روسيا تستهدف ثلثي الأراضي الأوكرانية عشية احتفالات الانتصار في الحرب العالمية

فون دير لاين تحيي مع زيلينسكي في كييف «يوم أوروبا»... وبريغوجين يشكك في قدرة الكرملين على الدفاع عن البلاد

رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
TT

روسيا تستهدف ثلثي الأراضي الأوكرانية عشية احتفالات الانتصار في الحرب العالمية

رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)
رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي (أ.ف.ب)

تزامن عرض العضلات العسكرية في «الساحة الحمراء»، مع شن موسكو هجوماً جوياً واسع النطاق لليوم الثاني على التوالي على العاصمة الأوكرانية، وعدد من مناطق أوكرانيا، وأطلقت أجهزة الطوارئ إنذارات جوية في مدينة كييف ومعظم أجزاء وسط وشرق أوكرانيا في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، من فينيتسيا في الغرب، إلى جميع المناطق الشرقية، وجنوباً حتى خيرسون ومنطقة أوديسا المطلة على البحر الأسود، إذ أطلقت القوات الروسية 25 صاروخاً على أوكرانيا، تم اعتراض 23 منها، وفقاً لسلاح الجو الأوكراني. وتسبب حطام الصواريخ في وقوع أضرار بكييف ومنطقتي دنيبروبتروفسك وتشيركاسي، بحسب ما قاله مسؤولون محليون.

 

القوات الروسية تطلق 25 صاروخاً على أوكرانيا تم اعتراض 23 منها (رويترز)

وفي مقابل احتفالات موسكو، أحيا الاتحاد الأوروبي «يوم أوروبا»، ووصلت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين إلى كييف لإحياء الذكرى التي تصادف يوم التاسع من مايو (أيار). وفي المناسبة قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن «استعراض» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوته في «الساحة الحمراء» يجب ألا يؤدي إلى «ترهيب» الاتحاد الأوروبي الذي يجب أن يبقى «حازماً» في دعمه لأوكرانيا.

وقال شولتس، أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، «على مسافة 2200 كيلومتر من هنا، في موسكو، بوتين يستعرض جنوده ودباباته وصواريخه. دعونا لا نخاف من استعراض القوة هذا. دعونا نبقى حازمين في دعمنا لأوكرانيا أيضاً. مهما طال الأمر». وفي ضوء ذلك، أشار مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني، ميخايلو بودولياك، إلى الاحتفالات المقامة في موسكو، بوصفها «عرضاً للقتلة».

المستشار الألماني أولاف شولتس قال إن استعراض بوتين قوته في الساحة الحمراء يجب ألا يؤدي إلى «ترهيب» الاتحاد الأوروبي (أ.ف.ب)

وتوجّهت رئيسة المفوضية الأوروبية على متن قطار ليلي من بولندا إلى أوكرانيا للقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ومتابعة مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأصدر الرئيس الأوكراني مرسوماً ينص على الاحتفال بـ«يوم أوروبا» تماشياً مع بروكسل، بدلاً من الاحتفال بذكرى الانتصار. وقالت فون دير لاين على متن القطار: «أرحّب كثيراً بقرار الرئيس زيلينسكي جعل التاسع من مايو يوم أوروبا. أوكرانيا جزء من عائلتنا الأوروبية». وأضافت: «حضوري إلى كييف في هذا اليوم رمزي، لكنه أيضاً مؤشر على حقيقة مهمة للغاية وعملية: الاتحاد الأوروبي يعمل يداً بيد مع أوكرانيا في عديد من القضايا».

