لافروف: الغرب لن يكون شريكاً في مفاوضات... وروسيا لن تعزل نفسها

حشود أوكرانية وروسية حول باخموت... وموسكو تتحدث عن خسائر فادحة لأوكرانيا ومقتل متطوع أميركي

لافروف الأربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي سيرغي آلينك (أ.ب)
لافروف الأربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي سيرغي آلينك (أ.ب)
TT

لافروف: الغرب لن يكون شريكاً في مفاوضات... وروسيا لن تعزل نفسها

لافروف الأربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي سيرغي آلينك (أ.ب)
لافروف الأربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي سيرغي آلينك (أ.ب)

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب «لم يعد شريكاً يتمتع بالحد الأدنى من المصداقية في أي مفاوضات لتسوية الملفات المتفاقمة»، ودافع عن موقف بلاده، مؤكداً أنها «كانت دائماً منفتحة على الحوار»، لكن الجانب الأوكراني «أغلق كل مجالات لمفاوضات سياسية»، في حين بدأ المبعوث الصيني لي هوي يبحث الأربعاء في كييف «تسوية سياسية» للحرب، خلال زيارة ينتظرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهدف رؤية الصين تستخدم نفوذها على روسيا، في خضم تلقيه وعوداً جديدة بأسلحة غربية.

وقال لافروف الأربعاء خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البيلاروسي سيرغي آلينك إنه «سئم من تكرار التعليق على مزاعم الغرب بأن موسكو غير مهتمة بالحوار مع كييف»، وزاد أن (الرئيس الأوكراني فولوديمير) «زيلينسكي يرفض التحدث مع موسكو، بل إنه حظر مثل هذه المفاوضات بموجب القانون».

وزاد أن كييف سارت خطوات عدة لعرقلة كل احتمال لإطلاق مفاوضات جادة مع موسكو، و«عندما نسمع اتهامات من واشنطن وبروكسل ولندن بأن روسيا ليست مهتمة على الإطلاق بأي مبادرات سلام، فإن هذا الأمر لم يعد يحتاج إلى تعليق».

وتساءل لافروف قبل ذلك في مقابلة صحافية عن مدى جدية موقف الغرب الذي يعلن أنه «سيقبل ما سيكون مقبولاً لزيلينسكي» وزاد «حسناً، هذا كل شيء دعونا ندع الذيل يهز الكلب، كما حدث أكثر من مرة».

ورأى لافروف أن تحركات القادة الأوروبيين تظهر مدى «عجزهم وتبعيتهم للولايات المتحدة»، معرباً عن قناعة بأن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ربما يتفهم مدى عجزه، ويشعر بالتبعية للولايات المتحدة، إلا أنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً».

وزاد أن تحركات الرئيس الفرنسي والقادة الأوروبيين تشبه المقولة بأن «صياح الديك لا يجلب الصباح»، مشيراً إلى أنه «يظن أن ماكرون غير مرتاح لتبعية أوروبا للولايات المتحدة، ورغبته في الاستقلال الأوروبي عن سياساتها، وله لذلك الشرف والثناء، إلا أنه لن يستطيع أن يفعل شيئاً حيال ذلك».

في السياق ذاته، قال الوزير الروسي إن بلاده «لن تثق بعد الآن بالغرب كشريك يتمتع بالحد الأدنى من قابلية التفاوض»، لكنه استدرك أن «روسيا، في الوقت نفسه، سوف تعمل مع بقية العالم». مشيراً إلى أن الموقف من الغرب ليس جديداً لأنه «حتى قبل انطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، كان الغرب متورطاً في الحماية الحصرية لنظام كييف بدلاً من الانخراط بشكل حقيقي في الجهود الدبلوماسية».

واتهم لافروف الغرب بأنه «يواصل تصعيد الموقف في أوكرانيا بهدف القضاء على روسيا»، وعلق على اتهام موسكو بأنها أدارت ظهرها للغرب بالإشارة إلى أنه «لم يدر أحد ظهره لأحد، أو بالأحرى فقد ابتعد الغرب نفسه، وداس على مصالحه بنفسه»، مشيراً إلى أن تراجع التصنيع في أوروبا يسير بوتيرة هائلة بسبب العقوبات ضد روسيا، وتدخل الولايات المتحدة في اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي، وزاد أن دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية تشتكي حالياً من أن الغرب «أرهقها» بمطالباته الانضمام إلى العقوبات المناهضة لروسيا.

