مخاوف من تصاعد هجمات حركة «الشباب» في القرن الأفريقي

بعد هجوم «إرهابي» استهدف «قوات أمنية» في كينيا

قوات تتفقد الأوضاع الأمنية في كينيا (أ.ف.ب)
قوات تتفقد الأوضاع الأمنية في كينيا (أ.ف.ب)
TT

مخاوف من تصاعد هجمات حركة «الشباب» في القرن الأفريقي

قوات تتفقد الأوضاع الأمنية في كينيا (أ.ف.ب)
قوات تتفقد الأوضاع الأمنية في كينيا (أ.ف.ب)

تسبب تصاعد استهداف حركة «الشباب» الإرهابية لأهداف بكينيا، في إثارة مخاوف بشأن زيادة هجمات «الشباب» في منطقة القرن الأفريقي، ما دعا خبراء وباحثين إلى تأكيد ضرورة «وجود تنسيق نوعي بين دول المنطقة في مواجهة الحركة».

وأعلنت الشرطة الكينية، الخميس، «مقتل 20 مسلحاً وجرح 8 من عناصر (الشباب) في هجوم مفترض للحركة (المتطرفة) المرتبطة بتنظيم (القاعدة) قرب الحدود مع الصومال». وقالت الشرطة في بيان، إن «الهجوم استهدف وحدة خاصة من الشرطة تعرضت لنيران (كثيفة) خلال دورية في منطقة مانيدرا بشمال البلاد، التي تشترك بحدود واسعة مع الصومال».

وفي 13 يونيو (حزيران) الماضي، قتل 8 شرطيين كينيين في غاريسا، المنطقة الواقعة شرقاً على الحدود مع الصومال، وفي هجوم آخر نسبته كينيا للحركة في الشهر نفسه «قتل 5 مدنيين في منطقة لامو الحدودية».

وكثيراً ما تشن حركة «الشباب» هجمات في كينيا للضغط عليها لتسحب قواتها التي تشكّل جزءاً من قوات «حفظ السلام» التي نشرها الاتحاد الأفريقي. وكان الجيش الكيني تدخل عام 2011 في الصومال، للقتال ضد الحركة، ثمّ انضمت قواته عام 2012 إلى قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال.

وأطلق الجيش الصومالي، قبل نحو عام «حرباً شاملة» لتحرير البلاد من سيطرة الحركة. ووفق تصريحات رسمية، فإن «الحملة العسكرية أسفرت عن مقتل المئات من قادة وعناصر الحركة، كما فقدت الحركة السيطرة على كثير من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرتها في البلاد».

وفى فبراير (شباط) الماضي، عقد كل من رؤساء الصومال، وجيبوتي، وإثيوبيا، وكينيا، قمة رباعية أمنية لبحث العمليات العسكرية ضد الحركة. خلصت إلى تعهد الدول الأربع بـ«مضاعفة الجهود العسكرية ضد الحركة والتنسيق والتعاون المشترك لتأمين المناطق الحدودية».

دورية راجلة من الجيش الصومالي (وكالة الأنباء الرسمية في الصومال)

ويرى أحمد سلطان، الباحث المصري في شؤون الجماعات المتطرفة، أن «هجمات الحركة المزدادة على أهداف كينية تعكس (انتعاشة ميدانية) و(طفرة عملياتية) واضحة للحركة».

ضابط كيني من شرطة مكافحة الشغب يحمل بندقيته بعد تفريق أنصار زعيم المعارضة الكينية رايلا أودينجا خلال مظاهرة مناهضة للحكومة الجمعة (رويترز)

وأعلنت الحكومة الكينية، الأربعاء، إرجاء إعادة فتح حدودها المغلقة مع الصومال. وقالت إن عملية فتح الحدود لن تمضي قدماً، كما أُعلن في مايو (أيار) الماضي، «حتى تتعامل بشكل قاطع مع الموجة الأخيرة للهجمات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود». وأغلقت الحدود رسمياً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على خلفية هجمات للحركة.

وتوقع سلطان أن «تشن الحركة مزيداً من عمليات مشابهة على الأراضي الكينية، وفي منطقة القرن الأفريقي»، موضحاً أن «قرار إرجاء فتح الحدود بين كينيا والصومال يُمثل مكسباً استراتيجياً للحركة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»، أن «هجمات (الشباب) تُسهم في تسهيل عمليات تجنيد جديدة في المناطق الحدودية».

من جانبه، قال أنور إبراهيم، الخبير الإثيوبي في شؤون القرن الأفريقي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «كينيا وإثيوبيا تشهدان بالفعل حالة استنفار أمني لمواجهة تسلل عناصر الحركة عبر الحدود»، مؤكداً أن «الحركة لا تزال تثبت أنها تمثل تحدياً كبيراً للأمن الإقليمي». وتوقع إبراهيم أن «ترتفع الهجمات (الإرهابية) لحركة (الشباب) في منطقة القرن الأفريقي خلال الفترة المقبلة، ما يدعو إلى درجة أكبر من التنسيق بين القيادات السياسية والعسكرية لتضييق الخناق على الحركة بما يشمل تجفيف منابع تمويلها».


