نيجيريا: وفاة أشهر ضابط في الحرب ضد «بوكو حرام»

كان يلقب «كابوس» الإرهابيين وخسر عينيه خلال المعارك

الضابط فيكا قبل إصابته حين كان يقود المعارك ضد «بوكو حرام»... (صحافة محلية)
الضابط فيكا قبل إصابته حين كان يقود المعارك ضد «بوكو حرام»... (صحافة محلية)
TT
20

نيجيريا: وفاة أشهر ضابط في الحرب ضد «بوكو حرام»

الضابط فيكا قبل إصابته حين كان يقود المعارك ضد «بوكو حرام»... (صحافة محلية)
الضابط فيكا قبل إصابته حين كان يقود المعارك ضد «بوكو حرام»... (صحافة محلية)

أُعلنت في نيجيريا وفاة أحد أشهر ضباط الحرب ضد جماعة «بوكو حرام» الإرهابية، متأثراً بجراح أصيب بها خلال معارك قبل 5 سنوات، أدت إلى حجزه في المستشفى وتكريس صورته بطلاً قومياً يحظى باحترام شعبي واسع.

جندي نيجيري بعد تحرير بلدة كانت تحت سيطرة «بوكو حرام»... (صحافة محلية)
جندي نيجيري بعد تحرير بلدة كانت تحت سيطرة «بوكو حرام»... (صحافة محلية)

وقالت وسائل إعلام محلية إن الضابط داود بوبا فيكا، الذي شغل لسنوات منصب مساعد مفوض الشرطة، توفي في «المستشفى الوطني» بالعاصمة النيجيرية أبوجا، حيث كان يخضع لعلاج معقد وطويل.

إصابات خطرة

الضابط فيكا تعرض لإصابات خطرة في الوجه والظهر حين كان يقود معركة شرسة ضد مقاتلين من جماعة «بوكو حرام» عام 2017؛ لتحرير واحدة من المدن التي سيطرت عليها الجماعة بولاية يوبي أقصى شمال شرقي البلاد.

بعد إصابته، خضع الضابط لعملية جراحية غير ناجحة، وبعد نقله إلى العاصمة أبوجا، أجريت له عمليات جراحية عدة معقدة، ولكن انتهى به المطاف إلى فقدان بصره نهائياً، وعدم قدرته على المشي؛ بسبب إصابة قوية في العمود الفقري.

وظل 5 سنوات في الرعاية الصحية، فيما يتحدث عنه الإعلام المحلي بوصفه «الكابوس» الذي ظل لسنوات يقض مضاجع جماعة «بوكو حرام».

بطل الميدان

بعد إعلان وفاة الضابط فيكا انتشرت موجة واسعة من الحزن في أوساط قادة الأمن والجيش النيجيريين، وكتب عنه عدد من السياسيين والصحافيين والخبراء، ووصفوه بأنه «محارب لا يعرف الخوف وهب حياته من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في شمال شرقي نيجيريا».

وكتب الخبير الأمني زاغازولا مكاما، عبر حسابه على منصة «إكس (تويتر سابقاً)»، أن الضابط فيكا «لعب دوراً محورياً في استعادة بلدات عدة بولايتَي يوبي وبورنو من قبضة مسلحي (بوكو حرام)».

وأضاف الخبير الأمني أن فيكا كان يقود وحدة عسكرية تحمل اسم «موبول41»، وأنه قاد عمليات أمنية مشتركة أضعفت معاقل الإرهابيين بشكل كبير؛ بما فيها تحرير مسقط رأسه من سيطرة الإرهابيين.

كما كتب الناشط الاجتماعي في ولايات شمال نيجيريا لامين كاييل: «ولايات الشمال، خصوصاً يوبي وبورنو، خسرت بطلاً حقيقياً كان يمثل كابوساً مرعباً لجماعة (بوكو حرام). قاتل دون خوف من أجل تحرير مجتمعاتنا من قبضة الإرهاب».

وأضاف: «لن ننسى أبداً شجاعته وتضحياته الكبيرة، وَلْترقد روحه بسلام».

استنفار أمني في نيجيريا عقب هجوم إرهابي من «بوكو حرام»... (متداولة)
استنفار أمني في نيجيريا عقب هجوم إرهابي من «بوكو حرام»... (متداولة)

وفي السياق ذاته، كتب دلول سغن، وهو أحد الناشطين البارزين في ولايات شمال نيجيريا: «نعلمُ جميعاً إلى أي حد كنتَ الكابوس الذي يقض مضاجع إرهابيي (بوكو حرام)، ومن يقف خلفهم ويمولهم».

الرعاية

لخمس سنوات قضاها الضابط فيكا راقداً بالمستشفى، كان النقاش محتدماً في نيجيريا بشأن الرعاية التي يحظى بها الضباط والجنود الذين يتعرضون للإصابة في المعارك ضد «بوكو حرام»، ودعم عائلات الجنود الذين يفقدون حياتهم.

ولكن قضية الضابط فيكا كانت محرجة للسلطات في نيجيريا، فحين أصيب بطلقات نارية في الوجه والظهر، لم يجد الرعاية اللازمة، ونُقل في البداية إلى عيادة خاصة حيث خضع لعملية جراحية غير ناجحة.

وأثارت هذه القضية جدلاً واسعاً في البلاد، فيما حاولت السلطات تدارك الأمر بعد ذلك، وبعد عامين من إصابته، اعترفت السلطات بأن «خطأً» كان سبب «سوء التعامل» مع إصابة الضابط فيكا.

