موسكو تصر على اتهام واشنطن بـ«الوقوف» وراء هجوم الكرملين

«فاغنر» تستعد لتسليم مواقعها في باخموت إلى الجيش الروسي

موسكو تصر على اتهام واشنطن بـ«الوقوف» وراء هجوم الكرملين
TT

موسكو تصر على اتهام واشنطن بـ«الوقوف» وراء هجوم الكرملين

موسكو تصر على اتهام واشنطن بـ«الوقوف» وراء هجوم الكرملين

نشطت الدبلوماسية الروسية في حشد تأييد حلفاء الكرملين لمواقفها، وجددت التأكيد على استعدادها للرد بشكل حازم على هجوم المسيرات على القصر الرئاسي الروسي قبل يومين.

وتعمد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد بعد سلسلة لقاءات ثنائية أجراها على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة «شنغهاي للتعاون» في الهند، على حجم التأييد الواسع الذي تلقته موسكو من الحلفاء من المجموعة. وأكد أن كل البلدان أعضاء المجموعة أعربت عن تضامنها مع المواقف الروسية.

وصعد لافروف من لهجته رداً على سؤال في ختام اجتماعات المجموعة حول ما إذا كان الهجوم على الكرملين بالمسيرات قبل يومين يشكل ذريعة لإطلاق حرب شاملة، وقال: إن روسيا «سترد بشكل عملي على هجوم الطائرات المسيرة، ولن تتوقف كثيراً عند المصطلحات اللفظية»، مشدداً على أن «صبرنا محدود».

زعيم «فاغنر» يفغيني بريغوجين هدد بترك مواقعه في باخموت في 10 مايو لصالح انتشار القوات المسلحة الروسية (أ.ف.ب)

جاء هذا الموقف على خلفية الرفض الغربي للرواية الروسية حول الهجوم، التي حمّلت كييف مسؤولية «القيام بمحاولة لاغتيال رئيس الاتحاد الروسي». وحذرت البلدان الغربية موسكو من «استخدام الحادثة لشن هجوم واسع على أوكرانيا».

وقال الوزير تعليقاً على تساؤلات حول طبيعة الرد الروسي المنتظر: «لا ينبغي للمرء أن يفكر في المصطلحات هنا، من الواضح أنه كان عملاً عدائياً، ومن الواضح تماماً أنه من دون علم الراعي الأميركي لم يكن بإمكان إرهابيي كييف أن يرتكبوه. لن نرد بالحديث عما إذا كان ذلك سبباً للحرب أم لا، لكننا سنرد بأفعال ملموسة».

وشدد على أن التصريحات الصادرة عن كييف وواشنطن بشأن عدم تورطهما في الهجوم لا تعني أنه يمكن الوثوق بذلك. ولفت لافروف الانتباه إلى كلمات وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، الذي قال: إن الولايات المتحدة «لن تملي على أوكرانيا الأساليب التي تدافع بها عن سيادتها». وحملت تلك العبارات تجديداً روسياً لاتهام واشنطن بالوقوف وراء هجوم الكرملين.

ورغم اللهجة الصدامية التي اتخذها، قال وزير الخارجية اليوم الجمعة إن إجراء محادثات مع الغرب أمر «حتمي»، مؤكداً على استعداد موسكو لذلك. وقال: إن «روسيا مستعدة لإجراء محادثات مع الدول الغربية عاجلاً أو آجلاً».

وهاجم لافروف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفاً إياه بأنه «دمية في يد الغرب».

وأضاف: «من دون حل المشكلة الجيوسياسية الرئيسية المتمثلة في رغبة الغرب في الحفاظ على هيمنته بإملاء إرادته على الجميع، لا يمكن حل أي أزمات سواء في أوكرانيا أو في أي جزء آخر من العالم».

ورأت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في مقابلة مع «فرانس إنتر» الخميس، أنّ قضية الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي تقول روسيا إنّها أسقطتها وكانت تستهدف الرئيس فلاديمير بوتين هي «على أقل تقدير غريبة».

ورفضت كولونا «الخوض في لعبة الفرضيات». وقالت: إن حقيقة أن تصل طائرات مسيّرة إلى الكرملين «يصعب فهمها في الظروف العادية».

