عشرات الآلاف يتظاهرون في صربيا احتجاجاً على العنف

عشرات الآلاف يتظاهرون في صربيا ضد تصاعد موجة العنف (أ.ف.ب)
عشرات الآلاف يتظاهرون في صربيا ضد تصاعد موجة العنف (أ.ف.ب)
TT

عشرات الآلاف يتظاهرون في صربيا احتجاجاً على العنف

عشرات الآلاف يتظاهرون في صربيا ضد تصاعد موجة العنف (أ.ف.ب)
عشرات الآلاف يتظاهرون في صربيا ضد تصاعد موجة العنف (أ.ف.ب)

خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع في بلغراد، (السبت)، احتجاجاً على العنف، في إطار حركة نشأت عقب عمليتَي إطلاق نار أسفرتا عن مقتل 18 شخصاً مطلع مايو (أيار) وتحولت إلى تحرُّك كبير ضد الحكومة.

ورغم الأمطار الغزيرة، تجمّع متظاهرون يحملون زهوراً أمام مبنى البرلمان قبل أن يتوجهوا إلى مقر التلفزيون الوطني الذي حاصروه، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وطالب المتظاهرون باستقالة إدارة المحطة ومحرريها بعد اتهامهم بأنهم «أبواق السلطة».

ومنذ مطلع الشهر الحالي، تُنظّم أحزاب معارضة مظاهرات تحت شعار «صربيا ضد العنف» وتستقطب عشرات الآلاف من المواطنين في الدولة الواقعة في البلقان التي تضم 6.6 مليون نسمة.

وكانت آخر مظاهرات كثيفة شهدتها صربيا عام 2000 وأدت إلى سقوط رجل بلغراد القوي سلوبودان ميلوسيفيتش، وكان حينها الرئيس الحالي ألكسندر فوتشيتش (53 عاماً) وزيراً للإعلام.

وشهدت صربيا عمليتَي إطلاق نار خلال 48 ساعة مطلع مايو. ووقعت العملية الأولى حين أطلق تلميذ (13 عاماً) النار في مدرسة في وسط بلغراد، ما أسفر عن مقتل 9 من زملائه في الدراسة وحارس أمن.

ثم قتل شاب (21 عاماً) 8 أشخاص ببندقية رشاشة وأصاب 14 في قريتين على مسافة 60 كيلومتراً جنوب بلغراد.

ويتهم المتظاهرون السلطة والإعلام الخاضع لسيطرتها بتأجيج «ثقافة العنف» في صربيا، ويطالبون بإلغاء تراخيص المحطات التلفزيونية المقربة من الحكومة التي تنشر محتوى عنيفاً. كما يطالبون باستقالة وزير الداخلية ورئيس جهاز الاستخبارات.

ورداً على ذلك، نظّم الرئيس ألكسندر فوتشيتش، (الجمعة)، مسيرة حاشدة شارك فيها مؤيدون له أتوا إلى بلغراد من كل أنحاء صربيا في حافلات، ما دفع ناشطين حقوقيين إلى القول إن بعض المتظاهرين تعرّضوا لضغوط للمشاركة في الحدث.

واتهم الرئيس الصربي مجدداً أحزاب المعارضة بأنها «حاولت استغلال المأساة» لأغراض سياسية.


مقالات ذات صلة

اتهام الجامعات البريطانية بـ«التجسس» على الطلاب المتظاهرين

أوروبا جانب من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية (أ.ب)

اتهام الجامعات البريطانية بـ«التجسس» على الطلاب المتظاهرين

اتُّهمت الجامعات البريطانية بالتعاون مع الشرطة في مراقبة ومراجعة نشاطات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا متظاهرون في نيروبي الثلاثاء (رويترز)

