صور مفبركة لملك بريطانيا «راقصاً» تجدد المخاوف من الذكاء الصناعي

خبراء ومختصون يطالبون بهيئة دولية لـ«ضبط تطبيقاته»

صورة مفبركة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لملك بريطانيا
صورة مفبركة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لملك بريطانيا
TT

صور مفبركة لملك بريطانيا «راقصاً» تجدد المخاوف من الذكاء الصناعي

صورة مفبركة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لملك بريطانيا
صورة مفبركة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لملك بريطانيا

كان من بين أخطار الذكاء الصناعي، التي استقال بسببها الخبير البارز بالمجال، جيفري هينتون من شركة «غوغل»، «حتى يستطيع الحديث عنها بحرية» هي مسؤوليته عن «إغراق الإنترنت بالصور ومقاطع الفيديو والنصوص المزيفة، إلى درجة أن الناس لن يكونوا قادرين على معرفة ما هو حقيقي».

ولم تمر أيام على مقابلة هينتون مع صحيفة «نيويورك تايمز»، التي عبر فيها عن هذه المخاوف، حتى جاء دليل على ما يقوله.

وفي اليوم التالي لتنصيب تشارلز الثالث ملكاً على بريطانيا، خلفاً لوالدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، انتشرت صور للملك، زعمت المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي، التي تناقلتها أنها «كانت من احتفالات أقامها الملك، بمناسبة تتويجه»، ليتبين لاحقا أن تلك الصور «غير المعتادة»، التي لا تتفق مع النمط المحافظ للعائلة المالكة، ليست حقيقية.

صورة مفبركة باستخدام تقنيات الذكاء الصناعي لملك بريطانيا

وظهر الملك «راقصاً» في مجموعة من الصور، وهي يرتدي ملابس «كاجوال» ملونة ويحتسي مشروباً، ليتبين لاحقاً أن مصدرها حساب على «فيسبوك» باسم «Guy Gold»، وتم صناعتها بواسطة تقنية الذكاء الصناعي «AI BRAND».

ولم تكن هذه هي الصور الوحيدة التي تم تزييفها باستخدام الذكاء الصناعي، حيث لم تكتف وكالة التصميم الأسترالية «ستارت ديجيتال» بصور الملك، لكنها عمدت إلى استخدام الذكاء الصناعي لإنشاء صور لجميع أفراد العائلة المالكة.

وكشف نيل ماسون من وكالة التصميم الأسترالية، أنه توصل إلى الفكرة صباح يوم السبت وفي غضون ساعات قليلة كان لديه معرض كامل من الصور باستخدام تطبيق الذكاء الصناعي لإنشاء الصور (Midjourney).

وأوضح ماسون، في تقرير نشرته في 8 مايو (أيار) صحيفة «ميترو» أنه «للحصول على صورة من التطبيق، يجب عليك كتابة ما تريد رؤيته، وعلى سبيل المثال طلبت منه إنشاء صورة واقعية للغاية للملك تشارلز في حفلة، وهو يرتدي قميصاً وسروالاً قصيراً استوائياً وفي فمه سيجارة، وجاءت النتائج رائعة للغاية، فالذكاء الصناعي يتحسن يومياً تقريباً، فلم يكن من الممكن أن يتم ذلك حتى قبل 6 أشهر».

وتُظهر الصور الأخرى المزيفة التي تم إنتاجها باستخدام الذكاء الصناعي، الأمير هاري وزوجته ميغان وأمامهما مشروب، بينما كان يرتديان ملابس رياضية صفراء زاهية.

وقال ماسون إن الأمر استغرق من 3 إلى 4 ساعات على الأقل حتى تم إعداد تلك الصور، مبدياً سعادته بأنه تم مشاركتها آلاف المرات على «تيك توك».

وإذا كان ماسون قد استطاع تحقيق أرباح من مشاركة تلك الصور، إلا أنه من ناحية أخرى، أعطى مبرراً قوياً لمطالبات أثيرت حتى قبل استقالة جيفري هينتون، تدعو إلى تنظيم الذكاء الصناعي، وتم تضمينها في عريضة أعدها معهد «فيوتشر أوف لايف» غير الربحي، في مارس (آذار) الماضي، ووقع عليها العشرات من الباحثين والخبراء ورجال الصناعة.

ويقول رامون لوبيز دي مانتاراس، الأستاذ بمعهد أبحاث الذكاء الصناعي في برشلونة بإسبانيا، الذي كان من الموقعين على العريضة لـ «الشرق الأوسط»: «لا أتفق مع بعض مخاوف (هينتون) المبالغ فيها بشأن تهديد الذكاء الصناعي للوجود البشري، لكن أتفق معه في حديثه عن المخاوف بشأن توليد الكثير من المعلومات والصور المزيفة، وتهديد خصوصية المواطنين، واستخدامه في السيطرة الجماعية على المواطنين».

ورغم ذلك لا ينكر مانتاراس أن للأمر «بعض الفوائد»، ليس من بينها تحقيق أرباح كالتي حققها «ماسون» من مشاركة الصور المزيفة على «تيك توك»، ولكن، وفق رأيه «من استخداماته في مجال الطب والبحث العلمي على سبيل المثال». مضيفاً: «نحن نحتاج إلى تنظيم مشابه لـ(إدارة الغذاء والدواء) الشهيرة في الولايات المتحدة لضبط تطبيقات الذكاء الصناعي لضمان استخدامها لرفاهية الإنسان».

واتفق لويس مونيز بيريرا، أستاذ علوم الكومبيوتر ومدير مركز الذكاء الصناعي في الجامعة الجديدة في لشبونة بالبرتغال، مع ما ذهب إليه مانتاراس، قائلاً لـ«الشرق الأوسط» إن «الصورة المزيفة التي يمكن أن يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الصناعي، تشجع على إمكانية استخدامه للسيطرة على آرائنا السياسية والتأثير على حياتنا الاجتماعية».