وأشارت إلى أنّ الأوكرانيين «أعلنوا رسمياً أمس أنّه لا علاقة لهم بهذا الحدث الذي لا يزال غير مفسر». كذلك، استنكرت تصريحات الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف الذي دعا الأربعاء إلى «تصفية» الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رداً على هذا الهجوم المفترض. وقالت: «مدفيديف يتميّز بتصريحات شائنة، بتصعيد لفظي مؤسف».

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا قالت إن قضية الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي تقول روسيا إنّها أسقطتها وكانت تستهدف الرئيس فلاديمير بوتين هي «على أقل تقدير غريبة» (أ.ف.ب)

وأضافت: «مرة أخرى، يأتي هذا التصعيد من روسيا، مرة أخرى تسعى للترهيب والتخويف، وإيجاد الذرائع التي يمكن أن تبرر ما لا يمكن تبريره».

وفيما رفضت التطرّق إلى فرضية اغتيال الرئيس الأوكراني، أكّدت أهمية «احترام السلامة الجسدية» لرئيس دولة منتخب ديمقراطياً.

ومن جهة أخرى، أشارت كولونا إلى أنّ قنوات الاتصال مع روسيا «تبقى ضرورية»، عادّة أنّ إحدى مشكلات السلطة الروسية هي «حصر نفسها في حقيقة موازية».

ولم يُجر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ أشهر، لكنّه كرر بانتظام وجوب الحفاظ على الحوار مع كلّ الأطراف.

وفي السياق نفسه، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية: «لا مصلحة لدينا في تعزيز هذه العزلة الذهنية التي دفعت روسيا إلى اختيار غزو أوكرانيا»، من دون أن تشير إلى إمكانية التشاور قريباً مع نظيرها الروسي.

وأكدت أنّ فرنسا يجب أن تواصل مساعدة أوكرانيا كي تتمكّن من شنّ هجوم مضاد لاستعادة «توازن قوى أكثر ملاءمة» في الميدان، على أمل عودة روسيا إلى طاولة المفاوضات. كذلك، أشارت إلى أنّ الحكومة الفرنسية تعدّ حزمة مساعدات جديدة، من دون كشف موعد الإعلان عنها.

وكان الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف قد جدد صباح الجمعة دحض الرواية الأميركية حول أن واشنطن لا معطيات لديها تؤكد تورط كييف في الهجوم.

ورد بيسكوف على تصريحات للبيت الأبيض نفت ضلوع واشنطن في هجوم المسيرتين على الكرملين، مؤكداً أن روسيا «قالت بالتحديد ما أرادته» في هذا الصدد.

وكان منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، جون كيربي، قد نفى مشاركة واشنطن في هجوم الطائرتين المسيّرتين على الكرملين.

بينما شدد بيسكوف على القناعة الروسية بأن الولايات المتحدة تقف وراء هذا الهجوم الأوكراني على الكرملين، وأنها هي من اختارت أهداف كييف.

وقال: «مثل هذه المحاولات في كييف وواشنطن هي بالطبع سخيفة تماماً. نحن نعلم جيداً أن القرارات بشأن مثل هذه الأعمال والهجمات الإرهابية لا تتخذ في كييف، بل في واشنطن. وكييف تفعل ما تؤمر به، وقد جاءت الأوامر بذلك».

وبدا لافتاً الجمعة أن تصعيد المواقف السياسية جاء متصلاً مع تكثيف الإعلانات الروسية عن هجمات بمسيرات استهدفت عدة مواقع في روسيا. فيما بدا أنه يعزز الرواية الروسية حول تعرض البلاد لهجوم واسع النطاق ومدبر مع الغرب.

وكانت جهات أمنية قد أعلنت إحباط هجوم شنته أربع مسيرات على مصنع لتكرير النفط في إقليم كراسنودار، المحاذي لأوكرانيا ما تسبب بوقوع حريق ضخم في المنشأة.

كذلك قال محافظ مقاطعة فورونيغ ألكسندر غوسيف، في وقت متزامن إن وسائط الدفاع الجوي بالجيش الروسي تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرة من دون طيار فوق أراضي المنطقة.

وكتب المحافظ على قناته في «تلغرام»: «في وقت مبكر من صباح اليوم (أمس)، اكتشفت منظومة الدفاع الجوي في السماء فوق مقاطعة فورونيغ، طائرة من دون طيار. جرى اعتراض هذه المسيرة الجوية وتدميرها بنجاح».