وأكد المستشار الألماني أهمية «يوم أوروبا»، وذلك في الخطاب الذي ألقاه أمام البرلمان الأوروبي بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، الثلاثاء. وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي إن التاسع من مايو هو الرد المناسب الوحيد على الحرب العالمية التي أطلقتها ألمانيا، وعلى النعرة القومية المدمرة وعلى جنون العظمة الإمبريالي. وعاد شولتس وأكد أنه «أصبح من غير الممكن تصور نشوب الحرب بين شعوبنا، والفضل في ذلك للاتحاد الأوروبي، وهو من حسن حظنا جميعاً». وأضاف شولتس أن هذا الحلم لم يصبح حقيقة في جميع دول أوروبا، مشيراً إلى الحرب التي تخوضها أوكرانيا منذ 14 شهراً للدفاع عن نفسها في مواجهة الاجتياح الروسي. ويعود «يوم أوروبا» إلى ما يسمى بـ«إعلان شومان» نسبة إلى وزير الخارجية الفرنسي الراحل روبرت شومان الذي أعلن قبل 73 عاماً في مايو 1950، ما يعرف بـ«إعلان شومان»، الذي يعتبر حجر الأساس لإنشاء الاتحاد الأوروبي، حيث اقترح شومان في خطاب «إنشاء مجموعة أوروبية للفحم والصلب».

 

حقائق

75 مليار دولار

المبلغ الذي قدمته بروكسل لدعم أوكرانيا عسكرياً ومالياً وإنسانياً بقيمة 67 مليار يورو حتى الآن

وقالت فون دير لاين إن تركيز الاتحاد الأوروبي منصب على زيادة الضغط على روسيا وضمان التطبيق الكامل للعقوبات، وسد الفجوات الحالية. وأضافت، كما نقلت عنها وكالات أنباء عدة: «التركيز الآن هو على التطبيق الصارم للعقوبات واتخاذ إجراءات لتجنب التحايل عليها. نحن عازمون على سد الفجوات الحالية. لا يمكن أن يشك أي شخص في ذلك». وتم منح أوكرانيا صفة «مرشح رسمي» لعضوية الاتحاد الأوروبي العام الماضي، وهي تنتظر تقييماً ستجريه المفوضية حول ما إذا كانت جهود الإصلاح في أوكرانيا كافية لبدء محادثات الانضمام الرسمية. ولم تشر فون دير لاين إلى متى سوف تنضم أوكرانيا للاتحاد، ولكنها قالت إن «أوكرانيا جزء من أسرتنا الأوروبية». وأضافت أن المباحثات مع زيلينسكي تهدف أيضاً «للإعداد لبدء مفاوضات الانضمام». وقدمت بروكسل دعماً عسكرياً ومالياً وإنسانياً لأوكرانيا بقيمة 67 مليار يورو (75 مليار دولار) حتى الآن، مع استمرار العمل على فرض مجموعة جديدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا.

جندي أوكراني في باخموت يطلق مسيّرة باتجاه القوات الروسية (أ.ف.ب)

ويعتزم التكتل أيضاً تقييد صادرات روسيا، وفقاً لمصادر الاتحاد الأوروبي، في محاولة لمواجهة التحايل على العقوبات الحالية على روسيا من خلال تصدير البضائع عبر دول أخرى لا تفرض تدابير تجارية عقابية على موسكو.

وبينما تشهد موسكو، اليوم، العرض العسكري للاحتفال بالذكرى الـ78 لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، شكا مؤسس مجموعة المرتزقة (فاغنر)، يفغيني بريغوجين، من أنه في المجموع، لم تتم الموافقة إلا على جزء بسيط فقط من كمية الذخيرة المطلوبة. وعلق بريغوجين على الحدث قائلاً إن «يوم النصر هو يوم انتصار أجدادنا. إننا لم نحقق هذا النصر بعد ولا بملليمتر واحد».

واتهم بريغوجين وحدة عسكرية روسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت في شرق أوكرانيا، التي أصبحت مركزاً القتال. وقال بريغوجين: «اليوم هربت إحدى وحدات وزارة الدفاع من أحد مواقعنا... ما جعل الجبهة مكشوفة»، مكرراً تعهده بسحب مجموعته من باخموت إذا لم يقدم الجيش الروسي مزيداً من الذخيرة.

