«طالبان»: طلب مذكرات توقيف بحق قادتنا يعتمد سياسة «الكيل بمكيالين»

قالت إن «القرار الجديد» له «دوافع سياسية»

نائب وزير الداخلية الأفغاني محمد نبي عمري يتحدث خلال حفل تخرج مدرسة «منبع الجهاد» الإسلامية في خوست... 24 يناير 2025. قالت حكومة «طالبان» الأفغانية في 24 يناير إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادتها «ذات دوافع سياسية» (أ.ف.ب)
نائب وزير الداخلية الأفغاني محمد نبي عمري يتحدث خلال حفل تخرج مدرسة «منبع الجهاد» الإسلامية في خوست... 24 يناير 2025. قالت حكومة «طالبان» الأفغانية في 24 يناير إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادتها «ذات دوافع سياسية» (أ.ف.ب)
TT

«طالبان»: طلب مذكرات توقيف بحق قادتنا يعتمد سياسة «الكيل بمكيالين»

نائب وزير الداخلية الأفغاني محمد نبي عمري يتحدث خلال حفل تخرج مدرسة «منبع الجهاد» الإسلامية في خوست... 24 يناير 2025. قالت حكومة «طالبان» الأفغانية في 24 يناير إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادتها «ذات دوافع سياسية» (أ.ف.ب)
نائب وزير الداخلية الأفغاني محمد نبي عمري يتحدث خلال حفل تخرج مدرسة «منبع الجهاد» الإسلامية في خوست... 24 يناير 2025. قالت حكومة «طالبان» الأفغانية في 24 يناير إن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق قادتها «ذات دوافع سياسية» (أ.ف.ب)

اعتبرت حكومة «طالبان» الجمعة أن مذكرات التوقيف التي طلبها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بحق قادة في الحركة «لها دوافع سياسية» وتعتمد سياسة «الكيل بمكيالين».

عبد الكبير (وسط) القائم بأعمال وزير اللاجئين والعودة في أفغانستان يتحدث خلال حفل تخرج مدرسة «منبع الجهاد» الإسلامية في خوست... 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)

اعتبرت حكومة «طالبان» الجمعة أن مذكرات التوقيف التي طلبها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بحق قادة في الحركة «لها دوافع سياسية» وتعتمد سياسة «الكيل بمكيالين».

وأعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، الخميس، أنه سيطلب إصدار مذكرات توقيف في حق القائد الأعلى لحركة «طالبان» هبة الله أخوند زاده ورئيس المحكمة العليا في أفغانستان عبد الحكيم حقاني لاضطهاد النساء الذي يعد جريمة ضد الإنسانية.

طلاب حديثو التخرج من مدرسة «منبع الجهاد» يحضرون حفل تخرجهم في خوست... 24 يناير 2025 (أ.ف.ب)

وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأفغانية نُشر على منصة «إكس»: «مثل الكثير من القرارات الأخرى (الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية)، لا أساس قانونيا عادلا (للقرار الجديد) وله دوافع سياسية» ويعتمد سياسة «الكيل بمكيالين».

وأضاف البيان: «من المؤسف أن هذه المؤسسة غضت النظر عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها قوات أجنبية وحلفاؤها المحليون خلال احتلال أفغانستان الذي استمر عشرين عاما».

وأشار إلى أن المحكمة يجب «ألا تحاول فرض تفسير معين لحقوق الإنسان على كل العالم وتجاهُل القيم الدينية والوطنية لشعوب بقية العالم».

وعادت حركة «طالبان» إلى السلطة في أفغانستان في عام 2021 بعد إطاحة الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة بانقلاب عسكري خاطف، وفرضت تفسيرا صارما للشريعة في البلاد وقيّدت جوانب حياة النساء بشدة.

