باكستان: تظاهر الآلاف بعد مقتل 4 أطفال في غارة بطائرة مسيرة

لم يتضح من يقف وراء الهجوم الذي وقع في مدينة كانت معقلاً لحركة «طالبان»

يشارك الناس في مسيرة ثلاثية الألوان لتسليط الضوء على نجاح عملية سيندور التي ضربت بموجبها الهند أهدافاً داخل باكستان قالت إنها مرتبطة بالمسلحين المسؤولين عن مذبحة 26 سائحاً الشهر الماضي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير في أحمد آباد بالهند يوم الثلاثاء 13 مايو 2025 (أ.ب)
يشارك الناس في مسيرة ثلاثية الألوان لتسليط الضوء على نجاح عملية سيندور التي ضربت بموجبها الهند أهدافاً داخل باكستان قالت إنها مرتبطة بالمسلحين المسؤولين عن مذبحة 26 سائحاً الشهر الماضي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير في أحمد آباد بالهند يوم الثلاثاء 13 مايو 2025 (أ.ب)
TT

باكستان: تظاهر الآلاف بعد مقتل 4 أطفال في غارة بطائرة مسيرة

يشارك الناس في مسيرة ثلاثية الألوان لتسليط الضوء على نجاح عملية سيندور التي ضربت بموجبها الهند أهدافاً داخل باكستان قالت إنها مرتبطة بالمسلحين المسؤولين عن مذبحة 26 سائحاً الشهر الماضي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير في أحمد آباد بالهند يوم الثلاثاء 13 مايو 2025 (أ.ب)
يشارك الناس في مسيرة ثلاثية الألوان لتسليط الضوء على نجاح عملية سيندور التي ضربت بموجبها الهند أهدافاً داخل باكستان قالت إنها مرتبطة بالمسلحين المسؤولين عن مذبحة 26 سائحاً الشهر الماضي في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير في أحمد آباد بالهند يوم الثلاثاء 13 مايو 2025 (أ.ب)

قال شيوخ محليون في باكستان، الثلاثاء، إن أربعة أطفال لقوا حتفهم في غارة مشتبه بها بطائرة مسيرة، وأصيب خمسة آخرون في شمال غربي البلاد المضطرب، الأمر الذي دفع آلاف السكان إلى تنظيم احتجاج عبر وضع جثث الأطفال على طريق رئيسي للمطالبة بتحقيق العدالة.

تظهر شرينا بيجوم من خلال الصفيح الموجود في منزلها الذي تضرر بسبب القصف المدفعي من باكستان في قرية جينجال الحدودية شمال سريناغار في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير يوم الأربعاء 14 مايو 2025 (أ.ب)

ولم يتضح من يقف وراء الهجوم الذي وقع الاثنين، في مدينة «مير علي» التي كانت معقلاً لحركة «طالبان» الباكستانية ولم يصدر تعليق من الجيش على الحادث، بحسب تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» الثلاثاء.

وقال مفتي بيت الله، أحد شيوخ القبائل المحليين: «نحن لا نلوم أحداً، لكننا نريد تحقيق العدالة، ويتعين على الحكومة أن تخبرنا بمن قتل أطفالنا».

وحذر المسؤول من أن الاحتجاج، الذي تم تنظيمه حالياً عند أحد الحواجز الإقليمية، قد يمتد ويتوسع إذا فشلت السلطات في الرد على التساؤل.

وقال: «لن ندفن الجثث حتى نعرف من المسؤول عن قتل أطفالنا الأبرياء»، بينما كان المتظاهرون يهتفون: «نريد تحقيق العدالة».

وقال الزعيم القبلي المحلي مفتي بيت الله: «نحن لا نوجه اللوم لأحد، لكننا نريد العدالة، ويجب على الحكومة أن تخبرنا من الذي قتل أطفالنا؟».

وحذر من أن الاحتجاجات، المتركزة حالياً عند نقطة تفتيش إقليمية، قد تتوسع إذا لم تقدم السلطات إجابات. وأضاف: «لن ندفن الجثث حتى يُقال لنا من المسؤول عن قتل أطفالنا الأبرياء؟»، في وقت تعالت هتافات المحتجين من خلفه: «نريد العدالة».

