ميدفيديف يتوقع صراعاً لعقود... أو تدمير أوكرانيا بضربة نووية استباقية

هجمات متبادلة على خيرسون وباخموت... وموسكو تستهدف كييف بغارات ليلية

نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي. وعبرّ ميدفيديف عن قناعته بأن الصراع في أوكرانيا قد يستمر لعقود في حال لم تحسمه روسيا بنصر حاسم (إ.ب.أ)
نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي. وعبرّ ميدفيديف عن قناعته بأن الصراع في أوكرانيا قد يستمر لعقود في حال لم تحسمه روسيا بنصر حاسم (إ.ب.أ)
TT

ميدفيديف يتوقع صراعاً لعقود... أو تدمير أوكرانيا بضربة نووية استباقية

نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي. وعبرّ ميدفيديف عن قناعته بأن الصراع في أوكرانيا قد يستمر لعقود في حال لم تحسمه روسيا بنصر حاسم (إ.ب.أ)
نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف مع الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي. وعبرّ ميدفيديف عن قناعته بأن الصراع في أوكرانيا قد يستمر لعقود في حال لم تحسمه روسيا بنصر حاسم (إ.ب.أ)

أعرب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف عن اقتناعه بأن الصراع في أوكرانيا «قد يستمر عقوداً» إذا لم تحسمه روسيا بنصر حاسم على «النازية». وأثار مجدداً الجدل بتصريحاته النارية المثيرة التي لم يغب عنها التلويح باحتمال الانتقال لاستخدام أسلحة نووية. وقال ميدفيديف للصحافيين خلال زيارة يقوم بها إلى فيتنام، إن الصراع الأوكراني «قد يستمر فترة طويلة، وربما عقوداً».

لم يستبعد ميدفيديف أن تقدِم الدول الأوروبية والولايات المتحدة على تزويد كييف بأسلحة نووية (إ.ب.أ)

وزاد أن «هذا واقع جديد، وظروف جديدة للحياة. طالما توجد هذه القوة، ستكون هناك، على سبيل المثال، ثلاث سنوات من الهدنة، وسنتان من الصراع، وسوف يعود الوضع إلى الاشتعال في كل مرة»، ورأى أن البديل الوحيد يكمن في «ضرورة التدمير الكامل لطبيعة القوة النازية في كييف».

وفي السياق ذاته، رأى أن «أوروبا أصبحت مجنونة وتحاول تأجيج الوضع بكل الطرق»، ولم يستبعد أن تقدِم الدول الأوروبية والولايات المتحدة على تزويد كييف بأسلحة نووية.

ولفت إلى أن التطورات الجارية، بما في ذلك قرار دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بتزويد كييف بطائرات مقاتلة من طراز «إف - 16»، تظهر أن الغرب قد يتجه أيضاً إلى زج أسلحة نووية في المعركة، مشدداً على أنه «إذا حدث ذلك، سوف يتعين على روسيا شن ضربة استباقية»، وزاد «هذا يعني أن صاروخاً بشحنة نووية سوف يصل إليهم. هذه قوانين حرب لا رجوع فيها».

قررت الولايات المتحدة تزويد كييف بطائرات مقاتلة من طراز «إف - 16» (أ.ف.ب)

ويشير محللون إلى أن مستوى الخطر لم يرتفع، لأن روسيا قادرة بالفعل على الوصول إلى أهداف محتملة بأسلحتها النووية. وقال مراقبون من «المعهد الأميركي لدراسة الحرب» إن نقل أسلحة نووية روسية إلى بيلاروسيا لا يعني أن هناك خطراً كبيراً يتعلق بالتصعيد في حرب الكرملين على أوكرانيا.

وبحسب تحليل المعهد، لا يزال استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسلحة نووية في أوكرانيا، أو أي مكان آخر، أمراً غير محتمل. وتأتي تصريحات المعهد بعدما قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الخميس، إن نقل الأسلحة المقرر إلى بلاده بدأ بالفعل، عقب لقائه ببوتين.

ووفقاً لموسكو، ستتمركز الأسلحة النووية التكتيكية، وهي ذات مدى أقصر من الصواريخ النووية الاستراتيجية، على حدود بيلاروسيا مع بولندا. وأضاف التحليل أن وجود هذه الأسلحة في بيلاروسيا يفيد بشكل رئيسي في توسيع البنية التحتية العسكرية الروسية وهياكل القيادة في الدولة المجاورة.

وأوضح ميدفيديف أنه «عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية، فيسكون من الضروري توجيه ضربة استباقية».

وكانت بريطانيا أعلنت في وقت سابق أنها ستزود كييف بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب، وهو ما اعتبرته موسكو تطوراً خطيراً.

اللافت، أن ميدفيديف الذي دأب منذ اندلاع الأعمال القتالية في أوكرانيا على التلويح بحرب نووية كتب أخيراً على قناته في شبكة «تلغرام» أن أوكرانيا «يمكن أن تختفي من الخريطة بنتيجة الصراع القائم حالياً»، وقال إن كييف تقف أمام سيناريوهين: «تفكك الجمهورية بعد هزيمة كييف إما من خلال عملية تآكل بطيء نسبياً للدولة الأوكرانية، أو عبر انهيار فوري للدولة».

واقترح ميدفيديف تقسيمها، بحيث ينضم الشرق إلى روسيا، ويتم دمج مناطق في الغرب في العديد من الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، أما سكان المناطق الوسطى، فيمكنهم بعد ذلك التصويت لصالح الانضمام إلى روسيا.

وكتب ميدفيديف أن تلك النتيجة «تنهي الصراع بضمانات كافية، بعدم استئنافه على مدى أطول» وعلى نقيض ذلك، إذا انضم بقية أوكرانيا المستقلة إلى الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي (ناتو)، فمن المحتمل أن يندلع الصراع مجدداً «مع خطر احتمال أن يتحول إلى حرب عالمية ثالثة واسعة النطاق».

وأشار نائب رئيس مجلس الأمن إلى أن «موسكو في حاجة إلى سيناريو ثالث لاختفاء أوكرانيا عن الخريطة»، يشتمل على انضمام سكان «المناطق المركزية وبعض المناطق الأخرى»؛ ما يعني «انتهاء الصراع تماماً مع توافر ضمانات بعدم استئنافه مجدداً».

