أعلن الجيش المالي الخميس، تدمير مواقع ومخابئ تابعة للجماعات الإرهابية في مناطق متفرقة من شمال ووسط البلاد، بينما أعلن تنظيم «القاعدة» أنه قتل ما لا يقل عن 7 جنود من الجيش المالي، خلال مواجهة مع دورية للجيش جنوب البلاد.
وقال الجيش، في بيان صحافي، إنه نفَّذ ضربات جوية «دقيقة» في منطقتَي موبتي (وسط البلاد) وميناكا (شمال شرقي البلاد)، وأسفرت هذه الضربات عن «تدمير مخزن وقود تابع للإرهابيين قرب سوفارا».

مخازن وقود
وبخصوص تفاصيل العملية، قال الجيش: «إن سلاح الجو رصد وجود مخزن كبير للوقود يعود للجماعات الإرهابية، يقع على بُعد 19 كيلومتراً شمال سوفارا في منطقة موبتي». وأضاف: «هذا الموقع السري كان يُشكِّل منصةً لوجيستيةً مهمةً تُمكِّن الجماعات المسلحة من تزويد دراجاتها النارية ومركباتها وآلياتها القتالية، بما يمنحها قدرةً على الحركة وتنفيذ الهجمات».
وقال الجيش: «بفضل ضربة دقيقة ومحسوبة، دمّرت القوات المالية المخزن بالكامل، في عملية لاقت ترحيب سكان المنطقة الذين يعانون منذ فترة من ضغوط الإرهابيين، ورأوا فيها تقدماً مهماً نحو استقرار المنطقة».
من جهة أخرى أعلن الجيش «تدمير قاعدتين إرهابيَّتين في ميناكا»، مشيراً إلى أن «الأولى على بُعد 30 كيلومتراً شرق تيدرمن، والثانية على بُعد 80 كيلومتراً شمال ميناكا». وأوضح أن «هذه المواقع كانت تُستخدَم لحشد المقاتلين وتخزين المعدات وتنسيق الهجمات ضد المدنيين والوحدات العسكرية»، وفق نص البيان.
وأكد الجيش أن تدمير القاعدتين «سيؤدي إلى تقليص كبير لقدرات العدو في منطقة تواجه عدم استقرار منذ سنوات».
ضربات «القاعدة»
من جهة أخرى، أعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، الموالية لتنظيم «القاعدة»، «مقتل ما لايقل عن 7 عناصر من الجيش المالي واغتنام 9 كلاشينكوف و3 سلاح بيكا، وكمية من الذخائر، وأمتعة أخرى متنوعة».
وأوضح التنظيم الإرهابي أن مقاتليه دخلوا في مواجهة مع دورية من الجيش حاولت استهداف «تمركز للمجاهدين بضواحي مدينة سيكاسو»، وهي المنطقة التي يستهدفها تنظيم «القاعدة» في إطار حصاره للعاصمة باماكو، ومنع الوقود عنها.
ورغم هجمات «القاعدة» على قوافل الوقود، فإن وزير الصناعة والتجارة في الحكومة الانتقالية بمالي، موسى ألاسّان ديالو، أعلن تسجيل «مؤشرات إيجابية»، من أبرزها تحسن تزويد العاصمة بالوقود بعد وصول مئات الصهاريج، من بينها 200 قيد المعالجة حالياً.
هجمات في الساحل
إلى جانب هجماتها المكثفة في دولة مالي، أعلنت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين»، الموالية لتنظيم «القاعدة»، مقتل 10 عناصر من ميليشيات موالية لجيش بوركينا فاسو، في هجوم على نقطتين عسكريتين في كل من لنبيوسي وورغوي بولاية فادانغوما، يوم الاثنين الماضي.
وأعلن التنظيم مقتل عنصرين آخرين من الميليشيات البوركينابية في هجوم على نقطة عسكرية في بركوي بولاية ديدوغو، الثلاثاء. وقال التتنظيم الإرهابي إنه نفَّذ هجومين ضد مواقع للجيش في واهيغويا وسـينو، شمال بوركينا فاسو، الاثنين الماضي، وأسفر الهجومان عن الحصول على أسلحة ومعدات عسكرية.
وفي النيجر أيضاً، قال التنظيم الإرهابي إنه أوقع خسائر في صفوف جيش النيجر إثر استهداف آلية عسكرية بعبوة ناسفة على الطريق الرابط بين مانكلوندي وتورودي بولاية تيلابيري، يوم الثلاثاء.
تشهد منطقة الساحل الأفريقي مشهداً أمنياً بالغ التعقيد والخطورة، حيث تحوَّلت مساحاتها الشاسعة إلى بؤرة نشطة للجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية التي تستغل هشاشة الأنظمة السياسية وضعف السيطرة الحكومية على المناطق الحدودية.
وتفاقمت الأزمة بفعل سلسلة الانقلابات العسكرية المتتالية في دول محورية مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر؛ مما أدى إلى تآكل المؤسسات الدستورية وتغيير جذري في موازين التحالفات الدولية، لا سيما مع انسحاب القوات الغربية ودخول فاعلين جدد.
هذا الفراغ الأمني لم يؤدِ فقط إلى تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية وتمدد رقعة العنف نحو دول خليج غينيا، بل خلَّف أيضاً أزمة إنسانية وموجات نزوح جماعي تضع استقرار القارة بأسرها على المحك.









