رئيس تايوان سيقترح إنفاق 40 مليار دولار إضافية على الدفاع

دبابة «بريف تايغر» وأخرى من طراز «إبرامز M1A2T» تشاركان في حفل تدشين أول كتيبة دبابات تايوانية من طراز إبرامز، في قاعدة هوكو العسكرية في هسينشو (رويترز)
دبابة «بريف تايغر» وأخرى من طراز «إبرامز M1A2T» تشاركان في حفل تدشين أول كتيبة دبابات تايوانية من طراز إبرامز، في قاعدة هوكو العسكرية في هسينشو (رويترز)
TT

رئيس تايوان سيقترح إنفاق 40 مليار دولار إضافية على الدفاع

دبابة «بريف تايغر» وأخرى من طراز «إبرامز M1A2T» تشاركان في حفل تدشين أول كتيبة دبابات تايوانية من طراز إبرامز، في قاعدة هوكو العسكرية في هسينشو (رويترز)
دبابة «بريف تايغر» وأخرى من طراز «إبرامز M1A2T» تشاركان في حفل تدشين أول كتيبة دبابات تايوانية من طراز إبرامز، في قاعدة هوكو العسكرية في هسينشو (رويترز)

أعلن الرئيس التايواني لاي تشينغ تي أن حكومته ستقترح إنفاقا إضافيا للدفاع بقيمة 40 مليار دولار على مدى سنوات عدة، فيما تحاول الجزيرة حماية نفسها من أي غزو صيني محتمل.

وقال لاي في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الثلاثاء «نحن نسعى إلى تعزيز الردع من خلال إضافة تكاليف أعلى وعدم يقين إلى عملية صنع القرار في بكين في ما يتعلق باستخدام القوة». وتطالب بكين بضم تايوان ولا تستبعد الخيار العسكري للسيطرة عليها، ما يعرضها لضغوط عسكرية واقتصادية ودبلوماسية قوية.

وتأتي الخطوة في الوقت الذي تكثف فيه الصين، التي تعتبر تايوان منطقة تابعة لها، من الضغوط العسكرية والسياسية منذ خمس سنوات لتأكيد مطالبها، وهو ما ترفضه تايبه بشدة.

وكان تشينغ تي تحدّث في وقت سابق عن خطط لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي عام 2026، و5% بحلول عام 2030، استجابة للمطالب الأميركية في هذا الصدد. وأضاف تشينغ تي في مقاله أن «هذه الحزمة الكبرى لن تمول بشكل كبير عمليات شراء أسلحة جديدة من الولايات المتحدة فحسب، بل ستساهم أيضا في تحسين قدرات تايوان بشكل كبير».

وتقترح الحكومة التايوانية أن يصل الإنفاق الدفاعي إلى 949.5 مليار دولار تايواني (30.25 مليار دولار) خلال 2026. وتظهر الأرقام الحكومية أن هذا الرقم الذي يبلغ 3.32 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، يتخطى عتبة ثلاثة بالمئة للمرة الأولى منذ عام 2009.

لكن قد يكون من الصعب على حكومته الحصول على موافقة البرلمان حيث يسيطر «حزب كومينتانغ» المعارض الذي يسعى لتوثيق العلاقات مع بكين، على التمويل مع حليفه «حزب الشعب». وعارضت رئيسة حزب كومينتانغ المنتخبة حديثا تشنغ لي وون، خطط الإنفاق الدفاعي لحزب لاي، مشيرة إلى أن تايوان «لا تملك هذه الأموال».