جاءت هذه الخسائر في صفوف المدنيين في ظل استمرار العمليات العسكرية ضد حركة «طالبان» الباكستانية، التي لها وجود قوي في مير علي (مدينة تقع في إقليم خيبر بختونخوا). وتُعرف «طالبان» الباكستانية باسم «تحريك (طالبان) باكستان»، وهي جماعة متمردة منفصلة عن «طالبان» الأفغانية، وغالباً ما تستهدف القوات في المنطقة.

تنظر فتاتان من كشمير نحو منازل تضررت جراء القصف المدفعي من باكستان لدى عودتهما إلى قرية جينجال الحدودية شمال سريناغار في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير يوم الأربعاء 14 مايو 2025 (أ.ب)

وقد أدان نياك محمد دوار، وزير إقليمي، الهجوم في بيان صدر الثلاثاء، وأكد أن التحقيقات لا تزال جارية.

يُذكر أن مير علي والمناطق المجاورة الواقعة بالقرب من أفغانستان كانت منذ زمن طويل قاعدة لحركة «طالبان» الباكستانية وجماعات متشددة أخرى. وقد كثفت «تحريك (طالبان) باكستان» هجماتها في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.

يشار إلى أن حركة «طالبان» باكستان، هي جماعة متمردة منفصلة عن حركة «طالبان» الأفغانية، وغالباً ما تستهدف القوات في المنطقة.

يشار إلى أن مدينة مير علي والمناطق المجاورة لها الواقعة قرب أفغانستان، كانت منذ أمد بعيد قاعدة لحركة «طالبان» باكستان والجماعات المسلحة الأخرى.

وكثفت الحركة من هجماتها في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة.


مقالات ذات صلة

مع توجه باكستان لحظر «السحر الأسود»... يرى المنجمون في ذلك نذير شؤم

آسيا عمل شهباز أنجوم في متجر «٢ - أ» داخل فندق بيرل كونتيننتال في لاهور - باكستان لمدة 24 عاماً... لا يُعلن عن خدماته... ومع ذلك يلجأ إليه الأغنياء والفقراء المؤمنون والمتشككون (نيويورك تايمز)

مع توجه باكستان لحظر «السحر الأسود»... يرى المنجمون في ذلك نذير شؤم

يخشى الممارسون الروحانيون في باكستان من أن التشريع الذي يفرض عقوبات بالسجن على خدمات غيبية غير محددة بوضوح قد يشمل طيفاً واسعاً من الممارسات.

«الشرق الأوسط» (لاهور إسلام آباد - راولبندي (باكستان))
أوروبا ليام أوهانا عضو فرقة نيكاب المعروف أيضاً باسم ليام أوغ أو هانايده الذي يؤدي عروضه تحت اسم مو شارا والذي اتُهم بارتكاب جريمة إرهابية فيما يتعلق بالعرض المزعوم لعلم «حزب الله» على خشبة المسرح في عام 2024 يقف خارج محكمة وستمنستر الجزئية في لندن - بريطانيا - 18 يونيو 2025 (رويترز)

المئات يحتشدون أمام محكمة بلندن لمساندة عضو فرقة راب آيرلندية متهم بتأييد «حزب الله»

احتشد المئات أمام محكمة في لندن، الأربعاء، دعماً لعضو في فرقة الراب الآيرلندية (نيكاب) يحاكم بتهمة ارتكاب جريمة إرهابية للاشتباه برفعه راية مؤيدة

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا شرطة البرتغال «متداولة»

تفكيك خلية إرهابية يمينية متطرفة بالبرتغال

ذكرت إدارة التحقيقات الجنائية بالعاصمة البرتغالية أنه تم تفكيك ما يُشتبه في أنها خلية إرهابية يمينية متطرفة في البرتغال، متهمة بالتخطيط لشن هجمات على البرلمان.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أفريقيا جنود صوماليون بمناطق محررة في شبيلي السفلى (أرشيفية)

الجيش الصومالي يقضي على 25 عنصراً إرهابياً

نفّذ الجيش الوطني الصومالي عملية عسكرية مخططة بالقرب من منطقة بولو حاجي في محافظة جوبا السفلى جنوب البلاد، أسفرت عن القضاء على 25 عنصراً إرهابياً

العالم مراقبة تطبيقات الرسائل لمكافحة الإرهاب (متداولة)

النمسا تسمح بمراقبة تطبيقات الرسائل لمكافحة الإرهاب

تعتزم النمسا مراقبة خدمات الرسائل مثل تطبيقي «واتساب» و«تلغرام» لمكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (فيينا )