يبحث المبعوث الصيني لي هوي، الأربعاء، في كييف في «تسوية سياسية» للحرب في أوكرانيا. وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة الصحافة الفرنسية، طالباً عدم الكشف عن اسمه، إن «من المحتمل حدوث لقاء بعد الظهر» بين الرئيس الأوكراني ولي هوي. وسيكون هذا اللقاء الأول بين زيلينسكي الذي يحث بكين على الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومسؤول صيني كبير، منذ بدء الحرب في 24 فبراير (شباط) 2022. وأكدت بكين أن الممثل الخاص للشؤون الأوراسية والسفير الصيني السابق في موسكو لي هوي سيناقشان «التسوية السياسية» للنزاع الأوكراني خلال جولة أوروبية تشمل بولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا. ولم تصدر الصين، حليفة روسيا المقربة، علناً أي إدانة للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا؛ وذلك خلافاً لغالبية القوى الدولية العظمى. ونشرت بكين في فبراير وثيقة من 12 نقطة تهدف إلى وضع حدّ للحرب في أوكرانيا، ودعت إلى الحوار واحترام سيادة جميع الدول. وانتقدت دول غربية الوثيقة لصيغتها الغامضة. وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو في مارس (آذار)، مقدّماً دعماً رمزياً لبوتين في مواجهة الدول الغربية. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو قوله مساء الثلاثاء «في نهاية الشهر سيزورنا (السيد هوي)»، من دون أن يذكر موعداً محدداً. وأكد أن «الفكرة هي إطلاع هذه الدول على المقترحات الصينية لسياسة التسوية في أوكرانيا والاستماع إلى آراء وتعليقات المحاورين المعنيين».

وطلبت الصين من سفارات ومنظمات دولية عدة في بكين عدم عرض «دعاية مسيّسة» على مبانيها، وهو ما قال دبلوماسيون إنه يستهدف على ما يبدو البعثات التي رفعت الأعلام الأوكرانية على مبانيها. ورفعت بعثات أجنبية عدة في الصين العلم الأوكراني أو علقت ملصقات له أو عرضته باستخدام الأضواء. وقالت وزارة الخارجية الصينية في إخطار بتاريخ العاشر من مايو (أيار) «لا تستخدموا الجدران الخارجية لمنشآت البناء لعرض دعاية مسيّسة لتجنب إثارة الخلافات بين الدول». وكان الإخطار، الذي اطلعت «رويترز» على نسخة منه موجهاً «للسفارات كافة ومكاتب تمثيل المنظمات الدولية في الصين». ولم تشر الوزارة في الإخطار إلى الأعلام الأوكرانية أو أي عرض محدد «للدعاية»، لكن أربعة دبلوماسيين في بكين تحدثوا إلى «رويترز»، شريطة عدم ذكر أسمائهم، قالوا إنه يرتبط بوضوح بمظاهر التضامن مع أوكرانيا. وتم تشويه ملصق للعلم الأوكراني على الجدار الخارجي للسفارة الكندية في بكين بكتابات مناهضة لحلف شمال الأطلسي. كما عرضت بعثات الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وألمانيا وبولندا في بكين صوراً للأعلام الأوكرانية.

ميدانياً، أعلن القائد العسكري في إقليم لوغانسك أندريه ماروتشكو، أن القوات الأوكرانية سرّعت تحركاتها لحشد قوات ومعدات إضافية حول باخموت. وقال ماروتشكو، نقلاً عن مصادر مطلعة «في جزء من منطقة مينكوفكا - تشاسوف يار، تم رصد تحركات عسكرية، أعداد كبيرة من الآليات العسكرية محمّلة بالأسلحة والذخيرة والأفراد على طول الطرق». وأوضح أن «هناك إمداداً منتظماً لوحدات أوكرانية جديدة على هذا المحور، لكن نظراً لتكبدها خسائر باستمرار، يظل عدد الوحدات نفسه تقريباً».

وكان رئيس دونيتسك دينيس بوشيلين، المعيّن من جانب موسكو، قال في وقت سابق إن الجيش الأوكراني نقل المزيد من الحشود الإضافية إلى أطراف مدينة باخموت، وسط تضارب المعطيات الروسية والأوكرانية عن سير العمليات القتالية فيها. وتقول موسكو إنها تواصل تحقيق تقدم في وسط المدينة بينما تحدثت كييف عن اختراقات واسعة على أطرافها. وكانت موسكو تحدثت عن زج وحدات قتالية جديدة في المدينة خلال الأيام الماضية.

