انتهاء مهمة الأمم المتحدة في مالي رسميّاً بعد وجود دام 10 سنوات

مدرعة لـ«مينوسما» ترفع علمي ألمانيا والأمم المتحدة في إحدى بلدات مالي في 23 يوليو 2018 (أ.ف.ب)
مدرعة لـ«مينوسما» ترفع علمي ألمانيا والأمم المتحدة في إحدى بلدات مالي في 23 يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

انتهاء مهمة الأمم المتحدة في مالي رسميّاً بعد وجود دام 10 سنوات

مدرعة لـ«مينوسما» ترفع علمي ألمانيا والأمم المتحدة في إحدى بلدات مالي في 23 يوليو 2018 (أ.ف.ب)
مدرعة لـ«مينوسما» ترفع علمي ألمانيا والأمم المتحدة في إحدى بلدات مالي في 23 يوليو 2018 (أ.ف.ب)

أنهت بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، الاثنين، مهمتها في البلاد التي تواجه نشاطاً للإسلاميين المتطرفين وأزمة حادة، بعدما دفعها المجلس العسكري الحاكم إلى المغادرة.

وأكدت المتحدثة باسم «مينوسما» فاتوماتا كابا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن البعثة أنزلت علم الأمم المتحدة عن مقرها العام قرب مطار باماكو، مؤكدة أن هذا الاحتفال الرمزي الذي تمكنت «وكالة الصحافة الفرنسية» من حضوره يشكّل النهاية الرسمية للمهمة، رغم أن بعض أفرادها لا يزالون موجودين في المكان.

ويضع إنهاء المهمة حداً لالتزام بدأ في 2013 في مواجهة أعمال عنف هدّدت استقرار الدولة الفقيرة. وطال العنف وسط البلاد وامتد إلى دول مجاورة في منطقة الساحل؛ مثل بوركينا فاسو والنيجر، ما تسبّب في مقتل آلاف المدنيين والمسلحين ونزوح ملايين الأشخاص.

عناصر من «مينوسما» خلال احتفال بمناسبة «يوم حفظة السلام» بباماكو في 29 مايو 2018 (أ.ف.ب)

وتُعد «مينوسما» بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة التي تكبّدت الخسائر الأكبر في السنوات الأخيرة، مع مقتل أكثر من 180 من أفرادها جراء أعمال عدائية ارتكبتها خصوصاً جماعات مسلحة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش». وضمّت البعثة حوالي 15 ألف جندي وشرطي من بلدان كثيرة.

ورغم الخسائر البشرية والالتزام المالي الكبير، تعرّضت «مينوسما» لانتقادات مزمنة بسبب عجزها في مواجهة الأعمال الإرهابية من قبل قسم من الرأي العام والقادة. وكان قد أصبح وجود البعثة لا يُطاق وغير مرغوب فيه بالنسبة للعسكريين الذين استولوا على السلطة في مالي في عام 2020، وشهدت بوركينا فاسو النيجر كذلك انقلابات عسكرية مذاك الحين.

وتدهورت العلاقات بين «مينوسما» والمجلس العسكري في مالي، منذ استيلاء العسكريين على السلطة. ونددت الأمم المتحدة علناً بحظر السفر لعناصر البعثة وغيرها من العوائق التي وضعتها السلطات أمام البعثة الأممية. واحتجت السلطات على تدخل «مينوسما» في الدفاع عن حقوق الإنسان، والذي كان مع ذلك جزءاً من تفويضها.

في 16 يونيو (حزيران)، ألقى وزير خارجية مالي، عبد الله ديوب، خطاباً أمام مجلس الأمن كان له وقع الصدمة، طالب فيه بسحب بعثة الأمم المتحدة في بلاده «من دون تأخير»، مندداً بـ«فشلها».

وقال ديوب: «يبدو أن (مينوسما) باتت جزءاً من المشكلة عبر تأجيج التوترات الطائفية التي تنامت بسبب مزاعم بالغة الخطورة، والتي تحدث ضرراً بالغاً بالسلام والمصالحة والتماسك الوطني في مالي».

ولم يكن بإمكان «مينوسما» أن تبقى في مالي رغماً عن السلطات. وأنهى مجلس الأمن الدولي تفويضها في 30 يونيو وحدد لها هدف مغادرة البلاد بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول).