وفي غضون ذلك، فاجأت التصريحات الروسية الرسمية حول انسحاب مرتقب لقوات «فاغنر» من مدينة باخموت أوساط المتابعين للصراع الدموي على هذه المدينة المتواصل منذ أشهر.

وأعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن «الرئاسة الروسية أحيطت علماً بإعلان زعيم (فاغنر) يفغيني بريغوجين ترك مواقعه في أرتيوموفسك (باخموت)، في 10 مايو (أيار)، لصالح انتشار القوات المسلحة الروسية».

جاء ذلك في الإفادة الصحافية الصباحية لبيسكوف الجمعة.

وشكّل هذا التصريح مفاجأة لأن قوات «فاغنر» كانت قد أعلنت قبل يومين النجاح في إحراز تقدم جديد على الأرض، وقالت في بيان إنها تقدمت على مساحة 230 متراً في محيط إحدى أبرز نقاط الاشتباك مع القوات الأوكرانية المدافعة عن المدينة الاستراتيجية.

وقد ترافق ذلك الإعلان مع تجديد بريغوجين الشكوى من أن قواته ما زالت لا تحصل على الإمدادات اللازمة من الأسلحة والمعدات من وزارة الدفاع الروسية.

ومع التطور الأخير، الذي لم تعرف بعد كل دوافعه، نشرت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية حديثاً نسب إلى بريغوجين قال فيه إن «مقاتليه سيذهبون إلى المعسكرات الخلفية لتضميد جراحهم هناك»، ووفقاً للمعطيات فمن المنتظر أن تنسحب قوات «فاغنر» من المدينة التي قاتلت للاستيلاء عليها في مواجهات ضارية لعدة أشهر في العاشر من مايو، و«سوف يترك المقاتلون مواقعهم للقوات المسلحة الروسية».

ووفقاً للوكالة الرسمية الروسية فقد طالب بريغوجين في رسالة مفتوحة وجهها على قناته في شبكة «تلغرام» رئيس الأركان العامة «بالتوقيع على أمر قتالي إلى مجموعة (فاغنر) لنقل مواقع باخموت إلى وحدات تابعة لوزارة الدفاع».

وكانت السجالات بين «فاغنر» ووزارة الدفاع قد بلغت مستويات حادة خلال الفترة الماضية، وانتقل جزء منها إلى صفحات وسائل الإعلام، في حين التزم الكرملين الصمت حيالها سابقاً.

وقد يعني الانسحاب من المدينة إذا حدث في الموعد المعلن إقراراً من جانب قوات «فاغنر» بفشلها في السيطرة عليها بعد محاولات حثيثة، ما يضع مسؤولية هذا الفشل على القوات النظامية.


مقالات ذات صلة

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا رجال الإطفاء يعملون في موقع مبنى إداري تضرر جراء الغارات الجوية والصاروخية الروسية في زابوريجيا (رويترز) play-circle 00:36

13 قتيلاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 13 شخصاً اليوم (الأربعاء) في ضربة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية، وفق ما أعلن حاكم المنطقة، في حصيلة تعد من الأعلى منذ أسابيع لضربة جوية واحدة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الخليج الأمير محمد بن سلمان والرئيس فولوديمير زيلينسكي (الخارجية السعودية)

محمد بن سلمان وزيلينسكي يبحثان جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية

بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، جهود حل الأزمة الأوكرانية - الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية- رويترز)

ترمب عن الـ«ناتو»: يدفعون أقل مما ينبغي لكي تحميهم الولايات المتحدة

حضّ ترمب أعضاء حلف «الناتو» على زيادة إنفاقهم الدفاعي إلى 5 % من إجمالي ناتجهم المحلي، مقابل «حماية الولايات المتحدة».

