مجلس الأمن يبحث في إنهاء مهمة الأمم المتحدة في مالي

غوتيريش: بلدان في المنطقة «قلقة من توسع المجموعات المتطرفة»

صورة غير مؤرخة قدمها الجيش الفرنسي تظهر مرتزقة روساً يستقلون مروحية في شمال مالي (أ.ب)
صورة غير مؤرخة قدمها الجيش الفرنسي تظهر مرتزقة روساً يستقلون مروحية في شمال مالي (أ.ب)
TT

مجلس الأمن يبحث في إنهاء مهمة الأمم المتحدة في مالي

صورة غير مؤرخة قدمها الجيش الفرنسي تظهر مرتزقة روساً يستقلون مروحية في شمال مالي (أ.ب)
صورة غير مؤرخة قدمها الجيش الفرنسي تظهر مرتزقة روساً يستقلون مروحية في شمال مالي (أ.ب)

يستعد مجلس الأمن الدولي لوضع حد (الجمعة) لمهمة القوات الدولية في مالي، بطلب من باماكو يغرق في المجهول بلداً ما زال عرضة لهجمات إرهابية.

ففي 16 يونيو (حزيران)، ألقى وزير خارجية مالي عبد الله ديوب خطاباً في مجلس الأمن الدولي كان له وقع القنبلة، طالب فيه بسحب بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) «من دون تأخير»، مندداً بـ«فشلها».

في ظل هذه الظروف وفي حين كان مجلس الأمن يستعد للبحث في تجديد تفويض البعثة مع تعديلها ربما، من المتوقع الآن أن ينهي مهمة أكثر بعثات الأمم المتحدة كلفة (1,2 مليار دولار سنوياً).

وتنص مسودة القرار التي اطلعت عليها وكالة «الصحافة الفرنسية» وتحتاج لإقرارها إلى تسعة أصوات من أصل 15 من دون «فيتو» من دولة دائمة، على «وضع حد لتفويض (مينوسما)... اعتباراً من 30 يونيو».

تظهر هذه الصورة غير المؤرخة التي قدمها الجيش الفرنسي مرتزقة روساً في شمال مالي (أ.ب)

وعندها تتوقف مهام الجنود الدوليين اعتباراً من الأول من يوليو (تموز)، وتتركز الجهود على رحيلهم «مع هدف إتمام العملية بحلول 31 ديسمبر (كانون الأول) 2023».

غير أنه يبقى بإمكانهم حماية المدنيين «في الجوار المباشر» لمواقعهم حتى نهاية سبتمبر (أيلول).

أنشئت البعثة التي أقامت نحو عشر قواعد موزعة في أرجاء مالي عام 2013 للمساعدة على إرساء الاستقرار في دولة مهددة بالانهيار تحت ضغط المتطرفين، وحماية المدنيين والمساهمة في جهود السلام والدفاع عن حقوق الإنسان.

وفي ضوء آخر تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فإن وضع حد لها الآن سيكون مبكراً. واعتبر غوتيريش قبل بضعة أيام من صدور موقف المجلس العسكري المالي، أن وجود «مينوسما لا يثمّن»، موصياً بإبقاء عديدها ثابتاً وإعادة تركيز مهمتها على أولويات محدودة. وذكر في تقريره أن عدة بلدان في المنطقة «قلقة من توسع المجموعات المتطرفة» ومن «مخاطر انتشار انعدام الاستقرار»، دعت إلى تعزيز تفويض البعثة الأممية، لكن «موافقة» الدولة المضيفة أساسية لمهمات حفظ السلام الدولية. وتدهورت العلاقات بين باماكو والبعثة الدولية بشكل كبير منذ أن سيطر العسكريون على السلطة في انقلاب عام 2020. ونددت الأمم المتحدة بانتظام بالقيود التي تفرضها السلطات العسكرية على حركة الجنود الدوليين، وواجهت انسحاب دول مساهمة في القوة جراء تزايد الهجمات على البعثة التي قُتل 174 من جنودها منذ 2013.

وكان المجلس العسكري يطالب بأن تركز القوة الدولية على التصدي للمجموعات المتطرف من دون التطرق إلى مسائل حقوق الإنسان.

وهو موقف أكدته روسيا التي توجه إليها المجلس عسكرياً وسياسياً مع ابتعاده عن فرنسا؛ قوة الاستعمار السابقة. ويتحتم الآن تنظيم عملية ضخمة ومعقدة لسحب نحو 13 ألف عسكري وشرطي مع معداتهم، ومن ضمنها مروحيات ومدرعات. وقال ناطق باسم عمليات حفظ السلام إن «ضمان تعاون بنّاء من السلطات المالية سيكون أمراً أساسياً لتسهيل العملية»، لكن الجدول الزمني لهذا الانسحاب كان موضع مفاوضات شاقة في الأيام الأخيرة.

وتطالب مالي مدعومة من روسيا بانسحاب سريع، بحسب مصادر دبلوماسية، في حين يخشى بعض أعضاء مجلس الأمن أن تكون مهلة ستة أشهر غير كافية لترتيب الانسحاب الآمن لجنود حفظ السلام.

جنود حفظ السلام التابعون للأمم المتحدة في قاعدة «مينوسما» يكافحون الحرائق بعد هجوم بقذائف الهاون في كيدال (مالي) 8 يونيو 2017 (رويترز)

كما يثير هذا الانسحاب مخاوف على سلامة المواطنين الماليين. وعلقت جولي غريغوري من «مركز ستيمسون» للدراسات الأميركي: «من المرجح أن يغتنم المتطرفون هذه الفرصة لتكثيف أعمال العنف». ولفت ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية إلى أن «مسؤولي الأمم المتحدة يخشون بعد انسحاب جنود حفظ السلام من قواعدهم، أن تسيطر مجموعة (فاغنر) ببساطة على المنشآت».

وأكدت موسكو بعد التمرد الفاشل الذي خاضه قائد مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين في 24 يونيو في روسيا، أن المجموعة الخاصة ستواصل نشاطها في مالي حيث تتهم بانتظام بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.

قوات أفريقية في مالي (أرشيفية - متداولة)

وحذر مساعد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة جيمس كاريوكي أخيراً: «لنكن واضحين، مجموعة (فاغنر)، سواء نشطت بصورة مستقلة أو تحت سيطرة موسكو المباشرة، ليست الحل، لا في مالي ولا في أي مكان آخر».



7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.