مقتل 13 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري بمقديشو

فجّر نفسه بين 200 شاب في معسكر تجنيد

سيارة إسعاف بالقرب من موقع هجوم بقنبلة في مقديشو بالصومال الأحد 18 مايو 2025 (أ.ب)
سيارة إسعاف بالقرب من موقع هجوم بقنبلة في مقديشو بالصومال الأحد 18 مايو 2025 (أ.ب)
TT

مقتل 13 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري بمقديشو

سيارة إسعاف بالقرب من موقع هجوم بقنبلة في مقديشو بالصومال الأحد 18 مايو 2025 (أ.ب)
سيارة إسعاف بالقرب من موقع هجوم بقنبلة في مقديشو بالصومال الأحد 18 مايو 2025 (أ.ب)

ذكرت الشرطة الصومالية، الأحد، أن 13 شخصاً، على الأقل، قُتلوا في هجوم انتحاري بالعاصمة الصومالية مقديشو.

وقالت الشرطة، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن المهاجم تمكّن من الوصول إلى منشأة عسكرية، حيث فجّر نفسه بين 200 شاب كانوا يصطفّون للتجنيد بالجيش.

ضباط عسكريون صوماليون يسيرون في موقع انفجار استهدف طابوراً من المجنّدين المسجلين بقاعدة دامانيو العسكرية بمنطقة هودان بمقديشو 18 مايو 2025 (رويترز)

وأعلنت ميليشيا «جماعة الشباب»؛ وهي جماعة متمردة تسعى لإقامة دولة متطرفة في الصومال، مسؤوليتها عن الهجوم.

وقالت الشرطة إن 16 شخصاً آخرين أُصيبوا في الحادث، مع توقع ارتفاع عدد القتلى بشكل أكبر.

وجرى سماع دويّ الانفجار في عدة مناطق من المدينة.

وأعلنت «جماعة الشباب» مسؤوليتها، عبر محطتها الإذاعية، بأنها قتلت العشرات من المجنّدين الجُدد.

واتهمت الجماعة، التي لها صلة بشبكة «القاعدة» الإرهابية، الحكومة باستغلال الشباب العاطلين عن العمل لإرسالهم للقتال ضد الميليشيات.

في حين أفادت الحكومة الفيدرالية في الصومال بوقوع تفجير انتحاري، صباح الأحد، أمام قاعدة دمايو العسكرية بالعاصمة مقديشو. وقالت وزارة الإعلام الصومالية، في بيان صحافي أوردته وكالة الأنباء الصومالية: «نجحت القوات الأمنية في التصدي للانتحاري الذي كان يسعى لاستهداف عدد كبير من المواطنين».

ضابط عسكري صومالي يسير أمام أحذية مهجورة في موقع انفجار استهدف طابوراً من المجنّدين المسجلين بقاعدة دامانيو العسكرية بمنطقة هودان بمقديشو 18 مايو 2025 (رويترز)

وأضاف البيان أن «الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة الخسائر جراء التفجير الانتحاري»، داعية المواطنين إلى استقاء المعلومات الرسمية من الجهات الحكومية المعنية.

وقالت الحكومة الصومالية إن الأجهزة الأمنية تعمل على التأكد من حصيلة الخسائر جراء تفجير انتحاري أمام قاعدة دمايو العسكرية في العاصمة مقديشو، صباح الأحد، وسط أنباء عن مقتل ما لا يقل عن عشرة. وأضافت الحكومة الصومالية، في بيان صادر عن وزارة الإعلام، أن المهاجم كان يسعى لاستهداف عدد كبير من المواطنين. ولم تكشف الحكومة الصومالية بعدُ عن مزيد من التفاصيل. وندّدت مصر بالهجوم الذي قالت إنه وقع داخل القاعدة العسكرية، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان: «تؤكد مصر استمرارها في دعم المؤسسات الصومالية الوطنية وقدراتها الأمنية والعسكرية لتمكينها من التصدي لكل مظاهر العنف والإرهاب والتطرف».


مقالات ذات صلة

جنازة رمزية في «القيروان»... والعائلة تطالب بتشديد العقاب للقاتل

أفريقيا مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

جنازة رمزية في «القيروان»... والعائلة تطالب بتشديد العقاب للقاتل

انتظم في «مقبرة قريش» في مدنية القيروان التونسية، العاصمة التاريخية للبلدان المغاربية في العهد الإسلامي الأول، موكب جنازة رمزية للحلاق التونسي الشاب هشام…

كمال بن يونس (تونس)
آسيا شاحنة باكستانية تحمل لاجئين من أفغان عائدين إلى وطنهم بالقرب من الحدود الباكستانية الأفغانية السبت 31 مايو 2025 (أ.ب)

مُهلة 45 دقيقة... حملة باكستان ضد الأجانب تدفع الأفغان للفرار

كانت التعليمات واضحة لا لَبس فيها، والمُهلة الزمنية صادمة: أمامك 45 دقيقة فقط لتوضيب أغراضك ومغادرة باكستان إلى الأبد.