«الشرق الأوسط» (مارالاغو (الولايات المتحدة))
أوروبا رجال إنقاذ في موقع مبنى سكني ضربته غارة جوية روسية على أوكرانيا بمنطقة سومي 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا: وجّهنا ضربات مكثفة للقوات الأوكرانية في منطقة كورسك

قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها وجّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك غرب روسيا، وأفاد الجيش الأوكراني بتصعيد القتال خلال اﻟ24 ساعة الماضية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)

أوكرانيا تستهدف مخزن وقود على بُعد 500 كيلومتر من الحدود الروسية

صورة وزعها حاكم المنطقة رومان بوسارجين عبر تطبيق «تلغرام» حول فرق الطوارئ في المكان (أ.ب)
صورة وزعها حاكم المنطقة رومان بوسارجين عبر تطبيق «تلغرام» حول فرق الطوارئ في المكان (أ.ب)
TT

أوكرانيا تستهدف مخزن وقود على بُعد 500 كيلومتر من الحدود الروسية

صورة وزعها حاكم المنطقة رومان بوسارجين عبر تطبيق «تلغرام» حول فرق الطوارئ في المكان (أ.ب)
صورة وزعها حاكم المنطقة رومان بوسارجين عبر تطبيق «تلغرام» حول فرق الطوارئ في المكان (أ.ب)

أكدت كييف الأربعاء أنه قواتها ضربت ليلاً مخزن وقود في روسيا يقع على بُعد 500 كيلومتر من الحدود بين البلدين، يستخدمه سلاح الجو لقصف أوكرانيا. وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني عبر «تلغرام»: «هاجمنا مخزن كومبيانت كريستال للوقود في منطقة ساراتوف»، خلال الليل.

حاكم المنطقة رومان بوسارجين قال إن حريقاً اندلع نتيجة للحطام المتساقط من هجوم «ضخم» بطائرة مسيرة (أ.ب)

وأفاد الجيش الأوكراني بوقوع عدة انفجارات واندلاع حريق كبير في المستودع الذي قال إنه يوفر الوقود لمطار «إنغلز - 2» العسكري، حيث يتمركز أسطول قاذفات استراتيجية روسية.

وقالت الهيئة في بيان عبر تطبيق «تلغرام»: «ضرب مستودع النفط يؤدي إلى مشاكل لوجستية خطيرة للطيران الاستراتيجي للمحتلين الروس، ويقلل بشكل كبير من قدرتهم على ضرب المدن الأوكرانية المسالمة والأهداف المدنية».

وأوضح أولكسندر كاميشين مستشار الرئيس الأوكراني، كما نقلت عنه «رويترز»، أن الجيش استخدم في الهجوم قدرات بعيدة المدى من صنع أوكرانيا.

وكتب على منصة «إكس»: «إنغلز تحترق، ودفاعكم أصابه الرعب. تم قصف مستودع نفط روسي آخر يخدم مطاراً عسكرياً بقدرات بعيدة المدى مصنوعة في أوكرانيا».

وذكرت سلطات محلية روسية، في وقت سابق (الأربعاء)، أن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيرة تسبب في اندلاع حريق كبير، في موقع صناعي بمنطقة ساراتوف.

حاكم المنطقة رومان بوسارجين يتكلم مع العاملين في خدمات الطوارئ (أ.ب)

وقال حاكم المنطقة، رومان بوسارجين، عبر تطبيق «تلغرام»، إن حريقاً اندلع في موقع بمدينة انغلز نتيجة للحطام المتساقط من هجوم «ضخم» بطائرة مسيَّرة.

وأضاف بوسارجين، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»، أنه تم إرسال فريق من هيئة الاستجابة للطوارئ إلى منشأة صناعية اندلع فيها حريق بعد هجوم بمسيرة أوكرانية، من دون تحديد طبيعة المنشأة، لكنه أكد عدم وقوع إصابات.

وقالت القنوات الروسية على تطبيق «تلغرام»، التي تنشر أخبار الغزو الروسي لأوكرانيا، إنه جرى إصابة مستودع نفط.

وتقع قاعدة إنغلز الجوية على بُعد نحو 730 كيلومتراً، جنوب شرقي موسكو، وعلى بُعد مئات الكيلومترات من الحدود الأوكرانية. وتضم ساراتوف القاعدة الجوية العسكرية «إنغلز 2»، حيث وضعت موسكو قاذفات قنابل استراتيجية تُستخدَم لإطلاق صواريخ «كروز» على أوكرانيا.

وأقر مسؤولون روس في تصريحات سابقة بأن أوكرانيا هاجمت المنطقة بطائرات مُسيرة. وقالت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، إنه جرى تدمير 32 مسيرة أوكرانية فوق 7 مناطق روسية وبحر أزوف الليلة الماضية، فيما جرى اعتراض 11 منها فوق منطقة ساراتوف.

