الصومال: مهمة دعم جديدة لمحاربة حركة «الشباب» الإرهابية

من خلال وجود قوة حفظ السلام الجديدة للاتحاد الأفريقي

صوماليون نظموا مظاهرة للتنديد بالهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة الشباب المتطرفة (إ.ب.أ)
صوماليون نظموا مظاهرة للتنديد بالهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة الشباب المتطرفة (إ.ب.أ)
TT

الصومال: مهمة دعم جديدة لمحاربة حركة «الشباب» الإرهابية

صوماليون نظموا مظاهرة للتنديد بالهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة الشباب المتطرفة (إ.ب.أ)
صوماليون نظموا مظاهرة للتنديد بالهجوم الإرهابي الذي نفذته حركة الشباب المتطرفة (إ.ب.أ)

أكد مستشار الأمن القومي للرئيس الصومالي حسين معلم محمود أهمية وجود قوة حفظ السلام الجديدة للاتحاد الأفريقي لدعم استقرار بلاده، التي ستحل محل قوة بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية (أتميس)، موضحاً أنها ستمارس دوراً حاسماً في محاربة حركة الشباب الإرهابية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، السبت.

وقال مستشار الأمن القومي، في مقابلة صحافية، إن بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية «ستنتهي مهامها في الصومال بحلول نهاية هذا العام، بينما ستحدد الحكومة الصومالية مدة البعثة الجديدة بقيادة الاتحاد الأفريقي (أوصوم)»، مضيفاً أن «9000 جندي من بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية غادروا الصومال بالفعل، ومن المقرر أن ينسحب الأفراد المتبقون بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أكد أن بلاده تقوم بجهود كبيرة لمحاربة الإرهابيين (رويترز)

وأوضح مستشار الأمن القومي أنه منذ عام 2007، كانت قوات الاتحاد الأفريقي موجودة في الصومال، بدءاً من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، التي انتهت في عام 2022، ثم بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية، التي ستنتهي في 31 ديسمبر المقبل، مبرزاً أن البعثة القادمة ستكون محدودة زمنياً، وستلعب دوراً حاسماً في دعم جهود الحكومة الصومالية للقضاء على حركة الشباب المتشددة، بينما سيتم تقديم اقتراح رسمي لهذه العملية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الاثنين، للموافقة عليها.

وفي الخامس من الشهر الحالي، تظاهر مئات الصوماليين تلبية لدعوة الحكومة ضد متمردي حركة الشباب المتطرفة على الشاطئ في مقديشو، بعد أن نفذ عدد من الإرهابيين هجوماً دامياً. وشنّ انتحاري يحمل قنبلة وعدد من المسلحين هجوماً على الشاطئ الشعبي في العاصمة، ما أسفر عن مقتل 37 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، في واحدة من أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في البلد المضطرب في القرن الأفريقي. وصرح عبد السلام أحمد عبد الله، أحد المتظاهرين، لوكالة الصحافة الفرنسية، قائلاً: «جئنا إلى هنا لنظهر أنهم لا يستطيعون ترهيبنا»، مضيفاً أن «سكان مقديشو ليسوا خائفين من العدو الخوارج»، مستخدماً مصطلح «الحكومة» لوصف حركة الشباب، الجماعة المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة والمسؤولة عن هجمات لا حصر لها شهدتها البلاد على مدى 17 عاماً. وقال ناجون من الهجوم الدامي إنهم بعد سماع دوي انفجار، رأوا مسلحين يصلون إلى الشاطئ المزدحم «لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص». وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي جثثاً ملطخة بالدماء على الشاطئ.

صوماليون يحملون جثة شاب قتله عناصر حركة الشباب الإرهابية خلال الهجوم الذي نفذوه على أحد شواطئ مقديشو (رويترز)

ونفذت حركة الشباب العديد من التفجيرات والهجمات في مقديشو، وفي مناطق أخرى في البلاد. ورغم طردهم من العاصمة من قِبل قوات الاتحاد الأفريقي عام 2011، لا يزال المتشددون موجودين في المناطق الريفية. وقال وزير الثروة الحيوانية حسن حسين، أحد أعضاء الحكومة الذين شاركوا في المظاهرة: «على الصوماليين عموماً، وسكان مقديشو خصوصاً، أن يتحدوا في مواجهة العدو».

من جانبها، صرحت أمينة إبراهيم حلان بأنها شاركت في المظاهرة تضامناً مع ضحايا الهجوم، الذين كانوا بحسب قولها «مجرد أبرياء يستمتعون في مدينتهم». وعلى أثر ذلك، توالت ردود الفعل العربية والدولية المستنكرة للهجوم الإرهابي؛ حيث أدان الاتحاد الأوروبي، في بيان، بشدة الهجوم الإرهابي في العاصمة الصومالية. وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إنه يدين بشدة الهجوم الذي تبنته حركة الشباب، وقدم أحر التعازي لأسر الضحايا. كما أدانت رابطة العالم الإسلامي هذا الاعتداء الغاشم، وجدّدت موقفها المدين بشدة لجميع أعمال العنف والإرهاب، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).