«الشرق الأوسط» (تورخام (أفغانستان))
أوروبا المعارض الروسي ليونيد فولكوف - بون 2 أغسطس 2024 (غيتي)

السجن 18 سنة غيابياً لمعارض روسي بارز

أصدرت محكمة روسية الأربعاء حكماً غيابياً بالسجن المشدد لمدة 18 سنة على المعارض البارز ليونيد فولكوف، الذي كان مقرباً من زعيم المعارضة الراحل أليكسي نافالني.

رائد جبر (موسكو )
أوروبا وضع الناس الشموع والزهور أمام كاتدرائية القديس ستيفن (ستيفانسدوم) الشهيرة في فيينا حداداً على ضحايا مدرسة «بورغ درايرشوتزنجاسه» في غراتس جنوب شرقي النمسا بعد يوم واحد من مقتل عشرة أشخاص هناك في حادث إطلاق نار في 11 يونيو الحالي في فيينا (أ.ف.ب)

حداد في النمسا على قتلى المدرسة والعثور على قنبلة بمنزل مطلق النار

بدأت النمسا، الأربعاء حداداً مدته ثلاثة أيام على القتلى العشرة في إطلاق النار في غراتس فيما كشف المحققون عن العثور على قنبلة يدوية الصنع في منزل مطلق النار

«الشرق الأوسط» (غراتس (النمسا))
آسيا مقاتل من «طالبان» يستعرض مسدساً أميركياً يحمل شارة «تحملها القوات المسلحة الأميركية» على تل نادر خان في كابل... الثلاثاء 10 يونيو 2025 (أ.ب)

عناصر في «طالبان» يتسلحون بالقلم لكتابة مذكراتهم حول سنوات الحرب

يستفيد عناصر من حركة «طالبان»، التي استعادت السلطة في أفغانستان قبل سنوات، من الهدوء الذي ساد من جديد ليكتبوا مذكراتهم المرتبطة بالحرب.

«الشرق الأوسط» (كابل)

جنازة رمزية في «القيروان»... والعائلة تطالب بتشديد العقاب للقاتل

مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
TT

جنازة رمزية في «القيروان»... والعائلة تطالب بتشديد العقاب للقاتل

مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)
مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

انتظم في «مقبرة قريش» في مدنية القيروان التونسية، العاصمة التاريخية للبلدان المغاربية في العهد الإسلامي الأول، موكب جنازة رمزية للحلاق التونسي الشاب هشام ميراوي الذي قتله فرنسي اتهمه القضاء الفرنسي بالعنصرية والإرهاب يوم 31 مايو (أيار) الماضي بـ5 رصاصات.

مشيّعون يُصلّون على نعش هشام ميراوي (46 عاماً) المُغطّى بالعَلم الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا خلال جنازته بمدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب )

وتوجد هذه المقبرة في مدينة القيروان التاريخية منذ وصول الفاتحين العرب في القرن الأول للهجرة.

وأطلقت عليها تسمية «مقبرة قريش» لأن عدداً من بين الذين دُفنوا فيها عند إحداثها كانوا من بين المهاجرين العرب الأوائل إلى المنطقة من العسكريين والعلماء الذين اتخذوا من القيروان مقاماً أو منطلقاً لإكمال الفتوحات في كامل شمال أفريقيا والأندلس.

أقارب هشام ميراوي الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا ينعونه خلال جنازته في مدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف. ب)

تهمة الإرهاب

وقد أبرزت وسائل إعلام ومواقع اجتماعية تونسية ومغاربية وفرنسية بالصور والفيديوهات والمقالات الإخبارية مجدداً، قضية الاعتداء العنصري والإرهابي على الحلاق التونسي المسالم هشام ميراوي بـ5 رصاصات فيما كان بصدد إجراء مكالمة هاتفية مع أسرته في تونس والحديث معها حول أجواء عيد الأضحى في تونس وأوروبا، واحتمال عودته.