ومع ذلك، حاولت السلطات الأمنية والعسكرية النيجيرية، بشكل دائم، تقديم الضابط فيكا بوصفه نموذجاً للتضحية من أجل الوطن، خصوصاً خلال حفلات تخرج الضباط الجدد، الذين سيتوجه أغلبهم إلى جبهات القتال ضد «بوكو حرام».


مقالات ذات صلة

باكستان تشهد أعلى عدد من الهجمات المسلّحة خلال شهر رمضان منذ عقد

آسيا يؤدي المسلمون صلاة عيد الفطر بأحد مساجد بيشاور بعد انتهاء شهر رمضان المبارك (د.ب.أ)

باكستان تشهد أعلى عدد من الهجمات المسلّحة خلال شهر رمضان منذ عقد

قالت هيئة بحثية في العاصمة إسلام آباد إن باكستان شهدت أعلى عدد من الهجمات المسلّحة خلال شهر رمضان، منذ عقد.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا هبة الله آخند زاده زعيم حركة «طالبان» في أفغانستان (متداولة)

زعيم «طالبان»: لا حاجة للقوانين الغربية في أفغانستان

قال هبة الله آخند زاده زعيم حركة «طالبان» في أفغانستان، الأحد، إنه لا حاجة للقوانين الغربية في البلاد، وإن الديمقراطية انتهت ما دامت الشريعة سارية المفعول.

«الشرق الأوسط» (كابل)
آسيا آثار تفجير انتحاري في مارس أودى بحياة 18 شخصاً في قاعدة عسكرية بباكستان. تتهم باكستان إدارة «طالبان» الأفغانية بإيواء مسلحين باكستانيين مما أسهم بتفاقم عمليات الترحيل الباكستانية للاجئين الأفغان (غيتي)

باكستان تعتزم طرد 3 ملايين أفغاني من البلاد في 2025

تعتزم باكستان طرد 3 ملايين أفغاني من البلاد في عام 2025، بعدما انتهت المهلة المحددة لهم لمغادرة العاصمة والمناطق المحيطة بها طواعية، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان))
شؤون إقليمية الاحتجاجات على اعتقال أكرم إمام أوغلو تحولت إلى مطالبات بالعدالة والديمقراطية (د.ب.أ)

تركيا: اعتقال إمام أوغلو يلقي بظلال على عملية السلام مع أوجلان

ألقى اعتقال رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بظلال على عملية السلام الداخلي بتركيا التي اكتسبت دفعة مع النداء الذي وجهه أوجلان لحل «حزب العمال الكردستاني».

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا يستقل مواطنون يوم 30 مارس 2025 من محطة سكة حديد في كراتشي بباكستان قطاراً للسفر إلى مسقط رأسهم للاحتفال بعيد الفطر المبارك (إ.ب.أ)

شرطة إسلام آباد تنشر 3500 رجل شرطة لتأمين الاحتفالات بالعيد

نشرت شرطة إقليم العاصمة الباكستانية إسلام آباد أكثر من 3500 ضابط ورجل شرطة في مختلف أنحاء المدينة لإجراء دوريات وتنفيذ مهام لمنع الجريمة.

«الشرق الأوسط» «الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

«عشرات القتلى» بين جنود ومدنيين في هجوم بشرق بوركينا فاسو

نُشر مزيد من الجنود في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو عام 2022 لفرض الحالة الأمنية (أرشيفية - غيتي)
نُشر مزيد من الجنود في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو عام 2022 لفرض الحالة الأمنية (أرشيفية - غيتي)
TT
20

«عشرات القتلى» بين جنود ومدنيين في هجوم بشرق بوركينا فاسو

نُشر مزيد من الجنود في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو عام 2022 لفرض الحالة الأمنية (أرشيفية - غيتي)
نُشر مزيد من الجنود في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو عام 2022 لفرض الحالة الأمنية (أرشيفية - غيتي)

قتل «عشرات» الجنود والمدنيين من مجموعات مساندة لجيش بوركينا فاسو، الجمعة، في هجوم يشتبه بأن جهاديين نفذوه في شرق البلاد، وفق ما أفادت مصادر محلية وأمنية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم الأحد.

وقال مصدر أمني في المنطقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «هجوماً عنيفاً استهدف وحدة دياباغا»، كبرى مدن مقاطعة تابوا في المنطقة الشرقية، وخلف «عشرات القتلى وعدداً كبيراً من الجرحى»، موضحاً أن الضحايا هم «جنود ومتطوعون مدنيون يساندون الجيش».

وأضاف المصدر أن الهجوم «بدأ قبيل الساعة 17,00 (الجمعة) حين تعرضت الوحدة لنيران كثيفة من مئات المهاجمين». وأكد مصدر أمني آخر وقوع الهجوم، لافتا الى «تحييد العديد من الأرهابيين خلال الرد»، وأعقب ذلك «عملية تمشيط في المنطقة».

وقال مصدر طبي من فادا نغورما، كبرى مدن المنطقة الشرقية، إن «ثلاثين جريحا جميعهم عناصر أمنيون نقلوا أمس (السبت) الى المركز الاستشفائي الإقليمي».وتواجه بوركينا فاسو منذ 2015 هجمات يشنها جهاديون مرتبطون بتنظيمي القاعدة وداعش، أسفرت عن أكثر من 26 الف قتيل واجبرت نحو مليونين من سكان البلاد على النزوح، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية التي تحصي ضحايا النزاعات في العالم.