جنوب أفريقيا: زوما يتهم الحزب الحاكم بالضلوع في حادث مرور تعرض له

الرئيس السابق لجنوب أفريقيا جايكوب زوما (رويترز)
الرئيس السابق لجنوب أفريقيا جايكوب زوما (رويترز)
TT

جنوب أفريقيا: زوما يتهم الحزب الحاكم بالضلوع في حادث مرور تعرض له

الرئيس السابق لجنوب أفريقيا جايكوب زوما (رويترز)
الرئيس السابق لجنوب أفريقيا جايكوب زوما (رويترز)

نجا الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، جايكوب زوما، من حادث مرور ليل الخميس - الجمعة عندما اصطدم سائق سيارة ثمل بعربته، لكن مجموعة المعارضة المشكلة حديثاً، التي ينتمي لها، اتهمت «حزب المؤتمر الأفريقي» الحاكم بالضلوع في الحادث، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المتحدث باسم حزب زوما، نلامولو ندليلا في بيان: «حادثا مرور في فترة سنة ونصف السنة، كلاهما قام به (سائقان ثملان) مفترضان قادا سيارتاهما مباشرة نحو موكب الرئيس زوما».

وأضاف المتحدث: «يبدو ذلك محاولة متعمدة لاغتيال الرئيس زوما».

وقال ندليلا إن الحزب كان يرصد ويراقب سلسلة من الأحداث المترابطة التي حدثت لزوما في ظل «حكومة سيريل رامابوزا» بعد إعلان زوما في ديسمبر (كانون الأول) عزمه خوض الحملة الانتخابية لحزب «أومخونتو وي سيزوي» (إم كي) في مسعى لإعادة إطلاق مساره السياسي.

واضطر زوما السياسي المخضرم الذي كان ينتمي لـ«حزب المؤتمر الأفريقي» الحاكم، للاستقالة في 2018 وسط اتهامات بالفساد لكنه لا يزال يتمتع بنفوذ سياسي.

وقع حادث المرور، مساء الخميس، بعد ساعات قليلة على استبعاد مسؤولي الانتخابات زوما من الانتخابات التشريعية المقررة في 29 مايو (أيار)، ما فاقم التوتر قبيل الاقتراع.

وقالت الشرطة الوطنية إن سيارة السائق «اصطدمت بسيارة الرئيس السابق السيد جايكوب زوما الرسمية المصفحة».

واعتقل رجل يبلغ 51 عاماً في مقاطعة كوازولو ناتال «بسبب القيادة تحت تأثير الكحول، وأيضاً بتهمة القيادة المتهورة والإهمال».

ولم يتعرض زوما (81 سنة) وحرسه الشخصي لأي إصابة ونقل إلى مقر إقامته.

والأربعاء قدم «حزب المؤتمر الوطني» طلباً جديداً أمام القضاء ضد «حزب إم كي»، بعد خسارته محاولة أولى لاستبعاده.

ويقول «المؤتمر الوطني» إن اسم «إم كي» وشعاره شبيهان باسم وشعار الجناح العسكري المحظور الآن لـ«حزب المؤتمر» في فترة الفصل العنصري، عاداً أن ذلك قد يخدع أو يُربك الناخبين.

وعدّت ابنة زوما، دودزيلي زوما، في منشور على منصة «إكس» أن حادث السيارة لم يكن صدفة.

وكتبت: «رجاء لا تستخفوا بذكائنا، لسنا من أنصار رامابوزا».

«معنوياته مرتفعة»

وصرح المتحدث ندليلا لوكالة الصحافة الفرنسية بأن وزير الشرطة المسؤول عن وحدة حماية الرئيس السابق لم يحدّث سيارته منذ 8 سنوات، وهو الشخص نفسه الذي أطلق في السابق رسائل بشأن «دفن زوما».

كما أشار إلى ما سماه «تصريحات خطيرة ومتهورة» أدلى بها سياسيو «حزب المؤتمر الوطني الأفريقي» بشأن زوما، بما فيها تصريح لمسؤول إقليمي بأن «زوما سيكون في المستشفى قبل الانتخابات».

