جيشُ أوغندا يقتلُ قيادياً في «داعش»

خلال «معركة الشجعان» ضد متمردي شرق الكونغو

قادة عسكريون أوغنديون يراجعون خطة عملية «شوجا» ضد «داعش» (صحافة محلية)
قادة عسكريون أوغنديون يراجعون خطة عملية «شوجا» ضد «داعش» (صحافة محلية)
TT

جيشُ أوغندا يقتلُ قيادياً في «داعش»

قادة عسكريون أوغنديون يراجعون خطة عملية «شوجا» ضد «داعش» (صحافة محلية)
قادة عسكريون أوغنديون يراجعون خطة عملية «شوجا» ضد «داعش» (صحافة محلية)

أعلن الجيش الأوغندي أنه نجح في القضاء على قيادي بارز في «القوات الديمقراطية المتحالفة» الموالية لتنظيم «داعش»، وذلك في فصل جديد من الحرب التي تدور رحاها على حدود أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ضد الحركة المتمردة التي اعتنقت الفكر المتطرف قبل سنوات.

متمردو حركة «23 مارس» ينسحبون من منطقة في كيبومبا بالكونغو في ديسمبر الماضي (رويترز)

وتأسست «القوات الديمقراطية المتحالفة» مطلع تسعينات القرن الماضي، على أنها حركة متمردة تتمركزُ في غرب أوغندا، ولكن سرعان ما نجح الجيش الأوغندي في القضاء عليها وسحقها، ثم أرغمها على عبور الحدود نحو جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث تتمركزُ منذ عقدين، غير بعيد من الحدود مع أوغندا، وترتبط بعلاقات وطيدة مع تنظيم «داعش»، وتشن بشكل مستمر هجماتها الإرهابية في الكونغو وأوغندا.

ومع ازدياد خطر الحركة خلال السنوات الأخيرة، خصوصاً منذ أن ارتبطت بتنظيم «داعش» الإرهابي، وقّعت في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2021، أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بروتوكول اتفاق لشن عملية عسكرية مشتركة، حملت اسم «شوجا»، وتعني باللغة المحلية «معركة الشجعان»؛ هدفها الأبرز هو القضاء على مقاتلي «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وتدمير قواعدها في الغابات الواقعة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وبموجب ذلك حرّكت أوغندا، في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2021، أكثر من 4 آلاف جندي داخل أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية، ضمن عملية عسكرية ضخمة أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 600 إرهابي، وتدمير قواعد لوجيستية، ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة، وفق حصيلة صادرة عن الجيش الأوغندي.

وفي آخر هذه العمليات العسكرية الميدانية، قال الجيش الأوغندي مساء الجمعة، إنه قتل قيادياً في «القوات الديمقراطية المتحالفة» الموالية لـ«داعش»، وأضاف الجيش أن هذا القيادي يدعى «فضل»، دون أن يحدد إن كان ذلك اسمه الحقيقي أم أنها كنيته التي هي في الغالب تكون اسمه الحركي.

دورية لقوات حفظ السلام الدولية في شرق الكونغو الديمقراطية في 25 نوفمبر الماضي (أ.ب)

وأضاف الجيشُ في السياق نفسه أن القيادي يحملُ جنسية تنزانيا، وكانت أغلب أنشطته الإرهابية في وادي «مواليكا»، في إقليم شمال كيفو، شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، دون أن يكشف أي تفاصيل أخرى حول هوية هذا القيادي.

قوات حكومية تحارب المتمردين المتحالفين مع «داعش» (متداولة)

في غضون ذلك، نشر الجيش الأوغندي صوراً لجثة مضرجة بالدماء ومرمية على الأرض، مشيراً إلى أنها تعود للقيادي في «القوات الديمقراطية المتحالفة»، بينما لم يصدر حتى الآن أي تعليق من الجماعة المتمردة.

وأعلن الجيش الأوغندي أنه قتل أيضاً 3 من مقاتلي «القوات الديمقراطية المتحالفة»، ولكن في عملية منفصلة، قال الناطق باسم عملية «شوجا» العسكرية الضابط بلال كاتامبا: «في يوم 23 أغسطس (آب) 2023، تمكن الفيلق الثالث من القوات المشتركة، كان يتحركُ في مناطق تابعة لمحافظة كيفو الشمالية (شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية)، من القضاء على 2 من مقاتلي القوات الديمقراطية المتحالفة».