ميدانياً، شهدت ليلة الخميس - الجمعة تصعيداً عنيفاً على كل الجبهات. وأعلنت أوكرانيا وروسيا وقوع هجمات بصواريخ وطائرات مسيّرة، وعن سلسلة من الانفجارات، الجمعة. وأطلقت روسيا 17 صاروخاً و31 طائرة مسيرّة طراز «كاميكازي» على أوكرانيا، حسبما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، التي أضافت أنها أسقطت 10 صواريخ كروز و23 طائرة مسيّرة إيرانية من طراز «شاهد»، فضلاً عن طائرتي استطلاع.

وانطلقت صافرات الإنذار في أنحاء البلاد خلال الليل، واستمرت موجة الهجمات، التي استهدفت كييف أيضاً حتى الصباح. وأفادت السلطات الأوكرانية بوقوع غارات جوية على منطقتي خاركيف ودنيبروبتروفيسك الأوكرانيتين. وأعلنت الإدارة العسكرية في دنيبرو وقوع انفجارات وتدمير شركتين ومحطة وقود ومنزل. وأشارت الإدارة إلى هجوم كبير، بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

وفي العاصمة الأوكرانية كييف، استدعت الصواريخ تدخل الدفاعات الجوية. وذكر سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في المدينة، أن حطام صاروخ دمر سطح مركز تسوق وترفيه. وتعرّض منزل في مكان آخر لأضرار. كما أشار إلى حدوث أضرار لسيارات في مرآب، من دون سقوط أي قتلى أو جرحى.

وأفادت روسيا أيضاً بتعرض أراضيها لهجمات أوكرانية. ولفت التقرير إلى وقوع انفجار في كراسنودار يشتبه في أنه جاء إثر هجوم بطائرة مسيرة.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الوحدات المحمولة جواً في مواقعها المحصّنة على الجانب الجنوبي لاتجاه أرتيموفسك (باخموت) تصدت لهجمات مركزة شنّتها القوات المسلحة الأوكرانية وسعت من خلالها إلى إحداث اختراق على خطوط التماس. وأفاد بيان الوزارة بأن «وحدات القوات المحمولة جواً تقوم بثقة بالدفاع النشط وتدمّر أفراد ومعدات القوات المسلحة الأوكرانية على الجانب الجنوبي لاتجاه أرتيوموفسك. وقد جهّز المظليون شبكة واسعة من المعاقل وصدوا بثقة جميع طلعات التشكيلات الأوكرانية».

وسقطت عشرات القذائف المدفعية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في منطقة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، بحسب ما أفاد الجمعة حاكم المنطقة التي شهدت في بداية الأسبوع توغلاً مسلحاً تبنته مجموعتان روسيتان تقاتلان إلى جانب كييف. وقال فياتشيسلاف غلادكوف عبر «تلغرام» إن قرية كوزينكا خصوصاً في مقاطعة غريفورون أصيبت بـ132 قذيفة. وتضرر عدد من المباني في المنطقة، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات، بحسب المسؤول.

وأعلنت موسكو أن القوات الأوكرانية شنّت هجوماً مكثفاً خلال الليل على منطقة خيرسون، وأفادت في بيان بأن «القوات الأوكرانية لم تتوقف طوال ساعات الليل عن توجيه قصف مدفعي على المدن الواقعة على الضفة اليسرى لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون والقرى المحيطة، وأطلقت 32 قذيفة عليها». ووفقاً للبيان العسكري، «خلال الليل واصل نظام كييف قصف البنى التحتية المدنية في بلدات نوفايا كاخوفكا وفيليكا ليبيتيخا وغورنوستيفكا وهيروسكوي».

وكانت موسكو انسحبت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من مدينة خيرسون ونقلت قواتها إلى من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو لتعزيز الدفاعات على طول الضفة اليسرى. وتسيطر القوات الروسية حالياً على 75 في المائة من أراضي إقليم خيرسون، بينما تسيطر كييف على مناطق مركزية بينها مدينة خيرسون عاصمة الإقليم.

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام أوكرانية صباح الجمعة بأن موسكو شنّت سلسلة غارات ليلية استهدفت كييف ومدناً أوكرانية أخرى. ونقلت أنه «تم سماع دوي انفجارات ضخمة في مدينة كييف وفي المناطق المحيطة بها». وأشار التلفزيون الرسمي الأوكراني إلى أن وسائل الدفاع الجوي كانت تتصدى لأهداف جوية في سماء المنطقة. ووفقاً للقناة، فقد تم إعلان حالة التأهب الجوي على كامل أراضي أوكرانيا تقريباً، باستثناء المناطق الغربية.


مقالات ذات صلة

أوكرانيا: روسيا بدأت هجوماً برياً في منطقة خاركيف

أوروبا جنود أوكرانيون يستخدمون راجمة صواريخ صغيرة (أ.ب)

أوكرانيا: روسيا بدأت هجوماً برياً في منطقة خاركيف

بدأت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، حيث تدور معارك بينها وبين قوات كييف، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)

الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين

حظي الرئيس الصيني شي جينبينغ، الخميس، باستقبال حار في المجر، المحطة الأخيرة في جولته الأوروبية.

«الشرق الأوسط» (بودابست)
أوروبا جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)

زيلينسكي يقيل مسؤول أمنه الشخصي وقائد قوات العمليات الخاصة

أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قائد قوات العمليات الخاصة للمرة الثانية خلال ستة أشهر

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا العرض العسكري في الساحة الحمراء (رويترز)

بوتين يأمر بتعزيز الإنتاج الحربي ويلوح مجدداً بـ«السلاح الاستراتيجي»

وجّه فلاديمير بوتين، في خطابه السنوي بمناسبة احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية، معظم حديثه إلى الغرب، في حين هيمنت حرب أوكرانيا على الاحتفالات.

رائد جبر (موسكو)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مستجدات الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (جدة)

محاكمة بريطانيَيْن العام المقبل لاتهامهما بالتجسس لصالح الصين

كريستوفر بيري يغادر المحكمة (أ.ف.ب)
كريستوفر بيري يغادر المحكمة (أ.ف.ب)
TT

محاكمة بريطانيَيْن العام المقبل لاتهامهما بالتجسس لصالح الصين

كريستوفر بيري يغادر المحكمة (أ.ف.ب)
كريستوفر بيري يغادر المحكمة (أ.ف.ب)

أبلغت السلطات البريطانية، اليوم الجمعة، مواطنَين بريطانيين بأنهما سيخضعان للمحاكمة، العام المقبل، لاتهامهما بالتجسس لصالح الصين، وأحدهما باحث سابق كان عضواً بارزاً في البرلمان من حزب المحافظين الحاكم.

واتهم الباحث السابق كريستوفر كاش (29 عاماً) وكريستوفر بيري (32 عاماً)، الشهر الماضي، بتقديم معلومات إلى الصين تضر بمصالح البلاد، وتنتهك قانون أسرار الدولة.

