القائد الأعلى لـ«طالبان» في أفغانستان يندد بـ«التهديدات» الأجنبية

بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توقيفه

تظهر صورة لزعيم «طالبان» الأعلى هبة الله أخوند زاده على طول طريق في كابل في 14 أغسطس 2023... وهو منعزل في معقله بجنوب أفغانستان ويعدّ حجر الزاوية للحركة التي حكمت البلاد دون منازع منذ استعادة السلطة في عام 2021 وفرضت الشريعة بصرامة (أ.ف.ب)
تظهر صورة لزعيم «طالبان» الأعلى هبة الله أخوند زاده على طول طريق في كابل في 14 أغسطس 2023... وهو منعزل في معقله بجنوب أفغانستان ويعدّ حجر الزاوية للحركة التي حكمت البلاد دون منازع منذ استعادة السلطة في عام 2021 وفرضت الشريعة بصرامة (أ.ف.ب)
TT
20

القائد الأعلى لـ«طالبان» في أفغانستان يندد بـ«التهديدات» الأجنبية

تظهر صورة لزعيم «طالبان» الأعلى هبة الله أخوند زاده على طول طريق في كابل في 14 أغسطس 2023... وهو منعزل في معقله بجنوب أفغانستان ويعدّ حجر الزاوية للحركة التي حكمت البلاد دون منازع منذ استعادة السلطة في عام 2021 وفرضت الشريعة بصرامة (أ.ف.ب)
تظهر صورة لزعيم «طالبان» الأعلى هبة الله أخوند زاده على طول طريق في كابل في 14 أغسطس 2023... وهو منعزل في معقله بجنوب أفغانستان ويعدّ حجر الزاوية للحركة التي حكمت البلاد دون منازع منذ استعادة السلطة في عام 2021 وفرضت الشريعة بصرامة (أ.ف.ب)

أكد القائد الأعلى لحركة «طالبان» هبة الله أخوند زاده، أن أفغانستان لن تخيفها «التهديدات»، وذلك بعد أيام من طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرات توقيف بحقه وحق زعيم آخر في الحركة.

وقال أخوند زاده خلال احتفال تخرج في إحدى المدارس القرآنية، بحسب تسجيل صوتي جرى توزيعه الاثنين على الصحافيين: «من هم هؤلاء؟! غربيون أم شرقيون؟ هل نصدقهم ولا نصدق وعود الله؟! ونترك أنفسنا نتأثر بتهديداتهم؟ لذا فلنتُب!».

عبد الكبير القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في أفغانستان يتحدث خلال حفل تخرج مدرسة «منبع الجهاد» الإسلامية في خوست في 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)
عبد الكبير القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في أفغانستان يتحدث خلال حفل تخرج مدرسة «منبع الجهاد» الإسلامية في خوست في 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وفي رد على سؤال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أكد محمود عزام، الناطق باسم ولاية قندهار (جنوب)، حيث يعيش الأمير، صحة هذا التسجيل.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، أعلن الخميس الماضي، أنه سيسعى إلى إصدار مذكرات توقيف بحق هبة الله أخوند زاده، ورئيس المحكمة العليا عبد الحكيم حقاني بتهمة اضطهاد النساء، وهي جريمة ضد الإنسانية.

* «دوافع سياسية»

وعدّت حركة «طالبان» القرار مبنياً على «دوافع سياسية».

وأكد أخوند زاده أن «طالبان» هم «مسلمون يقفون إلى جانب الحق، ولا يمكن لأحد أن يمسّ بهم، لا من الغرب ولا من الشرق».

ومنذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021، أصدرت الحركة كثيراً من القوانين المستوحاة من رؤيتها الصارمة للإسلام، مع استبعاد النساء تدريجياً من الأماكن العامة.

طلاب حديثو التخرج من مدرسة «منبع الجهاد» يحضرون حفل تخرجهم في خوست في 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)
طلاب حديثو التخرج من مدرسة «منبع الجهاد» يحضرون حفل تخرجهم في خوست في 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وتعد أفغانستان الدولة الوحيدة العالم التي لا يُسمح فيها للفتيات والنساء بالالتحاق بالمدرسة الثانوية أو الجامعة. إلى ذلك، لم يعد بإمكان النساء الأفغانيات الذهاب إلى الحدائق أو صالات الألعاب الرياضية أو مغادرة منازلهن من دون مرافق.

وتندد الأمم المتحدة بهذه السياسات التي تُدرجها ضمن خانة «الفصل العنصري بين الجنسين».

