الإفراج عن الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يسير في الشارع عقب إطلاق سراحه من مركز احتجاز في سيول (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يسير في الشارع عقب إطلاق سراحه من مركز احتجاز في سيول (رويترز)
TT

الإفراج عن الرئيس الكوري الجنوبي المعزول

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يسير في الشارع عقب إطلاق سراحه من مركز احتجاز في سيول (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يسير في الشارع عقب إطلاق سراحه من مركز احتجاز في سيول (رويترز)

أفرجت السلطات في كوريا الجنوبية اليوم (السبت) عن الرئيس المعزول يون سوك يول الذي غادر مركز التوقيف سيراً، وانحنى مطولاً أمام جمع من مناصريه، بحسب ما أفاد مراسلون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وحيا المناصرون الرئيس الذي مر بالقرب منهم، قبل أن يغادر المكان في موكب سيارات. وأصدر يون بياناً جاء فيه: «أحني رأسي عرفاناً لشعب هذه الأمة»، بعدما أمرت النيابة العامة بإطلاق سراحه تنفيذاً لأمر قضائي.

وكانت محكمة في سيول أمرت الجمعة بالإفراج عن يون، إلا أن محاميه أفاد بأن الرئيس المعزول بقي موقوفاً.

وأفادت النيابة العامة اليوم بأنها أمرت بالإفراج عن يون، متخلية بذلك عن حقها باستئناف القرار الصادر الجمعة، بحسب ما أوردت وكالة «يونهاب» الرسمية.

وكان فريق يون القانوني تقدم الشهر الماضي بشكوى ضد إبقاء موكلهم موقوفاً، مشددين على أن المدعين العامين وجهوا إليه التهمة بعد يوم على انقضاء مدة مذكرة التوقيف التي أُوقف بموجبها لمحاولته الفاشلة فرض الأحكام العرفية في ديسمبر (كانون الأول).

وكان يون محتجزاً في مركز احتجاز سيول في أويوانغ، جنوب العاصمة، منذ أن نقله المحققون إلى المركز بعد توقيفه في 15 يناير (كانون الثاني) الماضي بتهمة التحريض على التمرد من خلال إعلانه الأحكام العرفية في 3 ديسمبر.

ومع إطلاق سراحه، سيتمكن يون من المثول للمحاكمة دون احتجاز.

وجاء في وثيقة صادرة عن محكمة سيول المركزية الجمعة: «من المنطقي القول إن التهمة وُجهت بعد انتهاء فترة توقيف المدعى عليه».

وأضافت المحكمة: «من أجل ضمان وضوح الإجراءات وإزالة أي شكوك حول قانونية مسار التحقيق، من المناسب إصدار قرار يلغي التوقيف».

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول لدى خروجه من مركز احتجازه اليوم (رويترز)

وأغرق يون، وهو قاضٍ سابق، كوريا الجنوبية التي تتمتع بنظام ديمقراطي، في أزمة في ديسمبر من خلال تعليق الحكم المدني لفترة وجيزة، وإرساله جنوداً إلى البرلمان لمنعه من إبداء الرأي في قراره. واضطر إلى العودة عن قراره بعد ست ساعات على ذلك؛ إذ تمكن النواب من الاجتماع بشكل طارئ، وإقرار مذكرة تطالب بعودة نظام الحكم المدني.

وكان يون سوك يول برر فرض الأحكام العرفية بتعطيل البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة إقرار ميزانية الدولة. وفي خطاب متلفز لم يكن مقرراً، أكد أنه يريد «حماية كوريا الجنوبية الليبرالية من تهديدات تطرحها قوى شيوعية كورية شمالية» و«القضاء على العناصر المناهضين للدولة».

وأقر البرلمان الكوري الجنوبي عزل يون في 14 ديسمبر، إلا أن مهامه لا تزال معلقة الآن في انتظار تأكيد المحكمة الدستورية قانونية عزله من عدمها.