كريستوفر كاش يغادر المحكمة (أ.ب)

وظهر كاش وبيري، ولم يتقدما بطلب استئناف بعد، في جلسة وجيزة بمحكمة أولد بيلي بلندن، وتحدثا فقط لتأكيد اسميهما وتاريخي ميلادهما.

وأُبلغا بأن محاكمتهما ستجري في ربيع أو صيف العام المقبل، وأُفرج عن كليهما بكفالة إلى حين عقد جلسة استماع في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

قلق متزايد

ويتصاعد القلق في أوروبا إزاء مزاعم أنشطة الصين في التجسس، وهو ما تدأب بكين على نفيه، وزادت بريطانيا من تعبيرها عن مخاوفها على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في خطاب، الشهر الماضي، بالعاصمة البولندية وارسو، إن كيانات تابعة للدولة الصينية نفذت «حملات رقمية خبيثة» على مشرعين بريطانيين.

وذكر سوناك في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن «جهة خبيثة» ربما اخترقت نظام المدفوعات الذي تستخدمه القوات المسلحة البريطانية، مع قول وسائل إعلام بريطانية إن هناك اعتقاداً بأن بكين وراء الهجوم الرقمي، وهي اتهامات وصفتها الصين بأنها سخيفة.


اليونان تستقدم عمالاً مصريين في مجال الزراعة

مزارعون بحقل أرز في محافظة القليوبية بمصر (أرشيف رويترز)
مزارعون بحقل أرز في محافظة القليوبية بمصر (أرشيف رويترز)
TT

اليونان تستقدم عمالاً مصريين في مجال الزراعة

مزارعون بحقل أرز في محافظة القليوبية بمصر (أرشيف رويترز)
مزارعون بحقل أرز في محافظة القليوبية بمصر (أرشيف رويترز)

قالت وزارة الهجرة اليونانية، اليوم (الجمعة)، إن أثينا ستبدأ في استقدام عمال مصريين هذا الصيف للعمل في وظائف زراعية مؤقتة، بموجب اتفاق بين البلدين لمواجهة نقص العمالة.

وبعد عقد من المتاعب الاقتصادية، من المتوقَّع أن ينمو الاقتصاد اليوناني قرابة 3 في المائة هذا العام ليتخطى بكثير متوسط النمو في منطقة اليورو البالغ 0.8 في المائة.

لكن نزوح العمالة خلال الأزمة الاقتصادية، وانكماش عدد السكان، وقواعد الهجرة الصارمة، جعلت اليونان تواجه مصاعب في العثور على عشرات الآلاف من العمال لشغل وظائف في قطاعات الزراعة والسياحة والإنشاءات وغيرها.

وستستقبل اليونان نحو 5 آلاف عامل موسمي في مجال الزراعة بموجب اتفاق موقَّع مع مصر في 2022.

وذكرت وزارة الهجرة في بيان أن البلدين بحثا التوسُّع في الاتفاق «المفيد للطرفين» ليشمل قطاعَي الإنشاءات والسياحة اليونانيين.

ولطالما كانت الهجرة مسألة مثيرة للخلاف في أوروبا، لكن الخطة نالت تأييداً واسع النطاق من مجموعات أصحاب العمل الحريصين على العثور على العمالة اللازمة، وفقا لـ«وكالة رويترز للأنباء».

واجتمع وزير الهجرة اليوناني، ديميتريس كاريديس، مع وزير العمل المصري، حسن شحاتة، في القاهرة، هذا الأسبوع، وقال كاريديس إنه يتعين على البلدين تعزيز التعاون من أجل التصدي لموجات الهجرة غير الشرعية في المنطقة.

وقال مسؤولون مصريون إن بلادهم تستحق التقدير لمنعها المهاجرين من الانطلاق من سواحلها الشمالية عبر البحر المتوسط إلى أوروبا منذ عام 2016.

وأعلن الاتحاد الأوروبي هذا العام عن حزمة تمويل بمليارات اليوروات لمصر، ورفع مستوى العلاقات معها إلى شراكة استراتيجية، وذلك في إطار مسعى لتقليص عدد المهاجرين الوافدين من شمال أفريقيا.


أوكرانيا: روسيا بدأت هجوماً برياً في منطقة خاركيف

جنود أوكرانيون يستخدمون راجمة صواريخ صغيرة (أ.ب)
جنود أوكرانيون يستخدمون راجمة صواريخ صغيرة (أ.ب)
TT

أوكرانيا: روسيا بدأت هجوماً برياً في منطقة خاركيف

جنود أوكرانيون يستخدمون راجمة صواريخ صغيرة (أ.ب)
جنود أوكرانيون يستخدمون راجمة صواريخ صغيرة (أ.ب)

بدأت روسيا هجوماً برياً في منطقة خاركيف بشمال شرقي أوكرانيا، حيث تدور معارك بينها وبين قوات كييف، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية (الجمعة).

وقالت الوزارة إنه «عند قرابة الخامسة صباحاً، حاول العدو اختراق خط دفاعنا تحت غطاء من المركبات المدرّعة». وأكد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى أن القوات الروسية تقدمت مسافة كيلومتر واحد.

وأكدت الوزارة أنه تم «صد» هذه الهجمات، لكن القتال مستمر وتم نشر «وحدات احتياطية» بهدف «تعزيز الدفاع» في المنطقة.

تم احتلال جزء كبير من منطقة خاركيف ثم تحريرها في عام 2022. وتعرضت المنطقة الحدودية وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد، للقصف بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة.

وتشعر أوكرانيا بالقلق منذ أسابيع عدة بشأن هجوم روسي جديد محتمل في المنطقة.

وقال مصدر رفيع المستوى في القيادة العسكرية الأوكرانية إن قوات موسكو «توغلت كيلومتراً واحداً داخل الأراضي الأوكرانية» وتحاول التقدم أكثر.

كما أكد أن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف لمنع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية.

وأفاد مسؤول بأن هناك «قصفاً مكثفاً» على بلدة فوفشانسك التي يبلغ عدد سكانها 3000 نسمة، وتجري عمليات إجلاء للسكان منها ومن بلدات مجاورة.

يواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية؛ ما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر.

في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خاصة في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي.


إصابة شرطيَين برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس

أفراد من الشرطة الفرنسية (رويترز - أرشيفية)
أفراد من الشرطة الفرنسية (رويترز - أرشيفية)
TT

إصابة شرطيَين برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس

أفراد من الشرطة الفرنسية (رويترز - أرشيفية)
أفراد من الشرطة الفرنسية (رويترز - أرشيفية)

أصيب شرطيان بجروح خطرة جراء إطلاق نار مساء الخميس في مركز للشرطة في باريس على يد رجل انتزع سلاح احدهما، حسبما قال مصدر مطلع على القضية.

