مقتل 100 إرهابي على يد الجيش في بوركينا فاسو

جمعية تحذر من حرب عرقية تعمق جراح البلد الأفريقي

المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)
المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)
TT

مقتل 100 إرهابي على يد الجيش في بوركينا فاسو

المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)
المجتمعات المحلية في بوركينا فاسو محاصرة بين الجيش والإرهابيين (صورة متداولة)

قتل جيش بوركينا فاسو أكثر من مائة إرهابي، خلال عملية عسكرية واستخباراتية شنها في منطقة «بيتو»، الواقعة شرق البلاد، غير بعيد من الحدود مع دولة النيجر، وهي المنطقة التي ينشط فيها مقاتلو «تنظيم داعش في الصحراء الكبرى» الموالي لتنظيم «داعش».

وقالت وكالة الأنباء الرسمية في بوركينا فاسو إن العملية العسكرية كانت «مشتركة بين مصالح الاستخبارات والقوات المسلحة»، مشيرة إلى أنها «مكنت من إنقاذ العديد من الأرواح، لأن العناصر التي تم استهدافها كانت تخطط لشن هجوم واسع النطاق».

وأسفرت العملية حسب المصدر نفسه، عن تدمير قاعدة كبيرة تابعة للإرهابيين، كانوا قد شيدوها في غابة (غيبغا)، الواقعة شمال البلاد، كما أُحرق كثير من المعدات التي كان من بينها عربات ودراجات نارية وأطنان من الأدوية والمواد الغذائية الخاصة بالعدو.

وأضاف المصدر نفسه أن القوات المسلحة هي التي قادت العملية العسكرية، بدعم من متطوعين مدنيين دربتهم السلطات وسلحتهم لمثل هذا النوع من العمليات الخاصة، وما تزالُ العمليات العسكرية مستمرة في المنطقة «على عدة جبهات»، حسب تعبير المصدر.

ولكن المصدر لم يكشف عن أي معطيات حول الخسائر التي قد يكون الجيش تكبدها خلال المواجهات، رغم أنه في الأشهر الأخيرة أصبح يعتمد بشكل كبير على سلاح الجو في معاركه، وبالتالي قلص ذلك من الخسائر في صفوف الجنود.

من جهة أخرى، تواجه بوركينا فاسو خطر اندلاع حرب عرقية في مناطق من شمال وشرق البلاد، وهي التي تخوض الحرب على الإرهاب منذ 2015، وتكبدت خسائر تقدر بأكثر من 10 آلاف قتيل من المدنيين والعسكريين، وفرار أكثر من مليوني شخص من قراهم.

جنود من بوركينا فاسو (متداولة - أرشيفية)

«الجمعية المناهضة للإفلات من العقاب واستهداف المجموعات العرقية» التي تنشط في بوركينا فاسو، نددت بما قالت إنها أعمال عنف استهدفت النازحين من قراهم بسبب القتال الدائر بين الجيش والإرهابيين، وهي حالات قالت إنها تكررت كثيراً خلال الأشهر الأخيرة في ظل محاولة الجيش استعادة السيطرة على أكثر من 40 في المائة من أراضي البلاد التي ينتشر فيها الإرهاب.

وقالت الجمعية في بيان (الخميس) إن أغلب المستهدفين كانوا من قبائل الفلاني، التي تشتغل في رعاية الأبقار، مشيرة إلى أن نازحين من الشمال بسبب تهديدات إرهابية، جميعهم ينحدرون من هذه القبائل، تعرضوا (الثلاثاء) لهجوم من طرف عرقية أخرى أسفر عن مقتل 63 شخصاً على الأقل، من ضمنهم سبع نساء وثلاثة أطفال، كما أصيب عشرة أشخاص آخرين، وسلبت منهم ممتلكاتهم.

ونشرت الجمعية شهادات قالت إنها لناجين من الهجوم، يؤكدون فيها أنهم كانوا في سوق للمواشي ينوون بيع أبقارهم، حين هاجمهم مدنيون مدعومون من متطوعين يعملون مع الجيش، وانتزعوا منهم ما بحوزتهم، وجردوهم من ثيابهم قبل أن يقوموا بتصفية عدد كبير منهم.

