9 قتلى في هجوم على مقهى بمقديشو

السلطات نسبت الاعتداء إلى «حركة الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»

أشخاص ينظرون إلى الأضرار التي لحقت بموقع هجوم بالقنابل في مقديشو 15 يوليو 2024 قُتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين (أ.ب.أ)
أشخاص ينظرون إلى الأضرار التي لحقت بموقع هجوم بالقنابل في مقديشو 15 يوليو 2024 قُتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين (أ.ب.أ)
TT

9 قتلى في هجوم على مقهى بمقديشو

أشخاص ينظرون إلى الأضرار التي لحقت بموقع هجوم بالقنابل في مقديشو 15 يوليو 2024 قُتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين (أ.ب.أ)
أشخاص ينظرون إلى الأضرار التي لحقت بموقع هجوم بالقنابل في مقديشو 15 يوليو 2024 قُتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 20 آخرين (أ.ب.أ)

قُتل تسعة أشخاص وأصيب عشرون في انفجار سيارة مفخّخة مساء الأحد أمام مقهى في العاصمة الصومالية مقديشو كان مكتظاً بسبب بث نهائي يورو 2024، بحسب حصيلة جديدة أعلنتها مصادر أمنية لوكالة «الصحافة الفرنسية».

ونسبت السلطات الاعتداء إلى «حركة الشباب» المتطرفة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والتي تقاتل الحكومة الصومالية منذ أكثر من ستة عشر عاماً.

أشخاص يتجمعون بالقرب من حطام المركبات المدمرة في مكان انفجار خارج مطعم حيث كان الزبائن يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 على شاشة التلفزيون في منطقة بوندهير في العاصمة مقديشو (رويترز)

وقال محمد يوسف، المسؤول في جهاز الأمن الوطني لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «تثبتنا من مقتل ما لا يقل عن تسعة مدنيين وإصابة عشرين آخرين بجروح في الانفجار».

من جهته، أوضح الشرطي محمد صلاد لوكالة «الصحافة الفرنسية» أن «خمسة أشخاص قتلوا خارج المبنى وعلى الطريق الرئيسي، بينهم سائقو مركبات كانوا يمرّون في المنطقة، وأربعة كانوا داخل المقهى». وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 5 أشخاص.

صوماليون يسيرون بجوار حطام السيارة في مكان انفجار خارج المطعم حيث كان زوار المطعم يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 (رويترز)

وأظهرت لقطات منشورة على الإنترنت كرة نار ضخمة وأعمدة من الدخان تتصاعد في السماء خلال الليل جراء الانفجار الذي دمر المقهى الشعبي في وسط المدينة.

وأفادت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا) مساء الأحد بأن «سيارة مفخّخة انفجرت الليلة (الأحد) أمام مطعم توب كوفي... وضعها إرهابيو الخوارج»، وهو مصطلح تستخدمه السلطات للإشارة إلى حركة الشباب.

وروى سعيد مختار الذي كان في المقهى عند وقوع الاعتداء «سمعت انفجاراً هائلاً وكان هناك دخان وغبار وألسنة نار أمام المطعم» مضيفاً لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «أصبنا بالهلع».

وتابع «هرعنا إلى المدخل الرئيسي لكنه لم يكن بالإمكان إطلاقاً الوصول إليه، فاضطررنا للعودة أدراجنا وتسلق الجدار» خلف المطعم. وقال إنه رأى أشخاصاً «ينزفون ويصرخون» مؤكداً أن «الوضع برمته كان فوضوياً».

وطوقت الشرطة المنطقة القريبة من مجمع القصر الرئاسي والتي كانت مزدحمة جداً عند وقوع الانفجار.

وسبق لحركة الشباب أن نفّذت في الماضي الكثير من التفجيرات والهجمات في مقديشو وأجزاء أخرى من البلد الواقع في القرن الأفريقي والذي يشهد اضطرابات.

أشخاص يتجمعون بالقرب من حطام المركبات المدمرة في مكان انفجار خارج مطعم حيث كان الزبائن يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 (رويترز)

وعلى الرغم من أن قوات الاتحاد الأفريقي طردتها من العاصمة في العام 2011، ما زالت «حركة الشباب» تنشط بقوة في المناطق الريفية الشاسعة في وسط البلاد وجنوبها وتشن هجمات ضد أهداف سياسية وأمنية ومدنية في الصومال وفي بلدان مجاورة بينها كينيا.

