الصومال يعلن تصفية 70 من عناصر «حركة الشباب»

اعتقال أعضاء بوحدة قوات خاصة دربتها أميركا بتهمة سرقة حصص إعاشة

قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)
قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)
TT

الصومال يعلن تصفية 70 من عناصر «حركة الشباب»

قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)
قوات عسكرية صومالية تقف بالقرب من سفينة البحرية التركية التي رست في ميناء مقديشو بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو الثلاثاء (رويترز)

قضى الجيش الصومالي على أكثر من 70 عنصراً من «حركة الشباب الإرهابية» وأصاب 30 آخرين نتيجة عمليات عسكرية في منطقة تبر موغي التابعة لولاية غلمدغ. وأفادت وزارة الإعلام الصومالية في بيان اليوم، بأن قوات الجيش تبحث عن ما تبقى من العناصر الذين لاذوا بالفرار إلى غابات المنطقة.

من جهتها، أعلنت «حركة الشباب» مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف مواقع عسكرية حكومية وأفريقية في بلدة حوادلي عبر موقع «صومالي ميمو» المحسوب عليها، دون ذكر مزيد من التفاصيل. تأتي هذه العملية العسكرية الحكومية في وقت صعّدت «حركة الشباب»، في الآونة الأخيرة، هجماتها ضد المواقع العسكرية الحكومية والأفريقية؛ في محاولة لتغيير قواعد الاشتباك جنوب البلاد ووسطها.

دوريات زوارق عسكرية صومالية بعد أن رست سفينة البحرية التركية في ميناء مقديشو البحري بعد توقيع اتفاقية دفاعية واقتصادية بين الصومال وتركيا في مقديشو بالصومال الثلاثاء (رويترز)

وتنتشر «حركة الشباب» في عدة أقاليم بالصومال منذ ظهورها على الساحة في 2006، حيث تسيطر على إقليم جوبا الوسطى، وقرى وبلدات في إقليم جوبا السفلى، إلى جانب انتشار عناصرها من جنوب البلاد إلى وسطها، حيث تسيطر على مدن مطلة على المحيط الهندي في إقليم غلمدغ.

جندي من الجيش الصومالي خلال تدريب في مقديشو 19 مارس 2024 (غيتي)

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الصومالية أنها احتجزت عددا من أعضاء وحدة قوات خاصة دربتها الولايات المتحدة بتهمة سرقة حصص إعاشة تبرعت بها واشنطن.

وتشكل وحدة دنب ركيزة أساسية في جهود تدعمها الولايات المتحدة للتصدي لـ«حركة الشباب» المتشددة المرتبطة بتنظيم «القاعدة».

وفي فبراير (شباط)، وافقت واشنطن على تخصيص أكثر من مائة مليون دولار لبناء ما يصل إلى خمس قواعد عسكرية تابعة لوحدة دنب. وأفادت وزارة الدفاع الصومالية في بيان في ساعة متأخرة من مساء الخميس بأنها أبلغت الشركاء الدوليين بواقعة السرقة وستعلن النتائج التي توصلت إليها في تحقيقاتها.

وقال مسؤول أميركي في بيان لـ«رويترز» إن واشنطن تأخذ كل اتهامات الفساد على محمل الجد. وأضاف المسؤول: «نتطلع إلى التعاون مع وحدة دنب لوضع التدابير الضرورية للحماية والمساءلة لمنع أي حوادث مستقبلية قد تؤثر على المساعدات المقبلة»، دون أن يتناول بشكل مباشر ما إذا كان أي دعم أميركي قد تم تعليقه بالفعل.

ووافقت الإدارة الأميركية على تقديم المساعدة في تدريب وتجهيز وحدة دنب المؤلفة من 3000 جندي، والتي تعد قوة للرد السريع على «حركة الشباب» التي تشن تمردا ضد الحكومة المركزية منذ عام 2006. وشاركت وحدة دنب بشكل كبير في الهجوم العسكري الذي شنه الجيش الصومالي والعشائر المتحالفة معه منذ عام 2022 والذي نجح في البداية في استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها «حركة الشباب» في وسط الصومال.