نيجيريا: توقيف متظاهرين رفعوا أعلاماً روسية

رجل يحمل العلم الروسي بينما يحتج النيجيريون في الشوارع خلال المظاهرات المناهضة للحكومة (رويترز)
رجل يحمل العلم الروسي بينما يحتج النيجيريون في الشوارع خلال المظاهرات المناهضة للحكومة (رويترز)
TT

نيجيريا: توقيف متظاهرين رفعوا أعلاماً روسية

رجل يحمل العلم الروسي بينما يحتج النيجيريون في الشوارع خلال المظاهرات المناهضة للحكومة (رويترز)
رجل يحمل العلم الروسي بينما يحتج النيجيريون في الشوارع خلال المظاهرات المناهضة للحكومة (رويترز)

أعلنت الشرطة في نيجيريا اليوم (الثلاثاء) أنها أوقفت أكثر من 90 متظاهراً يحملون أعلاماً روسية خلال تظاهرات جرت في الأيام الأخيرة ضد ارتفاع الأسعار وسوء الإدارة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ويتظاهر آلاف الأشخاص منذ الخميس في أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، وتشهد أزمة اقتصادية خطيرة.

وتراجع زخم المظاهرات على مدى الأيام التي أعقبت قمع الشرطة، ومع ذلك خرج مئات المتظاهرين إلى الشوارع الاثنين في الولايات الشمالية، لا سيما في كادونا وكاتسينا وكانو وكذلك في ولاية الهضبة في وسط البلاد.

وشاهد مراسلون من «وكالة الصحافة الفرنسية» بعض المتظاهرين يلوحون بأعلام روسية، في خطوة أدانها قائد الجيش النيجيري بشدة.

ويرتبط شمال نيجيريا بعلاقات ثقافية ودينية واجتماعية واقتصادية وثيقة بالدول المجاورة في منطقة الساحل، التي شهدت مؤخراً سلسلة من الانقلابات قادها عسكريون متحالفون مع روسيا.

وتم التلويح بأعلام روسية في مظاهرات في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وأثار ظهورها في نيجيريا ردود فعل قوية من السلطات.

وقال المتحدث باسم الشرطة أولومويا أديجوبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، اليوم: «إن أكثر من 90 متظاهراً أوقِفوا وهم يحملون أعلاماً روسية».

العلم الروسي يظهر خلال مظاهرة مناهضة للحكومة في نيجيريا (رويترز)

وفي وقت لاحق، أعلن رؤساء الأجهزة الأمنية في القوات المسلحة والشرطة، من بين آخرين، في بيان مشترك نادر، أن «رعاة» مجهولين يسعون إلى تقويض الحكومة، من دون تقديم أدلة.

وأفاد قائد الشرطة كايود إغبيتوكون: «من الواضح أن بعض رعاة هذه المظاهرات يعتزمون الإطاحة بالحكومة القائمة»، و«لن نسمح بذلك، سندافع عن ديمقراطيتنا».

وأضاف أن بعض هذه الجهات موجودة «في الخارج» و«علينا إيقاف من يحملون أعلاماً حتى نتمكن من الوصول إلى الرعاة».

وقال متحدث باسم جهاز الاستخبارات الداخلية النيجيري، في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه «ألقي القبض على بعض الخياطين في ولاية كانو المسؤولين عن صنع الأعلام الروسية الموزعة في المنطقة»، وإن التحقيق جار.

وحذر رئيس أركان الجيش الجنرال كريستوفر موسى، الاثنين، خلال مؤتمر صحافي في أبوجا، من أن «أفراداً يقودون آخرين لحمل أعلام روسية في نيجيريا، وهذا تجاوزٌ للخط الأحمر ولن نقبله».

ووصف داميلاري أدينولا الناشط وزعيم جماعة «تايك إت باك» التي تنظم احتجاجات في أبوجا هذه المزاعم بأنها «مجرد تضليل» تستخدمه السلطات للعثور على «سبب لقمع المتظاهرين».

من جانبها، نفت السفارة الروسية في نيجيريا أي تورط لها في هذه القضية.

وقالت السفارة في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت: «إن حكومة الاتحاد الروسي والمسؤولين الروس لا يشاركون في هذه الأنشطة ولا ينسقونها بأي شكل من الأشكال».

وخلال الأسبوع الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية قوات الأمن بقتل 13 متظاهراً على الأقل خلال اليوم الأول من المظاهرات، في حين أشارت الشرطة إلى مقتل سبعة أشخاص ونفت أي مسؤولية لها.

وفي خطاب متلفز، دعا رئيس نيجيريا بولا أحمد تينوبو، الأحد، إلى وقف الاحتجاجات ووضع حد لـ«إراقة الدماء»، لكن منظمي الاحتجاجات تعهدوا بمواصلة التحركات.