اغتيال مرشح للرئاسة في الإكوادور... ومقتل مشتبه به (فيديو)https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9/4480151-%D8%A7%D8%BA%D8%AA%D9%8A%D8%A7%D9%84-%D9%85%D8%B1%D8%B4%D8%AD-%D9%84%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%88%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%85%D8%B4%D8%AA%D8%A8%D9%87-%D8%A8%D9%87-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88
اغتيال مرشح للرئاسة في الإكوادور... ومقتل مشتبه به (فيديو)
المرشح الرئاسي فرناندو فييافيسينسيو كان من أشد منتقدي الفساد والجريمة المنظمة (إ.ب.أ)
كيتو:«الشرق الأوسط»
TT
كيتو:«الشرق الأوسط»
TT
اغتيال مرشح للرئاسة في الإكوادور... ومقتل مشتبه به (فيديو)
المرشح الرئاسي فرناندو فييافيسينسيو كان من أشد منتقدي الفساد والجريمة المنظمة (إ.ب.أ)
قالت السلطات في الإكوادور إن المرشح الرئاسي فرناندو فييافيسينسيو، وهو من أشد منتقدي الفساد والجريمة المنظمة، قُتل مساء أمس (الأربعاء) خلال إحدى فاعليات حملة انتخابية في شمال العاصمة كيتو، وفقاً لوكالة «رويترز».
وأفادت وسائل إعلام محلية بإطلاق نحو 30 رصاصة، بينما أظهر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي فييافيسينسيو وهو يركب سيارة بعد حضور فعالية الحملة الانتخابية قبل سماع صوت ما بدا أنه إطلاق نار وصراخ.
وأعلنت الإكوادور حالة الطوارئ في البلاد بعد اغتيال المرشح الرئاسي، كما أكدت عقد الانتخابات الرئاسية في موعدها 20 أغسطس (آب) رغم عملية الاغتيال.
وقال مكتب المدعي العام إن مشتبهاً به في قتل المرشح الرئاسي لقي حتفه متأثراً بجروح أصيب بها خلال تبادل لإطلاق النار. وأدت الواقعة إلى إصابة تسعة آخرين من بينهم مرشح للبرلمان وشرطيان.
وذكر المكتب في وقت لاحق أنه ألقى القبض على ستة أشخاص حتى الآن على صلة بالجريمة خلال مداهمات في كيتو.
وكتب الرئيس جييرمو لاسو على منصة «إكس»: «تقديراً لذكراه ونضاله، أؤكد لكم أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب... لقد تجاوزت الجريمة المنظمة الحد بكثير، ولكنهم سيقعون تحت طائلة القانون».
وعزت حكومة لاسو العنف المتزايد في الشوارع والسجون إلى الاقتتال الإجرامي للسيطرة على طرق التهريب، التي تستخدمها العصابات المكسيكية والمافيا الألبانية وغيرهما لنقل المخدرات. وقال إنه سيدعو كبار مسؤولي الأمن لاجتماع طارئ.
وتمثل المخاوف الأمنية إلى جانب التوظيف والهجرة القضايا الرئيسية التي تقلق الناخبين في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 20 أغسطس.
وكان فييافيسينسيو قد تعهد بمكافحة الفساد والتهرب الضريبي إذا انتخب رئيساً. وبحسب استطلاعات الرأي، بلغت نسبة التأييد له 7.5 في المائة ليحل خامساً من بين ثمانية مرشحين.
وقال حزب «موفيمينتو كونسترويه»، وهو حزب فييافيسينسيو، على منصة «إكس» إن مسلحين هاجموا مكاتبه في كيتو في حادث منفصل. وأوضح الحزب أن مناقشات جرت في الآونة الأخيرة بشأن تعليق الحملات بسبب العنف السياسي، بما في ذلك مقتل رئيس بلدية مانتا في يوليو (تموز).
إلا أن فييافيسينسيو عارض فكرة تعليق الحملات قائلاً: «التزام الصمت والاختباء في اللحظات التي يقتل فيها المجرمون مواطنين ومسؤولين عمل جبان».
كشفت المواقع الرسمية للداخلية التونسية أن وزير الدولة للأمن وعدداً من كبار المسؤولين أشرفوا في المنطقة الحدودية التونسية - الليبية على «عملية أمنية».
