بوركينا فاسو: تعديل جزئي للحكومة يطيح بوزير الداخلية

الجيش يقضي على 60 مسلحاً في عمليات عسكرية ضد قواعد إرهابية

دورية لجيش بوركينا فاسو خلال عملية لمحاربة الإرهاب (صحيفة «لو فاسو»)
دورية لجيش بوركينا فاسو خلال عملية لمحاربة الإرهاب (صحيفة «لو فاسو»)
TT

بوركينا فاسو: تعديل جزئي للحكومة يطيح بوزير الداخلية

دورية لجيش بوركينا فاسو خلال عملية لمحاربة الإرهاب (صحيفة «لو فاسو»)
دورية لجيش بوركينا فاسو خلال عملية لمحاربة الإرهاب (صحيفة «لو فاسو»)

أجرى الرئيس الانتقالي في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، تعديلاً جزئياً على الحكومة، أقال بموجبه 4 وزراء يتقدمهم الوزير المكلف بالإدارة الإقليمية والأمن (الداخلية)، في حين يخوض البلدُ حرباً شرسة ضد مجموعات مسلحة تبايع تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وتسيطر على مناطق واسعة من البلد.

وأعلن التعديل الحكومي في مرسوم صادر عن الرئيس الانتقالي، قرأه الأمين العام للحكومة الانتقالية جاك سوستين دينغارا، عبر التلفزيون الرسمي قال فيه إن «لدينا 4 مُغادرين».

ويتعلق الأمر بالمقدم بوكاريه زونغرانا الذي أقيل من منصبه كوزير للإدارة الإقليميّة واللامركزيّة والأمن، وهي الوزارة التي يعتمد عليها في استراتيجية الحكومة في مواجهة خطر الإرهاب، ولكن التعديل الجديد أسند المهمة إلى إميل زيربو، وهو قاضٍ معروف، كان يقود قطب محاربة الإرهاب في محكمة العاصمة واغادوغو.

من جهة أخرى، أسندت حقيبة العدل إلى المحامي إيداسو رودريغ بايالا، وهو سياسي ونائب سابق في البرلمان، يتوقع منه أن يعمل على إصلاحات كبيرة وعد بها الكابتن تراوري منذ وصوله إلى الحكم، في قطاع يواجه كثيراً من الاختلالات.

وأسندت حقيبة الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية إلى الكابتن إسماعيل سومبييه، وهو الذي كان يتولى منصب المدير العام للشركة الوطنية لتسيير المخازن والأمن الغذائي، فيما أسندت حقيبة البيئة والطاقة والمياه والصرف الصحي إلى روجيه بارو، وهو الذي كان يشغل حتى تعيينه منصب مدير الوقاية من التلوث والمخاطر البيئية.

ورغم أن التعديل الجزئي لم يشمل حقائب سيادية مثل الدفاع والخارجية والمالية، فإنه أثار الانتباه لأنه شمل إقالة شخصية عسكرية من وزارة الإدارة الإقليمية والأمن (الداخلية)، لتخلفها في المنصب شخصية مدنية، وذلك بالتزامن مع احتدام الحرب على الإرهاب.

وفي سياق هذه الحرب، أعلن الجيش في بوركينا فاسو اليوم (الاثنين)، أنه نجح في تحييد 60 مسلحاً في عمليات لمكافحة الإرهاب نفذت في مناطق مختلفة من البلاد، بعضها كان بالقرب من الحدود مع دولة النيجر، وهي المنطقة التي تنشط فيها مجموعات مسلحة موالية لتنظيم «داعش» في الصحراء الكبرى.

وقال الجيش في بيان صحافي إن «أجهزة المخابرات في بوركينا فاسو تلقت معلومات عن عبور أعداد كبيرة من الإرهابيين للحدود مع النيجر»، مشيراً إلى أن القوات الجوية نفذت بناء على تلك المعلومات «ضربات حاسمة على الأعداء؛ مما سمح بالقضاء عليهم».

على صعيد آخر، قال الجيش إن قواته شنت «في اليوم نفسه» هجوماً استمر عدة ساعات على قاعدة إرهابية في منطقة كومين يانغا، بمنطقة الوسط الشرقي من البلاد، وهي المنطقة التي يتوقع أنها ضمن نفوذ «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» الموالية لتنظيم «القاعدة».

جنود من بوركينا فاسو خلال تدريب عسكري (جيش بوركينا فاسو)

وتشهد بوركينا منذ عام 2015 دوّامة عنف إرهابي، ظهر في مالي والنيجر قبل بضع سنوات، وانتشر خارج حدودهما، وأصبح يشكل خطراً بالغاً على منطقة غرب أفريقيا عموماً، ودول خليج غينيا الاستراتيجي خصوصاً.

ومنذ 7 سنوات، خلّفت أعمال العنف في بوركينا فاسو أكثر من 10 آلاف قتيل، بين مدنيّين وعسكريّين، وفق منظّمات غير حكوميّة، وأكثر من مليوني نازح داخلياً، فيما تقول الحكومة إنّ الجيش يسيطر على 65 في المائة من أراضي البلاد.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
TT

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)
جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

استعادت جماعة «بوكو حرام» الموالية لـ«تنظيم داعش» الإرهابي، قدرتها على المبادرة والهجوم في مناطق مختلفة بشمال نيجيريا، وشنّت هجوماً استهدف قاعدة عسكرية تابعة للجيش، قُتل فيه خمسة جنود على الأقل، وأُصيب عشرة جنود، فيما قال الجيش إنه قتل أكثر من خمسين من عناصر الجماعة الإرهابية.