مقالات ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

شؤون إقليمية منظومة الاعتراض الإسرائيلية «الشعاع الحديدي» التي تعمل بالليزر (شركة رافائيل للصناعات الدفاعية)

الجيش الإسرائيلي يتسلم «الشعاع الحديدي» أول منظومة ليزر للدفاع الجوي

تسلم الجيش الإسرائيلي منظومة اعتراض بالليزر عالية القدرة تُعرف باسم «الشعاع الحديدي»، حيث سيتم دمجها ضمن منظوماته الصاروخية الدفاعية متعددة الطبقات الحالية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي استهداف مجموعةً من خلية “سرايا الجواد” الإرهابية التابعة لسهيل الحسن بريف جبلة (الداخلية السورية)

عمليات أمنية في الساحل السوري تستهدف «سرايا الجواد» واعتقال قيادي سابق في «الطراميح»

ألقت قوات الأمن الداخلي القبض على شجاع الإبراهيم القيادي السابق في «فوج الطراميح» أحد الميليشيات التابعة لنظام الأسد، بعد كمين محكم في مشتى الحلو بريف طرطوس.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

مددت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمرّ عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)

ترمب يطلق فئة جديدة من السفن الحربية تحمل اسمه

أعلن دونالد ترمب الاثنين إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه، وهي خطوة غير معتادة بالنسبة إلى رئيس في منصبه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

وجّه زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان رسالة دعم جديدة لعملية السلام بتركيا في الوقت الذي تستمر فيه الاتصالات والمناقشات حولها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الصين تبدأ مناورات عسكرية حول تايوان...وتايبيه تندد بـ«ترهيب عسكري»

مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

الصين تبدأ مناورات عسكرية حول تايوان...وتايبيه تندد بـ«ترهيب عسكري»

مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

أعلنت الصين، صباح اليوم (الاثنين)، أنها بدأت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية حول تايوان، بعد ساعات من إعلانها أنها ستجري مناورات «كبيرة» في البحر والجو قرب الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

صورة من مقطع نشرته قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني صباح اليوم لمناورات شرق تايوان (رويترز)

وذكر بيان صادر عن قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي، أن الجيش الصيني «يستخدم مدمرات وفرقاطات ومقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة في التدريبات التي بدأت الاثنين والتي تشمل تدريبات بالذخيرة الحية على أهداف بحرية شمال تايوان وجنوب غربها».

من جهتها، -نددت تايوان بممارسة الصين «الترهيب العسكري»، وقالت الناطقة باسم مكتب الرئاسة كارين كو في بيان: «تعرب تايوان عن إدانتها الشديدة في مواجهة تجاهل السلطات الصينية المعايير الدولية واستخدامها الترهيب العسكري لتهديد الدول المجاورة».

مقاتلة تابعة لسلاح الجو التايواني تقلع من قاعدة هسينتشو الجوية بعد إعلان الصين إجراء مناورات حول الجزيرة (ا.ف.ب)

وأعلنت تايوان، صباح اليوم (الاثنين)، إنها رصدت أربع سفن تابعة لخفر السواحل الصينيين قرب مياه الجزيرة، بعد إعلان بكين بدء تدريبات بالذخيرة الحية.وقال خفر السواحل التايوانيون، إن السفن الأربع كانت «تبحر قرب المياه قبالة السواحل الشمالية والشرقية لتايوان»، مضيفاً أنه «نشر فوراً سفنا كبيرة لوضع استجابات مسبقة في المناطق ذات الصلة وأرسل وحدات دعم إضافية».

وجاء في بيان صادر عن الكولونيل شي يي، الناطق باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي، قبيل انطلاق المناورات حول تايوان، أنه «اعتباراً من 29 ديسمبر (كانون الأول)، ستقوم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي بإرسال قوات من الجيش ومن البحرية وسلاح الجو وقوات الصواريخ لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة تحمل الاسم الرمزي (مهمة العدالة 2025)».

مقاتلة صينية خلال تدريبات عسكرية حول جزيرة تايوان نفذتها قيادة المسرح الشرقي ﻟ«جيش التحرير الشعبي الصيني» في نانجينغ شرق الصين 8 أبريل 2023 (أ.ب)

وأظهر بيان منفصل خريطة خمس مناطق كبيرة تحيط بالجزيرة حيث «ستنظّم نشاطات إطلاق نار حي» من الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة بعد الظهر (من الساعة 00,00 إلى 10,00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء).