حفل تخرج للفتيات الأفغانيات في مدرسة الشيخ عبد القادر الجيلاني الدينية في كابل بأفغانستان... 23 يناير 2025. تخرجت حوالي 260 فتاة أفغانية من المدرسة الدينية بعد إكمال دراساتهن الدينية جنباً إلى جنب مع المنهج الأكاديمي (إ.ب.أ)

بدوره، قال نائب وزير الداخلية الأفغاني محمد نبي عمري، وهو معتقل سابق في سجن غوانتانامو، إن المحكمة الجنائية الدولية «لا تخيفنا».

وتابع خلال فعالية في مدينة خوست في شرق البلاد حضرها صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه يجب على الجنائية الدولية ملاحقة الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب «الحروب»، وقال: «لو كانت هذه المحاكم عادلة ونزيهة لأدخلت أميركا إلى قفص الاتهام لأنها تسبب الحروب والمشكلات في العالم».

وأضاف أنه يجب عليها أيضا محاكمة «رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) لأن (الحكومة) قتلت عشرات آلاف الفلسطينيين الأبرياء، قتلت الأطفال والنساء، لكنه يمشي حرا لأن قوى العالم تقف إلى جانبه»، متحدثا عن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق وثلاثة من كبار قادة «حماس» في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي.

وتعهّدت «طالبان» إبداء مرونة أكبر إزاء النساء مما كان عليه الحال خلال حكمها بين 1996 و2001 عندما حرمت النساء من كلّ حقوقهنّ تقريبا.

لكن سرعان ما بدأت الحركة التي تطبّق تفسيرا متشدّدا جدا للشريعة فرض قيود صارمة رأت فيها الأمم المتحدة «فصلا قائما على النوع الاجتماعي». ولا تعترف أيّ دولة في العالم بحكومة «طالبان».

وفي ظلّ حكمها، يحظر على الأفغانيات الالتحاق بالمدارس الثانوية أو الجامعات وارتياد المتنزهات ونوادي الرياضة وصالونات التجميل أو حتّى الخروج من المنزل تقريبا من دون محرم.

ويمنعهن قانون من إنشاد الأغاني أو الشعر ويلزمهن بـ«ستر» الجسد والصوت خارج المنزل.

وقال كريم خان في بيان: «ثمة دوافع معقولة تسمح بالقول إن للقائد الأعلى لحركة «طالبان» هبة الله أخوند زاده ورئيس المحكمة العليا في (إمارة أفغانستان الإسلامية) عبد الحكيم حقاني مسؤولية جنائية في الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة باضطهاد مرتبط بالنوع الاجتماعي».

وصرّح خان بأن «النساء والفتيات الأفغانيات وكذلك أفراد مجتمع الميم يتعرّضون لحملات اضطهاد بغيضة ومتكرّرة غير معهودة من (طالبان)».

وأوضح أن «مسارنا يقضي بالقول إن الوضع القائم بالنسبة إلى النساء والفتيات في أفغانستان غير مقبول».

وأعلن المدّعي العام أنه سيطلب قريبا مذكّرات توقيف في حقّ مسؤولين آخرين في «طالبان»، مشيرا إلى أن جرائم أخرى ضدّ الإنسانية ترتكب في أفغانستان بالإضافة إلى حملات الاضطهاد هذه.

ويتعيّن على قضاة المحكمة الجنائية الدولية التي تتخّذ من لاهاي (هولندا) مقرّا النظر في طلب كريم خان قبل بتّ مسألة إصدار مذكّرات توقيف من عدمه، في إجراءات قد تتّخذ أسابيع أو حتّى أشهرا.

وأنشئت المحكمة للحكم في أسوأ الجرائم في العالم، مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.

وليس للمحكمة وحدة شرطة تابعة لها، وهي تعوّل على تعاون دولها الأعضاء البالغ عددها 125 لتنفيذ مذكّرات التوقيف.


