مسؤولون كبار من «طالبان» الأفغانية في اليابان لإجراء محادثات مع مسؤولين يابانيين

أول رحلة دبلوماسية خارج منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط

ظلت الرحلات الدبلوماسية لـ«طالبان» قريبة من أفغانستان منذ استعادة السلطة عام 2021 (أ.ف.ب)
ظلت الرحلات الدبلوماسية لـ«طالبان» قريبة من أفغانستان منذ استعادة السلطة عام 2021 (أ.ف.ب)
TT
20

مسؤولون كبار من «طالبان» الأفغانية في اليابان لإجراء محادثات مع مسؤولين يابانيين

ظلت الرحلات الدبلوماسية لـ«طالبان» قريبة من أفغانستان منذ استعادة السلطة عام 2021 (أ.ف.ب)
ظلت الرحلات الدبلوماسية لـ«طالبان» قريبة من أفغانستان منذ استعادة السلطة عام 2021 (أ.ف.ب)

قال مسؤولون يابانيون إن مسؤولين كباراً في حركة «طالبان» الأفغانية كانوا في اليابان لإجراء محادثات، كجزء من جهود طوكيو لمساعدة أفغانستان على بناء نظام سياسي أكثر شمولاً، وحماية حقوق الإنسان.

وتعد هذه أول رحلة دبلوماسية لهم خارج منطقة آسيا الوسطى والشرق الأوسط منذ أن سيطرت حركة «طالبان» على أفغانستان في عام 2021، وفق تقرير لـ«أسوشييتد برس»، الثلاثاء.

مقاتلو «طالبان» أمام السفارة الأميريكية في كابل يحملون علمهم خلال احتفالهم بمرور عام واحد على استيلائهم على العاصمة الأفغانية 15 أغسطس 2022 (أ.ب)
مقاتلو «طالبان» أمام السفارة الأميريكية في كابل يحملون علمهم خلال احتفالهم بمرور عام واحد على استيلائهم على العاصمة الأفغانية 15 أغسطس 2022 (أ.ب)

وصرح يوشيماسا هاياشي، وزير شؤون مجلس الوزراء، للصحافيين، الاثنين، بأن كبار مسؤولي «طالبان»، الذين لم يُكشف عن هويتهم، قد وجِّهت إليهم الدعوة من المؤسسة المانحة «نيبون زايدان»، ومن المقرر أن يتحدثوا أيضاً مع مسؤولى وزارة الخارجية اليابانية.

وقالت مؤسسة «نيبون زايدان» في بيانها، إن مسؤولي «طالبان» مدعوون إلى مساعدتهم على فهم الحاجة إلى «رؤية أوسع نطاقاً لبناء دولتهم في المستقبل وقبول المساعدات الإنسانية من المجتمع الدولي للفئات الضعيفة».

تاكاشي أوكادا سفير اليابان لدى أفغانستان (على اليسار) يُجري محادثات مع كبار مسؤولي «طالبان» في كابل 24 نوفمبر 2024 (الخارجية الأفغانية)
تاكاشي أوكادا سفير اليابان لدى أفغانستان (على اليسار) يُجري محادثات مع كبار مسؤولي «طالبان» في كابل 24 نوفمبر 2024 (الخارجية الأفغانية)

ورفضت المؤسسة الإفصاح عن تفاصيل بشأن الزوار وبرنامجهم. ولا تعترف اليابان رسميا بـ«طالبان» كحكومة رسمية في أفغانستان. وأشار هاياشي إلى أن هذه الزيارة جاءت بمبادرة من مؤسسة خاصة، لكنها تأتي استكمالاً لجهود الحكومة اليابانية في العمل مع المجتمع الدولي لدعوة حركة «طالبان» إلى إجراء تغييرات في السياسات لحماية حقوق الإنسان.

وذكر التلفزيون الياباني العام، نقلاً عن مصادر دبلوماسية أفغانية أن المسؤولين الأفغان «سيتبادلون وجهات النظر مع مسؤولين في الحكومة اليابانية خلال الزيارة».

وتشكل القيود التي تفرضها حركة «طالبان» على النساء والفتيات عقبة رئيسية أمام الاعتراف بـ«طالبان» حكومةً رسميةً في أفغانستان.

وتوفد حكومة حركة «طالبان» بانتظام مبعوثين إلى آسيا الوسطى وروسيا أو الصين، لكن لم يسبق أن أرسلت وفداً إلى اليابان. وفي أوروبا، لم تُجرِ زيارات رسمية إلا إلى النرويج خلال قمم دبلوماسية في 2022 و2023.