وعلى القضاة في المحكمة الجنائية الدولية التي يقع مقرها في لاهاي، النظر في طلب المدعي العام قبل اتخاذ قرار بشأن إصدار مذكرات توقيف، وهي عملية قد تستغرق أسابيع أو أشهراً.

ولا تملك المحكمة الجنائية الدولية قوة شرطة خاصة بها، وتعتمد على تعاون الدول الأعضاء فيها البالغ عددها 125، لتنفيذ مذكرات التوقيف التي تصدرها.


مقالات ذات صلة

«طالبان» ترحّب برفع موسكو الحركة من قائمة الإرهاب وتعتبرها «تطوراً مهماً»

آسيا هذه الصورة، التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (يسار)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي بأمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)

«طالبان» ترحّب برفع موسكو الحركة من قائمة الإرهاب وتعتبرها «تطوراً مهماً»

رحَّبت «طالبان» الخميس بإلغاء روسيا تصنيف الحركة ضمن «المنظمات الإرهابية»، مشيدة بـ«تطور مهم» في العلاقات بين حكومتها وموسكو.

«الشرق الأوسط» (كابل - واشنطن )
أفريقيا امرأة تنعى أحد أفراد أسرتها بعد هجوم شنّه مسلحون على مجتمع زيكي الزراعي شمال وسط نيجيريا الثلاثاء 15 أبريل 2025 (أ.ب)

نيجيريا: 7 قتلى في هجمات إرهابية نفّذتها «بوكو حرام»

أكّدت السلطات المحلية في شمال شرقي نيجيريا، الأربعاء، مقتل 7 أشخاص في سلسلة هجمات إرهابية نفّذتها جماعة «بوكو حرام».

الشيخ محمد (نواكشوط )
آسيا قاضي المحكمة العليا الروسية أوليغ نيفيودوف يصدر حكماً برفع الحظر عن حركة «طالبان» الأفغانية التي تم تصنيفها جماعة إرهابية منذ أكثر من عقدين من الزمان (أ.ب)

روسيا ترفع «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية

أعلنت المحكمة العليا في روسيا، الخميس، أنها صادقت على رفع حركة «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية، وهو إجراء يهدف إلى تعزيز العلاقات بين موسكو وكابل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
آسيا أفغان يتجمعون بمحطة حافلات في كراتشي استعداداً للعودة إلى ديارهم (رويترز)

«طالبان» تعرب عن استعدادها لاستعادة مئات آلاف المهاجرين الأفغان من باكستان

يقول القنصل العام الأفغاني في بيشاور، محب الله شاكر، إن الوقت حان لعودة مئات آلاف المواطنين الأفغان لوطنهم، مشيداً بالدعم الباكستاني لمواطنيه منذ نحو 5 عقود.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
آسيا حافلة الشرطة التي تعرضت لانفجار عبوة ناسفة في إقليم بلوشستان (أ.ف.ب)

«داعش» يتبنى هجوماً قضى فيه 3 شرطيين في باكستان

أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عن هجوم أسفر عن مقتل 3 عناصر من الشرطة، الثلاثاء، في إقليم بلوشستان الواقع جنوب غربي باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

«طالبان» ترحّب برفع موسكو الحركة من قائمة الإرهاب وتعتبرها «تطوراً مهماً»

هذه الصورة، التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (يسار)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي بأمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)
هذه الصورة، التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (يسار)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي بأمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)
TT
20

«طالبان» ترحّب برفع موسكو الحركة من قائمة الإرهاب وتعتبرها «تطوراً مهماً»

هذه الصورة، التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (يسار)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي بأمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)
هذه الصورة، التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (يسار)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي بأمير خان متقي، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)

رحَّبت «طالبان» الخميس بإلغاء روسيا تصنيف الحركة ضمن «المنظمات الإرهابية»، مشيدة بـ«تطور مهم» في العلاقات بين حكومتها وموسكو.

الصورة، التي التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (وسط)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي أمير خان متقي (الثاني يمين)، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل، رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)
الصورة، التي التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 17 أبريل 2025، تُظهر ديمتري جيرنوف (وسط)، سفير روسيا لدى أفغانستان، وهو يلتقي أمير خان متقي (الثاني يمين)، وزير الخارجية الأفغاني، في كابل. في 17 أبريل، رفعت المحكمة العليا الروسية تصنيف «طالبان» منظمة إرهابية، في بادرة رمزية تهدف إلى بناء علاقات ودية مع حكام أفغانستان الفعليين (وزارة الخارجية الأفغانية - أ.ف.ب)