وأضاف المصدر بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن الأحداث وقعت قبيل الساعة 20:30 (بتوقيت غرينتش). وقال مصدر في الشرطة إن المهاجم كان قد قُبض عليه للتو وكان الشرطيان يفتشانه عندما استولى على سلاح أحدهما.

وقال مصدر في الشرطة إن المهاجم كان قد قُبض عليه للتو وكان الشرطيان يفتشانه عندما استولى على سلاح أحدهما.

وأشار المصدر المطلع على القضية الى أن الشرطيَين في العناية الفائقة. وذكر أنه عند الساعة 23,30 لم يكن تسلسل الأحداث قد تحدد بدقة.


بوتين يُوجّه بتعزيز الإنتاج الحربي... ويُلوّح بـ«السلاح الاستراتيجي»

جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)
جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)
TT

بوتين يُوجّه بتعزيز الإنتاج الحربي... ويُلوّح بـ«السلاح الاستراتيجي»

جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)
جانب من مشاركة بوتين في مراسم الاحتفال بـ"عيد النصر" في موسكو، الخميس (أ.ب)

في خطابه بمناسبة احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية هذا العام، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تم تنصيبه هذا الأسبوع رئيساً لروسيا لفترة ثالثة، معظم حديثه إلى الغرب، مجدداً التلويح بقدرات بلاده العسكرية واستعدادها لمواجهة أي تهديدات غربية، بما في ذلك استخدام الأسلحة الاستراتيجية الفتاكة. كما حذّر سيد الكرملين، أمس (الخميس)، من أن قوات بلاده النووية في حالة تأهب «دائمة».

وفي خطاب ألقاه في الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود الذين ارتدوا بزّات عسكرية مخصصة للمراسم، أشاد بوتين بجيشه الذي قاتل في أوكرانيا، واتّهم «النخب في الغرب» بإثارة النزاعات حول العالم. كما اتّهم الغرب بالعمل على تشويه حقيقة الحرب العالمية الثانية، وتغيير الحقائق لتصغير دور الاتحاد السوفياتي فيها. وزاد: «في السنوات الثلاث الأولى من الحرب، قاتل الاتحاد السوفياتي النازية بمفرده، فيما عملت أوروبا برمّتها على دعم هتلر». ورأى أن «الانتقام والاستهزاء بالتاريخ وتبرير النازية جزء من السياسة العامة للنخب الغربية».

وأكّد بوتين أن بلاده «ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية».


آلاف المتظاهرين في مالمو احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في «يوروفيجن»

TT

آلاف المتظاهرين في مالمو احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في «يوروفيجن»

آلاف المتظاهرين في مالمو احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في «يوروفيجن»

تظاهر آلاف الأشخاص بهدوء اليوم (الخميس) في شوارع مالمو بالسويد احتجاجاً على مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن، عشية خوض البلاد المنافسة، بحسب ما أفاد فريق «وكالة الصحافة الفرنسية» في المكان.

تقول هيلدا، وهي سويدية تبلغ 30 عاماً، رفضت كشف اسمها الكامل: «أنا من محبي يوروفيجن وهذا يؤلمني لكنني سأقاطع». وأضافت: «لا أستطيع الاستمتاع وأنا أعرف أن إسرائيل تشارك في الوقت الذي يقتل فيه كل هؤلاء الأطفال. أعتقد أن هذا غير عادل».

وتم الاحتجاج على مشاركة إسرائيل في مسابقة الأغنية الأوروبية التي ستقام نهائياتها السبت في مالمو، في ضوء الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، حيث طالبت مذكرات في جميع أنحاء أوروبا باستبعادها.

في نهاية مارس (آذار) دعا مرشحون من تسع دول، بما في ذلك المرشح السويسري نيمو وهو الأوفر حظاً، لوقف دائم لإطلاق النار.

متظاهرون وأعلام فلسطينية في مالمو (رويترز)

وعلى المرشحة الإسرائيلية إيدن غولان المشاركة مساء الخميس في نصف النهائي الثاني.

وتساءلت مروة مصطفى، وهي متظاهرة في العشرين من العمر: «هذا ليس عدلاً. في رأيي إذا كان بإمكانهم استبعاد روسيا فلماذا لا يمكنهم فعل ذلك مع إسرائيل؟».

في عام 2022، تم استبعاد شركات البث الروسية من اتحاد البث الأوروبي المشرف على المسابقة، بعد الحرب في أوكرانيا.

وقال مصطفى مصطفى (29 عاماً): «الجميع هنا لحضور مسابقة يوروفيجن والاحتفال. ليس هناك أي سبب للاحتفال». وأضاف: «نزعم أننا ديمقراطية لكن لا أحد يحرك ساكناً».

وانطلق المتظاهرون وزاد عددهم على خمسة آلاف من الساحة الرئيسية في مالمو، بحسب فريق «وكالة الصحافة الفرنسية»، وساروا في شارع المشاة الرئيسي في المدينة رافعين الأعلام الفلسطينية.

فيما رفعت لافتات كتب عليها: «حرروا فلسطين» أو «يوروفيجن تضفي شرعية على الإبادة».

وشاركت الناشطة دفاعاً عن المناخ غريتا ثونبرغ المعروفة بمواقفها المؤيدة للفلسطينيين، في المسيرة إلى جانب العديد من العائلات.

 


منشأتان نفطيتان روسيتان على بعد 1200 كيلومتر من الحدود تتعرضان لهجمات أوكرانية

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)
دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)
TT

منشأتان نفطيتان روسيتان على بعد 1200 كيلومتر من الحدود تتعرضان لهجمات أوكرانية

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)
دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)

أكدت تقارير إعلامية روسية، نقلاً عن إدارة خدمات الطوارئ، أن منشأتين نفطيتين روسيتين تعرضتا لأضرار نتيجة هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية الخميس. وقالت الإدارة في منطقة كراسنودار الروسية، إن هجوماً بطائرات مسيّرة أطلقتها أوكرانيا أدى إلى نشوب حريق وتضرر عدة صهاريج نفط في مصفاة بالمنطقة. وأضافت عبر تطبيق «تلغرام» للرسائل، أنه تم تدمير نحو ست طائرات مسيّرة، لكن الحطام سقط على المصفاة القريبة من قرية يوروفكا، ما أدى إلى اشتعال النيران.