وبينما يواصل الجيش الأوغندي شن عمليته العسكرية، أطلق يوم الجمعة الماضي، نداءً موجهاً إلى مقاتلي «القوات الديمقراطية المتحالفة»، يطلب منهم ترك أسلحتهم وتسليم أنفسهم، مقابل العفو عنهم، والإبقاء على أرواحهم، وذلك بموجب «عفو شامل» صادر عن حكومة أوغندا لصالح كل المقاتلين الذين يقررون التخلي عن السلاح، ضمن مبادرة حكومية للمصالحة والعفو.

ملاحقة الإرهابيين مستمرة

ولكن الجيش أعلن في المقابل أن «قواته مستمرة في ملاحقة ومطاردة الإرهابيين في مختلف أرجاء الغابات»، على حد تعبير الناطق باسم العملية العسكرية «شوجا»، التي أسفرت منذ بدايتها نهاية 2021 عن مصرع 600 من مقاتلي «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وفق حصيلة صادرة عن الجيشين في أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وفي المقابل، لا تزالُ «القوات الديمقراطية المتحالفة» تسيطر على مناطق شرق الكونغو الديمقراطية، وترفضُ الانسحاب منها بموجب ما نصت عليه مبادرة إقليمية للسلام، وتتخذ الجماعة المتمردة من هذه المناطق أماكن لشن هجمات إرهابية في الكونغو الديمقراطية وأوغندا.

وظلت دوماً هنالك شكوك كبيرة حول وجود صلة بين مجموعة «القوات الديمقراطية المتحالفة» وتنظيم «داعش»، رغم أن الأخير أكد دوماً أنها فرعه في شبه المنطقة، حتى أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في شهر مارس (آذار) من عام 2021، إدراج «القوات الديمقراطية المتحالفة» على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بسبب اتهامات بصلتهما بتنظيم «داعش».

كما رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لكل من يدلي بأي معلومات تفضي إلى توقيف زعيم «القوات الديمقراطية المتحالفة» سيكا موسى بالوكو، وهو من أصل أوغندي تولى قيادة الجماعة عام 2015، بعد اعتقال زعيمها السابق جميل موكولو في تنزانيا.

ويعتقدُ أن بالوكو من مواليد عام 1977، وفق ما تشير إليه تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، تشير إلى أنه اعتنق الفكر المتطرف وهو في سن صغيرة، قبل أن يصبح إماماً لأحد المساجد في كامبالا، عاصمة أوغندا، ثم كان بعد ذلك من أوائل المنخرطين في صفوف «القوات الديمقراطية المتحالفة»، وحين انتقلت المجموعة لشن هجماتها في جمهورية الكونغو الديمقراطية أصبح بالوكو أحد أبرز قادتها، وكلف بالتخطيط لعمليات إرهابية، وقاد بنفسه تنفيذ حدود تتماشى مع تفسيره لما يعتقدُ أنه «الشريعة».


مقالات ذات صلة

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

أفريقيا مسلحون من الطوارق في كيدال عام 2022 (أ.ف.ب)

«فاغنر» تشارك في معارك على حدود الجزائر

اندلعت، الخميس، معارك عنيفة ما بين الجيش المالي المدعوم بمقاتلين من «فاغنر» الروسية، والمتمردين الطوارق المتمركزين في مدينة تينزاواتين.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شمال افريقيا أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد ينظمون مسيرة حاشدة احتفالاً بيوم الجمهورية التونسية إلى جانب احتجاج أنصار أحزاب المعارضة للمطالبة بالإفراج عن المعارضين السياسيين في البلاد (د.ب.أ)

تطورات جديدة في قضايا المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة» في تونس

أعلنت مصادر أمنية رسمية تونسية أن قوات مكافحة الإرهاب ووحدات أمنية من النخبة في محافظات عدة ألقت مؤخراً القبض على عدد من المتهمين في قضايا إرهاب وتهريب بشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا قوات الأمن التركية ألقت القبض على سيريبرياكوف عقب وصوله بودروم الأربعاء (صورة موزعة من الداخلية التركية)

تركيا سلمت روسيا مُنفِّذ تفجير سيارة أحد العسكريين في موسكو

سلمت تركيا مواطناً روسياً مطلوباً دولياً إلى السلطات في موسكو بعد أن هرب إلى موغلا في ولاية بودروم الجنوبية الغربية عقب تفجيره سيارة ضابط.

سعيد عبد الرازق ( أنقرة)
آسيا عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

ألمانيا: إيداع اثنين السجن على ذمة التحقيق للاشتباه في دعمهما «داعش»

عقب إلقاء القبض على اثنين للاشتباه في تأييدهما لتنظيم «داعش» بولايتي هامبورغ وشليزفيج-هولشتاين، تم إيداعهما السجن على ذمة التحقيق.