إذا تم تضليل فلاديمير بوتين، فإما سيقضي عليكم القائد العام أو الشعب الروسي الذي سيكون غاضباً إذا خسرت (روسيا) الحرب

يفغيني بريغوجين

كذلك، شكّك بريغوجين (الثلاثاء) في قدرة الكرملين على الدفاع عن البلاد في وقت تستعد فيه أوكرانيا لهجوم مضاد. وقال في مقطع فيديو: «لماذا الدولة غير قادرة على الدفاع عن البلد؟»، مضيفاً أن أوكرانيا تضرب المناطق الحدودية الروسية «بنجاح». وأشار إلى أن الجنود الروس «يفرون» من الجيش؛ لأن وزارة الدفاع كانت «بدلاً من القتال تخطط لمكائد طوال الوقت».

 

رئيس مجموعة «فاغنر» يتهم قادة الجيش الروسي بـ«تضليل» بوتين بشأن الهجوم في أوكرانيا (أ.ب)

وتابع، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»: «هناك جريمة تسمى تدمير الشعب الروسي (...) وهذا ما تفعله مجموعة صغيرة»، في إشارة إلى هيئة الأركان العامة. والأسبوع الماضي، أعلن رئيس «فاغنر» أنه سيسحب عناصره من باخموت في 10 مايو إذا لم تزوده هيئة الأركان بالذخيرة التي كان يطالب بالحصول عليها. وأعلن مجدداً (الثلاثاء) أنه سينسحب ما لم يتسلّم أسلحة كافية. وأوضح أن المجموعة تلقت (الثلاثاء) «10 في المائة فقط» من الذخيرة التي طلبها. لكنه لمّح إلى أن الانسحاب لن يكون فورياً، قائلاً: «لن نغادر (باخموت) وسنبقى لأيام قليلة أخرى، وسنقاتل رغم كل شيء وسننجح».
واتّهم رئيس مجموعة «فاغنر» قادة الجيش الروسي بالسعي إلى «تضليل» الرئيس فلاديمير بوتين بشأن الهجوم في أوكرانيا، في دليل جديد على خلافه مع هيئة الأركان العامة. وقال في بيان: «إذا تم القيام بكل شيء لتضليل القائد العام للقوات المسلحة (فلاديمير بوتين)، فإما سيقضي عليكم القائد العام أو الشعب الروسي، الذي سيكون غاضباً إذا خسرت (روسيا) الحرب»، متّهماً الجيش مجدداً بعدم تسليم الذخيرة التي تحتاج إليها مجموعته للسيطرة على باخموت.


مقالات ذات صلة

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

برلين وباريس تناقشان إرسال قوات سلام أجنبية إلى أوكرانيا

ماكرون مع نظيره البولندي أندريه دودا (أ.ب)
ماكرون مع نظيره البولندي أندريه دودا (أ.ب)
TT

برلين وباريس تناقشان إرسال قوات سلام أجنبية إلى أوكرانيا

ماكرون مع نظيره البولندي أندريه دودا (أ.ب)
ماكرون مع نظيره البولندي أندريه دودا (أ.ب)

تستضيف برلين، الخميس، وزراء من بولندا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا وبريطانيا، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي ووزير خارجية أوكرانيا، في مؤتمر يركز على دعم كييف وكذلك التطورات في سوريا، في حين أعلن رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أنه ناقش، الخميس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إمكان إرسال قوات إلى أوكرانيا، في حال التوصل إلى هدنة أو إحلال السلام في هذا البلد.

وقال توسك في مؤتمر صحافي مشترك في وارسو: «أود (...) أن أضع حداً للتكهنات بشأن الوجود المحتمل لقوات من هذا البلد أو ذاك في أوكرانيا بمجرد إرساء وقف إطلاق النار أو إرساء السلام. الرئيس (ماكرون) على علم بذلك، وقد ناقشناه»، مشيراً إلى أن بلاده «لا تخطط لمثل هذه الإجراءات... في الوقت الحالي».