مقالات ذات صلة

أميركي أفرجت عنه «طالبان» سيعود إلى بلاده

الولايات المتحدة​ في هذه الصورة المنشورة من وزارة الخارجية القطرية يظهر جورج غليزمان (وسط الصورة) مع آدم بولر (الثاني من اليسار) وزلماي خليل زاد (الثاني من اليمين) ودبلوماسيين قطريين في كابل... الخميس 20 مارس 2025 قبل مغادرتهم إلى الدوحة (أ.ب)

أميركي أفرجت عنه «طالبان» سيعود إلى بلاده

قال مصدر إن حركة «طالبان» الأفغانية أفرجت، عن مواطن أميركي كان محتجزاً الأكثر من عامين، وذلك عقب محادثات بين المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن آدم بولر، و«طالبان».

«الشرق الأوسط» (الدوحة - كابل )
الولايات المتحدة​ تُظهر هذه الصورة التي التقطتها ونشرتها وزارة الخارجية الأفغانية في 20 مارس 2025 المسؤول الأميركي آدم بولر (يمين) وهو يصافح وزير خارجية «طالبان» أمير خان متقي قبل لقائهما في كابول... وصرح مكتب متقي بأنه عقد اجتماعاً نادراً في 20 مارس مع مسؤولين أميركيين في كابل حيث ناقشوا قضية المعتقلين (أ.ف.ب)

«الخارجية الأميركية» تؤكد الإفراج عن محتجز أميركي لدى «طالبان»

قالت وزارة الخارجية الأميركية، الخميس، إن حركة «طالبان» أفرجت عن أميركي تم خطفه قبل أكثر من عامين خلال جولة سياحية في أفغانستان، بموجب صفقة توسَّط فيها مفاوضون.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
آسيا آدم بولر المبعوث الأميركي لشؤون الرهائن (رويترز)

مصدر: «طالبان» تُفرج عن أميركي كان محتجَزاً في أفغانستان

قال مصدر مطّلع، لوكالة «رويترز»، إن حركة «طالبان» الأفغانية أفرجت، اليوم الخميس، عن مواطن أميركي كان محتجَزاً في أفغانستان لأكثر من عامين.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
آسيا مسؤولون أمنيون باكستانيون يقومون بدوريات خلال زيارة الرئيس آصف زرداري إلى كويتا عاصمة إقليم بلوشستان المضطرب في باكستان في 19 مارس 2025 (إ.ب.أ)

باكستان تعتزم استهداف مسلحين في أفغانستان مع تصاعد العنف عبر الحدود

قال مسؤولون إن باكستان تعتزم استهداف مخابئ المسلحين، الذين يتردد أنهم وراء التصاعد الأخير للعنف عبر الحدود.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
الولايات المتحدة​ مجلس الأمن خلال اجتماعه حول أفغانستان (الأمم المتحدة)

تمديد المهمة الأممية في أفغانستان يترافق مع تحذير لـ«طالبان»

مدد مجلس الأمن مهمة بعثة الأمم المتحدة للمساعدة «أوناما»، في وقت حذر فيه قادة «طالبان» من أن السلام «لا يمكن تحقيقه» قبل تراجعهم عن حظر حصول النساء على التعليم

علي بردى (واشنطن: علي بردى)

اليابان والصين وكوريا الجنوبية تتفق على تعزيز السلم والتعاون

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)
TT

اليابان والصين وكوريا الجنوبية تتفق على تعزيز السلم والتعاون

وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الصيني وانغ يي (يسار) يصافح نظيره الكوري الجنوبي تشو تاي يول... وفي الوسط وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا (إ.ب.أ)

أكدت اليابان وكوريا الجنوبية والصين (السبت)، أن السلم في شبه الجزيرة الكورية مسؤولية مشتركة، وفق ما أعلن وزير الخارجية الياباني خلال اجتماع ضم وزراء خارجية الدول الثلاث، وتعهدوا خلاله تعزيز التعاون.