وجاء في البيان «لأمور تتعلق بالسلامة، ينصح بعدم دخول أي سفينة أو طائرة غير ذات صلة إلى المياه والمجال الجوي المذكورين أعلاه».

ويأتي هذا الاستعراض للقوة بعد أسابيع من التوترات بين الصين واليابان والتي بدأت بتصريحات تشير إلى دعم طوكيو المحتمل لتايوان في حال نشوب نزاع مسلح في المستقبل.

ويأتي ذلك أيضاً عقب أحدث جولة من مبيعات الأسلحة إلى تايبيه من الولايات المتحدة، وهو ما أثار رد فعل غاضب من بكين التي فرضت الأسبوع الماضي عقوبات على 20 شركة دفاع أميركية.

وقال شي يي في البيان إن التدريبات التي ستجرى هذا الأسبوع هي «تحذير شديد اللهجة ضد القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان، وهي إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين ووحدتها الوطنية».


زعيم كوريا الشمالية يشهد تجربة إطلاق صاروخ كروز بعيد المدى

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يشهد تجربة إطلاق صاروخ كروز بعيد المدى

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)

أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، على تجربة إطلاق صاروخ كروز استراتيجي بعيد المدى في البحر، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، اليوم (الاثنين أن كيم دعا خلال مناورة صاروخية أجريت الأحد إلى تطوير «غير محدود ومستدام» للقوة النووية لبلاده.

ويبدو أن هذه التجربة كانت أول اختبار من هذا النوع منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني).

صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية لإطلاق مقذوف حيث أشرف كيم على تجربة صاروخ كروز استراتيجي (رويترز)

من جهتها، ذكرت وكالة «يونهاب» للأنباء أن الجيش الكوري الجنوبي أعلن أنه رصد إطلاق صواريخ عدة من منطقة سونان قرب بيونغ يانغ.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية بأن الهدف من العملية كان مراجعة «وضع الاستجابة الهجومية المضادة والقدرة القتالية للوحدات الفرعية للصواريخ البعيدة المدى».

وأضافت أن كيم صرح بأن الحكومة والحزب الحاكم في كوريا الشمالية «سيواصلان كما دائماً تكريس كل جهودهما للتطوير غير المحدود والمستدام للقوة النووية للدولة».

وأجرت كوريا الشمالية تجربة صاروخية بالستية في 6 نوفمبر، بعد أكثر من أسبوع بقليل من إعراب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي كان يقوم بجولة في المنطقة، عن اهتمامه بالاجتماع مع كيم، وهو اقتراح لم ترد عليه بيونغ يانغ.

وفي السنوات الأخيرة، زادت بيونغ يانغ بشكل ملحوظ من تجاربها الصاروخية. ويرى محللون أن هذا يهدف إلى تحسين قدراتها للضربات الدقيقة وتحدي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إضافة إلى اختبار الأسلحة قبل تصدير محتمل إلى روسيا.

ومنذ فشل قمة مع ترمب عام 2019 بشأن نزع السلاح النووي، تؤكد كوريا الشمالية بشكل مستمر أنها لن تتخلى أبدا عن أسلحتها النووية.


تحقيق يكشف: أفغان يواجهون القتل والتعذيب بعد إعادتهم من إيران

يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)
يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)
TT

تحقيق يكشف: أفغان يواجهون القتل والتعذيب بعد إعادتهم من إيران

يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)
يقف أحد أفراد أمن «طالبان» على ظهر مركبة بينما يصل لاجئون أفغان إلى نقطة الصفر عند معبر إسلام قلعة الحدودي بين أفغانستان وإيران يوم 28 يونيو الماضي بعد ترحيلهم من إيران (أ.ف.ب)

كشف تحقيق صحافي عن تعرّض أفغان لعمليات قتل خارج نطاق القضاء وتعذيب واحتجاز تعسفي، عقب إعادتهم قسراً من إيران إلى بلادهم، موثقاً ما لا يقل عن 6 حالات قتل خارج إطار القانون و11 حالة احتجاز لأفغان جرى ترحيلهم من إيران، في حين رجّح التحقيق أن يكون العدد الحقيقي للضحايا أعلى من ذلك.