توسك وماكرون في وارسو الخميس (أ.ب)

وعلمت وكالة الأنباء الألمانية أن ممثلين لدول عدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يجرون محادثات سرية منذ أسابيع بشأن كيفية مراقبة وقف إطلاق النار المحتمل في أوكرانيا في المستقبل. وتفيد تقارير بأن فرنسا وبريطانيا تأخذان زمام المبادرة في هذا الشأن. ولم يتضح مدى مشاركة الحكومة الألمانية في هذه المباحثات حتى الآن. وذكر موقع «بوليتيكو» نقلاً عن دبلوماسي أوروبي ومسؤول فرنسي أن هدف زيارة ماكرون لوارسو كانت لمناقشة توسك حول احتمال نشر قوة حفظ سلام تتألف من جنود أجانب بعد انتهاء الحرب. ونقلت صحيفة Rzeczpospolita البولندية عن خبير من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية القول إن مثل هذه المهمة يمكن أن تتألف من خمسة ألوية يبلغ قوامها نحو 40 ألف جندي، حيث من المحتمل أن تتولى بولندا قيادة إحداها.

بدوره، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن استعداده للتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرة أخرى رغم أن مكالمته الهاتفية الأخيرة لم تسفر عن أي نتائج. وقال شولتس في تصريحات متلفزة، الأربعاء: «كان الأمر محبِطاً»، وأضاف: «لأنه ببساطة كرر كل صيغه مرة أخرى». وعلى الرغم من الانتقادات التي وجهتها أوكرانيا ودول شرق أوروبا بشأن المكالمة، قال شولتس إنه كان من الضروري أن يفهِم بوتين أنه لا يمكنه التعويل على أن تخفض ألمانيا دعمها لأوكرانيا.

وتعرَّضت المجر لانتقادات شديدة من دول أخرى في الاتحاد الأوروبي بسبب استمرار اتصالاتها مع الكرملين بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي في أوكرانيا.

وقال شولتس إنه دعا بوتين إلى «سحب القوات حتى يتسنى ظهور أساس للتطور السلمي». وعن هذه الدعوة، قال المستشار الألماني: «ويجب أن يتم ذلك، وسأفعل ذلك مرة أخرى. لكن يجب ألا نقع تحت أي أوهام بشأن ذلك».

وكان شولتس قد اتصل ببوتين في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) بمبادرة منه، وهي المرة الأولى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022. واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شولتس بفتح «صندوق الشرور» بهذه المكالمة.

واقترح رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان هو الآخر هدنة لمناسبة عيد الميلاد في أوكرانيا خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي في اليوم السابق. وأوربان، وهو أحد الزعماء الأوروبيين القلائل الذين احتفظوا بعلاقات مع موسكو، قال إن أوكرانيا رفضت الاقتراح، لكن كييف أكدت أنها لم تناقش المبادرة.

رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ومستشار ألمانيا أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في 15 مارس 2024 (أ.ف.ب)

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: «خلال محادثة هاتفية، قدَّم أوربان اقتراحاً بإجراء عملية تبادل كبيرة للأسرى عشية عيد الميلاد والإعلان عن وقف إطلاق النار خلال عيد الميلاد في أوكرانيا».

وأضاف بيسكوف، كما نقلت عنه «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن روسيا قدَّمت «مقترحاتها» بشأن التبادل إلى السفارة المجرية في موسكو «في ذلك اليوم»، مؤكداً دعم «جهود أوربان». ومن المقرر أن يلتقي أوربان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت لاحق، الخميس، في إطار ما يسميه «مهمة سلام».

وأكد دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، أنه أجرى محادثات مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، الخميس، ناقشا خلالها الأزمات في أوكرانيا وسوريا. وقال ميدفيديف إن روسيا مستعدة لإجراء محادثات سلام مع أوكرانيا، لكن فقط إذا أقرَّت كييف بالحقائق على الأرض، حسبما ذكرت «تاس».