أفراد من قوة الشرطة يركبون شاحنة صغيرة في غاروي بولاية بونتلاند الصومالية (د.ب.أ)

ومع ذلك، بدأت الحملة في التراجع، إذ تواجه القوات المتحالفة مع الحكومة صعوبة في السيطرة على المناطق الريفية وتواصل «حركة الشباب» شن هجمات واسعة النطاق تشمل العاصمة مقديشو. وعلقت واشنطن بعض المساعدات العسكرية للصومال في عام 2017 بعد أن تقاعس الجيش عن تقديم تقارير حول استخدامه لإمدادات الغذاء والوقود. وتشن الولايات المتحدة هجمات متكررة بطائرات مسيرة لاستهداف مسلحي «حركة الشباب».


مقالات ذات صلة

خشية هجوم إرهابي... القواعد الأميركية بأوروبا في حالة تأهب قصوى

أوروبا مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «يو إس إس ثيودور روزفلت» (أ.ب)

خشية هجوم إرهابي... القواعد الأميركية بأوروبا في حالة تأهب قصوى

وُضعت القواعد الأميركية في أوروبا بما في ذلك تلك التي في ألمانيا في حالة تأهب قصوى أمس الأحد بسبب مخاوف من احتمال حدوث هجمات إرهابية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أفريقيا هجوم انتحاري سابق في نيجيريا (أ.ف.ب)

نيجيريا: عشرات الضحايا بهجمات نفذتها «انتحاريات»

عاد الإرهاب ليضرب من جديد في نيجيريا، من خلال إحياء أساليب التفجيرات التي تنفذ من طرف انتحاريات، بعد هجمات متزامنة سقط فيها عشرات الضحايا السبت.

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا سجن بونش روالوكات الذي يقع على بعد 110 كيلومترات جنوب مظفر آباد (أ.ف.ب)

فرار 20 سجيناً ومقتل أحدهم في باكستان

فرّ عشرون سجيناً اليوم الأحد، بعضهم متهم بـ«الإرهاب»، من أحد سجون كشمير الباكستانية، وقُتل أحدهم في تبادل لإطلاق النار مع حرّاس السجن، حسبما أفاد مسؤولون.

«الشرق الأوسط» (مظفر آباد (باكستان))
شمال افريقيا اجتماع جديد بين الرئيس التونسي قيس سعيد ووزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق حول مستجدات الوضع الأمني وعودة المهاجرين (موقع رئاسة الجمهورية التونسية)

تونس: قضايا جديدة في الإرهاب و«التآمر على أمن الدولة»

أعلنت مصادر أمنية وقضائية تونسية أن قوات الأمن نظمت أخيراً «حملة أمنية بكامل تراب الجمهورية»، أسفرت عن إلقاء القبض على 1416 شخصاً مُفَتَّشاً عنهم من قبل…

كمال بن يونس (تونس)
أفريقيا الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)

عشرات الضحايا في هجمات نفذتها «نسوة مفخخات» بنيجيريا

قال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، إن الإرهابيين الذين يقفون خلف هجوم بالقنابل، قُتل فيه 18 شخصاً، «سيدفعون ثمناً باهظاً»، واصفاً الهجمات بأنها «إرهاب بائس».

الشيخ محمد (نواكشوط)

عشرات الضحايا في هجمات نفذتها «نسوة مفخخات» بنيجيريا

الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
TT

عشرات الضحايا في هجمات نفذتها «نسوة مفخخات» بنيجيريا

الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)
الرئيس النيجيري بولا تينوبو (أرشيفية - رويترز)

قال رئيس نيجيريا، بولا تينوبو، إن الإرهابيين الذين يقفون خلف هجوم بالقنابل في ولاية بورنو، قُتل فيه 18 شخصاً على الأقل، «سيدفعون ثمناً باهظاً»، واصفاً الهجمات المتزامنة بأنها «عمل إرهابي بائس».

وجاءت تصريحات الرئيس النيجيري في بيان صادر عن مستشاره الخاص للإعلام، قال فيه إن الهجمات الإرهابية «دليل واضح على الضغوط التي نجح الجيش في ممارستها على الإرهابيين، والنجاح الذي تحقق في إضعاف قدرتهم على شن الهجمات».

هجوم انتحاري سابق في نيجيريا (أ.ف.ب)

ملاحقة المتورطين

وأوضح تينوبو أن الهجمات التي وقعت مؤخراً «مجرد حلقة معزولة»، مشيراً إلى أن «مروجي العنف المتعمد سيدفعون الثمن غالياً، وسيواجهون العدالة لأن الحكومة لن تسمح للأمة بالانزلاق إلى عصر من الخوف والدموع والحزن والدماء».