وخلال لقاء مع السفير الروسي في كابل، شكر وزير خارجية حكومة «طالبان» أمير خان متقي روسيا «على هذه الخطوة»، واصفاً إياها بأنّها «تطوّر مهم في العلاقات بين أفغانستان وروسيا»، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وقد أعلنت المحكمة العليا في روسيا الخميس أنها صادقت على رفع حركة «طالبان» من قائمتها للمنظمات الإرهابية، وهو إجراء رمزي يهدف إلى تعزيز العلاقات بين موسكو وكابل المعزولة على الساحة الدولية.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن أوليغ نيفيدوف القاضي المكلّف بالقضية قوله بعد جلسة مغلقة إن «القرار يدخل حيز التنفيذ فوراً».

ولا يشكل هذا القرار اعترافاً رسمياً بحكومة «طالبان» من جانب موسكو في هذه المرحلة.

غير أنّ الحركة رحّبت بهذا القرار، مشيدة بـ«تطور مهم» في العلاقات بين حكومتها وموسكو.

قاضي المحكمة العليا الروسية أوليغ نيفيودوف يصدر حكماً برفع الحظر عن حركة «طالبان» الأفغانية التي تم تصنيفها جماعة إرهابية منذ أكثر من عقدين من الزمان في موسكو روسيا الخميس 17 أبريل 2025 (أ.ب)
قاضي المحكمة العليا الروسية أوليغ نيفيودوف يصدر حكماً برفع الحظر عن حركة «طالبان» الأفغانية التي تم تصنيفها جماعة إرهابية منذ أكثر من عقدين من الزمان في موسكو روسيا الخميس 17 أبريل 2025 (أ.ب)

وفي مارس (آذار) الماضي، طلب مكتب المدعي العام الروسي رفع حركة «طالبان» من قائمة المنظمات المصنفة «إرهابية» في روسيا، وبالتالي المحظورة والتي كانت مدرجة فيها منذ عام 2003، وذلك بعد اعتداءات 11سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة.

وسيطرت حركة «طالبان» على العاصمة الأفغانية كابول في 15 أغسطس (آب) 2021، بعد سقوط الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة الذي أعقبه بعد أيام الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من البلاد.

ومنذ ذلك الحين، تعهدت موسكو بتطبيع علاقاتها مع الحكومة الأفغانية الجديدة التي تعتبرها شريكاً اقتصادياً محتملاً في الحرب ضد الإرهاب.

غير أنه لم يتم الاعتراف بهذه الحكومة رسمياً من أي دولة في هذه المرحلة، خصوصاً بسبب الوضع الكارثي لحقوق المرأة في أفغانستان.

ومع ذلك، بالإضافة إلى روسيا تقيم باكستان والصين وإيران ومعظم دول آسيا الوسطى علاقات دبلوماسية مع السلطات الأفغانية.

واستقبلت موسكو مبعوثين من «طالبان» على أراضيها في مناسبات عدة حتى قبل عودة الحركة إلى السلطة.

«طالبان» حليف في الحرب ضد الإرهاب

ويبدو أن التقارب بين الكرملين وكابل يتسارع عقب الهجوم الذي وقع في مارس 2024 قرب موسكو وقُتل خلاله 145 شخصاً في قاعة للحفلات الموسيقية على يد أربعة مسلحين من تنظيم «داعش- في خراسان» الفرع الإقليمي للتنظيم الإرهابي الناشط في أفغانستان.

و في يوليو (تموز) 2024 قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه يعتبر حركة «طالبان» حليفاً في الحرب ضد الإرهاب.

ثم وقع نهاية عام 2024 قانوناً يسمح للسلطات الروسية بشطب اسم مجموعة مدرجة في قائمة المنظمات الإرهابية، وبالتالي محظورة في البلاد.

ووفقاً لهذا النص أصبح من الممكن الآن أن «يعلق القضاء الحظر على منظمة ما مؤقتاً» في حال وجود «دليل حقيقي» على أن المجموعة المذكورة توقفت عن الترويج «للإرهاب».

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب إلى رفع العقوبات عن أفغانستان وتحمل «مسؤولية» إعادة إعمار البلاد الذي شهد حربا لعقود.

وتوجه أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إلى كابل نهاية ديسمبر كانون الأول الماضي في زيارة نادرة يقوم بها مسؤول أجنبي أعلن خلالها أنه يريد تعزيز «التعاون» مع أفغانستان.

وحارب العديد من قادة «طالبان» موسكو في الثمانينات خلال الحرب التي خاضها الاتحاد السوفياتي في البلاد واستمرت عقداً.