الرئيس الموريتاني يدعو دول غرب أفريقيا إلى التكاتف ضد المتطرفين

وسط اضطرابات أمنية وسياسية وإنسانية تشهدها منطقة الساحل

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في تجمع انتخابي (متداولة)
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في تجمع انتخابي (متداولة)
TT

الرئيس الموريتاني يدعو دول غرب أفريقيا إلى التكاتف ضد المتطرفين

الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في تجمع انتخابي (متداولة)
الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في تجمع انتخابي (متداولة)

دعا الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» دول غرب أفريقيا إلى التكاتف من جديد لمواجهة تمدد المجموعات الجهادية، بعد انسحاب ثلاث دول في منطقة الساحل من المنظمات الإقليمية.

قال الغزواني، مساء الجمعة، الذي يخوض حملة انتخابية لولاية ثانية في مدينة أطار الواقعة على مسافة 450 كيلومتراً شمال شرقي نواكشوط: «على المنطقة أن تعبر عن إرادة سياسية مشتركة لتتمكن من مكافحة انعدام الأمن»، مضيفاً: «لست ممن يعتقدون الآن أن دولاً يمكنها أن تواجه بشكل فردي تهديداً مثل الإرهاب».

ولاحظ أن «الوضع الأمني في المنطقة الفرعية ليس جيداً على الإطلاق»، بل أصبح «أسوأ» في السنوات الأخيرة التي شهدت استيلاء الجيش على السلطة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر مع التعهد بتكريس كل الجهود لإعادة الأمن إلى هذه الدول التي تعاني بشدة من أعمال العنف.

وقال الغزواني، وهو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي كذلك: «نحن بحاجة إلى التكاتف، نحن بحاجة إلى تشكيل تجمعات».

ضابط أمن يتفاعل مع سائق عند حدود بوركينا فاسو مع غانا في إطار عمليات مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل 6 ديسمبر 2022 (أ.ف.ب)

ودعا إلى بديل محتمل من تحالف «مجموعة الخمس» في منطقة الساحل الذي أنشأته موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر وتشاد في عام 2014 بدعم من شركاء غربيين لمحاربة الجهاديين والتخلف في المنطقة الفرعية، وتم تجهيزه بقوة مشتركة لكن نشاطها ظل محدوداً.

وقرّرت المجالس العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر في عامي 2022 و2023 الانسحاب من التحالف، وعزت الأمر إلى تلاعب فرنسا به.

وأضاف الغزواني: «إذا لم تكن (مجموعة الخمس) في منطقة الساحل هي الأمثل، فعلينا إيجاد مجموعة أخرى».

اجتماع ومناقشة

انفصلت الأنظمة العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر عسكرياً وسياسياً عن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، وأبدت انفتاحاً على روسيا. كما انسحبت من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، عادّةً أنها أداة بيد باريس، وأنشأت تحالف دول الساحل.

ورداً على سؤال عن إمكانية قيام تحالف دول الساحل بتنفيذ شكل جديد من التعاون ضد انعدام الأمن، قال الغزواني إنه كان يفكر أولاً في «اجتماع ومناقشة»، قبل التفكير في «إيجاد الصيغة التي تناسبنا بشكل أفضل».

وتشهد منطقة الساحل اضطرابات أمنية وسياسية وإنسانية منذ ظهور المتمردين الانفصاليين والجهاديين في شمال مالي في 2012.

وامتدت أعمال العنف إلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين. وأدت الهجمات المنسوبة إلى الجماعات المرتبطة بتنظيمي «القاعدة»، و«داعش» وغيرهما من الجماعات المسلحة وميليشيات الدفاع الذاتي والمهربين وحتى الجيوش النظامية، إلى مقتل الآلاف من المدنيين والمقاتلين، ونزوح مئات الآلاف من السكان.

ولم تشهد موريتانيا، الدولة الصحراوية الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها نحو 4. 5 مليون نسمة، وتقع عند مفترق بين شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، أي هجوم على أراضيها منذ عام 2011.

