هجمات إرهابية في النيجر تخلف عشرات القتلى

تتزامن مع بداية انسحاب ألف جندي أميركي من النيجر

جندي من القوات الخاصة الأميركية يدرب جنوداً من جيش النيجر عام 2017 ( الجيش الأميركي)
جندي من القوات الخاصة الأميركية يدرب جنوداً من جيش النيجر عام 2017 ( الجيش الأميركي)
TT

هجمات إرهابية في النيجر تخلف عشرات القتلى

جندي من القوات الخاصة الأميركية يدرب جنوداً من جيش النيجر عام 2017 ( الجيش الأميركي)
جندي من القوات الخاصة الأميركية يدرب جنوداً من جيش النيجر عام 2017 ( الجيش الأميركي)

تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في النيجر؛ حيث خلفت هذا الأسبوع أكثر من عشرين قتيلاً أغلبهم من المدنيين، وذلك بالتزامن مع بداية انسحاب أكثر من ألف جندي أميركي كانوا في البلد لمساعدته في محاربة الإرهاب.

وأعلنت وزارة الدفاع النيجرية (الخميس) أن مجموعة إرهابية قتلت جنديين ومدنياً، في هجوم وقع (الأربعاء) في قرية (تابالا) التي تبعد نحو مائة كيلومتر إلى الشرق من العاصمة نيامي، ولكن الوزارة في بيان صحافي قالت إن الجيش تصدى للهجوم وصادر كمية كبيرة من الآليات الحربية وذخائر.

وأضافت الوزارة أن الهجوم نفذه «إرهابيون كانوا يستقلون نحو عشرين دراجة نارية»، مشيرة إلى أن الجيش قتل ثلاثة إرهابيين، كما صادر دراجات نارية وبنادق وقاذفة صواريخ ومدفعاً رشاشاً وجهاز اتصالات، وأوضحت الوزارة أن عملية تمشيط واسعة أطلقها الجيش في المنطقة، ونشر تعزيزات أمنية، من أجل ملاحقة بقية المهاجمين.

في غضون ذلك، شنت مجموعة إرهابية أخرى هجوماً على قرية، غرب النيجر، قرب الحدود مع مالي، وقتلت نحو عشرين مدنياً، من بينهم نساء وأطفال، وتحدثت الصحف المحلية عن حالة حداد وحزن تسود إقليم (تيلابيري)، حيث وقع الهجوم.

وأرسل المجلس العسكري الذي يحكم النيجر منذ العام الماضي، وفداً من الحكومة الانتقالية إلى القرية لتقديم التعازي إلى أهالي الضحايا، وطمأنتهم في وقت تتصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية التي أصبحت أكثر عنفاً في الأسبوع الأخير.

وكانت جماعة «نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم «القاعدة»، قد هاجمت ليل الاثنين - الثلاثاء، موقعاً تابعاً للجيش النيجري في قرية بالقرب من الحدود مع بوركينا فاسو، وقتلت سبعة جنود على الأقل.

وتبنت الجماعة الموالية لتنظيم «القاعدة» الهجوم، وقالت إنها سيطرت على ثكنة تابعة للجيش واستولت على معدات وأسلحة، وكبدت الجيش خسائر كبيرة.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع النيجرية أن الجيش نجح في صد الهجوم وقتل العشرات من الإرهابيين، وأكدت أن الحصيلة المؤقتة هي مقتل سبعة جنود، وإصابة شخصين آخرين بينهما مدني، بالإضافة إلى إحراق أربع آليات عسكرية تابعة للجيش.

وأضاف البيان الذي بثه التلفزيون النيجري الرسمي أن الحكومة الانتقالية والمجلس العسكري الحاكم في النيجر يؤكدان للمواطنين «مضي قوات الأمن والدفاع قدماً في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه».

المثلث الحدودي

ولكن الهجوم الإرهابي وقع في منطقة (بوني) التي تتبع إقليم (تيلابيري)، الذي يدخل ضمن ما يعرف بالمثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، الدول الثلاث التي عقدت مؤخراً شراكة عسكرية وأمنية مع روسيا، وتخلت عن شراكتها التقليدية مع الغرب، وخاصة فرنسا والولايات المتحدة.

وفي المنطقة نفسها سبق أن قتل ثلاثة جنود من القوات الخاصة الأميركية شهر أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017، كانوا في مهمة تدريبية حين وقعوا في كمين نصبته مجموعة مقاتلي «داعش»، لتكون تلك هي أكبر خسارة تتلقاها الولايات المتحدة في منطقة الساحل الأفريقي.