مقالات ذات صلة

تونس: «عملية بيضاء» حول سجن يضم آلاف السجناء بينهم «إرهابيون»

أفريقيا الرئيس التونسي في زيارة سابقة لزنازين سجن المرناقية (موقع الرئاسة التونسية)

تونس: «عملية بيضاء» حول سجن يضم آلاف السجناء بينهم «إرهابيون»

كشفت مصادر رسمية من وزارة الداخلية التونسية، أن قوات الأمن أوقفت مؤخراً أكثر من 300 من بين «المفتش عنهم» في قضايا أمنية مختلفة، بينها الإرهاب وتهريب البشر.

كمال بن يونس (تونس)
آسيا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرحب بعضو وفد «طالبان» الحاج محمد سهيل شاينا خلال محادثات سابقة (إعلام أفغاني)

«طالبان» تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية

كشف مسؤولون رفيعو المستوى في وزارة الدفاع الأفغانية عن عزم حركة «طالبان» على الحصول في المستقبل «عندما تكون الظروف مواتية» على أنظمة دفاع جوي روسية.

عمر فاروق (آسلام آباد)
شؤون إقليمية موقع سقوط المسيّرة التركية في كركوك (إكس) play-circle 00:24

أنقرة تتحرى مع بغداد عن مسيّرة «أُسقطت» في كركوك

أكدت تركيا أنها والعراق لديهما إرادة قوية ومشتركة بمجال مكافحة الإرهاب كما عدّ البلدان أن تعاونهما بمشروع «طريق التنمية» سيقدم مساهمة كبيرة لجميع الدول المشاركة

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
أفريقيا وزير الخارجية الروسي رفقة وزيرة خارجية السنغال في موسكو (صحافة سنغالية)

على خطى الجيران... هل تتقرب السنغال من روسيا؟

زارت وزيرة خارجية السنغال ياسين فال، الخميس، العاصمة الروسية موسكو؛ حيث عقدت جلسة عمل مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعقبها مؤتمر صحافي مشترك.

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية تركيا تعدّ وجودها العسكري في سوريا ضماناً لوحدتها (إكس)

تركيا: لا يجب التعامل مع أزمة سوريا على أنها مجمّدة

أكدت تركيا أن الحل الدائم الوحيد للأزمة السورية يكمن في إقامة سوريا تحكمها إرادة جميع السوريين مع الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

جيبوتي تعتزم عرض وصول حصري لإثيوبيا إلى ميناء جديد

أحد الموانئ في جيبوتي (أ.ف.ب)
أحد الموانئ في جيبوتي (أ.ف.ب)
TT

جيبوتي تعتزم عرض وصول حصري لإثيوبيا إلى ميناء جديد

أحد الموانئ في جيبوتي (أ.ف.ب)
أحد الموانئ في جيبوتي (أ.ف.ب)

تعتزم حكومة جيبوتي عرض الوصول الحصري لإثيوبيا إلى ميناء جديد لنزع فتيل التوترات التي أشعلتها طموحات الدولة الحبيسة جغرافياً للحصول على طريق مباشر إلى البحر.

وأثارت إثيوبيا خلافاً دبلوماسياً في يناير (كانون الثاني) عندما كشفت عن اقتراح للاعتراف بدولة أرض الصومال التي تتمتع بحكم شبه ذاتي كدولة ذات سيادة، مقابل الوصول إلى ميناء على خليج عدن.

وعارضت الصومال، التي تعتبر أرض الصومال جزءاً من أراضيها، الخطة وتدهورت العلاقات بين البلدين منذ ذلك الحين.

وقال وزير الخارجية الجيبوتي محمد علي يوسف، في مقابلة مع إذاعة «بي بي سي» بثتها أمس الجمعة أن بلاده، التي تشترك في الحدود مع إثيوبيا وأرض الصومال، على وشك أن تقترح على إثيوبيا طريقاً بديلاً إلى خليج عدن.

وأضاف: «نحن نعرض إدارة بنسبة 100 في المائة لميناء في الشمال، وهو ممر جديد تم بناؤه بالفعل» في تاجورة على ساحل الدولة الواقعة في القرن الأفريقي، بحسب وكالة «بلومبرغ» للأنباء.

وتابع يوسف أن الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلة طرح الاقتراح «لإيجاد طريقة للحوار» لوقف التصعيد في التوترات في منطقة القرن الأفريقي.

وذكر يوسف أن جيبوتي، التي تقع على نقطة اختناق شحن عالمية تربط البحر الأحمر وقناة السويس بخليج عدن والمحيط الهندي، تشعر بالقلق إزاء التوترات المتزايدة في المنطقة.

واستطرد «رغم أن جيبوتي دولة مستقرة وآمنة تماماً، فإننا لا نستطيع أن نقول إن التوترات في الدول المجاورة لا تؤثر علينا». مضيفاً أنه إذا تصاعدت الأزمة في المنطقة، فستكون «مصدر قلق كبير».

وأشار يوسف إلى أن الزعيم الجيبوتي جيلة يعتزم لقاء زعماء المنطقة في منتدى التعاون الصيني الأفريقي الذي يعقد في بكين الأسبوع المقبل لمناقشة هذه القضية.