أعلن رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين في مقطع فيديو الثلاثاء مقتل متطوع أميركي يعمل إلى جانب قوات كييف في شرق أوكرانيا. وظهر بريغوجين في التسجيل الذي نشره مدوّنون عسكريون روس أمام جثة جندي قال إنه أميركي، وسط أنقاض مبنى. وظهر بريغوجين في الفيديو القصير وهو يتجول مع رجاله ليلاً بينما يُسمع دوي انفجارات مكتومة حوله من دون تحديد المكان أو الزمن الدقيق للمشهد. وقال بنبرة رسمية وساخرة في الوقت نفسه، وهو يقف بجانب جثة جندي ملقى على ظهره عاري الصدر ومصاب بجرح في بطنه «جاء لمقابلتنا. مواطن من الولايات المتحدة الأميركية». وقال بريغوجين «سنعيده إلى الولايات المتحدة. سنضعه في نعش (مع) العلم الأميركي. مع الاحترام لأنه لم يمت في فراش جده، بل في الحرب».

وفي رسالة نشرها مكتبه الإعلامي مساء الثلاثاء، قال بريغوجين «سأسلم بالتأكيد جثة» هذا المقاتل إلى السلطات الأميركية. وأضاف ساخراً «سأفعل ذلك بشكل خاص من أجل صحيفة (واشنطن بوست)»، وذلك بعد أيام من إعلان الصحيفة الأميركية اليومية أنه عرض على الاستخبارات الأوكرانية تزويدها بمعلومات عن مواقع وحدات للجيش الروسي مقابل انسحاب قوات كييف من باخموت. وكان بريغوجين وصف الاثنين هذه المعلومات بأنها «مثيرة للضحك».

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها كبّدت الجيش الأوكراني خسائر فادحة، خلال الساعات الـ24 الماضية، وقالت إن 735 جندياً و«مرتزقاً» أجنبياً قُتلوا خلال اليوم الأخير، فضلاً عن نجاح القوات الروسية في تدمير مستودع ذخيرة ضخم في نيكولايف. وأفادت الوزارة في إيجاز يومي بأن «صواريخ دقيقة بعيدة المدى دمّرت المستودع المجهز بشكل جيد على أراضي شركة لإصلاح السفن في مدينة نيكولايف».

صواريخ باتريوت التي قالت روسيا إنها دمّرتها (رويترز)

ونفت أوكرانيا الأربعاء أن صاروخاً روسياً أسرع من الصوت دمّر نظاماً دفاعياً من صواريخ باتريوت أمريكية الصنع خلال ضربة جوية بالعاصمة كييف. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الأمر الليلة الماضية بعد هجوم جوي على العاصمة الأوكرانية. وقال مسؤولان أمريكيان في وقت لاحق إن أضراراً ربما لحقت بنظام باتريوت، لكنه لم يُدمّر على ما يبدو. وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات للتلفزيون الأوكراني «أود أن أقول (لا تقلقوا على مصير باتريوت)». واستبعد قدرة صاروخ كينجال الروسي على تدمير منظومة باتريوت. وقال «تدمير المنظومة بكينجال... هذا مستحيل. كل ما يقولونه هناك يمكن أن يبقى في أرشيف الدعاية الخاص بهم». ونظام باتريوت واحد من مجموعة وحدات دفاع جوي متطورة قدمها الغرب لمساعدة أوكرانيا في صد الضربات الجوية الروسية في أعقاب اجتياح موسكو العام الماضي. ويعدّ باتريوت أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية تقدماً بما في ذلك المضادة للطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية، وعادة ما يشتمل على قاذفات إلى جانب الرادار ومركبات الدعم الأخرى. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صاروخ كينجال بأنه دليل على أن بلاده لديها عتاد عسكري متفوق على غيره في العالم. وقالت أوكرانيا إنها أسقطت ستة صواريخ كينجال أمس (الثلاثاء)، لكن روسيا نفت ذلك. ولم يتضح السلاح الغربي الذي استخدمته أوكرانيا ولم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تعليقاً بعد.

وفي دونيتسك، أشار البيان العسكري إلى أن «مفارز الهجوم نجحت في إحراز تقدم خلال عملياتها النشطة في الأجزاء الغربية من مدينة أرتيوموفسك (باخموت)، وقامت فرق من مجموعة (الجنوب) بصد العدو على أجنحة مفارز الهجوم». وأقرّ البيان بأن «الوضع الأكثر صعوبة تطور في مناطق قرى بوغدانوفكا في دونيتسك، حيث صدت القوات الروسية 7 هجمات للقوات المسلحة الأوكرانية».