وكشف النقاب عن هذه الرحلة في البداية لطيف نزاري، نائب وزير الاقتصاد في حركة «طالبان»، الذي نشر على موقع «إكس» الإلكتروني، أن «وفداً رفيع المستوى» كان متوجهاً إلى اليابان، وأن حركة «طالبان» تسعى إلى المشاركة الكريمة مع العالم بوصفها عضواً نشطاً في المجتمع الدولي.

ونُقلت سفارة اليابان في كابل مؤقتاً إلى قطر، حيث مقر مسؤولين كبار في الدبلوماسية الأفغانية بعدما أطاحت حركة «طالبان» بالسلطات المدعومة من الأسرة الدولية في أغسطس (آب) 2021.

ومنذ ذلك الحين، استأنف المجتمع الدولي نشاطاته الدبلوماسية والإنسانية في أفغانستان أحد أفقر دول العالم، حيث يعيش 85 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليوناً، على أقل من دولار في اليوم حسب الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

تحت السطح الهادئ... الأزمة الجزائرية الفرنسية لا تزال متأججة

شمال افريقيا الرئيسان الجزائري والفرنسي على هامش قمة مجموعة السبع بإيطاليا في 13 يونيو 2024 (الرئاسة الجزائرية)

تحت السطح الهادئ... الأزمة الجزائرية الفرنسية لا تزال متأججة

وجَّه حزب مُوالٍ لحكومة الجزائر انتقادات حادة لوزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو واتهمه بالعنصرية، وحمَّله ضمناً المسؤولية عن مقتل مُهاجر من مالي على يد متطرف.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع (يمين) ووزير خارجيته أسعد الشيباني في إحدى رحلاتهما الخارجية (الرئاسة السورية)

دمشق تسعى إلى «لم شمل» الدبلوماسيين المنشقين عن نظام الأسد

دعت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، الدبلوماسيين المنشقين عن النظام السابق، إلى «لمّ الشمل».

سعاد جروس (دمشق)
أوروبا المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عند وصوله إلى قصر الإليزيه في باريس 17 أبريل 2025 (أ.ب)

ويتكوف يزور روسيا في إطار مساعي واشنطن لوقف إطلاق النار في أوكرانيا

يتوقع أن يزور المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف روسيا خلال الأسبوع الحالي على ما أفاد مسؤول روسي فيما حذرت موسكو من التسرع في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ نفى روبيو تقارير حول سعي الإدارة الأميركية إلى تقليص وجودها الدبلوماسي في أفريقيا (رويترز)

إدارة ترمب تنفي تقارير حول تقليص «انخراطها الدبلوماسي» في أفريقيا

تبحث الولايات المتحدة خططاً لتقليص انخراطها الدبلوماسي في أفريقيا وإغلاق مكاتب تابعة لوزارة الخارجية تُعنى بتغيّر المناخ والديمقراطية وحقوق الإنسان

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ماكرون خلال زيارته معرض «كنوز غزة» في معهد العالم العربي يوم الاثنين ويظهر ممسكاً بخريطة «فلسطين» مرسومة على قماش (أ.ف.ب)

رغم تركيزها على «الاعترافات المتبادلة»... نتنياهو متمسك برفض مبادرة ماكرون

نتنياهو متمسك برفض مبادرة ماكرون رغم تركيزها على «الاعترافات المتبادلة»، والرئيس الفرنسي يواصل مساعيه الدبلوماسية ويكثف اتصالاته تهيئة لمؤتمر يونيو (حزيران).

ميشال أبونجم (باريس)

الجيش الباكستاني يعلن قتل «54 متطرفاً» على الحدود مع أفغانستان

جندي من قوة أمن الحدود يفحص جوازات سفر مواطنين باكستانيين استعداداً لمغادرة الهند بعد أن ألغت الهند تأشيراتهم الممنوحة عند معبر أتاري - واجاه الحدودي قرب أمريتسار بالهند في 27 أبريل 2025 (رويترز)
جندي من قوة أمن الحدود يفحص جوازات سفر مواطنين باكستانيين استعداداً لمغادرة الهند بعد أن ألغت الهند تأشيراتهم الممنوحة عند معبر أتاري - واجاه الحدودي قرب أمريتسار بالهند في 27 أبريل 2025 (رويترز)
TT
20