ناشطون كينيون يدرسون تغيير استراتيجيتهم بعد تحول احتجاجات لأعمال عنف

يعيد ناشطون يقفون وراء تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في كينيا التفكير في استراتيجيتهم بعد أن تحولت مظاهرات أمس الثلاثاء إلى أعمال عنف ونهب.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
أفريقيا سيارتان أحرقهما المتظاهرون في مومباسا الثلاثاء (أ.ب)

كينيا: مظاهرات جديدة ضد الحكومة وصدامات في نيروبي

خرجت مظاهرات جديدة مناهضة للحكومة في كينيا الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شؤون إقليمية مظاهرة في تل أبيب تطالب بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس» وإجراء انتخابات جديدة (رويترز)

آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بعودة الرهائن وانتخابات جديدة

خرج آلاف الإسرائيليين مرة أخرى إلى الشوارع في عدة مدن، مساء أمس (السبت)، للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس» وإجراء انتخابات جديدة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أفريقيا أحد أفراد الشرطة يطلق الغاز المسيل للدموع على مظاهرة في نيروبي بكينيا (رويترز)

الشرطة الكينية تطلق الغاز المسيّل للدموع على متظاهرين في نيروبي

أطلقت الشرطة الكينية الغاز المسيّل للدموع على مجموعة صغيرة من المتظاهرين في العاصمة نيروبي، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (نيروبي)

زيلينسكي سيلتقي قادة الكونغرس لفهم ما إذا كانت بلاده ستلقى الدعم أم ستُترك وحيدة بعد نوفمبر

زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)
زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)
TT

زيلينسكي سيلتقي قادة الكونغرس لفهم ما إذا كانت بلاده ستلقى الدعم أم ستُترك وحيدة بعد نوفمبر

زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)
زيلينسكي مع الرئيس الحالي جو بايدن (أ.ب)

بعد ساعات على «طلبه» من دونالد ترمب، المرشح الجمهوري الأوفر حظاً للفوز في انتخابات الرئاسة الأميركية، الكشف عن «خطته» لإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، ذكرت تقارير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيلتقي الأربعاء المقبل، كبار قادة الكونغرس الأميركي، على هامش مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

ومن المقرر أن يلتقي وفداً من مجلس الشيوخ من الحزبين، بقيادة زعيم الأغلبية الديمقراطية، السيناتور تشاك شومر، وزعيم الأقلية الجمهورية السيناتور ميتش ماكونيل. ومن مجلس النواب، سيجتمع برئيس المجلس مايك جونسون وزعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية مايكل ماكول. وأضافت التقارير أن زيلينسكي يسعى إلى فهم ما إذا كانت أوكرانيا ستبقى تتمتع بدعم قوي من الولايات المتحدة، بعد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، في حال فوز ترمب في الانتخابات، أم أنها ستترك لتتدبر أمرها بنفسها؟

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجوار بطارية «باتريوت» خلال تدريبات عسكرية في ألمانيا 11 يونيو 2024 (أ.ب)

ما هي خطة ترمب؟

وفي مقابلة له مع وكالة «بلومبرغ»، تحدى زيلينسكي، ترمب، أن يكشف خطته بشأن إنهاء الحرب بسرعة مع روسيا، محذراً من أن «أي اقتراح يجب أن يتجنب انتهاك سيادة بلاده». وقال زيلينسكي: «إذا كان ترمب يعرف كيف ينهي هذه الحرب، فعليه أن يخبرنا اليوم. وإذا كانت هناك أخطار تهدد استقلال أوكرانيا وخسارة الدولة، يجب أن نكون مستعدين لهذا، ونريد أن نعرف».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرحب بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كييف في مايو (أ.ب)

من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،‭‭ ‬‬الخميس، إنه شاهد مقتطفات من المناظرة التي جمعت بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه دونالد ترمب، لكنه مشغول بما يكفي من العمل الذي يحتاج إلى إتمامه. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تزال قوة عظمى. ورداً على سؤال حول اقتراح ترمب بإمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، قال بوتين إن روسيا تأخذه على محمل الجد.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

وكان ترمب قد كرّر قوله خلال المناظرة الرئاسية مع منافسه الرئيس بايدن، إنه «يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة إذا فاز في الانتخابات».