أشخاص يشترون ملابس شتوية مستعملة من سوق على جانب الطريق بالقرب من الحدود الأفغانية - الباكستانية يوم 4 نوفمبر 2025 (إ.ب.أ)

وحمّلت عائلات القتلى والمحتجزين حركة «طالبان» مسؤولية هذه الانتهاكات، متحدثة عن نمط متكرر من العنف يستهدف الأفغان الذين يُعادون قسراً من إيران. وتأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه عمليات الترحيل تصاعداً حاداً، أعقب إعلان وقف إطلاق النار في حرب استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران)، أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وحسب المنظمة الدولية للهجرة، جرى ترحيل أكثر من 500 ألف مواطن أفغاني من إيران خلال الفترة الممتدة بين 24 يونيو و9 يوليو (تموز) فقط. ولاحقاً، قال وزير الداخلية الإيراني، إسكندر مؤمني، إن نحو 1.5 مليون أفغاني جرى ترحيلهم منذ بداية العام الحالي.

استهداف بعد الإعادة القسرية

أقارب ومشيعون أفغان يؤدون الصلاة خلال مراسم جنازة ضحايا الغارات الجوية الباكستانية في مقبرة بمنطقة أورغون في ولاية باكتيكا يوم 18 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

فيما أفادت منصة «أفغانستان إنترناشونال» بأن كثيراً من المرحّلين كانوا من فئات معرّضة لخطر محدق، من بينهم مسؤولون حكوميون سابقون وصحافيون ونشطاء في المجتمع المدني، كانوا قد فرّوا من أفغانستان عقب سيطرة «طالبان» على الحكم عام 2021. وأكدت أن عدداً منهم قُتل أو احتُجز بعد فترة وجيزة من عودته.

ومن بين الحالات التي وثّقها التحقيق، مقتل كامين جان، الموظف السابق في وزارة الداخلية الأفغانية، الذي أُردي قتيلاً بالرصاص في ولاية تخار في أكتوبر (تشرين الأول) 2025، بعد أسابيع من ترحيله من إيران. وقبل ذلك بأسبوعين، عُثر في ولاية فراه على جثة جندي أفغاني سابق آخر، كان قد أُبعد هو الآخر من إيران.

وفي واقعة أخرى، عُثر على جثة غول أحمد، موظف سابق في وزارة الداخلية، في ولاية فراه في أكتوبر (تشرين أول) 2025، بعدما اقتاده مسلحون من منزله، كانوا يحملون بطاقات تعريف تابعة لاستخبارات «طالبان». وقالت عائلته إنه احتُجز لأكثر من ثلاثة أشهر قبل أن تُعاد جثته إليهم.

وشهدت كابل حادثة مشابهة، إذ عُثر في سبتمبر (أيلول) 2025 على جثة عبد الولي نعيمي، الضابط السابق في القوات الخاصة الأفغانية والمنحدر من ولاية بنجشير، وذلك بعد أسبوعين فقط من ترحيله من إيران. وكانت منظمات دولية، بينها الأمم المتحدة، قد أفادت باستمرار الهجمات الانتقامية ضد أفراد الأمن الأفغان السابقين منذ استيلاء «طالبان» على السلطة.

بعد يوم واحد من الترحيل

في بعض الحالات، وقعت عمليات القتل فوراً تقريباً بعد الإبعاد؛ ففي يوليو 2025، قُتل عزت الله، وهو قائد سابق مرتبط بحزب «جنبش ملي» (الحركة الإسلامية الوطنية في أفغانستان) في ولاية سربل، بعد يوم واحد فقط من عودته من إيران. وذكر متحدث باسم الحزب أن عزت الله كان قد لجأ إلى إيران عقب سيطرة «طالبان»، لكنه أُجبر على المغادرة بعد انتهاء صلاحية تأشيرته.