وكشفت المصادر نفسها مجدداً عن أن التحقيقات الأمنية والقضائية أثبتت أن القاتل حاول كذلك اغتيال الجار التركي للحلاق التونسي وأطلق عليه بدوره رصاصاً فأصابه بجروح، لكنه نجا من الموت.

وقد حاول المجرم الهرب لكن زوجته أبلغت مصالح الأمن وقدمت شهادتها، فتم وقفه.

وتسببت هذه الحادثة في تململ داخل المهاجرين والفرنسيين المعادين للعنصرية والإرهاب.

كما تدخل بسرعة وزيرا الداخلية الخارجية وسفيرا البلدين ومسؤولون أمنيون وقضائيون كبار، لاحتواء الموقف وتقديم التعازي لأسرة القتيل وللمهاجرين، مع التعبير عن انتقادات رسمية وعلنية للجريمة، واتهام مرتكبها بالعنصرية والإرهاب.

شقيقة هشام ميراوي البالغ من العمر 46 عاماً الذي قُتل الشهر الماضي جنوب فرنسا تنعاه قبل جنازته بمدينة القيروان التونسية 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

تشديد العقاب

وقد نوهت عائلة هشام ميراوي بإرجاع جثمان القتيل من فرنسا إلى تونس، وتحديداً إلى موطنه في القيروان، ليُدفَن في «مقبرة قريش». لكنها طالبت السلطات القضائية الفرنسية بعدم التسامح مع القاتل وبتشديد العقوبات عليه، خصوصاً بعد أن كشفت الأبحاث أنه سبق له أن هدَّد بارتكاب هذه الجريمة. كما حاول في أعقابها قتل الجار التركي للحلاق التونسي.

وخلال موكبَي تلقّي التعازي والدفن كشف أفراد من عائلة القتيل عن أنهم تلقوا «أولى الإشارات على وقوع الجريمة عندما كان هشام يتحدث معهم عبر الهاتف، قبل أن تنقطع المكالمة. وتبين لاحقاً أن الانقطاع كان بسبب سقوط الهاتف من يده».

وأضافت ابنة عم القتيل أن الأسرة حاولت معرفة سبب انقطاع المكالمة دون جدوى ليلاً.

وفي اليوم الموالي التالي اتصلت بأحد الأقارب في فرنسا لمعرفة الحقيقة.

أقارب هشام ميراوي البالغ من العمر 46 عاماً بجوار نعشه قبل جنازته في مدينة القيروان وسط تونس 11 يونيو 2025 (أ.ف.ب)

وكانت المفاجأة أن جاءت الأخبار التي أكدت أن زوجة القاتل الفرنسي العنصري بادرت بإبلاغ السلطات واعترفت بأن زوجها هو من ارتكب الجريمة. وعند تدخل الشرطة الفرنسية، عثرت على جثة هشام ميراوي داخل المنزل.

وأوردت ابنة عم القتيل أن مصادر كثيرة أكدت أن القاتل الذي اتهمه القضاء الفرنسي بالإرهاب والعنصرية «عنصريّ ويُكنّ كراهية شديدة للعرب»، و«من مناصري اليمين المتطرف في فرنسا»، وسبق له أن نشر إعلاناً قبل أسبوعين على وسائل التواصل الاجتماعي، تحدث فيه عن وجود «عرب بجوار مسكنه» وهدد بقتلهم. كما نشر تدوينة أخرى بعد ارتكاب الجريمة على المواقع الاجتماعية أعلن فيها مسؤوليته عنها.

وفي تصريحات للصحافيين على هامش موكبَي العزاء والدفن في القيروان التونسية، أكدت حنان ميراوي، شقيقة الفقيد، قائلةً: «نحن نطالب بالعدالة وبفرض أقسى العقوبات على المتورط في هذه الجريمة البشعة».

ونوهت بكون شقيقها هشام ميراوي توفي بخمس طلقات، وهو الذي شهد كل الذين عرفوه عن قرب بكونه «كان وديعاً، وصديقاً للجميع، ومسالماً ولا يستحق أن يموت بهذه الطريقة البشعة».

في الوقت نفسه أكدت مصالح وزارتَي الخارجية والداخلية التونسية والفرنسية أنها تتابع تطورات التحقيقات القضائية مع المتهم الرئيسي الموقوف، وتعمل مع كبار المسؤولين في باريس على ألا تتكرر مثل هذه الحوادث، خصوصاً أن المهاجرين الذين تظاهروا في فرنسا بعدها اختاروا تنظيم «مسيرات صامتة» معارضة للعنصرية والإرهاب، وأعلنوا معارضتهم لتوظيف هذه القضية لتبرير ردود فعل عنيفة.