يستعد الجيش الفرنسي لحرب المسيّرات، لكن الحرب في أوكرانيا عجّلت من استعداده. في غضون بضعة أشهر، اتُّخذت خطوات حاسمة لمشروعين لصناعة المسيّرات هما «كوليبري» و«لاريناي»، اللتين أطلقتهما «وكالة الابتكار الدفاعي» الفرنسية في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق تقرير نشرته أمس (الأربعاء) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
سيزوَّد هذان البرنامجان القوات الفرنسية بطائرات من دون طيار منخفضة التكلفة قادرة على حمل عبوات ناسفة قادرة على تحييد مركبة على بُعد 5 كيلومترات (في برنامج «كوليبري») أو 50 كيلومتراً (في برنامج «لاريناي»). هذا النوع من الأسلحة «غائب عن الترسانة الفرنسية»، كما يؤكد الصناعيون «نيكستر (Nexter)» و«إيوس تكنولوجي (Eos Technology)» و«تراك (Traak)» الذين فازوا بمشروع «لاريناي»، يوم الاثنين. وقد فازت «نيكستر» و«إم بي دي إيه (MBDA)» بمشروع «كوليبري» في مارس (آذار). ويعتمد المشروع الأول على «الجناح الثابت» (للمسيّرة) ليعزز قدرتها على «التحمل»، والآخر يعتمد «الجناح الدوار» ليعزز «القدرة على المناورة».
هذه الطائرات المسيّرة، التي يتم توجيهها عن بُعد ومجهزة بكاميرات، تجعل من الممكن مراقبة ساحة المعركة وضرب أي هدف ممكن. فعلى سبيل المثال، «على الرغم من أن معدل نجاح مسيّرة لانسيت (الروسية) محدود»، فإن هذه الأسلحة «تستخدم في مهام الاستطلاع ومطاردة المدفعية الأوكرانية»، وفق جاك واتلينغ، الخبير في قضايا الدفاع.
وينص قانون البرمجة العسكرية الذي يجب أن تعتمده الجمعية العامة الفرنسية، وفق التقرير، لتلحق فرنسا بالرَّكْب (في مجال المسيّرات)، على أن «الطموح هو تطوير نوع فرنسي من الذخيرة التي يتم تشغيلها عن بُعد، وبحلول عام 2030، لتحقيق القدرة على الطيران في أسراب».