غير أنّها كانت مستهدفة بشكل منتظم من تمدد هذه الحركات في الجزائر مطلع القرن الحالي، ولا تزال مناطقها الحدودية مع مالي الممتدة ألفي كيلومتر متأثرة بتداعيات النزاع في هذا البلد.

قوات موريتانية خلال دورية في الصحراء (الجيش الموريتاني)

وعزا الغزواني الاستقرار في موريتانيا إلى الوعي المبكر للتهديد و«الجهود الهائلة» التي تم بذلها على الرغم من الأمور الملحة الأخرى، مثل التعليم والصحة. ويعود الفضل في هذا الاستقرار إلى الغزواني البالغ 67 عاماً، بصفته رئيساً ومتعاوناً سابقاً مع سلفه محمد ولد عبد العزيز الذي يقبع الآن في السجن، عندما كان حينها رئيساً للأركان ومديراً للأمن الوطني ووزيراً للدفاع.

وبعد سلسلة انقلابات ومراحل من الحكم العسكري، سجل انتخابه في عام 2019 أول مرحلة انتقالية بين رئيسين منتخبين. وهو المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية المقررة في 29 يونيو (حزيران).

وأكد الغزواني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أنه يرفض التدخل في الشؤون الداخلية لدول الساحل، حيث لم يحدد الجيش أي جدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين. وأضاف: «نحترم سيادتهم في قراراتهم، ونأمل أن تمضي هذه الدول نحو الانتخابات في أسرع وقت ممكن».


مقالات ذات صلة

سفارة أفغانستان في لندن تغلق أبوابها

أوروبا سفارة أفغانستان في العاصمة لندن (متداولة)

سفارة أفغانستان في لندن تغلق أبوابها

أعلنت وزارة الخارجية البريطانية رسمياً إغلاق سفارة أفغانستان في لندن وأبلغت الوزارة رسمياً، زلماي رسول، السفير الأفغاني السابق في لندن بهذا القرار.

«الشرق الأوسط» (كابل - لندن - برلين )
آسيا استنفار أمني باكستاني بعد هجوم إرهابي (أرشيفية)

الرئيس الباكستاني يشيد بقوات أمن بلاده لإحباطها هجوماً في مهمند

أشاد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري السبت بقوات الأمن الباكستانية بعد العملية الناجحة ضد من سماهم «الخوارج» وإحباط الهجوم الإرهابي

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أوروبا مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية ويليام بيرنز (رويترز)

لندن وواشنطن تتعاونان استخباراتياً بوجه تهديدات «غير مسبوقة»

أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز ورئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطاني ريتشارد مور السبت أهمية تعاونهما بمواجهة تهديدات «غير مسبوقة»

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا جندي باكستاني يقف بالقرب من موقع  حدوث انفجار (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل 9 مسلحين في اشتباكات

أعلنت باكستان، اليوم (السبت)، مقتل 9 إرهابيين في اشتباكات وقعت في شمال غرب، وجنوب غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
أفريقيا أفراد الأسرة يتفاعلون بعد زيارة غرفة النوم المحترقة في أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» بمقاطعة نييري في 6 سبتمبر 2024 بعد اندلاع حريق أسفر عن مقتل 17 طفلاً (أ.ف.ب)

70 طفلاً في عداد المفقودين بعد حريق بمدرسة في كينيا

أعلن نائب الرئيس الكيني ريجاثي غاتشاغوا، الجمعة، أن 70 طفلاً ما زالوا في عداد المفقودين بعد حريق بمدرسة في وسط البلاد أودى بحياة 17 تلميذاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (إنداراشا (كينيا))

70 طفلاً في عداد المفقودين بعد حريق بمدرسة في كينيا

أفراد الأسرة يتفاعلون بعد زيارة غرفة النوم المحترقة في أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» بمقاطعة نييري في 6 سبتمبر 2024 بعد اندلاع حريق أسفر عن مقتل 17 طفلاً (أ.ف.ب)
أفراد الأسرة يتفاعلون بعد زيارة غرفة النوم المحترقة في أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» بمقاطعة نييري في 6 سبتمبر 2024 بعد اندلاع حريق أسفر عن مقتل 17 طفلاً (أ.ف.ب)
TT