«الشرق الأوسط» (كارلسروه )
أوروبا حالة استنفار في العاصمة بروكسل إثر إنذار إرهابي (متداولة)

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

قال مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، الخميس، إن الشرطة فتشت 14 منزلاً في إطار تحقيق يتعلق بالإرهاب، مضيفاً أن 7 أشخاص احتُجزوا بغرض استجوابهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

انزلاق التربة في جنوب إثيوبيا يتسبب في مقتل نحو 229 شخصاً

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
TT

انزلاق التربة في جنوب إثيوبيا يتسبب في مقتل نحو 229 شخصاً

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)
انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

لقي قرابة 229 شخصاً حتفهم جراء انزلاق للتربة الإثنين عقب هطول أمطار غزيرة في جنوب أثيوبيا، وفق ما أفادت السلطات المحلية الثلاثاء، محذّرة من أن العدد مرشح للارتفاع.

وأفادت إدارة شؤون الاتصالات في منطقة غوفا أنه حتى الآن، لقي 148 رجلاً و81 امرأة حتفهم في الكارثة.

صورة من مكان حادث انزلاق للتربة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وهذا أسوأ انزلاق للتربة تشهده إثيوبيا، ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان في القارة الأفريقية (120 مليون نسمة) والواقعة في القرن الأفريقي.

إجلاء الضحايا بعد انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 22 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وأشارت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية إلى أنه وفق مسؤول منطقة غوفا داغيماوي أييلي، طمر معظم الضحايا، الاثنين، بينما كانوا يساعدون سكان منزل تضرر بانزلاق أول للتربة.

ووقعت الكارثة في كيبيلي (أصغر قسم إداري) في كينشو الواقعة في منطقة وريدا في غيزي - غوفا، وهي منطقة ريفية جبلية يصعب الوصول إليها، وتبعد أكثر من 450 كيلومتراً و10 ساعات بالسيارة عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

البحث مستمر عن الضحايا بعد انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وقال داغيماوي: «الأشخاص الذين سارعوا لإنقاذ الأرواح ماتوا (...) بمن فيهم المسؤول المحلي وأساتذة وعاملون في مجال الصحة ومزارعون».

ووصف إثيوبي يعيش في نيروبي، ينحدر من منطقة مجاورة لغوفا، ولم يرغب في كشف اسمه، المنطقة المنكوبة بأنها «ريفية ومعزولة وجبلية. الأرض هناك ليست ثابتة، لذلك عندما تهطل أمطار غزيرة، تخسف التربة على الفور».

طين سميك

وأشار إلى أن «هذه الكارثة ليست الأولى من نوعها. العام الماضي، قُتل أكثر من 20 شخصاً، وفي السابق، خلال كل موسم أمطار، مات أشخاص بسبب انزلاقات تربة والأمطار الغزيرة في هذه المنطقة».

من جهته، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد إنه «متضامن مع الشعب والحكومة الإثيوبية». وأضاف على منصة «إكس»: «نصلي من أجل عائلات أكثر من 157 شخصاً فقدوا حياتهم بشكل مأساوي في انزلاقات تربة مدمّرة».

وأظهرت صور نشرتها شبكة «فانا برودكاستينغ كوربوريشن» الإعلامية التابعة للدولة على «فيسبوك» مئات الأشخاص قرب أكوام من التراب الأحمر المقلوب، وأشخاصاً يحفرون بأيديهم في التراب بحثاً عن ناجين، بينما ينقل آخرون جثثاً مغطاة بقماش مشمع أو ملاءات على نقالات صنعت بأغصان أشجار.

انزلاق للتربة عقب هطول أمطار غزيرة بجنوب إثيوبيا في 23 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

وكان جنوب إثيوبيا من المناطق التي تضررت جراء الفيضانات في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، خلال موسم الأمطار «القصير». وبدأ موسم الأمطار «الطويل» في البلاد الواقعة في شرق أفريقيا في يونيو (حزيران).

وفي مايو 2016، قُتل 41 شخصاً في انزلاق تربة عقب هطول أمطار غزيرة على منطقة ولاييتا الإدارية، الواقعة أيضاً في منطقة الأمم الجنوبية.

في عام 2017، لقي 113 شخصاً حتفهم بانهيار جبل من القمامة في مقلب نفايات على مشارف أديس أبابا.