حرب «شاملة»

وقتل السبت خمسة سجناء يُعتقد أنّهم من مقاتلي الجماعة الإسلاميّة المتطرّفة في تبادل إطلاق النار خلال محاولة للفرار من السجن الرئيسي في مقديشو. كذلك، قُتل ثلاثة حرّاس وجُرح 18، وفقاً لسلطات السجن.

ووعد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بشنّ حرب «شاملة» على الجهاديين. وضمت ميليشيات محلية جهودها إلى الجيش في إطار حملة عسكرية مدعومة من قوة تابعة للاتحاد الأفريقي وغارات جوية أميركية.

لكن الحملة واجهت انتكاسات، وأعلنت «حركة الشباب» في أوائل عام 2024 أنها استولت على عدد من المناطق في وسط البلاد.

أشخاص يتجمعون بالقرب من حطام المركبات المدمرة في مكان انفجار خارج مطعم حيث كان الزبائن يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 (رويترز)

وقضى مجلس الأمن الدولي في قرار بانسحاب بعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي من الصومال بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024 على أن يتولى الجيش وقوات حفظ النظام الصومالية حصراً ضمان الأمن في البلد.

وكان من المفترض أن يغادر أربعة آلاف جندي من أصل 13500 تضمّهم البعثة بحلول نهاية يونيو (حزيران).

لكن بعد طلب قدّمته الحكومة الصومالية دعت فيه إلى تقليص عدد القوات المغادرة في يونيو إلى ألفين وإرجاء انسحاب الألفين المتبقيين إلى سبتمبر (أيلول)، أعلن مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي أنه «يؤيد بقوة مقاربة مرحلية» للانسحاب.


مقالات ذات صلة

تحريك دعوى قضائية ضد سوريين اثنين بتهمة الانتماء لتنظيمين «إرهابيين» في ألمانيا

أوروبا تتهم النيابة العام الاتحادية المشتبه بهما بالانتماء لتنظيم «داعش» وارتكاب جرائم حرب (متداولة)

تحريك دعوى قضائية ضد سوريين اثنين بتهمة الانتماء لتنظيمين «إرهابيين» في ألمانيا

من المنتظر أن يمثل قريباً أمام المحكمة الإقليمية العليا في مدينة ميونيخ جنوب ألمانيا رجلان سوريان يشتبه في انتمائهما لتنظيمي «لواء جند الرحمن» و«داعش».

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)
آسيا استنفار أمني في يوم عاشوراء في كراتشي بباكستان (إ.ب.أ)

باكستان: هجوم انتحاري كبير على حامية للجيش يقتل 8 جنود قرب الحدود الأفغانية

قُتل 8 جنود باكستانيين في هجوم بالأسلحة النارية ثم في هجوم انتحاري لاحق على معسكر بانو قرب الحدود مع أفغانستان

عمر فاروق (إسلام اباد)
أفريقيا  متمردون كونغوليون يظهرون في كيبومبا بالقرب من جوما بمقاطعة شمال كيفو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية في 23 ديسمبر 2022 (رويترز)

جيش الكونغو: ميليشيا في غرب البلاد قتلت 9 جنود مطلع الأسبوع

قال متحدث باسم جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية وزعيم محلي، الاثنين، إن ميليشيا في غرب البلاد قتلت، السبت، 9 جنود في معسكر للجيش.