وفي منطقة خيرسون، أصيب مركز قيادة المجموعة التكتيكية «غروم» التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وفقاً للبيان الروسي، كما أصيب مركز قيادة وحدات لواء المدفعية رقم 44 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية في قرية برياوبراجينكا بمنطقة زابوروجيا، وتعرّضت نقطة مراقبة تابعة لقوات العمليات الخاصة للقوات المسلحة الأوكرانية للقصف بالقرب من جزيرة فيليكي في منطقة خيرسون.

وزادت الوزارة أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية اعترضت خلال يوم 9 صواريخ من راجمات «هيمارس» الأميركية، كما تم إسقاط 19 طائرة مسيرّة أوكرانية في مناطق خاركيف وخيرسون وزابوروجيا ولوغانسك.


مقالات ذات صلة

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

الولايات المتحدة​ الرئيس بوتين محاطاً بيوري أوشاكوف (على يمينه) وكيريل دميترييف خلال المحادثات مع ويتكوف وكوشنر في موسكو الأربعاء (سبوتنيك - أ.ف.ب) play-circle

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

تجري أوكرانيا والولايات المتحدة محادثات في فلوريدا السبت لليوم الثالث على التوالي بشأن خطة واشنطن وروسيا تُسابق بتوازٍ الدبلوماسية على عدة جبهات

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ) play-circle

زيلينسكي يزور لندن بعد غدٍ للتشاور مع ستارمر حول وضع مفاوضات السلام

كشفت تقارير إعلامية عن أنه من المتوقع أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة البريطانية لندن، بعد غد الاثنين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث قبل حفلة لمغني الأوبرا الإيطالي الضرير أندريا بوتشيللي في البيت الأبيض (أ.ب)

تحليل إخباري استراتيجية الأمن القومي الأميركي و«المعجزة» الأوروبية المنشودة

ستثير الوثيقة التي صدرت الجمعة عن البيت الأبيض استياء الحلفاء التقليديين لواشنطن في أوروبا، لما تتضمّنه من انتقادات لاذعة لسياسات قادة «القارة العجوز».

أنطوان الحاج
أوروبا يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)

«الطاقة الذرية»: الدرع الواقية لمحطة تشرنوبل النووية تضررت

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، أن الدرع الواقية في محطة تشرنوبل النووية بأوكرانيا لم تعد بإمكانها أداء وظيفتها الرئيسية

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

زيلينسكي يزور لندن بعد غدٍ للتشاور مع ستارمر حول وضع مفاوضات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يزور لندن بعد غدٍ للتشاور مع ستارمر حول وضع مفاوضات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)

كشفت تقارير إعلامية عن أنه من المتوقع أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة البريطانية لندن، بعد غد الاثنين، للتشاور مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بشأن الخطوات المقبلة في الحرب الأوكرانية.

وذكرت «وكالة الأنباء البريطانية» أن مشاورات زيلينسكي وستارمر ستركز على حالة المفاوضات وخطة السلام.

وتعتزم الولايات المتحدة وأوكرانيا مواصلة محادثاتهما، اليوم السبت، بشأن سبل إيجاد حل للصراع الدائر بين موسكو وكييف. وكانت هذه المحادثات قد بدأت في ولاية فلوريدا الأميركية أول أمس الخميس. وأفاد الجانب الأميركي بأن الطرفين اتفقا على أن إنهاء الحرب يعتمد على استعداد روسيا للسلام، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وكان المبعوث الأميركي الخاص، ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، أجريا يوم الثلاثاء الماضي محادثات في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطرحا المقترحات الأميركية لإنهاء الحرب.

وأفادت تقارير أخرى بأنه من المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني زيلينسكي ورئيس وزراء بريطانيا والمستشار الألماني في لندن بعد غد الاثنين.

وأبدت كل من روسيا وأوكرانيا، الأربعاء، استعدادها لمزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة لوضع حد لحرب متواصلة منذ نحو أربع سنوات، بعد أن غادر الموفدان الأميركيان ويتكوف وكوشنر الكرملين من دون تحقيق تقدم نحو التوصل إلى اتفاق سلام.

