بوركينا فاسو: ازدياد العنف يثير انتقادات ضد «التعامل الأمني»

عقب مقتل 15 مدنياً في هجوم إرهابي جديد

بوركينا فاسو: ازدياد العنف يثير انتقادات ضد «التعامل الأمني»
TT

بوركينا فاسو: ازدياد العنف يثير انتقادات ضد «التعامل الأمني»

بوركينا فاسو: ازدياد العنف يثير انتقادات ضد «التعامل الأمني»

يتصاعد العنف في بوركينا فاسو في مختلف أرجاء البلاد، وهو يُنسب إلى جماعات «إرهابية مسلحة»؛ ما يثير أسئلة حول التعامل الأمني لمواجهة العنف الذي قتل الآلاف وشرد الملايين.

وقُتل 15 مدنياً على الأقلّ (الأربعاء)، في هجوم شنّه مسلّحون، في شرق بوركينا فاسو، وفق ما أدلت به مصادر أمنية ومحليّة، لوكالة الصحافة الفرنسية. وأشارت المصادر إلى «رحيل جماعي لسكّان هرباً من توغّلات جماعات مسلّحة».

وبحسب مسؤول محلي، استهدف الهجوم بلدة سورغا في ولاية غناغنا (المنطقة الشرقية)، وشملت حصيلة الضحايا نساء. والأسبوع الماضي، أعلن الجيش مقتل ما لا يقل عن 71 رجلاً، هم 31 جندياً و40 متطوّعاً في قوة رديفة في ثلاث هجمات إرهابية.

وأضاف الجيش في بيان أن هجوماً حدث في نواكا بمحافظة سانماتنغا (وسط شمال)، وقُتل 33 متطوعاً.

وتشهد بوركينا فاسو منذ 2015 دوامة عنف تنسب إلى جماعات إرهابية تابعة لتنظيمي «داعش» و«القاعدة» وخلّفت أكثر من 10 آلاف قتيل من مدنيين وعسكريين في ثماني سنوات، وفقاً لمنظمات غير حكومية.

ويرى العباس الوردي، الخبير المغربي في الشؤون الأفريقية المدير العام لـ«المجلة الأفريقية للسياسات العامة»، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن تصاعد هجمات الجماعات الإرهابية المستمر يدل على أن الجماعات الإرهابية «تبسط نفوذها على مناطق نفوذ جديدة في البلاد وأن المقاربة التي تتبناها الحكومة البوركينابية في المواجهة غير ناجحة».

ويسيطر مجلس عسكري على الحكم في بوركينا فاسو، إثر انقلاب عسكري وقع يوم 30 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، ويقود هذا المجلس الكابتن إبراهيم تراوري، وقد أعلن فور وصوله إلى السلطة أن هدفه الأول هو «القضاء على الإرهاب».

وتشن الحكومة هجوماً تقول إنه يهدف إلى استعادة مساحات شاسعة من الأراضي التي يسيطر عليها الجماعات المتطرفة. وتسبب العنف في المستعمرة الفرنسية السابقة، في مقتل أكثر من 10 آلاف شخص خلال السنوات السبع الماضية وسيطرة المنظمات الإرهابية على ما يقرب من نصف مساحة البلاد».

وحذر الوردي من أن «استمرار هذا الإخفاق يعني أن الانفلات الأمني في طريقه إلى الخروج عن السيطرة تماماً، وعليه ستصبح الدولة الهشة مرتكزاً جديداً للانتشار ومدّ النفوذ إلى الدول المجاورة في الساحل الأفريقي وربما دول غرب أفريقيا».

وأدى العنف المرتبط بـإرهاب تنظيم «القاعدة» وتنظيم الدولة (داعش) في بوركينا فاسو إلى تزايد عدد النازحين داخلياً بأكثر من 2000 في المائة منذ عام 2019، وفقاً لما أعلنته الحكومة الشهر الماضي.

وقالت الحكومة: إن أكثر من مليوني شخص نازحون داخلياً معظمهم من النساء والأطفال، حيث دفع الصراع الناس من منازلهم، وخارج مزارعهم، إلى مناطق حضرية مزدحمة أو مخيمات مؤقتة. ونقل التقرير عن خبراء في شؤون الإغاثة الإنسانية قولهم: إن «استراتيجية الإرهابيين المتمثلة في إغلاق المدن ومنع الناس من حرية الحركة ومنع تدفق البضائع تفاقم الأزمة، حيث تصعّب تلك الاستراتيجية من عمل المنظمات الإغاثية».

وأضاف الوردي أن على المجتمع الدولي «أن ينتبه للأزمة في بوركينا فاسو ويقوم بأدواره؛ لأن نفوذ الإرهاب المتزايد في أفريقيا يمثل تهديداً للعالم كله». وحذّر من أن «تمدد نفوذ الإرهاب سيفاقم بالتأكيد الأزمة الإنسانية الكبرى في البلد الفقير، وسيمثل ذلك عبئاً اقتصادياً وإنسانياً وأمنياً على دول الجوار».


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.