اتهامات لنيودلهي بترحيل مسلمين بالقوة إلى بنغلاديش

باكستانية تستعد مع زوجها الهندي وأطفالهما لمغادرة الهند أمس بعد أوامر من نيودلهي للباكستانيين بالمغادرة (أ.ب)
باكستانية تستعد مع زوجها الهندي وأطفالهما لمغادرة الهند أمس بعد أوامر من نيودلهي للباكستانيين بالمغادرة (أ.ب)
TT

اتهامات لنيودلهي بترحيل مسلمين بالقوة إلى بنغلاديش

باكستانية تستعد مع زوجها الهندي وأطفالهما لمغادرة الهند أمس بعد أوامر من نيودلهي للباكستانيين بالمغادرة (أ.ب)
باكستانية تستعد مع زوجها الهندي وأطفالهما لمغادرة الهند أمس بعد أوامر من نيودلهي للباكستانيين بالمغادرة (أ.ب)

تصاعدت الاتهامات الحقوقية ضد الحكومة الهندية بتورطها في ترحيل مسلمين هنود بشكل غير قانوني إلى بنغلاديش، في خطوة أثارت مخاوف واسعة من حملة قمع ممنهجة تستهدف ما تصفهم السلطات بـ«المهاجرين غير الشرعيين»، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

ففي الأسابيع الماضية، داهمت الشرطة الهندية آلاف الأشخاص (غالبيتهم من المسلمين) واعتقلتهم بزعم كونهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، حسب منظمات حقوقية دولية. وبعد حجب الإجراءات القانونية الواجبة، جرى دفع العديد منهم عبر الحدود القاسية إلى بنغلاديش، التي تحكمها غالبية مسلمة.

وحسب الصحيفة، أكّدت شهادات وشكاوى من المرحلين أن قوات حرس الحدود الهندية أجبرتهم على عبور الحدود بالقوة، مهددين بالأسلحة النارية.

من جانبها، أعادت السلطات البنغلاديشية نحو 200 شخص بعدما ثبت أنهم مواطنون هنود، واضطر بعضهم لعبور أراضٍ وعرة لبلوغ قراهم.

وقالت تاسكين فهيمينا، الباحثة في منظمة أوذيكار الحقوقية البنغلاديشية: «الهند تتجاهل القوانين الوطنية والدولية عبر دفع المسلمين والفئات الفقيرة إلى بنغلاديش دون موافقتهم، وهذا خرق واضح لحقوق الإنسان».

وطالبت الوزارة الخارجية البنغلاديشية نيودلهي بوقف هذا السلوك، وإعادة اعتماد إجراءات التشاور والفحص، لكنها لم تلقَ أي رد حتى الآن.

ومن بين ضحايا الترحيل القسري، هازيرا خاتون، جدة معاقة تبلغ من العمر 62 عاماً، اعتُقلت في مايو (أيار) الماضي ودفعت مع 14 شخصاً آخرين إلى الحدود؛ حيث أجبرتهم قوات هندية على عبور الحدود تحت تهديد السلاح. وصفت خاتون المعاملة بأنها وحشية، وقالت: «هُددنا بإطلاق النار إذا لم نعبر، وسمعنا طلقات نارية مما أجبرنا على العبور خوفاً على حياتنا».

احتجزها حرس الحدود البنغلاديشي في معسكر مؤقت، ثم أعيدت مشياً على الأقدام عبر مناطق وعرة إلى الهند؛ حيث وصلت بحالة نفسية وجسدية سيئة.

وتصاعد القمع جاء في أعقاب هجوم دموي نفذه مسلحون إسلاميون في منطقة كشمير؛ حيث قتل 25 شخصاً، وتبعه إعلان حكومة حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي عن حملة مكثفة لطرد الأجانب.

مئات آخرون من المسلمين في مدن مثل دلهي وغوجارات وماهاراشترا تعرضوا للترحيل. وفي غوجارات، قالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من 6500 مشتبه في كونهم بنغلاديشيين، لكن تبين أن العدد الفعلي للمهاجرين غير الشرعيين لا يتجاوز 450.

وأدان اللواء محمد أشرف الزمان صديقي، المدير العام لحرس الحدود البنغلاديشي، ما وصفه بسياسة الدفع للوراء، مشيراً إلى أنها انحراف عن الحوكمة الإنسانية وتعارض مع القانون الدولي وكرامة البشر، مع ما تنطوي عليه من ممارسات قاسية كالترحيل القسري عبر الغابات والأنهار، وترك لاجئين عديمي الجنسية في أوضاع مأساوية.