وأكد تينوبو أن الحكومة اتخذت «التدابير اللازمة لتأمين المواطنين»، وشدد على أن «الجهود ستتضاعف لضمان القضاء تماماً على أولئك الذين يقلقلون طمأنينة الأمة، ويزهقون الأرواح الغالية، ويعطلون القانون والنظام».

وكانت هجمات انتحارية عدة، استُخدمت فيها قنابل، قد وقعت بشكل متزامن، السبت، في مدينة غووزا بولاية بورنو، وشملت حفل زفاف محلياً، ما زاد من عدد الضحايا، ليصل إلى 18 شخصاً على الأقل، وفق حصيلة أولية صادرة عن فرق الحماية المدنية.

ورغم أنه لم تتبنَّ أي جهة الهجمات، فإن طريقتها وآلية تنفيذها تعيد إلى الأذهان، أسلوب جماعة (بوكو حرام) الإرهابية التي تنشط في نيجيريا منذ عام 2009، ولكن نشاطها خفت كثيراً خلال السنوات الأخيرة، مع أنها لم تفقد قوتها بشكل تام.

نساء مفخخات

وفق التقارير الواردة من المنطقة التي وقعت فيها الهجمات الإرهابية، فإن 6 أشخاص على الأقل قُتلوا في حفل زفاف محلي، حين فجرت انتحاريّة كانت تحمل طفلاً على ظهرها نفسها بين الضيوف، وفق ما قال ناحوم كينيث داسو، المتحدّث باسم شرطة ولاية بورنو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي تقرير، قال باركيندو سعيدو، رئيس خدمات الإنقاذ المحلّية الذي كان في مدينة غووزا خلال الهجمات، إن «نحو الساعة 3 بعد الظهر، وقع أوّل انفجار قنبلة في غووزا، تسبّبت به انتحاريّة في حفل زفاف».

وذكر التقرير أنّه «حتّى الآن، قُتل في الهجمات 18 شخصاً، بينهم أطفال ورجال ونساء وحوامل»، مضيفاً أنّ 19 جريحاً آخر «مصابون بجروح خطرة» نُقلوا في 4 سيّارات إسعاف إلى العاصمة الإقليميّة مايدوغوري، بينما ينتظر 23 آخرون إجلاءهم.

وبينما كانت الصلوات تُتلى على ضحايا هجوم الزفاف، «هُرعت انتحاريّة أخرى، وفجّرت عبوة ناسفة تسبّبت في سقوط كثير من الضحايا»، وفق التقرير.

وبعد بضع دقائق، وقع انفجار «بعبوة ناسفة أخرى» قرب المستشفى العام في المدينة، وفق ما ذكر سعيدو في تقريره.

مصادرة أسلحة الإرهابيين (الجيش)

ضربة للإرهاب

تأتي هذه الهجمات الإرهابية بعد يومين من إعلان الجيش النيجيري أن وحدات مكافحة الإرهاب في ولاية سوكوتو نجحت في إحباط محاولة اختطاف بعد معركة مع مجموعة إرهابية، أسفرت عن تحييد 5 إرهابيين، وإنقاذ رهينتين كانتا محتجزتين لدى المجموعة الإرهابية.

وقال بيان صادر عن الجيش إن «القوات استجابت لنداء استغاثة من منطقة غابات بانيجونتو وغوهاناو في منطقة حكومة جودو المحلية، واشتبكت مع الإرهابيين في معركة نارية شرسة؛ ما أدى إلى تحييد الإرهابيين، بينما فر آخرون مصابون بجروح نتيجة تبادل إطلاق النار».

وأضاف الجيش أنه حرر رهينتين تدعى إحداهما نورا إيسيا والأخرى سالوهو حمزة، وأشار إلى أنه سلم الرهينتين بأمان إلى رئيس منطقة الحكم المحلي في جودو لتلقي الرعاية الطبية، ولمّ شملهم مع أسرهم.

تحرير رهائن وتحييد إرهابيين ومصادرة أسلحة على يد جيش نيجيريا الخميس الماضي (الجيش)

وعرض الجيش صور الرهينتين، بالإضافة إلى أسلحة رشاشة كانت بحوزة المجموعة الإرهابية، واصفاً عمل الوحدة العسكرية التي تدخلت بأنه «عمل بطولي يسلط الضوء على عزم الجيش النيجيري على مكافحة الإرهاب، وضمان سلامة وأمن المواطنين».