جنديان أوكرانيان يستعدان لإطلاق طائرة استطلاع مسيّرة في منطقة دونيتسك (أ.ف.ب)

وقال مصدر في قطاع الدفاع الأوكراني، إن أوكرانيا قصفت بمسيّرة مصفاة نفط روسية في جمهورية باشكورتوستان على مسافة قياسية تبلغ نحو 1200 كيلومتر من حدودها. وأضاف أن «مسيّرة بعيدة المدى توجهت إلى جمهورية باشكورتوستان؛ حيث ضربت مصفاة نفط نفتخيم سالافات (التابعة للعملاق الروسي) غازبروم»، الواقعة في بلدة سالافات. ووفقاً لمسؤولين محليين، أدى هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية إلى اندلاع حريق وألحق أضراراً بالعديد من صهاريج التخزين في مستودع للوقود في منطقة كراسنودار جنوب روسيا.

وقال رئيس جمهورية باشكورتوستان الروسية، راضي خابيروف، إن هجوماً بطائرات مسيّرة ألحق أضراراً بمحطة الضخ في المجمع الذي يعد واحداً من أكبر مجمعات معالجة النفط في روسيا، لكن لم يُصب أحد في الهجوم.

وأكد رئيس باشكورتوستان التي تتمتع بالحكم الذاتي في روسيا الاتحادية عبر تطبيق «تلغرام»، أن مجمع غازبروم نفتخيم سالافات لمعالجة النفط والبتروكيماويات والأسمدة تعرض لهجوم بطائرة مسيّرة، لكن سير العمل لم يتأثر. وقال: «هذه محاولة لإفساد احتفالنا»، في إشارة إلى إحياء ذكرى النصر على ألمانيا النازية في روسيا في التاسع من مايو (أيار). وأضاف خابيروف أن مصفاة غازبروم نفتخيم سالافات في مدينة سالافات في جبال الأورال تعرضت للقصف.

دمار بسبب ضربة صاروخية روسية في منطقة كييف (أ.ف.ب)

وأفادت وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية، بأنه كان في الإمكان رؤية الدخان يتصاعد من أحد أجزاء المصفاة. وقال عمال إنقاذ محليون إن إحدى محطات الضخ في المصفاة تعرضت لأضرار. ولم يحدد المسؤولون الروس ما إذا كانت الطائرة المسيّرة المهاجمة قد جاءت من أوكرانيا. ووفق مصادر أوكرانية تحدثت إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد حطّمت المسيّرة «رقماً قياسياً» بالتحليق مسافة 1500 كيلومتر لتضرب هذه المصفاة التي تعدّ إحدى كبرى المصافي في روسيا.

وتقع سالافات التي يبلغ عدد سكانها 150 ألف نسمة، على بعد 1200 كيلومتر تقريباً من الحدود الأوكرانية. وأقر بوتين الخميس خلال احتفالات ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية بوجود «مشكلات صعبة» وقال إنه «على علم بمشكلة الطائرات من دون طيار المعادية التي تحلق مثل الذباب فوق رؤوسنا، في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية». متعهداً بأن تواصل القيادة العسكرية العمل على إنهاء هذه المشكلة. وزاد: «أنا متأكد من أنه ستكون لدينا نتائج على هذا الصعيد».

وأضاف بوتين أن «المصممين والمهندسين في الاتحاد الروسي يعملون ليل نهار للبقاء في الصدارة والمحافظة على التفوق على العدو في مجال التكنولوجيا العسكرية، (...) نحن نحقق نجاحات». وخاطب القادة العسكريين الحاضرين بعبارة: «علينا أن نحافظ على تقدمنا، أن نكون دائماً متقدمين بخطوة على الأعداء».

وكثّفت أوكرانيا التي تواجه غزواً روسياً منذ أكثر من عامين، ضرباتها على مواقع الجيش والطاقة الروسية منذ بداية العام، وأحياناً بعيداً عن حدودها.

ووفق تقارير إعلامية، فقد انتقدت واشنطن هذه الهجمات التي تشنّها كييف على منشآت طاقة في روسيا مطالبة بوضع حدّ لها. وتقول موسكو إن الهجمات ترقى إلى مستوى الإرهاب، وتشن ما تقول إنها هجمات انتقامية على منشآت بنية تحتية أوكرانية رداً على ذلك. وتقول أوكرانيا إن المنشآت النفطية أهداف مشروعة تساعد روسيا في مهامها العسكرية. ومنذ بداية غزوها، استهدفت روسيا مواقف في أوكرانيا بشكل منهجي؛ خصوصاً البنية التحتية.

عمال إنقاذ يحاولون إطفاء النيران قريباً من كييف (إ.ب.أ)

وتعرّضت أوكرانيا لهجوم ضخم جديد، الأربعاء. قال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية المجاورة لأوكرانيا، إن 8 أشخاص أصيبوا بينهم طفل في هجوم اتهم أوكرانيا بشنه الليلة الماضية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن حاكم بيلغورود القول إن 34 شقة في مبنى سكني مكون من 19 طابقاً قد أصابها الضرر، إضافة إلى أضرار لحقت بنحو 37 سيارة جراء عمليات قصف القوات الأوكرانية للمقاطعة. ويذكر أن عدداً من الهجمات السابقة على منشآت نفط قد وقعت في عمق المناطق الداخلية الروسية.

أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

واشتعلت أيضاً النيران في منشأة لتخزين النفط على ساحل البحر الأسود الروسي بالقرب من مدينة أنابا، وتقول السلطات المحلية إن هذا الحريق اندلع نتيجة لهجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية. وتم اعتراض نحو ست طائرات مسيّرة مقاتلة وهي تقترب خلال الليل، لكن بعضها سقط في مجمع الحاويات. واندلع حريق وتمت السيطرة عليه قرب منتصف النهار، ما أدى إلى تضرر عدة حاويات. ويذكر أن المسافة بين أنابا والأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا تصل إلى نحو 370 كيلومتراً. وأعلنت أوكرانيا الخميس مقتل شخصين في قصف روسي على مدينة نيكوبول جنوب البلاد، مؤكدة أنها دمرت معظم الطائرات المسيّرة العشرين التي أطلقتها موسكو خلال الليل. وتتعرض نيكوبول بانتظام لهجمات من القوات الروسية المتمركزة على الضفة المقابلة من نهر دنيبرو الذي تحول إلى خط جبهة منذ أواخر عام 2022.