كما طالت الاستهدافات نشطاء في المجتمع المدني؛ فقد أُصيب حمزة ألفت، وهو ناشط مدني وسجين سابق لدى «طالبان»، برصاص في أثناء محاولته الفرار من عناصر الحركة، بعد عبوره الحدود عائداً من إيران، قبل أن يفارق الحياة متأثراً بجراحه.

احتجاز وتعذيب وصمت

إلى جانب القتل، وثّق التحقيق حالات متعددة من الاحتجاز والتعذيب. وقال خالد محمد، وهو عقيد سابق في الجيش الأفغاني رُحّل من إيران في أكتوبر 2022، إن قوات «طالبان» عذبته هو ووالدته المسنّة في حادثتين منفصلتين. وأفادت «أفغانستان إنترناشونال» بأنها راجعت مقاطع فيديو وسجلات طبية تُظهر آثار إساءة ومعاملة قاسية.

ورغم التحذيرات المتكررة التي أطلقتها منظمات حقوق الإنسان، تواصل إيران عمليات الترحيل. وكان فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد وصف الإعادات القسرية من إيران وباكستان بأنها «مقلقة»، محذّراً من أنها تعيد أشخاصاً إلى أوضاع غير آمنة.

امتداد الاغتيالات داخل إيران

يأتي هذا التحقيق في وقت تتعرض فيه شخصيات معارضة أفغانية أيضاً للاستهداف داخل الأراضي الإيرانية؛ فقد قُتل، الأربعاء، اللواء السابق في الشرطة الأفغانية إكرام الدين سري، بعدما أطلق مسلحون ملثمون النار عليه قرب منزله في طهران، في ثاني حادثة من هذا النوع خلال أقل من أربعة أشهر. وكان سري، الذي شغل سابقاً منصب قائد الشرطة في ولايتي بغلان وتخار، قد فرّ إلى إيران بعد عام 2021، وعُرف بانتقاداته العلنية لـ«طالبان».

وجاء مقتله بعد حادثة إطلاق النار على معروف غلامي في مدينة مشهد في سبتمبر الماضي. وألقى مقرّبون من الرجلين باللوم على «طالبان»، فيما وصف مصدر عسكري أفغاني الهجمات بأنها بداية «اغتيالات عابرة للحدود» تنفذها الحركة.

ولم تصدر السلطات الإيرانية تعليقاً رسمياً على مقتل سري، كما لم تعلن نتائج التحقيق في قضية غلامي.

ويؤكد مدافعون عن حقوق الإنسان أن هذا النمط من العنف يثير مخاوف جسيمة بشأن انتهاك مبدأ «عدم الإعادة القسرية» المعتمد دولياً، الذي يحظر إعادة الأفراد إلى أماكن تكون حياتهم أو حريتهم فيها عرضة للخطر.

عودة 2370 لاجئاً من باكستان وإيران

في غضون ذلك، تواصل باكستان وإيران طرد اللاجئين الأفغان بشكل قسري، حيث عاد 2370 شخصاً إلى أفغانستان.

ونشر الملا حمد الله فطرت، نائب المتحدث باسم «طالبان»، التقرير اليومي لأمانة المفوضية العليا لمعالجة قضايا المهاجرين في كابل، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «إكس»، حسب وكالة باجوك الأفغانية للأنباء، السبت.

وأشار التقرير إلى أن 501 أسرة، بإجمالي 2370 شخصاً عادوا من إيران وباكستان الجمعة. ودخل العائدون إلى البلاد من خلال العديد من المعابر الحدودية، بما في ذلك إسلام قلعة في هيرات، وبولي أبريشام في نمروز، وسبين بولداك في قندهار، وبهرامشا في هلمند وتورخام في ننكارهار. وأضاف فطرت أنه تم إعادة توطين الأسر العائدة في مناطقها الأصلية حيث حصلت 742 أسرة على مساعدات إضافية. وفي اليوم السابق، تم إعادة 2400 لاجئ أفغاني أيضاً بشكل قسري من إيران وباكستان.