كمال بن يونس (تونس)
هافانا غارقة في عتمة شاملة هذه الأيام... تنسدل على ركام الأزمات المعيشية الخانقةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9/5074808-%D9%87%D8%A7%D9%81%D8%A7%D9%86%D8%A7-%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D9%82%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D8%AA%D9%85%D8%A9-%D8%B4%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A9-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D9%86%D8%B3%D8%AF%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B1%D9%83%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA
هافانا غارقة في عتمة شاملة هذه الأيام... تنسدل على ركام الأزمات المعيشية الخانقة
أحد شوارع العاصمة الكوبية هافانا (رويترز)
أربع ساعات بالطائرة فوق زرقة البحر الكاريبي تفصل بين كاراكاس التي تطفو على أضواء احتفالات سوريالية بميلاد لا وجود له سوى في مرسوم نيكولاس مادورو، وهافانا الغارقة منذ أيام في عتمة شاملة تنسدل على ركام الأزمات المعيشية الخانقة، من شحّ في المواد الغذائية الأساسية وتراجع في الخدمات الصحية والتعليمية، وعطش للحريات التي ما زال الإفراج عنها عصيّاً على هذه الثورة التي كانت بمثابة المرأة الثانية في حياة كل تقدمي قبل أن تكاد تصبح هيكلاً عظمياً لذلك الحلم الجميل الذي راود الجماهير اليسارية في العالم.
نضبت إمدادات المساعدات الاقتصادية السخية التي كان الاتحاد السوفياتي يغدقها على كوبا يوم كانت رأس الحربة المتقدمة في ذروة الحرب الباردة، ولحية فيديل كاسترو تتدلّى بتحدٍ وإباء على مرمى حجر من سواحل الولايات المتحدة... وجفّت منابع الدعم الذي كانت تغدقه عليها فنزويلا على عهد هوغو تشافيز بعد أن صار نظام مادورو يستجدي هو الدعم للنهوض من الضائقة التي وضعت الدولة التي تملك أكبر احتياطي للنفط في العالم على شفا الجوع.
تخال نفسك في مدينة أشباح على الطريق من المطار إلى الفندق، حيث تخيّم ظلمة حالكة على امتداد الأحياء التي تجتازها، في حين يردد السائق، وعلى وجهه ابتسامة غير بريئة، إن السبب في انقطاع التيار الكهربائي هو الحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة على الجزيرة ويمنعها من استيراد الكثير من المواد والمعدات الأساسية.
في زياراتي الكثيرة إلى الجزيرة لم ألمس مثل هذا الفراغ الذي تضجّ به هافانا. المدارس مقفلة، وبعض المتاجر أيضاً، وفي الأحياء الشعبية عجائز فوق الكراسي الهزازة يتقون الشمس الحارقة في ظل شرفات مداخل المباني العريقة التي تبدو خارجة لتوها من حرب أهلية.
منذ جائحة «كوفيد» التي أوقعت خسائر بشرية فادحة في الجزيرة، انخفض كثيراً عدد السياح الذين كان الاقتصاد قد انتعش بفضلهم في السنوات الأخيرة، والمارة في الشوارع هائمون مثل العسكر المهزوم العائد من معركة لم يعد قادراً على خوضها.
من حين إلى آخر تهبّ نسائم خفيفة من جهة البحر، وتلطّف من رطوبة الحر الجاثم على صدر الجزيرة في هذه الأيام. البحر الذي عبره إلى الولايات المتحدة في السنوات الثلاث المنصرمة أكثر من 850 ألف شاب، أي ما يقارب 18 في المائة من مجموع السكان، فيما يشبه التفريغ الديموغرافي الذي يبدو نهائياً بسبب الأوضاع المعيشية والاجتماعية الصعبة التي تعيشها الجزيرة. هذه الأرقام صدرت عن مكتب الجمارك وحماية الحدود في إدارة بايدن، والأرجح أنها دون الأعداد الحقيقية.
في الماضي كان الكوبيون يهاجرون هرباً من القمع السياسي وسعياً إلى الحرية، أما اليوم فقد أصبحت أسباب هذا النزوح، الذي فاق بكثافته جميع الأزمات السابقة، وليدة يأس هيكلي مديد تراكمت فيه ندرة مزمنة في المواد الغذائية، والأدوية والسلع الأساسية، وزاده حدة انهيار القطاع السياحي وتضخم جامح تعجز الدولة عن السيطرة عليه. يضاف إلى ذلك أن الحكومة والأجهزة الأمنية رفعت منسوب القمع في أعقاب الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي عمّت أنحاء الجزيرة في يوليو (تموز) 2021.