وتفيد وسائل إعلام كورية جنوبية بأن هذا الحكم قد يصدر الأسبوع المقبل. وإذا ثبتت المحكمة قرار الإقالة سيُعزل يون نهائياً، وستنظم انتخابات رئاسية في مهلة ستين يوماً. وإذا لم تثبت قرار العزل، سيعاد إلى منصبه.

الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يون سوك يول يقدم التحية لأنصاره بعد إطلاق سراحه (أ.ب)

وركز الجزء الأكبر من محاكمة عزل يون على مسألة معرفة إن كان انتهك الدستور بإعلانه الأحكام العرفية، وهو إجراء لا يمكن اتخاذه إلا في حال كان من الضروري حصول تدخل عسكري للمحافظة على الأمن والنظام العام «في حالة نزاع مسلح أو حالة طوارئ وطنية».

وأُوقف يون في 15 يناير بعدما تحصن مدة أسابيع في مقر إقامته في سيول، ووُجهت إليه التهمة في 26 من الشهر نفسه، ووُضع في الحبس المؤقت مدة ستة أشهر. ووُجّهت إليه تهمة التمرد، وهي جريمة يواجه فيها احتمال الحكم عليه بالإعدام أو السجن مدى الحياة، ولا تشملها حصانته الرئاسية.

وبدأت محاكمته الجنائية، وهي الأولى لرئيس لا يزال في منصبه في تاريخ كوريا الجنوبية، في 20 فبراير (شباط) أمام المحكمة المركزية في سيول، بجلسة تمهيدية مكرسة للمسائل الإجرائية. وتُعقد الجلسة المقبلة في 24 مارس (آذار).


مقالات ذات صلة

العراق: تقرير دولي يحذر من العفو عن جرائم الفساد

المشرق العربي عناصر من الشرطة العراقية (أ.ف.ب)

العراق: تقرير دولي يحذر من العفو عن جرائم الفساد

حذر تقرير دولي من «التطبيق المقلق» لقانون العفو العام على المدانين بقضايا الفساد المالي في العراق.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية متظاهرون مؤيدون لإمام أوغلو احتشدوا حول سجن سيليفري الجمعة الماضي خلال نظر إحدى القضايا المتهم فيها (أ.ب)

تركيا: رفض طلب محامي إمام أوغلو لمحاكمته من خارج السجن

رفضت محكمة في إسطنبول الاعتراض المقدم من محامي رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المحتجز منذ نحو الشهر على ذمة تحقيق في قضية فساد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل تعهّد بإطاحة حكم إردوغان في أول انتخابات (حساب الحزب في «إكس»)

أوزيل يتعهّد بإطاحة حكم إردوغان... ويجدّد مطالبته بانتخابات مبكّرة

تعهّد زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، بإطاحة حكم الرئيس رجب طيب إردوغان لتركيا في أول انتخابات مقبلة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أنصار إمام أوغلو يرفعون صوره ويطالبون بإطلاق سراحه خلال محاكمته في قضية تهديد المدعي العام في إسطنبول التي نُظرت الجمعة في قاعة ملحقة بسجن سيليفري (أ.ب)

تأجيل محاكمة إمام أوغلو بقضيتين يواجه فيهما الحظر السياسي

أجّلت محكمتان تركيتان نظر قضيتين يُتهم فيهما رئيس بلدية إسطنبول المحبوس بالتهديد والفساد ويواجه فيهما مطالبة بحظر نشاطه السياسي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تتحدث خلال المؤتمر الوطني الثاني للحزب في روما 29 مارس 2025 (إ.ب.أ)

ميلوني: الحكم ضد مارين لوبن يحرم ملايين المواطنين في فرنسا من التمثيل

أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني عن استيائها من فرض حظر مؤقت يمنع أيقونة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن من الترشح لأي منصب لخمس سنوات.

