بعد 10 أيام على خضوعه لعملية جراحية في البطن، غادر البابا فرنسيس (86 عاماً) مستشفى «جيميلي» في روما، صباح الجمعة، عائداً إلى الفاتيكان، حيث سيبقى وضعه الصحي تحت المراقبة قبل صيف مثقل جداً.
وغادر البابا المستشفى على كرسي متحرك مبتسماً وسط حشد من المؤيدين والصحافيين المتجمعين عند مدخل المؤسسة، كما ذكر مراسل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
ورداً على سؤال لصحافي عن حالته الصحية، قال: «ما زلت على قيد الحياة».
وقد حيّا بعضهم وشكر آخرين قبل أن يعود إلى سيارته البيضاء محاطاً بفريق أمني كبير.
وبعد توقف في محطتين، إحداهما كنيسة «القديسة ماري الكبرى»، عاد البابا إلى الفاتيكان.
وقال «الكرسي الرسولي» إنه سيترأس صلاة التبشير (الأحد)، لكن لقاءه الأسبوعي العام يوم الأربعاء المقبل أُلغي ليستريح. وسيستأنف لقاءاته ومواعيده اعتباراً من الاثنين.
ويعاني البابا فرنسيس منذ انتخابه في 2013 من متاعب صحية عدة، منها مشكلات في الورك، إلى آلام الركبة، وعمليات جراحية خضع لها، والتهابات متكررة في الجهاز التنفسي.
وقد خضع خورخي بيرغوليو لعملية جراحية استغرقت 3 ساعات في السابع من يونيو (حزيران) تحت التخدير العام بسبب «التصاقات» مؤلمة على جدار بطنه نتيجة عملية في القولون أُجريت له في يوليو (تموز) 2021، وأدت إلى بقائه في المستشفى 10 أيام.
وخلال فترة نقاهته، أصدر الفاتيكان نشرات صحية يومية تؤكد «تحسنه المستمر» ومعطيات طبية جيدة و«اختبارات دم طبيعية». وقال جراحه سيرجيو ألفييري الذي كان في وداعه عند مغادرته المستشفى إن «البابا في صحة جيدة. أفضل مما كان من قبل».
واستأنف البابا العمل من غرفته، الواقعة في الطابق العاشر في «جيميلي»، الذي يوصف بأنه «مستشفى الباباوات»، في الغرفة التي أقام فيها مرات عدة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني.
وقد زار (الخميس) قسمي الأورام وجراحة الأعصاب للأطفال، الذين قدم له بعضهم رسائل ورسوماً يتمنون له فيها الشفاء العاجل. ونشر الفاتيكان صوراً هي الأولى منذ العملية الجراحية، يظهر فيها البابا على كرسي متحرك وهو يحيي المرضى والعاملين في أروقة المستشفى.
ويضطر رئيس الكنيسة الكاثوليكية، الذي خضع لعملية في الرئة عندما كان في الحادية والعشرين من العمر، باستمرار إلى تخفيف برنامج عمله بسبب مشكلات صحية. وفي الأشهر الأخيرة، تضاعفت الشائعات حول إمكانية تنازله عن منصبه.
وهي المرة الثالثة التي يدخل فيها البابا المستشفى خلال سنتين. وكان قد عاد إلى مستشفى «جيميلي» في نهاية مارس (آذار) بسبب التهاب تنفسي تطلب علاجاً بالمضادات الحيوية لثلاثة أيام.
وكان البابا لا يزال يعاني من «آثار ما بعد التخدير» لعملية أُجريت في 2021، مما دفعه إلى استبعاد جراحة في الركبة التي يشعر بآلام فيها منذ أشهر.
وعلى الرغم من المشكلات الطبية المتكررة فإن البابا فرنسيس يبقي على جدول أعمال مثقل، ويعقد عشرات اللقاءات في صباح يوم واحد في بعض الأحيان.
كما يواصل السفر بجدول أعمال حافل، وبرنامجه مثقل في الأشهر المقبلة.
وسيتوجه مطلع أغسطس (آب) إلى البرتغال للاحتفال باليوم العالمي للشبيبة، في زيارة يتضمن برنامجها نحو 20 اجتماعاً و11 خطاباً.
وسيسافر إلى منغوليا مطلع سبتمبر (أيلول)، ثم مرسيليا في جنوب فرنسا في 23 من الشهر ذاته.