، لكنَّ القيود الأميركية لا تزال قائمة.

ويضيف التقرير: «من المؤسف أن الحكومة الأوكرانية عملت أيضاً عن غير قصد على تمكين التقدم الروسي من خلال تباطُئها الشديد في توسيع قواتها المسلحة وبناء التحصينات. ورغم أن روسيا زادت إلى حد كبير عدد قواتها في أوكرانيا وما حولها، إلى ما يقرب من 500 ألف جندي، فإن أوكرانيا لا يزال لديها نحو 200 ألف جندي فقط على الجبهة. وقد استُنزف كثير من وحداتها، التي تقاتل دون توقف لأكثر من عامين، بشكل كبير. وفي الشهر الماضي فقط، أصدر البرلمان أخيراً قانون تعبئة جديد، حيث تخطط أوكرانيا الآن لإنشاء 10 ألوية إضافية، لكنّ التجنيد والتدريب والتسليح سيستغرق أشهراً، وهو وقت لا تملكه أوكرانيا».