تجاوب واسع مع دعوة جمعية رؤساء بلديات فرنسا

وزير الداخلية: لن نسمح لأحد بأن يطعن الجمهورية

رئيس بلدية لاهاي لي روز (الثالث من اليسار) مع عدد من كبار الساسة الفرنسيين خلال التعبئة المدنية اليوم في العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بالعنف الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)
رئيس بلدية لاهاي لي روز (الثالث من اليسار) مع عدد من كبار الساسة الفرنسيين خلال التعبئة المدنية اليوم في العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بالعنف الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)
TT

تجاوب واسع مع دعوة جمعية رؤساء بلديات فرنسا

رئيس بلدية لاهاي لي روز (الثالث من اليسار) مع عدد من كبار الساسة الفرنسيين خلال التعبئة المدنية اليوم في العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بالعنف الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)
رئيس بلدية لاهاي لي روز (الثالث من اليسار) مع عدد من كبار الساسة الفرنسيين خلال التعبئة المدنية اليوم في العاصمة الفرنسية باريس تنديداً بالعنف الذي تشهده البلاد (أ.ف.ب)

لبى الآلاف من الفرنسيين والسياسيين وأعضاء المجالس البلدية، وغيرهم من المسؤولين المحليين الدعوة التي وجهتها أمس، جمعية رؤساء بلديات فرنسا للتجمهر ظهر اليوم، أمام مقار البلديات في إطار تعبئة مدنية وللتنديد بالعنف الذي تشهده البلاد منذ أسبوع، وللدعوة من أجل «العودة إلى النظام الجمهوري».

وجاءت الدعوة بعد الاعتداءات التي تعرض لها نواب ورؤساء بلديات ومسؤولون محليون، والتي كان أخطرها الهجوم الذي حصل بواسطة سيارة ملئت بالمواد الملتهبة واخترقت ليلاً مدخل منزل رئيس بلدية لاهاي لي روز، وهي ضاحية تقع جنوب العاصمة باريس. وتدفق السياسيون، خصوصاً من حزب «الجمهوريون» اليميني التقليدي على البلدة المعروفة عموماً بهدوئها، وبأنها بلدة بورجوازية للتعبير عن وقوفهم إلى جانب رئيس البلدية فانسان جونبران الذي أصيبت زوجته بجروح لدى محاولتها إنقاذ ولديها والهروب من المنزل.

وقال الأخير، في كلمة أمام مقر البلدية، متحدثاً عن الأشخاص الذين اعتدوا على منزله: «لقد رأينا الوجه الحقيقي لهؤلاء المشاغبين، هؤلاء القتلة... لقد حاولوا اغتيال زوجتي وولدي الصغيرين وهم نيام»، مضيفاً أن زوجته «قامت بعمل شجاع؛ وهي بإنقاذ ولديّ أنقذت أيضاً الجمهورية».

وفي هذا السياق، أعلن ليندر فيربيك، رئيس المجلس الأوروبي في بيان، إدانته لتكاثر أعمال العنف والاعتداءات والتهديدات ضد المنتخبين في الإدارة المحلية، مشيراً إلى أن ما لا يقل عن 150 مقراً بلدياً، ومباني تابعة للبلديات وكثيراً من المدارس والمراكز الثقافية، قد تعرضت للتخريب، ما يمنع الخدمات العامة من العمل بشكل طبيعي.

وفيما تراجع العنف في الساعات الماضية، بعد 5 ليالٍ من الاشتباكات والحرائق وأعمال النهب والسلب، نبه وزير الداخلية جيرارد دارمانان إلى أنه «لن نسمح لأحد بأن يوجه طعنات للجمهورية»، مضيفاً أن انتشار القوى الأمنية سيبقى على حاله.

ومنذ 3 ليالٍ، تنشر وزارة الداخلية 45 ألف رجل على مجمل الأراضي الفرنسية لاحتواء موجة العنف التي انطلقت بعد مقتل مراهق من أصل جزائري اسمه نائل مرزوق، بعد أن أوقفه رجلا شرطة وطلب منه أحدهما وقف محرك سيارته والنزول منها. وبعد أن سعى الأخير للهرب بادره الشرطي الدراج بطلقة رصاصة من مسافة قريبة أردته.

بيد أن الرسالة الأهم لوزير الداخلية تأكيده أن سياسة الحكومة تقوم على الحزم والقبض على منتهكي القوانين وإحالتهم على القضاء، وأنه «لا أسباب اجتماعية تخفيفية» لأعمال العنف.