وعقد الرئيس فلاديمير بوتين محادثات استمرت ساعات، ليل الثلاثاء، مع المسؤولين الأميركيين دون أن يعلن أي من الطرفين عن تقدم ملموس. وأعلن الكرملين عدم التوصل إلى «تسوية» بشأن مسألة الأراضي.


القبض على 4 أشخاص ألقوا الطعام على صندوق عرض التاج البريطاني

اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
TT

القبض على 4 أشخاص ألقوا الطعام على صندوق عرض التاج البريطاني

اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)

قالت الشرطة البريطانية، اليوم السبت، إنها اعتقلت أربعة أشخاص في برج لندن بعد إلقاء طعام على صندوق عرض يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري، مضيفة أنه جرى غلق جزء من المبنى التاريخي يضم جواهر التاج الملكي أمام الجمهور.

ونشرت مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة»، التي تصف نفسها بأنها مجموعة «مقاومة مدنية»، لقطات للواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إن اثنين من أعضائها لطخا صندوق العرض بفطيرة التفاح والكاسترد.

وجرى إلغاء عرض مجوهرات التاج بعد تلطيخ أفراد المجموعة صناديق العرض التي تحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري باستخدام كراميل التفاح وكريم الكاسترد الأصفر، وهما عنصران أساسيان في قوائم الحلويات البريطانية، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس».

وأوضحت شرطة لندن، في بيان، أنه جرى اعتقال أربعة محتجين بعد ورود تقارير عن الأضرار الجنائية التي لحقت بصندوق العرض قبل الساعة 10:00 بتوقيت غرينيتش بقليل.

وأضافت، وفقاً لوكالة «رويترز»: «جرى احتجازهم. وأغلق بيت الجواهر أمام الجمهور بينما تستمر تحقيقات الشرطة».

ويضع الملك تشارلز تاج الدولة الإمبراطوري في بعض المناسبات الرسمية، مثل الافتتاح الرسمي للبرلمان. ووضعه أيضاً عند عودته إلى قصر بكنغهام بعد تتويجه في كنيسة وستمنستر في عام 2023.

سياح يدخلون إلى المبنى التاريخي الذي يضم جواهر التاج الملكي في برج لندن (رويترز)

ولم يصدر تعليق بعد من مؤسسة القصور الملكية التاريخية، التي تدير برج لندن الذي يبلغ عمره ألف عام.

وقالت حركة «استعيدوا السلطة» إن احتجاجها كان لتسليط الضوء على مطالبتها الحكومة بفرض ضرائب على الأثرياء.


مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
TT

مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)

وصف مسؤول أوروبي وضع سيادة القانون في تركيا بـ«الكارثة»، منتقداً ما سمّاه «الازدواجية» في جميع مناحي الحياة السياسية والتطبيق الجزئي للدستور. والتقى مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور، الموجود في تركيا حالياً في زيارة تقصي حقائق تسبق إصدار التقرير السنوي للبرلمان الأوروبي حولها، وزراء ومسؤولين في الحكومة والمعارضة، منهم وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، ونائب وزير الخارجية سفير تركيا لدى الاتحاد الأوروبي محمد كمال بوزاي، ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.

كما التقى مسؤولين من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي في أنقرة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان وقادة رأي.

قضية إمام أوغلو

وزار آمور، السبت، عدداً من السياسيين والناشطين المدنيين المعارضين المعتقلين، وفي مقدمتهم رئيس بلدية إسطبنول أكرم إمام أوغلو، والناشط المدني عثمان كافالا، والنائب البرلماني من حزب «العمال» التركي جان أطالاي، في سجن سيليفري بضواحي إسطنبول، والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية (الديمقراطية والمساواة للشعوب حالياً)، صلاح الدين دميرطاش في سجن أدرنة شمال غربي تركيا.

آمور أمام مؤسسة مرمرة العقابية (سجن سيليفري) حيث ذهب لزيارة إمام أوغلو وعدد من السياسيين المعارضين الأتراك المعتقلين (إعلام تركي)

ووصف، في تصريحات عقب لقاء إمام أوغلو في سجن سيليفري (غرب إسطنبول)، محاكمته بأنها «قضية ملفقة تماماً». وأكد أن «استخدام القضاء في تركيا للقضاء على المعارضين السياسيين هو إحدى أكبر العقبات في طريق انضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي».