وأتى الاجتماع عقب قمة ثلاثية استضافتها سيول في مايو (أيار) الماضي اتفق خلالها القادة على تعزيز العلاقات التجارية، وأكدوا مجدداً هدفهم المتمثل في جعل شبه الجزيرة الكورية منزوعة السلاح النووي، في إشارة إلى كوريا الشمالية. لكنه يأتي أيضاً في حين تخيم الرسوم الأميركية التجارية على المنطقة، وتزداد المخاوف إزاء تجارب تجريها كوريا الشمالية على الأسلحة، ونشرها قوات دعماً لحرب روسيا ضد أوكرانيا.

وقال الوزير الكوري الجنوبي تشو تاي يول السبت: «أكدنا مجدداً أن إرساء السلم والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية هو مصلحة مشتركة ومسؤولية مشتركة للدول الثلاث». وأضاف: «كما شددتُ على وجوب وقف التعاون العسكري غير القانوني بين روسيا وكوريا الشمالية فوراً».

الوزراء الثلاثة ومسؤولون آخرون قبيل بدء المحادثات (أ.ف.ب)

وعادة ما تتخذ سيول وطوكيو موقفاً أشد لهجة من كوريا الشمالية مقارنة بالصين التي تظل من أكبر حلفاء بيونغ يانغ، وتقدم لها مساعدة اقتصادية.

وصرح وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا بأنه أجرى مع تشو والوزير الصيني وانغ يي «تبادلاً صريحاً لوجهات النظر حول التعاون الثلاثي والشؤون الدولية والإقليمية من منظور واسع، وأكدنا تعزيز التعاون في المستقبل».

وقال إيوايا في مستهل اجتماع السبت إن «الوضع الدولي يزداد خطورة، وليس من المبالغة القول إننا عند نقطة تحول في التاريخ».

وأضاف: «في هذا السياق أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى بذل الجهود للتغلب على الانقسام والمواجهة من خلال الحوار والتعاون».

من جهته، قال وانغ إن هذا العام يصادف الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، مؤكداً أنه «لا يمكننا بناء مستقبل أفضل إلا بالتأمل الصادق في التاريخ».

وأضاف أن تعزيز التعاون سيسمح للدول بـ«مقاومة المخاطر معاً»، بالإضافة إلى تعزيز «التفاهم المتبادل» بين شعوبها.

وناقش المجتمعون السبت أيضاً مسألة أوكرانيا، وحذر إيوايا من أن تغيير الوضع الراهن بالقوة من جانب واحد أمر غير مقبول في أي مكان.

وقال: «فيما يتعلق بالوضع في أوكرانيا، شدّدتُ على ضرورة تكاتف المجتمع الدولي في التأكيد على أن أي محاولة لتغيير الوضع الراهن بالقوة من جانب واحد لن يتم التهاون معها في أي مكان في العالم».

خلال الاجتماع الوزاري في طوكيو (د.ب.أ)

وكان تغير المناخ وشيخوخة السكان والتجارة... من بين المواضيع الرئيسية التي قال المسؤولون إنها ستناقَش السبت، بالإضافة إلى التعاون في مجال الإغاثة من الكوارث والعلوم والتكنولوجيا.

وتأثرت الصين، وبدرجة أقل كوريا الجنوبية واليابان، بالرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الأسابيع الأخيرة، لكن لم يتطرق أي من الوزراء إلى هذه القضية بشكل مباشر في تصريحاتهم الصحافية. وأوضح إيوايا أن الوزراء الثلاثة «اتفقوا على تسريع التنسيق للقمة المقبلة» بين قادة الدول.

ورأت الباحثة في السياسة الخارجية في معهد بروكينغز بواشنطن، باتريشيا م. كيم، أنه رغم أن «الحوارات الثلاثية تجري من أكثر من عقد»، فإن هذه الجولة «تحمل أهمية متزايدة»، نظراً للموقف الأميركي الجديد.

وقالت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «القادة يتعرضون لضغوط متزايدة لتنويع خياراتهم والبحث عن فرص اقتصادية بديلة».

وأضافت أن بكين «تسعى جاهدة لتحسين علاقاتها مع القوى الكبرى والمتوسطة الأخرى في ظل تزايد الخلافات مع الولايات المتحدة».