وعلى نهج التنظيم أيضاً طالب بيريرا بوجود «لوائح دولية بشأن تطوير تطبيقات الذكاء الصناعي على غرار تلك المطبقة على التقنيات الوراثية، وذلك لضمان التحكم الأخلاقي في الذكاء الصناعي».


مقالات ذات صلة

«الأصعب في حياتي»... الأمير ويليام يتحدث عن «عام مروع»

أوروبا الأمير البريطاني ويليام يتحدث مع متطوعين في كيب تاون (رويترز)

«الأصعب في حياتي»... الأمير ويليام يتحدث عن «عام مروع»

كشف الأمير ويليام إن العام المنصرم كان «الأصعب» في حياته بعد مرور العائلة البريطانية المالكة بفترة عصيبة شخص خلالها الأطباء إصابة والده وزوجته بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق طائرات خاصة وشلّالات ومنازل للكلاب... ماذا يُهدي المشاهير أنفسَهم وأحبّتَهم؟

طائرات خاصة وشلّالات ومنازل للكلاب... ماذا يُهدي المشاهير أنفسَهم وأحبّتَهم؟

في عيده الـ40 قبل أسابيع تلقّى الأمير هاري 10 ملايين دولار هدية. لكن ثمة هدايا تتفوّق على هذا المبلغ في عالم المشاهير، وليست طائرة بيونسيه لجاي زي أثمنها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)

قطعة من كعكة زفاف الملكة إليزابيث بـ2200 جنيه إسترليني

بيعت قطعة «نادرة جداً» من كعكة زفاف الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب في مزاد بمقابل 2200 جنيه إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير البريطاني أندرو (رويترز)

تبلغ 1.2 مليون دولار... الملك تشارلز «يوقف» المخصصات المالية لشقيقه أندرو

كشفت تقارير صحافية أن الملك البريطاني تشارلز أوقف المخصصات المالية لشقيقه الأمير آندرو البالغة مليون جنيه إسترليني (نحو مليون و200 ألف دولار) سنوياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الملك البريطاني تشارلز وزوجته كاميلا (رويترز)

تقارير: الملك تشارلز تجاهل مكالمات هاري الهاتفية وسط معركته مع السرطان

أفادت تقارير صحافية بأن الملك البريطاني تشارلز المصاب بالسرطان، البالغ من العمر 75 عاماً، تم حثه على عدم الرد على محاولات نجله الأمير هاري للتواصل معه.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

قالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، اليوم (الجمعة)، إن الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة في صراعاتها في غزة ولبنان على الرغم من وجود أدلة على انتهاكات للقانون الدولي؛ تشجع الدول المحاربة في مناطق أخرى.

وأضافت أن دولاً مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا بوسعها التأثير على تصرفات إسرائيل، ويجب عليها وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وقالت في مقابلة مع «رويترز»: «إذا استمر الدعم العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلية و(الحكومات الغربية) تعلم أن هذه الأسلحة تستخدم في ارتكاب جرائم حرب، فيجب أن يكون هذا كافياً لوقف بيع الأسلحة ونقلها».

وأضافت: «في الوقت الراهن، الأطراف التي ربما يكون لها تأثير ما ويمكنها كبح سلوك الأطراف المتحاربة، فيما يتعلق بإسرائيل، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وذلك من خلال مبيعات الأسلحة وشحنها». وتقول إسرائيل إنها تحرص على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين، وتنفي ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في صراعها مع حركة «حماس» في قطاع غزة، و«حزب الله» في لبنان.

وتقول إسرائيل إن أعداءها يقاتلون مندسين وسط السكان المدنيين، مما يجعل عملياتها أكثر صعوبة، وإنها تتصرف دفاعاً عن النفس.

وقالت تيرانا حسن إن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان تزداد جرأة في أعمالها حين تجد أن مثل هذه الأمور تمر بلا عواقب. وأضافت أن الحكومات التي تزود هذه الدول بالأسلحة تقوض مصداقيتها بصفتها مدافعة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن مصداقية النظام الدولي.

وقالت: «هذا ينقل رسالة مفادها بأن هذه القواعد تطبق علينا وعلى حلفائنا بطريقة مختلفة عما تطبق به على الآخرين، وهذا له عواقب وخيمة حقاً». وأضافت أن هذا يتناقض مع مطالبة الدول الغربية بالمساءلة عن غزو أوكرانيا، وتستغله أيضاً دول مثل روسيا والصين. وأوضحت: «إنهم يسارعون إلى الإشارة إلى المعايير المزدوجة من الغرب ويحاولون استغلال ذلك لتقويض النظام».

وتحدثت تيرانا حسن لـ«رويترز» في الوقت الذي أصدر فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريراً عن حصيلة القتلى في الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، قال فيه إن نحو 70 في المائة من الأعداد التي تم التحقق منها من القتلى من النساء والأطفال.

وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 43500 شخص قتلوا في غزة خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهراً، التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة. وأضافت تيرانا حسن: «يجب أن يحفز هذا العالم على التحرك الآن. لا مسوغ حقيقي لقتل الأطفال».

وفي 13 أكتوبر، فرضت واشنطن موعداً نهائياً على حليفتها إسرائيل لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.

وحين سُئلت عن التأثير المحتمل لانتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة، قالت إنه لم تكن هناك «ضمانات تذكر» لالتزامه بالقانون الدولي في فترة ولايته السابقة. وأضافت: «رأينا الآن في بعض التصريحات في الحملة الانتخابية تهديدات بالترحيل الجماعي لملايين الأشخاص، وهذا ينقل رسالة مثيرة للقلق بشدة».