ونددت الجمعية بما قالت إن هذه القبائل تتعرض له من اعتقالات تعسفية وتصفيات ونهب وسلب، محذرة في الوقت ذاته من إشعال حرب عرقية في البلد، بسبب إشاعات وأخبار كاذبة تتهم هذه القبائل بأنها تعمل مع الجماعات الإرهابية.


مقالات ذات صلة

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

أفريقيا أنصار مرشح المعارضة باسيرو ديوماي فاي يحضرون مسيرة حاشدة في أثناء فرز نتائج الانتخابات الرئاسية (إ.ب.أ)

بوتين يتباحث مع الرئيس السنغالي حول الإرهاب في الساحل

مباحثات جرت، الجمعة، بين الرئيس الروسي ونظيره السنغالي، وتم خلالها الاتفاق على «تعزيز الشراكة» بين البلدين، والعمل معاً من أجل «الاستقرار في منطقة الساحل»

الشيخ محمد (نواكشوط)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
TT

7.7 مليون شخص بجنوب السودان معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل

لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)
لاجئون من جنوب السودان يجتمعون مع أمتعتهم بعد عبورهم إلى أوغندا عند نقطة حدود في منطقة لامو شمال أوغندا في 4 أبريل 2017 (رويترز)

أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، أن نحو 7.7 مليون شخص في جنوب السودان؛ أي ما يناهز 60 في المائة من سكان هذا البلد الذي يعاني من العنف والكوارث المناخية، معرضون لسوء تغذية حاد العام المقبل.

تدهور الوضع الإنساني في جنوب السودان، أفقر دول العالم، بسبب أسوأ فيضانات تشهدها المنطقة منذ عقود، ووصول أعداد كبيرة من اللاجئين من السودان المجاور الذي يعيش حرباً.

وتوقع أحدث تقرير أصدرته الأمم المتحدة ويستند إلى مؤشر «آي بي سي» (الإطار المتكامل لتصنيف الأمن الغذائي) الذي يتضمن خمسة مستويات لعتبة الجوع، زيادة في عدد الأشخاص المعرضين لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويقدّر آخر تقييم للوضع أن 7.69 مليون شخص، من ضمنهم 2.1 مليون طفل، سيواجهون في أبريل (نيسان) خطر «عدم التمكن من استهلاك كمية كافية من الغذاء، يعرض حياتهم أو سبل عيشهم لخطر فوري» (أي في المستوى الثالث أو أكثر)، مقابل 7.1 مليون هذا العام.

وسيجد من بينهم 63 ألفاً أنفسهم في وضع «كارثة» غذائية (المرحلة 5) التي تسبق المجاعة.

وتقول ماري إلين ماكغروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان في بيان: «عاماً بعد عام، نلاحظ أن الجوع يبلغ أعلى مستوياته في جنوب السودان».

وأوضحت: «عندما نعاين المناطق التي تشهد أعلى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، فمن الواضح أن مزيجاً من اليأس والنزاع والأزمة المناخية هو السبب الرئيسي».

ويواجه جنوب السودان المعرّض للكوارث المناخية، أسوأ فيضانات منذ عشرات السنين أدت إلى نزوح 380 ألف شخص وتضرر 4.1 مليون، بحسب مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا).

كما ينبغي أن يتعامل مع وصول 810 آلاف شخص فروا من الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان المجاور، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وعلى الصعيد السياسي، تعاني البلاد من الشلل وينخرها الفساد والخلافات الناجمة عن الحرب الأهلية التي أدت إلى مقتل 400 ألف شخص ونزوح الملايين بين عامَي 2013 و2018.

كما أعلنت الحكومة في سبتمبر (أيلول) إرجاء أول انتخابات في تاريخ البلد كانت مقررة في ديسمبر (كانون الأول) لعامين.

وتعرّض اقتصاد جنوب السودان إلى ضربة كبيرة حرمته من مصدر عائداته الرئيسي عندما انفجر أنبوب رئيسي للنفط في السودان في فبراير (شباط)؛ ما أدى إلى تدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الأساسية.