ومغزى ما يقوله دارمانان الرد على بعض الأصوات التي تحمل الدولة تبعات ما يحصل، بسبب سياساتها الاجتماعية التي تتبعها والعنصرية المتحكمة لدى بعض أفراد القوى الأمنية الذين يكنون كرهاً شديداً للمتحدرين من موجات الهجرة، خصوصاً الأفارقة والعرب. إلا أن الوزير الفرنسي سارع إلى تأكيد تمايزه بالتشديد على أنه «لا يخلط بين الأغلبية العظمى من سكان الأحياء الشعبية واللصوص».

وبرأيه، فإن التوازن المطلوب يقوم على الحوار مع سكان هذه الأحياء، ولكن في الوقت نفسه، انتهاج سياسة متشددة، وفيما يدور الجدل حول قانون يعود لعام 2017 ويعرف باسم «قانون كازنوف»، الذي يخفف شروط اللجوء إلى السلاح في حال التدقيقات المرورية من أجل إيقاف الرافضين الانصياع لأوامر الشرطة، أعلن وزير العدل، أريك دوبون - موريتي أنه سيكون عملاً سيئاً «اللجوء إلى العمل التشريعي بفعل التأثر الذي أوجده مقتل المراهق نائل مرزوق، من التابعية الجزائرية»، لكنه مولود في مدينة نانتير، حيث قتل صباح الثلاثاء الماضي. وأضاف دوبون - موريتي أنه «لا يعارض» تعديل القانون، لكنه يرى أن الأولوية يجب أن تركز على إعادة العمل بقوانين الجمهورية، «بعدها يمكن أن نعمد إلى تحليل شامل للوضع، وأن نستخلص بعض النتائج».


مقالات ذات صلة

باكستان: مقتل 4 من أفراد الأمن على يد متظاهرين مؤيدين لعمران خان

آسيا مناوشات بين رجال الشرطة الباكستانية وأنصار عمران خان في إسلام آباد (أ.ف.ب) play-circle 00:36

باكستان: مقتل 4 من أفراد الأمن على يد متظاهرين مؤيدين لعمران خان

دارت مواجهات في إسلام آباد، الثلاثاء، بين آلاف المتظاهرين المؤيدين لرئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان وقوات الأمن التي استخدمت القوة لتفريقهم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
شؤون إقليمية عائلات ومتضامنون مع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يحملون صور أحبائهم خلال احتجاج يطالب بالإفراج عنهم أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس الاثنين 18 نوفمبر 2024 (أ.ب)

أقارب الرهائن الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو

تظاهر أقارب رهائن محتجزين في قطاع غزة أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس، الاثنين، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق مع «حماس» للإفراج عنهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا أشخاص يرفعون صور عبد الله أوجلان أثناء المسيرة في كولونيا (د.ب.أ)

آلاف يتظاهرون في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن زعيم «العمال الكردستاني» أوجلان

تظاهر آلاف الأشخاص في مدينة كولونيا بغرب ألمانيا، السبت، للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان الذي اعتُقل قبل 25 عاماً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا متظاهرون يقتحمون مبنى البرلمان في جمهورية أبخازيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

زعيم أبخازيا يعلن استعداده للتنحي إذا أخلى متظاهرون مبنى البرلمان

قال رئيس جمهورية أبخازيا التي أعلنت انفصالها عن جورجيا والمدعومة من موسكو، السبت، إنه مستعد للاستقالة بعد اقتحام متظاهرين مبنى البرلمان.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا خلال مواجهات بين محتجّين والشرطة الهولندية في أمستردام يوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

الائتلاف الحاكم في هولندا يتجنب الانهيار وسط صراع بشأن «تعليقات عنصرية»

عقد مجلس الوزراء الهولندي جلسة طارئة، اليوم الجمعة، وسط تقارير عن احتمال انهيار الائتلاف الحاكم بسبب طريقة تعامل الحكومة مع أحداث العنف الأخيرة في أمستردام.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)

إيطاليا: هناك كثير من التحديات القانونية حول مذكرة اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

إيطاليا: هناك كثير من التحديات القانونية حول مذكرة اعتقال نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الثلاثاء، إن هناك كثيراً من التحديات القانونية حول مذكرة اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووفقاً لـ«رويترز»، أضاف وزير الخارجية في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع نظرائه في «مجموعة السبع»: «هناك كثير من التحديات القانونية، والجدوى تبدو لي نظرية للغاية؛ لأن نتنياهو لن يذهب أبداً إلى بلد يمكن القبض عليه فيه».