جنود سنغاليون من «مينوسما» في إحدى بلدات مالي 30 مايو 2018 (أ.ف.ب)

مذاك الحين، انسحبت «مينوسما» من غالبية معسكراتها البالغ عددها 13 في ظروف صعبة في الشمال في ظلّ تصعيد عسكري بين الأطراف المسلّحة المنتشرة على الأرض.

بالإضافة إلى معسكرها في باماكو، يبقى على «مينوسما» إغلاق معسكراتها في غاو وتمبكتو (في الشمال)، حيث ستجري بعد الأول من يناير (كانون الثاني) 2024 ما تسميه الأمم المتحدة بـ«تصفية» البعثة من خلال تسليم آخر قطع المعدات إلى السلطات أو إنهاء العقود الحالية.

بحلول الثامن من ديسمبر، غادر 10514 من أعضاء البعثة العسكريين والمدنيين مالي، من إجمالي 13871 في بداية الانسحاب، على ما أفادت البعثة الأممية على حسابها على منصة «إكس».


مقالات ذات صلة

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (الخارجية التركية)

تركيا: استهداف إسرائيل لـ«حماس» و«حزب الله» غايته إجبار الفلسطينيين على الهجرة

أكدت تركيا أن هدف إسرائيل الرئيسي من ضرب حركة «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان هو جعل الفلسطينيين غير قادرين على العيش في أرضهم وإجبارهم على الهجرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي جندي من قوات «اليونيفيل» في برج مراقبة قرب قرية مارون الراس اللبنانية (إ.ب.أ)

إصابة 4 من جنود «اليونيفيل» الإيطاليين في لبنان وروما تُحمّل «حزب الله» المسؤولية

أصيب 4 جنود إيطاليين في هجوم على مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة بلبنان «اليونيفيل» ببلدة شمع جنوب لبنان، وفق ما أعلن مصدران حكوميان، الجمعة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي هاربون من الحرب بلبنان يعبرون منطقة المصنع التي استهدفتها إسرائيل (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة: الغارات على تدمر هي «على الأرجح» الأسوأ في سوريا

قالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن: «ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مقتل 15 جنديا تشاديا في عملية ضد «بوكو حرام»

أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)
أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)
TT

مقتل 15 جنديا تشاديا في عملية ضد «بوكو حرام»

أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)
أرشيفية لآثار هجوم إرهابي شنَّته «بوكو حرام» ضد الجيش التشادي (إعلام محلي)

قال المتحدث باسم الجيش التشادي إن 15 جنديا على الأقل قتلوا وأصيب 32 آخرون في اشتباكات بين الجيش ومقاتلي جماعة بوكو حرام يوم السبت، مضيفا أن 96 من عناصر بوكو حرام قتلوا أيضا.

ولم يذكر الجنرال إسحاق الشيخ، أمس الأحد، مكان العملية أو يقدم أي تفاصيل حول ملابساتها. وقال في تصريح للتلفزيون الوطني إن الجيش أصاب أيضا 11 عنصرا من بوكو حرام واستولى على أسلحة ومعدات. وقال الشيخ «يؤكد الجيش للسكان أن الوضع تحت السيطرة وأن إجراءات تعقب العناصر المتبقية مستمرة في إطار عملية حسكانيت»، في إشارة إلى العملية العسكرية التي أطلقت لطرد مسلحي جماعة بوكو حرام من منطقة بحيرة تشاد.

وتعرضت المنطقة لهجمات متكررة من قبل جماعات متمردة بما في ذلك «تنظيم داعش في غرب أفريقيا» وجماعة «بوكو حرام» وقعت في شمال شرق نيجيريا في عام 2009 وامتدت إلى غرب تشاد. وقُتل نحو 40 جنديا في هجوم على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد نهاية الشهر الماضي، وبعد ذلك هدد الرئيس المؤقت محمد إدريس ديبي بسحب بلاده من قوة أمنية متعددة الجنسيات.

وتشاد حليف مهم للقوات الفرنسية والأميركية التي تسعى إلى المساعدة في محاربة التمرد منذ 12 عاما في منطقة الساحل في غرب أفريقيا. ونأت مجالس عسكرية استولت على السلطة في الأعوام القليلة الماضية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، التي أصبحت حدودها المشتركة بؤرا لأعمال التمرد، بنفسها عن الغرب لصالح الدعم الروسي.