* ضمانات أمنية

من جانب آخر، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن عدداً من وزراء الخارجية الأوروبيين اتفقوا على أن أوكرانيا تحتاج إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد وسيناقشون هذه القضية خلال اجتماع في برلين الخميس. وأضافت بيربوك: «هنا في هذه الدائرة، نتفق جميعاً على أن أوكرانيا تحتاج إلى ضمانات أمنية صارمة. وهذا يشمل الدعم العسكري والمالي طويل الأمد لأوكرانيا».

ووصلت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه إلى أوكرانيا، الخميس، في زيارة جديدة. وعند وصولها إلى العاصمة الأوكرانية كييف، قالت الوزيرة المنتمية إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي: «لقد سافرت إلى أوكرانيا حتى أسلّم حزمة الدعم الشتوي الخاصة بنا». وأضافت أنه خلال أكثر من 1000 يوم من الحرب، كان هدف روسيا ضرب إمدادات الطاقة لجعل الناس يجلسون في البرد والظلام، وأردفت: «لهذا السبب قمنا مجدداً بتعبئة موارد إضافية للمساعدة في إعادة بناء إمدادات الطاقة هنا»، مشيرة إلى أن ذلك أمر مهم للبقاء على قيد الحياة في ظل درجات الحرارة الشتوية.

صورة جماعية لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل (أ.ب)

وشددت الوزيرة الألمانية قائلة: «أريد أن أتأكد شخصياً هنا من أن الأموال تصل حقاً إلى الأماكن التي تحتاج إليها». وتشمل الزيارة عقد اجتماعات مع ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني، كما تعتزم شولتسه تفقد الكثير من مشاريع إعادة الإعمار.

وقدرت شولتسه المساعدات الشتوية بـ90 مليون يورو، موضحة أن هذا الدعم سيتيح توفير الكهرباء والتدفئة لـ2.6 مليون شخص. وأكدت: «نشعر في هذا البرد بمدى الأهمية المحورية لوجود هذه المرافق المتنقلة»، لافتة إلى أن الهدف من ذلك هو مساعدة الأوكرانيين على الحفاظ على قدرتهم على الصمود.

* تهديد روسي

على صعيد آخر، قال الكرملين، الخميس، إن روسيا سترد بالتأكيد على استخدام أوكرانيا لصواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع لضرب الأراضي الروسية في الآونة الأخيرة.

وكانت روسيا قد قالت، الأربعاء، إن أوكرانيا قصفت مطارا عسكريا على ساحل بحر آزوف بستة صواريخ باليستية أميركية الصنع من طراز «أتاكمز»، في خطوة قد تدفع موسكو إلى إطلاق صاروخ متوسط المدى فرط صوتي آخر على أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن «هذا الهجوم بالأسلحة الغربية بعيدة المدى لن يمر دون رد وستُتخذ الإجراءات المناسبة». ولم يتضح كيف سترد روسيا.

وقال دميتري بيسكوف: «أود أن أشير إلى البيان المباشر الذي لا لبس فيه على الإطلاق لوزارة الدفاع في روسيا الاتحادية، والذي صدر الأربعاء؛ إذ ذكر بوضوح أن الرد سيلي ذلك». وأضاف: «سيحدث الرد بطريقة تعدّ مناسبة. لكنه حتماً سيأتي».

وأطلقت روسيا صاروخاً باليستياً جديداً متوسط المدى فرط صوتي يُعرف باسم «أوريشنيك» على أوكرانيا في 21 نوفمبر فيما وصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه رد مباشر على الضربات التي تشنّها القوات الأوكرانية بصواريخ أميركية وبريطانية على بلاده. وقال مسؤول أميركي، الأربعاء، إن روسيا قد تطلق صاروخاً باليستياً آخر فرط صوتي على أوكرانيا في الأيام المقبلة، لكن واشنطن لا تعدّ سلاح «أوريشنيك» بمثابة تغيير لقواعد اللعبة في الحرب.

ميدانياً، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها، الخميس، إن قواتها سيطرت على بلدة زوريا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.