لا شك في أن الحصار الاقتصادي الصارم الذي تفرضه الولايات المتحدة على كوبا منذ عقود قد ساهم في تفاقم الأزمات المعيشية التي تعاقبت على هذه الجزيرة، وهو حصار أدانته الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة مرات عدّة وطالبت برفعه. لكن المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الحكومة التي فشلت في توفير الظروف التي تحول دون دفع المواطنين إلى مثل هذا النزوح، وعجزت عن إجراء الإصلاحات الاقتصادية الكافية لدفع عجلة التنمية. ولم تعد قليلة تلك الأصوات التي ترى أن النظام ليس قادراً على تصويب المسار بما يحول دون انفجار كبير للأزمة، وأنه لا بد من دور فاعل للأسرة الدولية، لا يقتصر فحسب على أزمة الهجرة، بل على الأسباب العميقة التي تسببت في هذا النزوح التاريخي.
كثرة الأزمات المشتعلة اليوم في مناطق عدّة من العالم تقصي الكابوس الكوبي عن العناوين الرئيسية في وسائل الأعلام، لكن ما يعتمل في «لؤلؤة الكاريبي» منذ أشهر لا مثيل له في تاريخ الثورة التي جردتها السنون من معظم الإنجازات التي حققتها رغم الحصار وأنواء الرياح الإقليمية المعاكسة. حتى مطالع الصيف الماضي كان الكوبيون يخرجون إلى الاحتجاج في الشوارع وعلى وسائل التواصل في حالات نادرة عندما تشتدّ الأزمة المعيشية، يطالبون بعودة التيار الكهربائي والمواد الغذائية والسلع الأساسية. أما اليوم، فقد أصبحت هذه الاحتجاجات تتكرر أحياناً كل أسبوع، ولم تعد تقتصر على بعض الأحياء في بعض المدن الكبرى، وصارت تبدأ بالمطالبة بالغذاء والأدوية والكهرباء وتنتهي مطالبة بالحرية، الغائب الأكبر عن سماء الثورة التي ألهمت حركات التحرير في العالم طيلة عقود.
حتى كتابة هذه السطور انقضت أيام ستة على انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء كوبا، وليس من حل يلوح في الأفق.
النظام التعليمي أوقف محركاته، المستشفيات على شفا الانهيار، والأطعمة القليلة التي كانت في الثلاجات تلفت، في حين تلجأ الأسر إلى الطهي على مواقد الحطب أمام المنازل، وتضرب على الطناجر الفارغة من باب الاحتجاج والتنفيس عن الغضب والإحباط.
تقول غراسيلا، وهي أم لأربعة أولاد لم يذهبوا إلى المدرسة منذ منتصف الأسبوع الفائت: «نتحمّل الشحّ في المواد الغذائية، وتراجع الخدمات الصحية، وتعطّل المواصلات العامة، لكن انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة يفاقم كل هذه الأزمات في مثل هذا الحر الخانق».
المكسيك هبّت إلى النجدة وأعلنت رئيستها الجديدة كلاوديا شاينباوم عن تقديم مساعدة عاجلة بإرسال شحنات من الوقود وطواقم تقنية متخصصة تملك خبرة في إصلاح شبكات الكهرباء التي غالباً ما تتضرر في مثل هذا الموسم الذي تكثر فيه الأعاصير والعواصف. لكن السلطات الكوبية تقرّ بأن أزمة الكهرباء تحتاج إلى ما لا يقلّ عن عامين لمعالجتها؛ نظراً لتقادم البنية التحتية وازدياد الطلب على الاستهلاك. في غضون ذلك، يسود الشعور بأن هذه الأزمة ليست عابرة مثل سابقاتها، بل هي تراكم لسلسلة من المعاناة الطويلة التي تكشف انهيار بلد يصرخ مطالباً بنور يضيء دربه، في حين يردد أبناؤه تحت جنح الظلام «لن يكون أبدياً هذا الليل».