كشافات ضوئية تبحث في سماء كييف عن مسيّرات روسية (رويترز)

وقال حاكم المنطقة سيرغي ليساك إن «مدفعية العدو أودت بحياة رجل يبلغ 62 عاماً وامرأة عمرها 65 عاماً». ونشر صوراً لمنزل وقد اشتعلت النيران في سقفه، بالإضافة إلى تضرر مبان عدة.

في سياق آخر، شهدت أوكرانيا موجة جديدة من هجمات الطائرات المسيّرة خلال ساعات الليل. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنه من بين 20 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا، دمرت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية 17 طائرة، معظمها فوق منطقة أوديسا الجنوبية من أصل 20 طائرة مسيّرة هجومية أطلقتها روسيا لاستهداف الأراضي الأوكرانية. وأفادت أجهزة الطوارئ على تطبيق «تلغرام» بأن طائرة مسيّرة ضربت مبنى من طابقين في منطقة ميكولايف الجنوبية، من دون تسجيل إصابات.


الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين

الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)
TT

الرئيس الصيني في المجر للاحتفاء بالصداقة بين البلدين

الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)
الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ يحضران عرضاً عسكرياً في باحة القصر الرئاسي في بودابست الخميس (أ.ف.ب)

بعد باريس وبلغراد، حظي الرئيس الصيني شي جينبينغ، الخميس، باستقبال حار في المجر، المحطة الأخيرة في جولته الأوروبية، مع علاقات اقتصادية مزدهرة وتقارب في وجهات النظر بشأن الهجوم الروسي في أوكرانيا.

بدأ شي جينبينغ نهاره بحضور عرض عسكري في باحة القصر الرئاسي إلى جانب الرئيس المجري تاماس سوليوك.

خلال هذه الزيارة التي وصفتها بودابست بـ«التاريخية»، ازدانت العاصمة بأعلام الصين، فيما اتخذت إجراءات أمنية مشددة، وتم إخفاء الأعلام التبتية القليلة جداً التي رفعت، بعيداً عن أنظار الرئيس الصيني.

رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وبجانبه زوجته يرحب بالرئيس الصيني شي جينبينغ وزوجته في بودابست الخميس (رويترز)

وبحسب تقرير صادر عن السلطات الصينية، فقد أكد شي جينبينغ أنّ «العلاقات الصينية المجرية في ذروتها» خلال تاريخ يمتدّ على 75 عاماً.

قبل وصوله مساء الأربعاء إلى بودابست، شبّه الرئيس الصيني العلاقات الثنائية بأنها «رحلة سياحية ذهبية»، في مقال نشرته صحيفة «مجري نمزيت» الموالية للحكومة.

وأشاد بـ«الصداقة» بين البلدين اللذين تجاوزا «المحن».

وكتب شي جينبينغ: «لقد تحدينا النظام الجيوسياسي معاً في سياق دولي غير مستقر»، ورسمنا طريقنا «كدول ذات سيادة واستقلال كامل»، في إشارة إلى الاستراتيجية التي يعتمدها داخل الاتحاد الأوروبي.

رجل من التبت محاطاً برجال الشرطة في بودابست يحمل علم التبت ويهتف ضد زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الخميس (أ.ب)

16 اتفاقاً

وسط خلافاته مع بروكسل، اتجه الزعيم القومي إلى الشرق في السنوات الماضية. وحين نأت بروكسل بنفسها عن بكين، قام بدلاً من ذلك بتعزيز العلاقات معها رافضاً المواجهة العقائدية بين «الكتل».

وقال الرئيس الصيني إن هذه الزيارة التي تستمر 3 أيام تقريباً تشكل فرصة «لنقل شراكتنا الاستراتيجية إلى آفاق جديدة»، من المبادلات الثقافية إلى التعاون الاقتصادي، في وقت أصبحت فيه القوة العظمى الآسيوية أكبر مستثمر في المجر العام الماضي.

بالنسبة لفيكتور أوربان، يعدّ هذا نجاحاً دبلوماسياً. وقال مدير مكتبه، جيرجيلي غولياس، إنّ اختيار شي جينبينغ زيارة باريس وبودابست داخل الاتحاد الأوروبي «يظهر أهمية المجر على الساحة الدولية».

وأعلنت المجر عن توقيع 16 اتفاقاً على الأقل في مجالات البنية التحتية للسكك الحديد والطرق والطاقة النووية حتى السيارات.

في كل أنحاء البلاد، تنمو مصانع البطاريات والسيارات الكهربائية بسرعة كبيرة، مع استثمارات بعشرات المليارات من اليوروات.

ويثير هذا الوضع قلق المعارضة التي تندد بالغموض الذي يحيط بالعقود والأثر البيئي للمصانع والفساد، إذ إن قطاع الإنشاءات يثري بحسب قولهم «دائرة أوربان».

رسالة إلى الاتحاد الأوروبي

بعد استقباله الاثنين في قصر الإليزيه بباريس، أجرى الرئيس الصيني محادثات «صريحة» مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الخلافات التجارية بين الصين وأوروبا أو العلاقات بين بكين وموسكو، التي ينظر إليها الغرب بارتياب، على خلفية الحرب في أوكرانيا.

لكن لا تتخلل المحطة المجرية موضوعات خلافية، وأبقيت وسائل الإعلام بعيدة عنها.

الرئيس المجري تاماس سوليوك والرئيس الصيني شي جينبينغ في بودابست الخميس (رويترز)

وأعرب كلاوس سونغ، المحلّل في معهد مركاتور، ومقرّه برلين، عن اعتقاده بأنّ شي يحب تسليط الضوء على هذا الحليف الأوروبي، معتبراً أنّ زيارته «ترمز إلى جهود الصين لتثبيت صوت معارض في المناقشات مع الاتحاد الأوروبي وإضعاف وحدة الكتلة».

وعلى أطراف دير الكرمليّين مع إطلالة على نهر الدانوب، يتفاجأ كثير من السياح بالإجراءات الأمنية المشدّدة، حيث تمنع الشرطة الوصول إلى الموقع.

ويقول سائح إسرائيلي مبتسماً: «آه! أمير الصين هنا!»، معرباً عن خيبته لعدم تمكّنه من ركوب القطار الجبلي المائل المتجه إلى قلعة بودا.

وفي الشوارع المحيطة، ارتدى عدد قليل من المتظاهرين زيّ «ويني ذا بوه». وفي بعض الأحيان، كان الرئيس الصيني يتعرّض للسخرية، باعتبار أنّ هناك تشابهاً بينه وبين هذه الشخصية الكرتونية الشهيرة.