«الشرق الأوسط» (بيني (جمهورية الكونغو الديمقراطية))
آسيا أرشيفية لجنود باكستانيين يقومون بعملية تطهير في شمال وزيرستان (الجيش الباكستاني)

باكستان: 18 قتيلا في هجوم على قاعدة عسكرية شمال غرب البلاد

قال الجيش الباكستاني، اليوم الثلاثاء، إن ثمانية جنود قُتلوا في هجوم شنه مسلحون عبروا الحدود من أفغانستان على قاعدة عسكرية شمال غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (كراتشي)
آسيا باكستان: إصابة 8 مدنيين في تفجيرين انتحاريين بالقرب من منشأة عسكرية

باكستان: إصابة 8 مدنيين في تفجيرين انتحاريين بالقرب من منشأة عسكرية

ذكر مسؤول بالشرطة المحلية في بيشاور أن انتحارياً فجّر عربة محملة بالمتفجرات بالقرب من منشأة عسكرية.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان) )

«سفاح النساء» يعترف بقتل 42 امرأة في كينيا

حشود تراقب متطوعين يبحثون في مكب النفايات عن بقايا بشرية بحي موكورو الفقير في نيروبي (أ.ف.ب)
حشود تراقب متطوعين يبحثون في مكب النفايات عن بقايا بشرية بحي موكورو الفقير في نيروبي (أ.ف.ب)
TT

«سفاح النساء» يعترف بقتل 42 امرأة في كينيا

حشود تراقب متطوعين يبحثون في مكب النفايات عن بقايا بشرية بحي موكورو الفقير في نيروبي (أ.ف.ب)
حشود تراقب متطوعين يبحثون في مكب النفايات عن بقايا بشرية بحي موكورو الفقير في نيروبي (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة الكينية، الاثنين، توقيف «قاتل متسلسل مضطرب عقلياً» اعترف بقتل 42 امرأة، وذلك بعد العثور على 9 جثث مشوّهة في مكب للنفايات بالعاصمة نيروبي.

واعترف كولينز جميسي خالوشا (33 عاماً) الذي أوقف في نيروبي، «باستدراج 42 امرأة، وقتلهنّ، والتخلص من جثثهنّ في مكب النفايات» في حيّ موكورو جنوب العاصمة الكينية، وفق ما قال رئيس مديرية المباحث الجنائية أمين محمد خلال مؤتمر صحافي.

وأوقف أمام موقع «ذهب إليه لمشاهدة نهائي كأس أوروبا لكرة القدم»، مساء الأحد، بحسب محمد.

وكان المشتبه به «يحاول جذب ضحية أخرى» عندما ألقت الشرطة القبض عليه، وفق السلطات.

وأضاف محمد: «نحن نتعامل مع قاتل متسلسل مضطرب عقلياً لا يحترم حياة الإنسان».

وعُثر على المشتبه به بعد تحليل بيانات هاتف إحدى الضحايا.

وأشار محمد إلى أن السلطات عثرت في أثناء تفتيش منزل المشتبه به على منجل «نعتقد أنه استُخدم لتقطيع أوصال الضحايا»، واصفاً إياه بأنه «مصاص دماء».

وتابع: «من المؤسف والمحزن جداً أن المتهم أكّد أن ضحيته الأولى كانت زوجته (...) التي خنقها قبل أن يقطّع جثتها ويلقيها» في مكب النفايات.

ولفتت الشرطة إلى أن عمليات البحث مستمرة في مكب النفايات وفي منزل المشتبه به الذي يبعد نحو 100 متر عن المكبّ.

وحصلت جرائم القتل هذه بين 2022 و11 يوليو (تموز) 2024، وفق المصدر نفسه.

ونوّه محمد بـ«توقيف مشتبه به ثانٍ (...) وبحوزته هاتف واحدة من الضحايا»، دون أن يكشف مزيداً من التفاصيل.

وتقول السلطات الكينية إنه جرى العثور حتى الآن على 9 جثث، 8 منها على الأقل تعود لنساء، في مكبّ النفايات بين الجمعة والأحد. وتراوحت أعمار 8 من الضحايا بين 18 و30 عاماً، وفق محمد.

وتصاعد التوتر، الأحد، حول المكبّ؛ حيث أطلقت الشرطة لفترة وجيزة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعة متفرّجين غاضبين.

وتعرضت الشرطة لانتقادات شديدة بعد اكتشاف الجثث الأولى في هذا المكب؛ إذ يقع على مسافة أقل من 100 متر من مركز للشرطة.

وتعهدت الشرطة الكينية، الأحد، إجراء تحقيق «شفاف» في القضية.

وأعلنت هيئة الرقابة المستقلة عن الشرطة في كينيا، السبت، فتح تحقيق بتهمة الاشتباه بتورط الشرطة.