وقالت قيادة الجيش النيجيري في بيان، إن الهجوم الإرهابي الذي شنّه فرع من جماعة «بوكو حرام»، في غرب أفريقيا، استهدف القوات المتمركزة بموقع عمليات التثبيت بقرية «كاريتو»، بولاية بورنو، في أقصى شمال شرقي نيجيريا، على الحدود مع دولة النيجر.

البيان الصادر عن مدير الإعلام العسكري، اللواء إدوارد بوبا، قال إن الهجوم الإرهابي وقع بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع، ووصفه بأنه «كان منسقاً»، قبل أن يؤكد «مقتل خمسة جنود وإصابة عشرة آخرين بجروح، بالإضافة إلى فقدان أربعة جنود آخرين».

من عملية ضد جماعة «بوكو حرام» (أرشيفية متداولة)

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم قيادة الجيش إن «القوات المسلحة نجحت في القضاء على عدد من الإرهابيين، واستعادة أسلحة كانت بحوزتهم»، مشيراً إلى تكبد الجيش خسائر مادية «فادحة»، حيث إن منفذي الهجوم الإرهابي أحرقوا بعض المعدات «بما في ذلك شاحنة محملة بالأسلحة، وثلاث مركبات تكتيكية، وجرافة».

وأطلق الجيش النيجيري عملية تعقب بقيادة وحدة من قوات الدعم مع غطاء جوي، وقال إن الهدف هو «استكشاف المنطقة بشكل عام، ومسارات انسحاب الإرهابيين»، وفق تعبير البيان.

وتسعى القوات النيجيرية إلى قطع الطريق أمام منفذي الهجوم الإرهابي، بهدف استعادة الجنود المفقودين، في ظل توقعات بأن الإرهابيين «اختطفوهم» ليكونوا دروعاً بشرية تحميهم من أي قصف جوي.

صورة أرشيفية لهجوم شنّته جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا (رويترز)

الهجوم الإرهابي استهدف قرية «كاريتو»، التي لا تبعد سوى 153 كيلومتراً عن العاصمة الإقليمية مايدوجوري، وهي المقر الرئيس لـ«الكتيبة 149» التابعة للجيش النيجيري، التي تشارك بنشاط في عمليات محاربة الإرهاب، كما استهدف معاقل فرعي جماعة «بوكو حرام»، الموالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة».

وقالت قيادة الجيش النيجيري إن «هذا الهجوم لن يثني القوات المسلحة النيجيرية عن القضاء على الإرهاب والتمرد والتحديات الأمنية الأخرى التي تواجه البلاد»، وأعربت عن تعويلها على تعاون السكان المحليين في ملاحقة الإرهابيين.

وأعلن حاكم ولاية بورنو، باباغانا زولوم، عن وقوفه إلى جانب القوات المسلحة النيجيرية، وأضاف في بيان صحافي أن الهجوم «يعيد إلى الأذهان مستوى وحشية العناصر الإرهابية لجماعة (بوكو حرام)».

وبينما أعلن عدد من كبار قادة الجيش في نيجيريا عن انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»، والاقتراب من القضاء عليها بشكل نهائي، بدأت الجماعة تعيد ترتيب صفوفها، وإظهار قدرات جديدة على المبادرة والهجوم.

ففي حادث منفصل، نصب مسلحون من «بوكو حرام»، الثلاثاء، كميناً لفريق مراقبة من قوات الأمن والدفاع المدني النيجيرية، كان يتفقد منشآت الشبكة الوطنية للكهرباء والطاقة في إقليم النيجر التابع لنيجيريا.

مسلحو «بوكو حرام» خلَّفوا الخراب والدمار في ولاية بورنو شمال شرقي نيجيريا (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال المتحدث باسم قوات الأمن والدفاع المدني أفولابي باباوالي، إن خطوط الشبكة الوطنية للطاقة تعرضت مؤخراً لهجمات إرهابية تخريبية، وقد أسفرت عن انقطاع واسع للتيار الكهربائي في أقاليم شمال نيجيريا.

وأوضح المتحدث أنه «حينما كانت فرق الأمن تتفقد خطوط الشبكة الوطنية، تعرضت لهجوم إرهابي نفذه أكثر من 200 مسلح نصَبوا كميناً من قمة أحد التلال»، مشيراً في السياق ذاته إلى أن المواجهات بين الطرفين «أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إرهابياً، فيما يوجد سبعة جنود في عداد المفقودين».

وتتزامن هذه الهجمات الإرهابية المتفرقة، مع معارك طاحنة تجري منذ أسابيع ما بين جيش تشاد ومقاتلي «بوكو حرام» في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي تُوصف بأنها «العمق الاستراتيجي» للتنظيم الإرهابي، حيث توجد قواعده الخلفية وسط الغابات والجزر المترامية في واحدة من أكبر المناطق الرطبة في أفريقيا.