70 طفلاً في عداد المفقودين بعد حريق بمدرسة في كينيا

أفراد الأسرة يتفاعلون بعد زيارة غرفة النوم المحترقة في أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» بمقاطعة نييري في 6 سبتمبر 2024 بعد اندلاع حريق أسفر عن مقتل 17 طفلاً (أ.ف.ب)
أفراد الأسرة يتفاعلون بعد زيارة غرفة النوم المحترقة في أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» بمقاطعة نييري في 6 سبتمبر 2024 بعد اندلاع حريق أسفر عن مقتل 17 طفلاً (أ.ف.ب)

أعلن نائب الرئيس الكيني ريجاثي غاتشاغوا، الجمعة، أن 70 طفلاً ما زالوا في عداد المفقودين بعد حريق بمدرسة في وسط البلاد، أودى بحياة 17 تلميذاً على الأقل. وقال للصحافيين خارج أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» في مقاطعة نييري؛ بعدما اندلع الحريق أثناء الليل: «ما زال لدينا 70 طفلاً في عداد المفقودين، وهذا لا يعني أنهم لقوا حتفهم أو أصيبوا. الكلام أنهم في عداد المفقودين».

امرأة تقف خارج أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» بعد حريق مميت أدى إلى مقتل وإصابة العديد من التلاميذ في كينيا - 6 سبتمبر 2024 (رويترز)

ونشب الحريق في أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» حين كان الأطفال نائمين. وذكرت المتحدثة باسم الشرطة، ريسيلا أونيانجو: «فقدنا 17 تلميذاً في الحريق، في حين أصيب 14 آخرون، فريقنا موجود في مكان الحادث في الوقت الحالي». وقال إسحق موارا، المتحدث باسم الحكومة، إن الأطفال كانوا تلاميذ في الصفوف من الرابع إلى الثامن، مضيفاً أن أعمارهم تتراوح بين 9 أعوام و13 عاماً. وذكر في بيان أن المسكن كان يؤوي 156 تلميذاً. ولم يتضح بعد سبب الحريق.

وقال كيتوري كينديكي، وزير الداخلية، بعد زيارة المدرسة: «جرى استنفار جميع الجهات الحكومية ذات الصلة... للتوصل إلى حقيقة ما تسبب في اشتعال الحريق الذي أدى إلى وفاة وإصابة كثير من الأرواح الصغيرة». وقال الرئيس وليام روتو إنه طلب من السلطات التحقيق فيما وصفه بأنه «حادث مروع»، وتعهد بمحاسبة المسؤولين عنه. وقالت وزارة الداخلية إن السلطات فرضت طوقاً أمنياً حول المدرسة، وإن المحققين توجهوا إلى هناك. ولم يتم الرد على اتصالات من «رويترز» لخط الهاتف الرئيسي في المدرسة.

تُظهر هذه الصورة الجوية الدمار الذي خلفه حريق بغرفة نوم في أكاديمية «هيلسايد إنداراشا» بمقاطعة نييري 6 سبتمبر 2024 أسفر عن مقتل 17 طفلاً (أ.ف.ب)

وقال بيليو كيبسانج، المسؤول بوزارة التعليم، في بيان، إن المدرسة بها 824 تلميذاً في المجمل، منهم 422 طفلة. ووقعت سلسلة من الحرائق بمدارس في كينيا خلال السنوات القليلة الماضية، وتبيّن أن عدداً منها كان حريقاً متعمداً. ولقي 9 طلاب حتفهم في سبتمبر (أيلول) 2017 في حريق اندلع في مدرسة بالعاصمة نيروبي، وقالت الحكومة إن الحريق كان متعمداً. وفي عام 2001، أودى حريق بحياة 58 تلميذاً في مسكن داخلي بمدرسة كيانجولي الثانوية خارج نيروبي. وفي عام 2012، توفي 8 طلاب في مدرسة في مقاطعة هوما باي غرب كينيا.