وأعرب زيلينسكي عن أسفه لتأخر تسلم أوكرانيا الأسلحة من الحلفاء الغربيين، وذكّر بأنه «مستعد على الأرجح» للقاء ترمب لسماع مقترحات فريقه. وأضاف: «لكن لا يمكنهم التخطيط لحياتي وحياة شعبنا وأطفالنا. نريد أن نفهم ما إذا كنا سنحظى في نوفمبر المقبل بدعم قوي من الولايات المتحدة، أم سنكون بمفردنا».

وكان زيلينسكي قد التقى هذا الأسبوع وفداً من الكونغرس من الحزبين بقيادة رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك تورنر. وقال تيرنر في بيان إن زيلينسكي واصل في الاجتماع الدعوة إلى دعم جوي إضافي ودفاعات جوية، «وكذلك أن تأتي مساعدات الولايات المتحدة بسرعة أكبر، وكلها أمور نشاركه مخاوفه».

تحذير من تماسك «ناتو»

وتدور مناقشات ساخنة بشأن احتمال انضمام أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي في المستقبل، بينما لا تزال إدارة بايدن، تمتنع عن دعم العضوية الفورية لكييف. ونقلت صحيفة «بوليتيكو» رسالة لمجموعة خبراء في السياسة الخارجية، تحذر من التقدم نحو عضوية أوكرانيا لحلف «ناتو». وقالت الرسالة إن من شأن هذه الخطوة الآن، أن تعرّض الولايات المتحدة وحلفاءها للخطر وتمزق التحالف، في ظل التفسير الفضفاض للمادة الخامسة للحلف، التي تدعو الحلفاء إلى الدفاع عن العضو الذي تعرّض للهجوم، في حال قيام روسيا بمهاجمة أوكرانيا في المستقبل. وجاء في الرسالة: «كلما اقترب (ناتو) من الوعد بانضمام أوكرانيا إلى الحلف بمجرد انتهاء الحرب، زاد الحافز لروسيا لمواصلة خوض الحرب». وأضافت أن «التحديات التي تفرضها روسيا يمكن إدارتها دون ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي».

غير أن محللين آخرين، خالفوا هذا الرأي، قائلين إن الحلفاء سيستفيدون من تقديم توضيح لأوكرانيا بشأن شروط عضويتها المستقبلية في القمة.

زيلينسكي يخاطب البرلمان الفرنسي في باريس (أ.ب)

ورغم أن انضمامها ليس مطروحاً على جدول أعمال القمة كقضية إجرائية، غير أن معظم التسريبات، وخصوصاً من المسؤولين الأميركيين، تحدثت عن خطوات «عملية» لتقديم «جسر» عبور لها، من خلال تقديم ضمانات تبدأ بتشكيل إدارة جديدة للمساعدات العسكرية من الحلف مباشرة، بدلاً من «مجموعة الاتصال الدفاعية» التي تقودها الولايات المتحدة الآن. وعدّ هذا الإجراء، لفتة حُسن نية بأن الغرب سيدعم أوكرانيا على المدى الطويل، حتى لو لم يتم منحها العضوية في الوقت الحالي.

أوكرانيا تطمح لضمانات أمنية

وهو ما تتوقعه أوكرانيا على الأقل، التي تبحث عن الضمانات الأمنية، حيث صدرت بالفعل علامات تبعث على الأمل بالنسبة لها. فقد وافق أعضاء «ناتو» على طلب أمين عام الحلف المنتهية مدته، ينس ستولتنبرغ، بإبقاء التمويل العسكري للبلاد عند 43 مليار دولار في عام 2025، وهو مستوى التمويل نفسه الذي قدمه الحلف منذ الغزو الروسي. وأعلنت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء عن حزمة أمنية جديدة بقيمة 2.3 مليار دولار لأوكرانيا.

