اتفق قادة حلف شمال الأطلسي «الناتو» في أول يوم من قمتهم المنعقدة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، أمس، على تقديم دعم لأوكرانيا مع تأجيل إعلان جدول زمني للانضمام الذي تسعى إليه.
وأكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب ألقاه أمام القادة أنّ بلاده «ستجعل الحلف أقوى» في حال انضمامها. وقال زيلينسكي وقد وقف إلى جانبه نظيره الليتواني غيتاناس نوسيدا إنّ «الحلف الأطلسي سيعطي أوكرانيا الأمن، وأوكرانيا ستجعل الحلف أقوى»، قبل أن يتمّ رفع علم أوكراني أُحضر من ميدان المعركة في باخموت. وقبل خطابه بساعات، شنّ زيلينسكي هجوماً عنيفاً على الحلف، عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ انتقد تردده حيال انضمام بلاده، معرباً عن عدم ارتياحه لهذا الموقف الذي قال إنه يصب في مصلحة روسيا ويحفزّها على مواصلة الرعب والحرب.
وتقود الولايات المتحدة جهوداً تشارك فيها فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة لتوقيع اتفاقات ثنائية، أو جماعية، مع أوكرانيا، تضمن لها الاستمرار في الحصول على الدعم الحربي السخي، يمكن إبرامها على هامش القمة، على أن يتمّ توسيعها لاحقاً لتشمل «مجموعة الدول الصناعية السبع».
بدوره، أعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أنّ قادة الحلف اتفقوا على دعوة أوكرانيا للانضمام إلى التكتّل حين «تتوفّر الشروط». وقال ستولتنبرغ «هي المرة الأولى التي نستخدم فيها كلمة دعوة»، وذلك ردّاً على سؤال حول الاستياء الذي عبّر عنه زيلينسكي بسبب موقف الحلف. واتفقت دول «الأطلسي»، من جهة أخرى، على أنّ هدفها المتمثّل بإنفاق 2 في المائة من إجمالي ناتجها الداخلي على نفقات الدفاع سيصبح حدّاً أدنى.
في غضون ذلك، تحدت فرنسا وألمانيا روسيا، بالإعلان عن تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا تشمل أسلحة بعيدة المدى. وبينما كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أن بلاده ستزوّد أوكرانيا بصواريخ من طراز «سكالب»، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريس أن بلاده ستقدم حزمة مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة تناهز 700 مليون يورو، وتشمل نظام «باتريوت» الأميركي الصنع للدفاع الجوي، و40 عربة قتالية مدرعة من طراز «ماردر»، و25 دبابة من طراز «ليوبارد 1»، إضافة إلى 20 ألف قذيفة مدفعية وخمسة آلاف من الذخائر الدخانية.