التقى مبعوث البابا فرنسيس للسلام في أوكرانيا الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي، خلال زيارته موسكو (الخميس)، المفوضة الروسية لشؤون الطفولة ماريا لفوفا بيلوفا، التي أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقها في مارس (آذار) بتهمة ترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير قانونية، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكان الموفد البابوي قد بدأ زيارته إلى روسيا في وقت سابق هذا الأسبوع. وهي الزيارة الأولى لمسؤول كبير في الفاتيكان منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وأعلنت المسؤولة الروسية عبر «تلغرام»: «بحثنا في مسائل إنسانية على ارتباط بالعمليات العسكرية وبحماية حقوق الأطفال» مرفقة المنشور بصور مع الكاردينال زوبي.
وأضافت: «أنا على ثقة بأن المحبة والرحمة المسيحية ستساعدان في الحوار والتفاهم المتبادل».
كما تشاور المبعوث مع بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الروسية كيريل، في لقاء نادر بين قادة من الكنيستين.
وقال كيريل، في بيان مقتضب في بداية لقائهما، «أنا سعيد للغاية بمجيئك إلى موسكو»، بحسب لقطات بثتها وسائل إعلام روسية.
وأضاف كيريل: «في وقت تشهد فيه العلاقات بين روسيا والغرب مشكلات في منتهى الخطورة... من المهم جداً أن تتحد القوى الراغبة في الحفاظ على السلام والعدالة جميعها»، متحدثاً عن «تهديد حقيقي بحدوث نزاع مسلح كبير وعالمي».
ودعا في البيان الكنيستَين إلى «بذل جهود مشتركة» لـ«منع تطور» الوضع «سلباً».
كما أبلغ كيريل زائره بـ«الاضطهاد الذي يتعرض له» الأرثوذكس في أوكرانيا، حيث تشهد الكنيسة القريبة من موسكو ضغوطاً من جانب السلطات.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، قد أصدرت في مارس مذكرتَي توقيف بحق لفوفا بيلوفا، والرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت إن المذكرتَين ترتبطان باتهامات بارتكاب جرائم حرب تتعلق بترحيل أطفال أوكرانيين بصورة غير شرعية.
وتقول كييف إن أكثر من عشرين ألف طفل أوكراني رُحّلوا إلى روسيا منذ الحملة العسكرية الواسعة للكرملين في أوكرانيا، وإن كثيراً منهم وُضعوا في مؤسسات رعاية.
رفض الكرملين ولفوفا بيلوفا الاتهامات، وقالا إن روسيا لا تعترف باختصاص المحكمة.
وكان زوبي زار كييف في الخامس والسادس من يونيو (حزيران).
وناشد الرئيس فولوديمير زيلينسكي الكاردينال الإيطالي العمل على إطلاق سراح أسرى حرب، وإعادة أطفال «تم ترحيلهم» إلى روسيا.