لماذا ترغب كييف في اقتناء مقاتلات «إف-16»؟

طائرتان من طراز «إف-16» تحلّقان فوق بولندا في 21 مارس 2023 (رويترز)
طائرتان من طراز «إف-16» تحلّقان فوق بولندا في 21 مارس 2023 (رويترز)
TT

لماذا ترغب كييف في اقتناء مقاتلات «إف-16»؟

طائرتان من طراز «إف-16» تحلّقان فوق بولندا في 21 مارس 2023 (رويترز)
طائرتان من طراز «إف-16» تحلّقان فوق بولندا في 21 مارس 2023 (رويترز)

بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه مستعد للسماح لدول أخرى بتزويد أوكرانيا بطائرات «إف-16» المقاتلة، سيؤمّن تسليم طائرات من هذا الطراز إلى كييف، مزايا كثيرة لأوكرانيا، دفاعياً ولوجستياً وعددياً، وفق تقرير نشرته (السبت) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

وفق التقرير، يقول مستشار الطيران وشؤون الدفاع كزافييه تيتلمان، عن صفات هذه الطائرة والدور الاستراتيجي الذي يمكن أن تلعبه، إن الميزة الأولى لهذه الطائرة هي أنها متنوعة القدرات. إنها متعددة المهام لأنها يمكن أن تقصف «جو-جو» (أي إطلاق صاروخ في أثناء الطيران بهدف تدمير هدف جوي)، وكذلك تقصف «جو-أرض» (أي إطلاق صاروخ في أثناء الطيران لتدمير هدف على الأرض). ولهذا، لديها مجموعة واسعة جداً من الأسلحة: القنابل الخفيفة الموجهة، والقنابل الثقيلة، وصواريخ كروز، وصواريخ جو-جو التي يمكن أن يصل مداها إلى 150 كيلومتراً.

الميزة الثانية هي توافرها بأعداد كبيرة، إذ يوجد أكثر من 4 آلاف طائرة من هذا الطراز حول العالم، كما أن عدداً كبيراً من الدول تريد (مثل بلجيكا أو فنلندا) استبدال بطائراتها من طراز «إف-16» طائرات من طراز «إف-35» أو طرازات أخرى (لذا يسهل تسليم «إف-16» إلى أوكرانيا).

الميزة الثالثة هي أن «إف-16» طائرة قابلة للتحديث، إذ يمكن الإضافة إليها، بسهولة تامة، الرادارات المحدثة، وأجهزة الاستشعار بالأشعة تحت الحمراء، ومستشعرات الحرب الإلكترونية وغيرها من التقنيات الحديثة.

كما أن هدف «إف-16» المسلّمة إلى أوكرانيا، ليس بالضرورة مواجهة الطائرات الروسية أو تحقيق هيمنة جوية، حسب التقرير. ومع ذلك، ستكون طائرة «إف-16» فعالة ضد غالبية الطائرات الروسية، ستكون طائرة «إف-16» فعالة، خصوصاً إذا كانت من نوع «إف-16 بلوك 5» التي تحتوي على رادارات مسح إلكترونية، بهوائيات (أنتينات) نشطة، مما يجعلها من الممكن حمل الصواريخ وإطلاقها على مسافة تزيد على 150 كيلومتراً. في هذه الحالة، حتى أحدث الطائرات المقاتلة الروسية ليس لديها مثل هذه الميزة. وستضاعف هذه الطائرة القدرة العملياتية للهجمات المضادة الأوكرانية القادمة.

وأشار التقرير إلى أن الأوكرانيين سيتمكنون بفضل «إف-16» من مضاعفة عدد المهام التي سيقومون بها. وستزيد قدرة الحماية للقوات البرية الأوكرانية، كما سيتمكن الأوكرانيون من دعم الكثير من المواقع في مقدمة الجبهة.

يضاف إلى هذا العامل، توفر عدد الطيارين الأوكرانيين لقيادة «إف-16». فإن عدداً كافياً منهم متوفر للتدريب نحو 4 أشهر على هذه الطائرات لإتقانها.


مقالات ذات صلة

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

الاقتصاد الأمير سلمان بن حمد مع أطقم الصقور السعودية المشاركة (الموقع الرسمي للمعرض)

ارتفاع نسبة المشاركة بأكثر من 30 % في معرض البحرين الدولي للطيران

افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة خلال افتتاح النسخة السابقة للمعرض (الموقع الرسمي)

معرض البحرين الدولي للطيران 2024 نحو تطوير الشراكات ودفع الابتكار

تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ينطلق الأربعاء معرض البحرين الدولي للطيران 2024، بمشاركة كبريات شركات الطيران والدفاع والفضاء العالمية.

عبد الهادي حبتور (المنامة)
الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر (الشرق الأوسط)

«طيران الرياض»: 132 طائرة إجمالي طلبياتنا من «بوينغ» و«إيرباص»

قال نائب الرئيس للتسويق في «طيران الرياض» أسامة النويصر لـ«الشرق الأوسط» إن إجمالي عدد طلبيات الطائرات وصل إلى 132 طائرة.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق الفريق استلهم التقنية الجديدة من أجنحة الطيور (جامعة برينستون)

أجنحة الطيور تلهم باحثين لتحسين أداء الطائرات

استلهم مهندسون بجامعة «برينستون» الأميركية تصميماً مبتكراً لجناح طائرة صغيرة مستوحى من أجنحة الطيور؛ وذلك بغرض تحسين أداء الطائرات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