«الشرق الأوسط» (روما)

اعتقال أكثر من 170 بعد هجمات على فروع «كنتاكي» في باكستان مرتبطة بحرب غزة

يقوم عامل بتنظيف الأرضية في أحد مطاعم «كنتاكي» للوجبات السريعة الذي تعرَّض للهجوم والتخريب خلال احتجاج مناهض لإسرائيل الأسبوع الماضي في كراتشي بباكستان (رويترز)
يقوم عامل بتنظيف الأرضية في أحد مطاعم «كنتاكي» للوجبات السريعة الذي تعرَّض للهجوم والتخريب خلال احتجاج مناهض لإسرائيل الأسبوع الماضي في كراتشي بباكستان (رويترز)
TT

اعتقال أكثر من 170 بعد هجمات على فروع «كنتاكي» في باكستان مرتبطة بحرب غزة

يقوم عامل بتنظيف الأرضية في أحد مطاعم «كنتاكي» للوجبات السريعة الذي تعرَّض للهجوم والتخريب خلال احتجاج مناهض لإسرائيل الأسبوع الماضي في كراتشي بباكستان (رويترز)
يقوم عامل بتنظيف الأرضية في أحد مطاعم «كنتاكي» للوجبات السريعة الذي تعرَّض للهجوم والتخريب خلال احتجاج مناهض لإسرائيل الأسبوع الماضي في كراتشي بباكستان (رويترز)

قال مسؤولون إن الشرطة الباكستانية اعتقلت عشرات الأشخاص، في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أكثر من 10 هجمات نفَّذتها حشودٌ على منافذ بيع سلسلة مطاعم الوجبات السريعة الأميركية «كنتاكي (كيه إف سي)»، جاءت نتيجة مشاعر معادية للولايات المتحدة، ومعارِضة لحرب حليفتها إسرائيل على قطاع غزة.

أنصار حزب «الجماعة الإسلامية الباكستانية» يلوحون بالأعلام ويرفعون اللافتات خلال احتجاج تضامني مع الشعب الفلسطيني في حيدر آباد بباكستان في 17 أبريل 2025 (إ.ب.أ )

وأكدت الشرطة في المدن الكبرى في البلاد؛ منها كراتشي على الساحل الجنوبي، ومدينة لاهور في الشرق، والعاصمة إسلام آباد، وقوع 11 واقعة على الأقل تعرَّضت فيها منافذ بيع «كنتاكي» لتخريب وهجمات من متظاهرين مسلحين بعصي. وقال المسؤولون، هذا الأسبوع، إنه جرى اعتقال ما لا يقل عن 178 شخصاً.

ولم ترد «كنتاكي» أو شركتها الأم (يام براندز)، وكلتاهما مقرها في الولايات المتحدة، على طلبات التعليق.

وذكر مسؤول في الشرطة، طلب عدم الكشف عن هويته، أن أحد موظفي سلسلة المطاعم قُتل بالرصاص هذا الأسبوع في متجر على مشارف لاهور على يد مسلحين مجهولين.

وأضاف المسؤول أنه لم تكن هناك أي احتجاجات في ذلك الوقت، وأنهم يحقِّقون فيما إذا كان القتل بدافع سياسي أو لأي سبب آخر.

وفي لاهور، أعلنت الشرطة تعزيز الإجراءات الأمنية في 27 فرعاً لسلسلة مطاعم «كنتاكي» في أنحاء المدينة بعد وقوع هجومين ومنع 5 هجمات أخرى.

قال فيصل كمران وهو ضابط شرطة كبير في لاهور: «نُحقِّق في دور أفراد وجماعات مختلفة في هذه الهجمات»، مضيفاً أنه جرى اعتقال 11 شخصاً في المدينة، من بينهم عضو في حزب «حركة لبيك باكستان». وأضاف أن الحزب لم ينظم الاحتجاجات على نحو رسمي.

وقال ريحان محسن خان المتحدث، باسم الحركة، إنها «حثَّت المسلمين على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، لكنها لم تطلق أي دعوة للاحتجاج أمام مطاعم (كنتاكي)».