و

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

في مقالة له في مجلة «فورين أفيرز» يوم الأربعاء، لم يذكر ستولتنبرغ صراحة عضوية أوكرانيا، لكنه ألمح إلى مستقبل كييف إلى جانب الحلف والمخاوف بشأن هذه المسألة: «نريد أن نوضح أننا في هذا الأمر على المدى الطويل... إن تكثيف دعمنا لا يجعل من (ناتو) طرفاً في هذا الصراع».

ويقول الأوكرانيون إنهم يحتاجون إلى الغرب لتوفير أسلحة وذخيرة إضافية أكثر من حاجتهم إلى الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وفقاً لاستطلاع رأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يوم الأربعاء. ويؤيد 22 في المائة فقط من الأوكرانيين قبول عضوية «ناتو» مقابل التخلي عن الأراضي التي تحتلها روسيا، بينما يعارض 71 في المائة مثل هذه الصفقة.

وقال أندريه يرماك، كبير مستشاري الرئيس زيلينسكي، لمجموعة صغيرة من الصحافيين، الثلاثاء، إن أوكرانيا لا تزال تسعى لتحقيق أهدافها القصوى ضد روسيا لاستعادة جميع الأراضي التي فقدتها في الحرب. وأضاف أن أوكرانيا «لم تكن مستعدة للتوصل إلى حل وسط»، على الرغم من أن بعض حلفاء الولايات المتحدة وأوروبا همسوا بهدوء للمسؤولين في كييف بضرورة بدء المحادثات مع روسيا. وقال إن بلاده مستعدة للتفاوض فقط على أساس صيغة السلام المكونة من 10 نقاط، التي قال إنها ستؤدي إلى «سلام عادل» لبلاده.

أوكرانيا تسحب قواتها من مدينة استراتيجية

ميدانياً، أكد الجيش الأوكراني، الخميس، انسحابه من مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية في شرق البلاد بعدما أعلنت موسكو الأربعاء السيطرة عليها. وأعلنت روسيا الأربعاء للمرة الأولى أنها سيطرت على حي في المدينة الاستراتيجية التي تحاول منذ أشهر السيطرة عليها أملاً بتحقيق اختراق حاسم في شرق أوكرانيا.

وأعلن الجيش الأوكراني، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أنه اضطر إلى التخلي عن الجزء الشرقي من المدينة الواقعة في منطقة دونيتسك، وذلك بعد أشهر من القتال. ونقلت وكالة «إنترفاكس - أوكرانيا» عن المتحدث باسم القوات المحلية المعروفة باسم تجمع جيش خورتيتسيا، نزار فولوشين، القول: «تم تدمير مواقع المدافعين عنا». وأضاف، أنه لم يعد بالإمكان التحكم في منطقة كانال بالمدينة، وأشار إلى أنه قد صدرت تعليمات بالتراجع إلى مواقع جديدة. وأوضح فولوشين أنه لم يتبق هناك أي مبنى لم يتأثر، وقال إن: «القصف ونيران المدفعية تركت وراءها خراباً شاملاً». وكان فولوشين قد أكد قبل أسبوع أن الجيش الأوكراني قد دفع أمامه القوات الروسية المعارضة بعيداً عن المنطقة.

كما ذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية، الخميس، أن هجوماً صاروخياً روسياً استهدف منطقة بولتافا في أوكرانيا الأربعاء ألحق أضراراً ببنية تحتية للغاز، وأسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين. وأفادت الوزارة على «تلغرام» بتضرر بنية تحتية لم تحددها ومنشأة تابعة لإحدى شركات إنتاج الغاز جراء الهجوم. وكانت القوات الجوية الأوكرانية قالت الأربعاء إنها أسقطت صاروخاً روسياً فوق بولتافا، في حين أفاد حاكم المنطقة بوقوع أضرار ناجمة عن شظايا.