الجيش الباكستاني يعلن قتل «54 متطرفاً» على الحدود مع أفغانستان

جندي من قوة أمن الحدود يفحص جوازات سفر مواطنين باكستانيين استعداداً لمغادرة الهند بعد أن ألغت الهند تأشيراتهم الممنوحة عند معبر أتاري - واجاه الحدودي قرب أمريتسار بالهند في 27 أبريل 2025 (رويترز)
جندي من قوة أمن الحدود يفحص جوازات سفر مواطنين باكستانيين استعداداً لمغادرة الهند بعد أن ألغت الهند تأشيراتهم الممنوحة عند معبر أتاري - واجاه الحدودي قرب أمريتسار بالهند في 27 أبريل 2025 (رويترز)

أعلن الجيش الباكستاني، الأحد، أنه قتل في 3 أيام «54 متشدداً» حاولوا التسلل عبر حدود أفغانستان، موجهاً أصابع الاتهام إلى الهند بعد أيام من التوتر بين البلدين.

وقال الجيش، في بيان، إنه تلقى معلومات مفادها أن «هؤلاء الجهاديين يحاولون التسلل لحساب (أسيادهم الأجانب) لممارسة أنشطة إرهابية واسعة النطاق على الأراضي الباكستانية».

جندي من قوة أمن الحدود يفحص جوازات سفر مواطنين باكستانيين استعداداً لمغادرة الهند بعد أن ألغت الهند تأشيراتهم الممنوحة عند معبر أتاري - واجاه الحدودي قرب أمريتسار بالهند في 27 أبريل 2025 (رويترز)
جندي من قوة أمن الحدود يفحص جوازات سفر مواطنين باكستانيين استعداداً لمغادرة الهند بعد أن ألغت الهند تأشيراتهم الممنوحة عند معبر أتاري - واجاه الحدودي قرب أمريتسار بالهند في 27 أبريل 2025 (رويترز)

وبعد هجوم دامٍ، الثلاثاء، في الشطر الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير، وجهت نيودلهي أصابع الاتهام إلى إسلام آباد.

ورد الجيش الباكستاني، الأحد، قائلاً: «في وقت تسوق فيه الهند اتهامات لا أساس لها بحق باكستان، من السهولة تحديد الجهة التي يعمل لحسابها هؤلاء الإرهابيون».

وأضاف الجيش: «تم العثور أيضاً على مخزن كبير للأسلحة وذخائر ومتفجرات».

أعضاء اتحاد عربات الركشة في عوامي يرددون شعارات خلال مظاهرة ضد تعليق معاهدة تقاسم المياه بين الهند وباكستان في لاهور بباكستان الأحد 27 أبريل 2025 (أ.ب)
أعضاء اتحاد عربات الركشة في عوامي يرددون شعارات خلال مظاهرة ضد تعليق معاهدة تقاسم المياه بين الهند وباكستان في لاهور بباكستان الأحد 27 أبريل 2025 (أ.ب)

وقبيل إعلان الجيش، تحدث وزير الإعلام الباكستاني عطا الله ترار عن «عمليات يومية مثمرة للقوات المسلحة ضد الإرهابيين».

والسبت، قُتل جنديان باكستانيان و15 جهادياً في مواجهات بمناطق مختلفة من ولاية خيبر بختونخوا.

ورأى ترار أن الهجوم في كشمير هو «وسيلة لصرف الانتباه عن كل نجاحات (الجيش الباكستاني) في الغرب» المتاخم لأفغانستان.

وفي المناطق الجبلية المذكورة، تكررت الهجمات منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في كابل في أغسطس (آب) 2021.

وتتهم إسلام آباد السلطات الجديدة في كابل بعدم طرد المقاتلين الذين لجأوا إلى أراضيها للتحضير لهجمات على باكستان، الأمر الذي تنفيه كابل.

والأحد، ظل التوتر شديداً بين الهند وباكستان مع تبادل لإطلاق النار لليلة الثالثة توالياً.

وتدهورت العلاقات بين نيودلهي وإسلام آباد منذ هجوم شنته مجموعة مسلحة، الثلاثاء، وخلَّف 26 قتيلاً مدنياً في القسم الذي تسيطر عليه الهند من إقليم كشمير المتنازَع عليه.

ووفق تعداد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قُتل منذ الأول من يناير (كانون الثاني) نحو 220 شخصاً معظمهم عناصر أمنيون في أعمال عنف نُسبت إلى مجموعات مسلحة مناهضة للسلطات الباكستانية في بلوشستان وخيبر بختونخوا.