سيارة من جيش النيجر في أحد شوارع العاصمة نيامي ضمن إجراءات تزامنت مع تصاعد الهجمات الإرهابية (أ.ف.ب)

إلا أن اللافت في الهجوم هو أن مجموعة موالية لتنظيم «القاعدة» نفذته، في منطقة كانت تصنف أنها ضمن دائرة نفوذ تنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى. ويخوض التنظيمان مواجهات مسلحة دامية منذ سنوات، في إطار تنافسهما على بسط النفوذ في المناطق البعيدة عن نفوذ الجيوش الحكومية.

وتمركزت المواجهات بين «القاعدة» و«داعش» في منطقة وسط مالي، وخلال الأسابيع الأخيرة حقق تنظيم «القاعدة» انتصارات مهمة على حساب «داعش»، ربما تكون هي التي مكنته من الوصول إلى مناطق نفوذ جديدة داخل النيجر.

تحالف عسكري

ولمواجهة خطر التنظيمين الإرهابيين، كانت دول النيجر وبوركينا فاسو ومالي التي تحكمها مجالس عسكرية، قد أسست العام الماضي تحالفاً عسكرياً وأمنياً يحظى بدعم كبير من روسيا، واستفادت الدول الثلاث من صفقات سلاح كبيرة مع موسكو، وانتشرت فيها وحدات من مجموعة (فاغنر) التي أصبحت تحملُ اسم (فيلق أفريقيا).

وتصف حكومات دول الساحل مقاتلي فاغنر بأنهم «مؤطرون عسكريون» يتولون مهمة التدريب والتكوين، لكن السكان المحليين خاصة في مالي، يتحدثون عن مشاركة هذه القوات الروسية في المعارك الميدانية.

ومع توجه المجلس العسكري الحاكم في النيجر نحو التعاون مع موسكو، توترت العلاقة بواشنطن، لدرجة أن نيامي قررت إنهاء اتفاق عسكري مع الولايات المتحدة، كانت بموجبه تنشر واشنطن نحو ألف جندي في البلاد لمساعدتها على محاربة الإرهاب، وقد بدأت بالفعل عملية انسحاب من المفترض أن تنتهي في سبتمبر (أيلول) المقبل.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مقتل 15 جنديا تشاديا في عملية ضد «بوكو حرام»

أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)
أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)
TT

مقتل 15 جنديا تشاديا في عملية ضد «بوكو حرام»

أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)
أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)

قال المتحدث باسم الجيش التشادي إن 15 جنديا على الأقل قتلوا وأصيب 32 آخرون في اشتباكات بين الجيش ومقاتلي جماعة بوكو حرام يوم السبت، مضيفا أن 96 من عناصر بوكو حرام قتلوا أيضا.

ولم يذكر الجنرال إسحاق الشيخ، أمس الأحد، مكان العملية أو يقدم أي تفاصيل حول ملابساتها. وقال في تصريح للتلفزيون الوطني إن الجيش أصاب أيضا 11 عنصرا من بوكو حرام واستولى على أسلحة ومعدات. وقال الشيخ «يؤكد الجيش للسكان أن الوضع تحت السيطرة وأن إجراءات تعقب العناصر المتبقية مستمرة في إطار عملية حسكانيت»، في إشارة إلى العملية العسكرية التي أطلقت لطرد مسلحي جماعة بوكو حرام من منطقة بحيرة تشاد.

وتعرضت المنطقة لهجمات متكررة من قبل جماعات متمردة بما في ذلك «تنظيم داعش في غرب أفريقيا» وجماعة «بوكو حرام» وقعت في شمال شرق نيجيريا في عام 2009 وامتدت إلى غرب تشاد. وقُتل نحو 40 جنديا في هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد نهاية الشهر الماضي، وبعد ذلك هدد الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي بسحب بلاده من قوة أمنية متعددة الجنسيات.

وتشاد حليف مهم للقوات الفرنسية والأميركية التي تسعى إلى المساعدة في محاربة التمرد منذ 12 عاما في منطقة الساحل في غرب أفريقيا. ونأت مجالس عسكرية استولت على السلطة في الأعوام القليلة الماضية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي أصبحت حدودها المشتركة بؤرا لأعمال التمرد، بنفسها عن الغرب لصالح الدعم الروسي.