زيلينسكي يقيل مسؤول أمنه الشخصي وقائد قوات العمليات الخاصة

جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)
جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)
TT

زيلينسكي يقيل مسؤول أمنه الشخصي وقائد قوات العمليات الخاصة

جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)
جنود أوكرانيون قرب إحدى جبهات القتال شرق أوكرانيا (قناة الرئيس الأوكراني على تطبيق تلغرام)

أقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الخميس، قائد قوات العمليات الخاصة، في ثاني مرة خلال ستة أشهر يقيل فيها قائد الوحدة التي تعمل في الأراضي التي تحتلها روسيا، وكذلك المسؤول عن أمنه الشخصي.

جاء إعلان إقالة الكولونيل سيرهي لوبانتشوك، قائد قوات العمليات الخاصة، وتعيين البريغادير أولكسندر تريباك خلفاً له، في مرسومين على الموقع الإلكتروني للرئيس، دون تفسير لهذه الخطوة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وشارك تريباك بنشاط منذ 2014 في العمليات الدفاعية بشرق أوكرانيا ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا.

وكان جزءاً من قادة عملية صدّ الهجوم الروسي على مطار دونيتسك، وهي واحدة من أكبر العمليات آنذاك.

وتغيرت قيادات الجيش الأوكراني على مستويات مختلفة، منذ فبراير (شباط)، عندما أقال زيلينسكي، في تغيير كبير، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة فاليري زالوجني، وعيَّن خلفاً له قائد القوات البرية آنذاك أولكسندر سيرسكي.

في ذلك الوقت، قال زيلينسكي إن قيادة عسكرية جديدة ستتولى قيادة القوات المسلّحة، ووعد «بإعادة تشغيل» النظام من خلال جلب قادة ذوي خبرة يفهمون الاحتياجات اليومية للقوات.

وجاء هذا التغيير في وقتٍ غلب عليه عدم اليقين لأوكرانيا مع بدء القوات الروسية التقدم شرقاً مستفيدة من النقص العددي في صفوف أوكرانيا على الجبهة، إضافة إلى تضاؤل ​​مخزون قذائف المدفعية.

مسؤول الأمن الشخصي

وأقال زيلينسكي أيضاً المسؤول عن أمنه الشخصي، وفق مرسوم صدر الخميس، وذلك بعد يومين من تأكيد السلطات الأوكرانية أنها أحبطت مؤامرة روسية هدفت إلى اغتيال زيلينسكي وعدد من كبار المسؤولين العسكريين.

ووقّع زيلينسكي مرسوماً ينص على «إقالة سيرغي ليونيدوفيتش رود من منصبه رئيساً لدائرة حماية دولة أوكرانيا».

ولم يُشر المرسوم إلى أسباب إقالة رود، ولم يُسمِّ خلفاً له في هذا المنصب الحساس، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

يأتي ذلك بعدما أعلن جهاز الأمن الأوكراني «إس بي يو»، الثلاثاء، في بيان، «تفكيك شبكة عملاء» لأجهزة الأمن الروسية «إف إس بي» كانت تُعِدّ «لاغتيال الرئيس الأوكراني» ومسؤولين كبار آخرين، إضافة إلى اعتقال ضابطين أوكرانيين ينتميان إلى هذه الشبكة.

وأوضح المصدر نفسه أن الضابطين (برتبة كولونيل) كانا ينتميان إلى دائرة الحماية التي تتولى أمن مسؤولين في الدولة، ويُشتبه بأنهما سرَّبا معلومات سرية إلى جهاز الأمن الروسي.

وأضاف أن أحدهما سلَّم متفجرات ومُسيّرات ليتمكن أحد العملاء من تنظيم هجوم.

وترأس رود (47 عاماً) دائرة الحماية التي تشرف على الأمن الشخصي للرئيس ولمسؤولين آخرين وعائلاتهم منذ 2019.

إعادة خيرخا

وفي مرسوم منفصل، صدر اليوم الخميس، أعاد زيلينسكي أيضاً تعيين دميترو خيرخا قائداً لقوات الدعم بالجيش، وهو المنصب الذي أُقيل منه دون أي تفسير في مارس (آذار).

وجرى تعيين لوبانتشوك لقيادة القوات الخاصة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عقب الإقالة المفاجئة لسلفه فيكتور خورينكو.

وعُدَّت إقالة خورينكو في ذلك الوقت علامة على وجود خلاف متزايد بين زيلينسكي والقائد العام آنذاك الذي جرت إقالته بعد أشهر.

وليس للقوات الخاصة أي ظهور علني، لكن يُعتقد أنها شاركت في عمليات كبيرة بأوكرانيا في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، ولا سيما في شبه جزيرة القرم.


بوتين يأمر بتعزيز الإنتاج الحربي ويلوح مجدداً بـ«السلاح الاستراتيجي»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)
TT

بوتين يأمر بتعزيز الإنتاج الحربي ويلوح مجدداً بـ«السلاح الاستراتيجي»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الساحة الحمراء (رويترز)

في خطابه بمناسبة احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية هذا العام، وجه فلاديمير بوتين الذي تم تنصيبه هذا الأسبوع رئيساً لروسيا لفترة ثالثة، معظم حديثه إلى الغرب، مجدداً التلويح بقدرات بلاده العسكرية واستعدادها لمواجهة أي تهديدات غربية، بما في ذلك على صعيد استخدام الأسلحة الاستراتيجية الفتاكة، ومحذراً (الخميس) من أن قوات بلاده النووية في حالة تأهب «دائمة».

وفي خطاب ألقاه (الخميس) في الساحة الحمراء أمام آلاف الجنود الذين ارتدوا بزّات عسكرية مخصصة للمراسم، أشاد بوتين بجيشه الذي قاتل في أوكرانيا واتّهم «النخب في الغرب» بإثارة النزاعات حول العالم.

صاروخ باليستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

واتهم بوتين الغرب بالعمل على تشويه حقيقة الحرب العالمية الثانية. وتغيير الحقائق لتصغير دور الاتحاد السوفياتي فيها. وزاد: «في السنوات الثلاث الأولى من الحرب قاتل الاتحاد السوفياتي النازية بمفرده، فيما عملت أوروبا برمّتها على دعم هتلر». ورأى أن «الانتقام والاستهزاء بالتاريخ وتبرير النازية جزء من السياسة العامة للنخب الغربية».

وزاد أن الغرب «يواصل إثارة النزاعات والنعرات القومية حول العالم، ويسعى لتقييد مراكز التنمية السيادية». وقال إن «روسيا ترفض ادعاءات أي دولة أو تحالفات باستثنائيتها ولن تقبل تهديدها»، ملوحاً بأن «قواتنا الاستراتيجية على أهبة الاستعداد الدائم لمواجهة أي تهديدات أو تحديات». مع هذا التلويح، زاد بوتين أن بلاده «ستبذل قصارى جهدها لمنع حدوث صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية».

