بدأت محكمة نيجيرية، الاثنين، الاستماع إلى التماسات قدمتها المعارضة للطعن في فوز الرئيس النيجيري المنتخب بولا تينوبو، بالانتخابات الرئاسية المتنازع عليها، في فبراير (شباط) الماضي. ويستعد تينوبو لتسلم مهام منصبه رئيساً للبلاد في 29 مايو (أيار) الجاري، بالرغم من الطعون والمعارك القضائية المٌشككة في النتائج، التي قد تستمر عدة أشهر للفصل فيها. ووفق وزير الإعلام النيجيري، لاي محمد، فإن «مراسم تنصيب الرئيس ستتم في موعدها»، نافياً في تصريحات سابقة «تشكيل حكومة مؤقتة كما تطالب الأحزاب المعارضة».
وأعلن مطلع مارس (آذار) الماضي، فوز تينوبو، مرشح حزب «مؤتمر جميع التقدميين» الحاكم في نيجيريا، بالسباق، خلفاً للرئيس الحالي محمد بخاري، بعدما حصل على 8.8 مليون صوت متقدماً على منافسيه الرئيسيين عتيق أبو بكر، مرشح حزب «الشعب الديمقراطي»، الذي حصل على 6.9 مليون صوت، وبيتر أوبي، مرشح حزب «العمال» الذي حصد 6.1 مليون صوت.
وقدم 4 مرشحين رئاسيين طعوناً قانونية في 21 مارس (آذار) الماضي ضد فوز تينوبو، زاعمين وجود «تزوير وتلاعب في عمليات الفرز».
ويتوقع أن تكون جلسة الاثنين، أمام قضاة محكمة الاستئناف، وبموجب قوانين الانتخابات النيجيرية، قد شهدت في يومها الأول من جلسة الاستماع اتفاق محامي المرشحين على الشهود والأدلة التي سيتم استخدامها أثناء الإجراءات.
ويريد أتيكو وأوبي من المحكمة إبطال فوز تينوبو، بحجة أن «التصويت كان محفوفاً بالمخالفات»، من بين انتقادات أخرى، فيما يؤكد تينوبو، أنه «فاز بشكل عادل ويريد رفض الالتماسات».
ووفق وسائل الإعلام النيجيرية يستغرق القضاء حوالي ثمانية أشهر للبت في عريضة الانتخابات الرئاسية، فيما يجب الاستماع إلى الالتماس في غضون 180 يوماً من يوم تقديمه.
وكانت هناك العديد من الطعون القانونية لنتائج الانتخابات الرئاسية النيجيرية السابقة، لكن لم ينجح أي منها.
ويخلف تينوبو الرئيس المنتهية ولايته محمد بخاري البالغ 80 عاماً الذي تولى الرئاسة لولايتين متتاليتين وهو الحد الأقصى المسموح به بموجب الدستور.
وسبق أن دعا الرئيس النيجيري المنتخب بولا تينوبو، منافسيه الخاسرين لـ«التعاون معه»، وقال متوجهاً للمعارضة: «أدعو منافسيَّ إلى تشكيل فريق يضمنا جميعاً. هذا وطننا الوحيد»، وأضاف: «هذا بلدنا يتعين علينا بناؤه معاً وإصلاح ما تحطم منه. يجب أن نعمل بشكل موحد». لكن دعواته لم تقابل استجابة بعد.
والرئيس الجديد يبلغ 70 عاماً وملقب بـ«العرّاب» بسبب نفوذه السياسي الواسع. وحقق بفوزه طموحاً رافقه طوال مسيرته، ولطالما أكد خلال حملته الانتخابية: «أتى دوري». وتخللت مسيرته السياسية اتهامات عدة بالفساد لكن لم يصدر أي حكم قضائي عليه، ولطالما نفى أن يكون قد ارتكب أي مخالفة.