وعزا القضية إلى دوافع سياسية، قائلاً إنه موجود الآن في «سيليفري» بسبب فوزه على مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المحلية بإسطنبول مرتين خلال عامَي 2019 و2024. وأشاد بالاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة التي أعقبت سجن إمام أوغلو، قائلاً إن المتظاهرين عرقلوا تعيين وصي من جانب الحكومة على بلدية إسطنبول.

وانتقد آمور إغفال مبدأ شخصية العقوبة في القضايا التي تريد الحكومة من خلالها تحقيق أهداف سياسية، قائلاً: «هناك أمل ومستقبل لتركيا في الاتحاد الأوروبي يبدأ من هنا في سجن سيليفري».

استهداف «الشعب الجمهوري»

ووصف آمور، في مؤتمر صحافي عقده بمقر بعثة الاتحاد الأوروبي في أنقرة مساء الجمعة، المعايير الديمقراطية في تركيا بأنها في «حالة متردية للغاية». كما أن سيادة القانون «كارثة بكل المقاييس»، مضيفاً أن الدستور ليس قائماً بذاته، ولا يمكن تطبيقه بشكل منصف، وأنه من المذهل عدم اعتراف المحاكم الأدنى بقرارات المحكمة الدستورية. كما تُسلب حقوق الناس رغم أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وموقف القضاء تجاه أعضاء المعارضة والحكومة مختلف تماماً.

جانب من لقاء آمور ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل (حساب الحزب في «إكس»)

وذكر أن حزب «الشعب الجمهوري»، أصبح الآن هو «الطرف المُفضّل في سياسات الحكومة القمعية»، كونه أصبح خطراً عليها في الانتخابات المقبلة، وأن هذا يمثّل معياراً مزدوجاً آخر، إذ إن جميع القضايا المتعلقة بحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، أُوقفت الآن (بسبب المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني)، نظراً إلى الحاجة السياسية لذلك في المستقبل، والآن أصبح الهدف هو حزب الشعب الجمهوري، لأنه فاز في الانتخابات المحلية الأخيرة، ويُقدم بديلاً حقيقياً في الانتخابات القادمة.

وأشاد آمور بالعملية الجارية لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني، في إطار ما يُسمّى «عملية تركيا خالية من الإرهاب»، قائلاً: «أنا من إسبانيا، أُدرك مدى صعوبة مكافحة الإرهاب، لذا فإن نزع سلاح حزب العمال الكردستاني خبر سار للغاية حقاً».

جانب من لقاء آمور ونائب وزير الخارجية التركي محمد كمال بوزاي (من حساب آمور في «إكس»)

وأضاف أن موقف الاتحاد الأوروبي هو المساعدة عند الضرورة؛ سنشجع العملية، وبالطبع نحن سعداء بهذا التطور، لكننا لا نستطيع التدخل بأي شكل من الأشكال.

تركيا وعضوية الاتحاد الأوروبي

وعما إذا كان أمام تركيا فرصة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال إن «عملية الانضمام هي عملية معيارية تتعلق بتطبيق معايير كوبنهاغن، وليست عملية تفاوضية، والجميع يعلم ما هو مطلوب، أولاً، الإرادة السياسية ضرورية، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة».

جانب من المؤتمر الصحافي لمقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور (من حسابه في «إكس»)

وأضاف: «أما المسألة الأخرى فهي الشراكة، التي تعني الديمقراطية وكل ما يعود بالنفع على الطرفين، هناك حسن نية من بعض النظراء الأوروبيين بشأن قضايا الأمن والدفاع وغيرها؛ تسهيل التأشيرات، وتحديث الاتحاد الجمركي، واستئناف الحوار رفيع المستوى، كلها جوانب من الشراكة. نريد علاقات وثيقة مع جميع جيراننا، سواء كانوا مرشحين للعضوية أم لا، لكننا لا نقبل فكرة أن تنعكس بيئة شراكة جيدة فوراً في عملية الانضمام، لا تُقاس جدية أي دولة بالطائرات المسيرة فحسب، بل تُقاس أيضاً بمدى الوفاء بالتزاماتها وتطبيق المعايير».

وقال: «هناك رغبة حقيقية في التوسع. يبحث الاتحاد الأوروبي عن شركاء في كل مكان، لأسباب عديدة، منها التعامل مع الوضع الدولي الراهن، ودور الحروب والاضطرابات التي أحدثتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العلاقات الدولية. يحرص الاتحاد على إعطاء الأولوية لتوسيع نطاقه، وهذه فرصة يمكن أن تستفيد منها جميع الدول المرشحة وليس تركيا فحسب».