تعيينات ترمب المحتملة لم تُثِر الكثير من القلق في كييف أو بين مؤيديها

صورة مركَّبة للرئيسين الروسي بوتين والأميركي المنتخب ترمب (أ.ف.ب)
صورة مركَّبة للرئيسين الروسي بوتين والأميركي المنتخب ترمب (أ.ف.ب)
TT

تعيينات ترمب المحتملة لم تُثِر الكثير من القلق في كييف أو بين مؤيديها

صورة مركَّبة للرئيسين الروسي بوتين والأميركي المنتخب ترمب (أ.ف.ب)
صورة مركَّبة للرئيسين الروسي بوتين والأميركي المنتخب ترمب (أ.ف.ب)

تشير اختيارات الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، مايكل والتز لشغل منصب مستشار الأمن القومي، وإليز ستيفانيك، مندوبة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة، واحتمال تعيين السيناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية (على الرغم من أن بعض الجمهوريين حذّروا من أنه لا شيء ثابتاً حتى يعلن ترمب رسمياً تعيينه) إلى أن إدارته الجديدة قد تكون منفتحة على تحقيق «صفقة» ما لأوكرانيا، في حربها مع روسيا.

مايكل والتز (أ.ف.ب)

وفي حين دعا والتز إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا وصوَّت ضد المساعدات لأوكرانيا في الكونغرس، كما فعلت ستيفانيك وكذلك فعل روبيو، ومع ذلك، لم تُثِر هذه الاختيارات الكثير من القلق في كييف أو بين مؤيديها، الذين كان الكثير منهم يخشون أن يعين ترمب أشخاصاً في مناصب عليا أكثر تشككاً في أوكرانيا.

وانتقد والتز، الذي سيُكلف تنسيق السياسة الخارجية الأميركية، ما سماه نهج «الشيك المفتوح» لإدارة الرئيس جو بايدن تجاه أوكرانيا، ودعا الدول الأوروبية إلى تحمل المزيد من العبء. كما دافع والتز عن سجل ترمب مع روسيا، بحجة أن الرئيس المنتخب، كان أكثر صرامة تجاه موسكو مما قد يوحي به منتقدوه في واشنطن.

غير أن والتز قال في مقابلة مع الإذاعة الوطنية، إن الولايات المتحدة يجب أن تزيد من الضغط على موسكو لإجبارها على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، واقترح تعزيز العقوبات على الطاقة و«رفع القيود عن» أوكرانيا والسماح لها باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب عمق روسيا.

الرئيس المنتخب دونالد ترمب والنائبة إليز ستيفانيك يتصافحان في كونكورد بنيو هامبشاير (رويترز)

من ناحية أخرى، تبنى روبيو السيناتور الجمهوري المتشدد لهجة براغماتية، قائلاً إنه «ليس إلى جانب روسيا»، لكن «واقع» تقدم الحرب يعني أنها ستنتهي «بتسوية تفاوضية».

ويأمل بعض الأوكرانيين أن يثبت ترمب أنه أكثر حزماً من بايدن، الذي يلقي الكثيرون باللوم عليه جراء تردده وتأخير المساعدات العسكرية والحد من كيفية استخدام أوكرانيا الأسلحة التي تتلقاها من واشنطن. وذكر أن كييف كانت مستعدة لفوز الجمهوريين، حيث وضعت أجزاء من «خطة النصر» التي اقترحها زيلينسكي وعرضها على الدول الأوروبية، واضعة في الحسبان احتمال فوز ترمب. وقدمت أوكرانيا وعوداً مختلفة لتعزيز دفاعات أوروبا بعد انتهاء الحرب، من بينها استعدادها لتقديم مواردها الطبيعية الكبيرة، وجيشها الأكثر تجريباً لتأمين الحماية للقارة الأوروبية، حين قال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، هيورهي تيخي، إن المساعدات المقدمة لأوكرانيا ليست صدقة، بل هي طريق ذات اتجاهين.

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مع السيناتور ماركو روبيو (أ.ب)

ويعتقد بعض الخبراء أنه «من غير المرجح» أن يرغب ترمب في أن يُنظر إليه على أنه ضعيف من خلال قبول اتفاق سلام يضعف أوكرانيا بشكل مفرط. وقال مسؤول أميركي سابق لشبكة «فوكس نيوز»: «آخر شيء يريده ترمب هو انهيار فوضوي، على غرار ما حصل في أفغانستان».

بالنسبة إلى السيناتور ماركو روبيو، فقد غيّر وجهات نظره بشأن أوكرانيا في السنوات الأخيرة. وخلال محاولته الرئاسية الفاشلة في عام 2016، وصف روبيو ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم بأنه «إهانة تاريخية للنظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية»، ووعد بفرض عقوبات أكثر صرامة وتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. لكن ومنذ ذلك الحين، اتخذ روبيو موقفاً أقرب إلى ترمب، منتقداً الولايات المتحدة لتمويلها «الجمود» في أوكرانيا.

السيناتور ماركو روبيو متحدثاً خلال تجمع انتخابي للرئيس دونالد ترمب في رالي بنورث كارولاينا (أ.ب)

وقال أحد الخبراء إن «روبيو سياسي مرن وعملي تكيَّف مع صعود الرئيس ترمب». ومع ذلك، تعرض روبيو لانتقادات لكونه متشدداً للغاية في السياسة الخارجية، وعدم تبنيه الكامل شعار «أميركا أولاً»، الذي يتبناه الكثير من أنصار ترمب الآخرين، وهو ما قد يكون من بين الأسباب التي لا تزال تؤخر تعيينه الرسمي في منصبه الجديد، قبل حصول ترمب على ولائه المطلق.