وفي شأن الحرب الأوكرانية قال الرئيس الروسي إن «جميع المشاركين في العملية العسكرية في أوكرانيا هم أبطالنا، وتقف معهم روسيا بأكملها. مصير البلاد ومستقبلها يعتمد على كل واحد منا في هذه المرحلة المفصلية». وأعرب مجددا عن ثقته بقدرة بلاده على إحراز نصر جديد، ورأى أن «شجاعة وبطولة العسكريين الروس تعد عنصراً رئيسياً لضمان النصر».

لم تشهد احتفالات روسيا بعيد النصر على النازية هذا العام، تغييرات كثيرة على وقع الحرب في أوكرانيا والمواجهة المتفاقمة مع الغرب. وأجواء الاحتفال بالعيد الأهم في البلاد والذي يكاد يكون المناسبة الأبرز التي تجمع عليها كل فئات المجتمع الروسي حافظت على التقاليد التي ترسخت لسنوات طويلة، خصوصاً لجهة تنظيم العرض العسكري الكبير في الساحة الحمراء، والعروض الصغيرة المماثلة في عشرات المدن الروسية. فضلاً عن مشاهد الاحتفالات الشعبية والرسمية الأخرى التي تعم البلاد في العادة.

لكن هذا لا يعني أن الحرب المشتعلة على الجبهات على بعد مئات الكيلومترات من الكرملين، لم ترم بثقلها للعام الثالث على التوالي على المناسبة. في العامين الأول والثاني كان الكرملين يبحث عن اختراق كبير أو نصر ملموس ليعلنه الرئيس فلاديمير بوتين أمام مواطنيه في هذا اليوم.

بوتين يتوجه لأداء اليمين في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء بحفل التنصيب (أ.ب)

لكن في هذا العام سيطر أكثر الحديث عن المواجهة الكبرى مع الغرب وعن «التحديات الماثلة أمام روسيا»، وانعكس هذا المزاج على خطاب بوتين الذي كان موجهاً بالدرجة الأولى إلى الغرب. أيضاً كان للعسكريين المشاركين في الحرب الأوكرانية دور مهم في العرض العسكري الذي كان يقتصر في السابق على أفواج المحاربين القدامى، وقطعات الجيش المختلفة. في هذا العام تم إيلاء اهتمام خاص لـ«المحاربين على الجبهة» الذين حصل المشاركون منهم في العرض العسكري على أوسمة وميداليات.

رغم ذلك، ومع الحرص على إظهار أن روسيا تطور قدراتها وإمكاناتها العسكرية وتتحدى أي تهديدات خارجية، جاء العرض العسكري في الساحة الحمراء «متواضعاً» هذا العام بالمقارنة مع السنوات الماضية.

شارك في العرض نحو 9 آلاف عسكري من القطعات المختلفة، وهو أقل رقم للمشاركين في عروض مماثلة منذ سنوات طويلة. أيضاً تم استعراض نحو 70 قطعة من الآليات والمعدات والأنظمة الصاروخية، في مقابل حضور أكثر من 200 آلية ونظام صاروخي ومعدات مختلفة في عروض سابقة. ولم تقدم روسيا جديداً في العام الحالي على صعيد التقنيات الحربية، في مقابل أن السنوات الماضية شهدت عرض «عضلات» قوياً لتقنيات متفوقة ومحدثة.

بوتين مع الرئيس الكوبي في ذكرى النصر على النازية (إ.ب.أ)

لكن هذا الغياب تم تعويضه باستعراض نفذته طائرات حربية من طرازات مختلفة، بينها قاذفات استراتيجية ومقاتلات رسمت في سماء الساحة الحمراء ألوان العلم الروسي.

الحضور الأجنبي أيضاً كان متواضعاً. ومع غياب ممثلي كل «البلدان المعادية» للعام الثالث على التوالي، فقد حضر إلى جانب بوتين زعماء بيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وكوبا ولاوس وجمهورية غينيا بيساو.

وشارك الرؤساء الحاضرون بعد المناسبة، في وضع أكاليل الزهور عند ضريح الجندي المجهول قرب سور الكرملين، لكنهم لم يجلسوا خلال العرض إلى جانب الرئيس الروسي الذي فضل أن يحيط نفسه بعدد من قدامى المحاربين.

وطلب بوتين من الحاضرين في بداية العرض الوقوف دقيقة صمت لإحياء ذكرى ضحايا «الحرب الوطنية العظمى»، وهي التسمية الروسية للحرب العالمية الثانية، وكذلك ضحايا روسيا في الحرب الأوكرانية.

وهذا الدمج بين الحدثين بدا متعمداً. وتم التركيز عليه كثيراً في حديث بوتين نفسه، وفي تعليقات كل المسؤولين الروس، وذلك على اعتبار أن روسيا «تواجه حالياً أحفاد النازيين»، وأن معركتها الحالية امتداد لحربها على النازية في الماضي.

بعد الاحتفال عقد بوتين اجتماعاً مع القيادات العسكرية، تركز النقاش خلاله حول آليات ضمان تطوير الجهد العسكري، وتوسيع عمليات الإنتاج الحربي لسد حاجة الجيش على الجبهات.

وقال بوتين خلال الاجتماع إن «عدو روسيا لديه وسائل حديثة للقتال، والمجتمع الغربي بأكمله يعمل لصالحه، وهم يحلمون بأن الاتحاد الروسي بشكله الحالي سوف ينتهي»، موجهاً لتعزيز دعم الجبهات ومواصلة زخم العمليات الهجومية.

احتفالات الساحة الحمراء (رويترز)

وأقر بوتين خلال الاجتماع بوجود «مشكلات صعبة»، وقال إنه «على علم بمشكلة الطائرات من دون طيار المعادية التي تحلق مثل الذباب فوق رؤوسنا، في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية»، متعهداً بأن تواصل القيادة العسكرية العمل لإنهاء هذه المشكلة. وزاد: «أنا متأكد من أنه ستكون لدينا نتائج على هذا الصعيد». وزاد بوتين أن «المصممين والمهندسين في الاتحاد الروسي يعملون ليل نهار للبقاء في الصدارة والمحافظة على التفوق على العدو في مجال التكنولوجيا العسكرية (...) نحن نحقق نجاحات». وخاطب القادة العسكريين الحاضرين بعبارة: «علينا أن نحافظ على تقدمنا، وأن نكون دائماً متقدمين بخطوة عن الأعداء».