من جانبه، قال سلاح الجو الأوكراني، إن روسيا هاجمت البلاد بـ64 مسيَّرة خلال الليل، وقد جرى إسقاط 41 منها، وإحباط مسارات 22 أخرى بتقنية التشويش على المسيَّرات. وتردد أن روسيا استخدمت بعض المسيرات دون متفجرات لإرهاق الدفاعات الجوية الأوكرانية.

جانب من الدمار جراء الغارات الروسية على مدينة تشيرنيف الأوكرانية (رويترز)

هذا الهجوم هو الأخير ضمن سلسلة من الضربات المتصاعدة عبر الحدود التي تنفذها موسكو وكييف، وتستهدف منشآت الطاقة والمنشآت العسكرية، بعد ما يقرب من 3 سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

تقول كييف إن هجماتها على منشآت النفط الروسية جزء من جهودها لتقليص عائدات الطاقة الروسية التي تستخدم لتمويل الحرب في أوكرانيا.

وفي منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، التي تقول روسيا إنها تابعة لها، قالت السلطات إن شخصين قُتلا وأصيب 5 آخرون بنيران المدفعية الروسية والمُسيرات.

قالت أوكرانيا، الثلاثاء، إن قواتها «تنفذ عمليات هجومية جديدة» في منطقة كورسك بغرب روسيا، في أول تصريحاتها المهمة بعد تقارير روسية عن تجدُّد التوغل الأوكراني في المنطقة.

وسيطرت أوكرانيا في بادئ الأمر على جزء من منطقة كورسك، في توغل مفاجئ خلال أغسطس (آب)، واحتفظت بمواقعها هناك لـ5 أشهر، على الرغم من تكبُّدها بعض الخسائر.

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الأحد إن كييف شنت هجوماً مضاداً جديداً.

وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، الثلاثاء، أن قوات كييف قصفت موقع قيادة روسية، قرب بلدة بيلايا، في منطقة كورسك. وتفرض هيئة الأركان العامة قيوداً صارمة على المعلومات الواردة من المنطقة لتأمين عملياتها هناك.

وقالت «الهيئة» إن الهجوم، وغيره من العمليات في الآونة الأخيرة في المنطقة، يتم بالتنسيق مع القوات البرية الأوكرانية التي «تنفِّذ عمليات هجومية جديدة في الوقت الحالي»، ضد القوات الروسية.

وحذف الجيش في وقت لاحق أي ذكر لوقوع هجوم جديد، في بيان على تطبيق «تلغرام» للتراسل، وكتب بدلاً من ذلك عبارة أكثر غموضاً، هي «عمليات قتالية». ولم يقدم الجيش أي تفسير.

قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن قواتها وجَّهت ضربات مكثفة لوحدات أوكرانية في منطقة كورسك بغرب روسيا؛ حيث أفاد الجيش الأوكراني بتصعيد في القتال خلال الساعات الـ24 الماضية.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن قواتها ألحقت الهزيمة بألوية أوكرانية في 6 مواقع، ونفَّذت ضربات على قوات ومعدات أوكرانية في 7 مواقع أخرى، تضمَّنت موقعاً على الجانب الأوكراني من الحدود.

من جانب آخر، قالت مسؤولة في الأمم المتحدة، الأربعاء، إن أكثر من 12300 مدني قُتلوا في الحرب الأوكرانية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، قبل نحو 3 سنوات، مشيرة إلى ارتفاع عدد القتلى في الأشهر الأخيرة، مع استخدام طائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى وقنابل انزلاقية.

وقالت ندى الناشف نائبة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، في بيان، كما نقلت عنها «رويترز»: «كثفت القوات المسلحة الروسية عملياتها للاستيلاء على مزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، وهو ما كان له تأثير شديد على المدنيين في مناطق الخطوط الأمامية، لا سيما في مناطق دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا»، مشيرة إلى التطورات منذ سبتمبر (أيلول) 2024.

وتابعت: «نشعر بقلق عميق إزاء الآثار المترتِّبة على زيادة استخدام الطائرات المسيَّرة، واستخدام أسلحة جديدة على المدنيين»، مشيرة جزئياً إلى استخدام روسيا لقنابل موجَّهة شديدة التدمير أو قنابل انزلاقية في مناطق سكنية.