السعودية تدعم برامج تدريب للقوات الخاصة في بوركينا فاسو

واغادوغو تعول على التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب

الأمين العام للتحالف الإسلامي رفقة قائد أركان جيش بوركينا فاسو (التحالف الإسلامي)
الأمين العام للتحالف الإسلامي رفقة قائد أركان جيش بوركينا فاسو (التحالف الإسلامي)
TT

السعودية تدعم برامج تدريب للقوات الخاصة في بوركينا فاسو

الأمين العام للتحالف الإسلامي رفقة قائد أركان جيش بوركينا فاسو (التحالف الإسلامي)
الأمين العام للتحالف الإسلامي رفقة قائد أركان جيش بوركينا فاسو (التحالف الإسلامي)

أعربت بوركينا فاسو عن ترحيبها بإقامة شراكة مع التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وذلك من أجل مواجهة خطر تنظيمي «القاعدة»، و«داعش» المتصاعد في منطقة الساحل الأفريقي، عبر برامج تدريب لصالح قوات خاصة لمحاربة الإرهاب.

جاء ذلك في ختام زيارة قام بها وفد من التحالف إلى بوركينا فاسو، كان يقوده الأمين العام للتحالف اللواء الطيار الركن محمد المغيدي، واستمرت الزيارة 5 أيام، جرت خلالها لقاءات رفيعة المستوى مع القادة العسكريين في بوركينا فاسو.

وتعد بوركينا فاسو ثاني أكثر دولة في العالم تضرراً من الإرهاب خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أفغانستان، حيث تسيطر المجموعات المسلحة الإرهابية على نحو 40 في المائة من مساحة البلد الأفريقي الفقير، حسب تقديرات صادرة عن منظمات دولية.

جانب من المباحثات بين وفد التحالف الإسلامي وجيش بوركينا فاسو (التحالف الإسلامي)

مواجهة الإرهاب

عقد وفد التحالف الإسلامي لقاء مع رئيس الأركان العامة للجيوش في بوركينا فاسو العميد الركن سيليستين سيمبوري، وناقش معه «برنامج دول الساحل»، وهو خطة لمحاربة الإرهاب في المنطقة صدرت عن الاجتماع الثاني لمجلس وزراء دفاع دول التحالف الإسلامي، الذي انعقد في العاصمة السعودية الرياض شهر فبراير (شباط) الماضي.

ويتضمن البرنامج الذي يستهدف دول الساحل، خطة تركزُ على مواجهة خطر الإرهاب في 4 مستويات مختلفة؛ تشملُ الجانب الفكري والإعلامي، بالإضافة إلى محاربة تمويل الإرهاب، والعمل العسكري لمواجهته ميدانياً.

وقال رئيس أركان الجيش في بوركينا فاسو، خلال المباحثات، إن زيارة وفد التحالف لبلاده «مهمة جداً»، وأضاف أنها «تهدف إلى مناقشة الخطوات العملية للبدء في تنفيذ خطة برنامج التحالف بدول الساحل، إضافة إلى المبادرات والبرامج التدريبية الأخرى».

وشدد العميد الركن سيليستين سيمبوري على «أهمية الجهود الكبيرة التي يبذلها التحالف الإسلامي في محاربة الإرهاب والتطرف، ودوره الريادي في العالم الإسلامي للتصدي للظواهر المتطرفة»، ثم أشاد «بدور المملكة العربية السعودية في دعم هذه البرامج التي تسهم في تعزيز الأمن الإقليمي، وتطوير القدرات في مجالات محاربة الإرهاب المختلفة».

التدريب والتأطير

شدد اللواء المغيدي خلال المباحثات، على «أهمية التعاون والتنسيق الدولي لتنفيذ هذه البرامج بفاعلية؛ لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل التي لا تزال تعاني من آثار الإرهاب والجماعات المتطرفة».

وقال التحالف الإسلامي عبر حسابه على منصة «إكس»، إن الطرفين ناقشا «برنامج دول الساحل، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين والمتعلقة بمجالات محاربة الإرهاب».

وأضاف التحالف أن المباحثات تطرقت إلى «المبادرات والبرامج التدريبية التي سيتم تنفيذها في بوركينا فاسو»، في إطار خطة مواجهة الإرهاب بدول الساحل التي أُعلن عنها في الرياض خلال الاجتماع الثاني لوزراء دفاع دول التحالف الإسلامي، في شهر فبراير الماضي.

وبحسب ما أعلن، فإن بوركينا فاسو ستحصلُ على «برامج تدريبية متقدمة لصالح القوات المتخصصة في محاربة الإرهاب»، وذلك ضمن «منحة تدريبية مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية للدول الأعضاء في التحالف».

من جهة أخرى، تشملُ البرامج «مبادرات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن الإقليمي وتطوير قدرات المتخصصين في مختلف مجالات محاربة الإرهاب»، وفي هذا السياق، قال اللواء المغيدي إن التحالف ملتزم «بمواصلة جهوده في محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ووسائله، وفق رؤية استراتيجية محكمة».

خطر الإرهاب

تواجه بوركينا فاسو منذ 2015، صعوداً كبيراً لخطر المجموعات الإرهابية، ولكن هذا الخطر ازداد بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ما جعل الدولة تفقد السيطرة على نحو 40 في المائة من أراضيها.

ومنذ أن سيطر مجلس عسكري على الحكم في بوركينا فاسو، قبل عامين، وضع خطة لاستعادة السيطرة على جميع أراضي البلاد، بدأت بإعادة هيكلة الجيش وعقد شراكات عسكرية متنوعة، وبدأ الحرب على الإرهاب، قتل فيها مئات الجنود وآلاف المدنيين.

ورغم أن الجيش البوركيني حقق مكاسب مهمة على الأرض، فإن الهجمات الإرهابية لم تتوقف، وأصبحت أكثر عنفاً تجاه المدنيين، حيث قتل أكثر من 200 مدني في هجوم إرهابي نفذه مقاتلون من جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» (القاعدة)، شهر أغسطس (آب) الماضي، ضد إحدى القرى في شمال بوركينا فاسو.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان

لاجئون فارون من السودان إلى تشاد في أكتوبر الماضي (أ.ب)
لاجئون فارون من السودان إلى تشاد في أكتوبر الماضي (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان

لاجئون فارون من السودان إلى تشاد في أكتوبر الماضي (أ.ب)
لاجئون فارون من السودان إلى تشاد في أكتوبر الماضي (أ.ب)

حذر مسؤولو الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة من أن تصاعد العنف المسلح في السودان يعرض عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وفي أقل من شهر، نزح أكثر من 343 ألف سوداني من ولاية الجزيرة، جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، وسط تصاعد الاشتباكات واستمرار انعدام الأمن، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.

وفر معظم النازحين إلى ولايتي القضارف وكسلا المجاورتين، حيث تعمل الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني مع المجتمعات المضيفة لتقديم المساعدات الطارئة، والتي تشمل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والخدمات النفسية والاجتماعية والمياه والصرف الصحي ودعم النظافة.

وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) من أن العنف المسلح في ولاية الجزيرة يعرض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر، وفق «وكالة الأنباء الألمانية».

وأظهر تقييم أجراه المكتب الأسبوع الماضي أن العديد من النازحين السودانيين الذين وصلوا إلى القضارف وكسلا ساروا لعدة أيام، وليس معهم شيء سوى الملابس. وأشار إلى أنهم يقيمون الآن في أماكن مفتوحة، ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ ومرضى.