ومع اقتراب انتخابات مايو (أيار)، يواجه «حزب المؤتمر الوطني الأفريقي» خطر انخفاض نسبة الأصوات إلى أقل من 50 في المائة للمرة الأولى منذ وصوله إلى السلطة في نهاية نظام الفصل العنصري عام 1994.

وتتراجع شعبية الحزب على وقع اقتصاد ضعيف ومزاعم بالفساد وسوء الإدارة.

ومن المتوقع أن يمثل سائق السيارة الأخرى في الحادث أمام المحكمة الثلاثاء.

في يونيو (حزيران) 2012 حُكم على زوما بالسجن 15 شهراً بعد رفضه الإدلاء بشهادته أمام لجنة تحقق في فساد مالي ومحسوبية خلال فترة رئاسته.

وأطلق سراحه بموجب إفراج طبي مشروط بعد شهرين فقط من محكوميته.

لكن سجنه أثار احتجاجات وأعمال شغب ونهب خلفت أكثر من 350 قتيلاً في أسوأ أعمال عنف تشهدها جنوب أفريقيا منذ إرساء الديمقراطية.

ورداً على سؤال بشأن حالة زوما منذ الحادث، قال ندليلا لوكالة الصحافة الفرنسية إن «معنوياته مرتفعة، كما هو الحال دائماً، وكان يضحك هذا الصباح بسبب الحادث».

وأضاف: «لكن هذا لا يعني أنه أخذ الأمر باستخفاف (أو أنه) ليس على علم بما يحدث».

وتابع: «السيد زوما في الكنيسة اليوم يصلي حتى لا يأتي الشيطان إلى (إم كي)» في إشارة إلى «حزب المؤتمر الوطني الإفريقي».



سلفا كير يقيل رئيس جهاز الاستخبارات في جنوب السودان

رئيس جنوب السودان سلفا كير (رويترز)
رئيس جنوب السودان سلفا كير (رويترز)
TT

سلفا كير يقيل رئيس جهاز الاستخبارات في جنوب السودان

رئيس جنوب السودان سلفا كير (رويترز)
رئيس جنوب السودان سلفا كير (رويترز)

أقال رئيس جنوب السودان سلفا كير، رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية أكول كور، الذي يتولى منصبه منذ استقلال البلاد عام 2011، وتكليفه بتولي منصب حاكم ولاية واراب التي تشهد اضطرابات.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، لم يتم تحديد أسباب هذه الخطوة التي أعلنت في مرسوم تمت تلاوته، مساء الأربعاء، على التلفزيون الوطني.

ويأتي هذا القرار بعد أسابيع من إعلان الحكومة تأجيلاً جديداً لعامين لأول انتخابات في تاريخ البلاد، المقرر إجراؤها في ديسمبر (كانون الأول).

وتولى أكيك تونغ أليو المقرب من الرئيس كير، رئاسة جهاز الأمن القومي خلفاً لأكول كور.

وقال المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، دانيال أكيش، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنه قرار مفاجئ نظراً إلى أن أكول كور شغل هذا المنصب 13 عاماً، وأصبح ثاني أقوى شخص في جوبا، ويقود قوة أفضل تجهيزاً من الجيش الوطني».

وأشار إلى مفاوضات جارية بين الحكومة والجماعات المتمردة.

وتجري الحكومة محادثات في العاصمة الكينية نيروبي مع الجماعات المسلحة التي لم توقع اتفاق سلام عام 2018 أنهى الحرب الأهلية الدموية.

ولفت أكيش إلى أن أكول «يعارض ذلك»، مشيراً إلى أن إقالته «قرار جريء يحمل مخاطر أمنية (...) كل شيء ممكن في هذه الأجواء السياسية غير المستقرة».

بعد عامين على الاستقلال، انزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية دامية عام 2013 بين الخصمين سلفا كير ورياك مشار، مما أسفر عن مقتل 400 ألف شخص وتهجير الملايين.

وأرسى اتفاق 2018 مبدأ تشكيل حكومة وحدة وطنية يشارك فيها الخصمان في منصبي الرئيس والنائب الأول للرئيس على التوالي. لكن البلاد لا تزال منذ ذلك الحين تشهد صراعات على السلطة والفساد والصراعات العرقية المحلية، بالإضافة إلى الكوارث المناخية.