أحبطت الشرطة الباكستانية هجوماً إرهابياً نفذه مسلحون مجهولون، الاثنين، على نقطة تفتيش أمنية في بلدة جانجي الواقعة على الحدود بين إقليمي البنجاب وخيبر بختونخواه.

وأوضحت الشرطة أن عناصر مسلحة شنّت الهجوم باستخدام القذائف الصاروخية والأسلحة الآلية، فيما تمكنت قوات الأمن من إحباط الهجوم باستخدام كاميرات التصوير الحراري. وأشارت إلى أنها تمكنت من القضاء على أحد الإرهابيين الذين شاركوا في الهجوم، بينما تمكن الآخرون من الفرار من الموقع إلى الجبال القريبة.

يُذكر أن هذا الهجوم يُعد الثامن من نوعه هذا الشهر في المنطقة الحدودية بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخواه، وعلى الرغم من عدم إعلان أي جهة المسؤولية حتى الآن.
وفي روالبندي (باكستان) قتلت قوات الأمن الباكستانية 16 مسلحاً أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية في منطقة غلام خان كالاي بإقليم وزيرستان الشمالية.

ونقلت وكالة أنباء «أسوشييتد برس» الباكستانية عن بيان صحافي صادر عن إدارة العلاقات العامة بالجيش الباكستاني، القول إنه «في ليلة السبت - صباح الأحد، رصدت قوات الأمن تحركات مجموعة من الخوارج أثناء محاولتهم التسلل عبر الحدود الباكستانية - الأفغانية، وذلك في منطقة غلام خانكالاي العامة، بإقليم وزيرستان الشمالية».
وأفاد البيان بأن «قواتنا اشتبكت بفاعلية مع عناصر المجموعة، وأحبطت محاولتهم للتسلل. وبعد تبادل كثيف لإطلاق النار، تم قتل جميع الخوارج الـ16».

وطالبت باكستان باستمرار، الحكومة الأفغانية المؤقتة، بضمان إدارة فعالة للحدود على جانبها من الحدود.
ومن المتوقع أن تفي الحكومة الأفغانية المؤقتة بالتزاماتها، وتمنع استخدام الأراضي الأفغانية من جانب الخوارج لارتكاب أعمال إرهابية ضد باكستان.

تهمة «الإرهاب» لناشطة
في غضون ذلك، وجهت باكستان تهمة «الإرهاب» لناشطة في مجال الدفاع عن حقوق البلوش على خلفية تنظيمها اعتصاماً في بلوشستان بجنوب غربي البلاد، أفضى إلى مقتل 3 متظاهرين، بحسب وثائق الشرطة.

وتقود مارانغ بالوتش أبرز النشطاء الباكستانيين المدافعين عن حقوق الإنسان، حملة للدفاع عن أبناء جماعة البلوش العرقية من إقليم بلوشستان، والذين تقول إنهم يتعرضون لمضايقات خارج نطاق القضاء واعتقالات وقتل من جانب إسلام آباد. وتقول الحكومة الباكستانية إن جنودها يحاربون انفصاليين مسلحين يشنون هجمات على القوات الحكومية ومواطنين أجانب في الإقليم الغني بالموارد والمحاذي لأفغانستان وإيران.
والجمعة، شاركت بالوتش ونشطاء آخرون في اعتصام أمام جامعة بلوشستان بالعاصمة الإقليمية كويتا، للمطالبة بالإفراج عن أعضاء في جماعتهم اعتقلتهم أجهزة أمنية كما قالوا.
وقبيل فجر السبت، نفذت الشرطة عملية دهم اعتقلت فيها بالوتش و3 نشطاء آخرين، وقتل خلالها 3 متظاهرين. ويحمّل كل طرف مسؤولية الوفيات للطرف الآخر. وعبرت مقررة الأمم المتحدة الخاصة للمدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور، عن «قلق عميق» إزاء اعتقال بالوتش. ووُجهت إلى بالوتش ومتظاهرين آخرين تهم «الإرهاب» و«التحريض» و«القتل»، بحسب لائحة الاتهام التي اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية». وقال المسؤول الإداري في كويتا حمزة شفقت، إن بالوتش ونشطاء آخرين احتُجزوا بموجب قوانين النظام العام. وأكد محاميها عمران بالوتش أنها محتجزة في سجن بكويتا. ومُنعت بالوتش من السفر إلى الولايات المتحدة العام الماضي، لحضور مراسم توزيع جوائز مجلة «تايم» بعد إدراجها ضمن قائمة «تايم 100 نيكست» لـ«القادة الصاعدين» لعام 2024. وبدأت مسيرتها كناشطة في سن السادسة عشرة عام 2009، عندما فُقد والدها فيما يعتقد أنه «اختفاء قسري». وعُثر على جثته بعد عامين.
ويأتي توقيفها وتوجيه الاتهام لها بعد قيام مجموعة انفصالية مسلحة بالسيطرة على قطار ركاب هذا الشهر، ما أدى بحسب مسؤولين إلى مقتل نحو 60 شخصاً نصفهم من المهاجمين الانفصاليين. وأعلن «جيش تحرير بلوشستان»، إحدى المجموعات المتمردة التي تتهم الباكستانيين المتحدرين من مناطق خارج الإقليم بنهب الموارد الطبيعية في الإقليم، مسؤوليته عن الهجوم. وتقود النساء الاحتجاجات وحملات المناصرة بين البلوش بشكل عام، إذ يعتبرن أن نظراءهن من الرجال عانوا الأسوأ في حملة قمع حكومية استمرت عقوداً.