وفاة شخص وإصابة 73 بسبب إعصار «كونغ - ري» في تايوان

أكبر عاصفة من حيث الحجم منذ 30 عاماً

صورة بالأقمار الاصطناعية لإعصار «كونغ - ري» وهو يتطور فوق المحيط الهادي مع اقترابه من تايوان (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية لإعصار «كونغ - ري» وهو يتطور فوق المحيط الهادي مع اقترابه من تايوان (أ.ف.ب)
TT

وفاة شخص وإصابة 73 بسبب إعصار «كونغ - ري» في تايوان

صورة بالأقمار الاصطناعية لإعصار «كونغ - ري» وهو يتطور فوق المحيط الهادي مع اقترابه من تايوان (أ.ف.ب)
صورة بالأقمار الاصطناعية لإعصار «كونغ - ري» وهو يتطور فوق المحيط الهادي مع اقترابه من تايوان (أ.ف.ب)

تسبَّبت الرياح القوية والأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار «كونغ - ري»، في وفاة شخص على الأقل وإصابة 73 آخرين؛ بسبب الحوادث الناجمة عن هطول أمطار غزيرة وهبوب رياح قوية بأنحاء مختلفة من تايوان، بينما فُقد سائحان من جمهورية التشيك، ولم تفلح محاولات التواصل معهما، بحسب ما أورده «مركز عمليات الطوارئ المركزي». وتجاوز نطاق الإعصار 320 كيلومتراً، مما يجعله أكبر إعصار يضرب تايوان منذ نحو 3 عقود. وقالت حكومة مقاطعة نانتو بوسط تايوان، إن شجرة على جانب الطريق سقطت على شاحنة؛ مما أسفر عن نقل سيدة (56 عاماً) إلى المستشفى وإعلان وفاتها لاحقاً.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية التايوانية (سي إن إيه) بأن «مركز عمليات الطوارئ المركزي» قال إنه لم يتمكّن بعد من التواصل مع سائحَين اثنين من التشيك، أكد دخولهما متنزه تاروكو الوطني.

وأوضح المركز أنه تم تسجيل أكثر من 1429 حادثاً، مثل سقوط الأشجار أو تضرر الطرق، مضيفاً أنه تم إجلاء 9658 شخصاً من المناطق المعرَّضة للكوارث في المدن والمقاطعات المختلفة. وقد انقطعت الكهرباء عن ما لا يقل عن 207 آلاف و209 أسر في وقت مبكر من اليوم.

وصل الإعصار القوي «كونغ - ري» إلى البر، اليوم، في الساحل الشرقي لتايوان؛ حيث أعلنت المدن والمقاطعات جميعها اليوم عطلةً، وأُغلقت الأسواق المالية وأُلغيت مئات الرحلات الجوية؛ بسبب ما يتوقع أن تكون أكبر عاصفة من حيث الحجم منذ 30 عاماً.

رجال الشرطة يقومون بفحص سقف مُدمَّر بفعل رياح إعصار «كونغ - ري» في مقاطعة هوالين شرق تايوان (أ.ب)

وقالت الإدارة المركزية للأرصاد الجوية في تايوان إن العاصفة اجتاحت الساحل الشرقي الجبلي ذا الكثافة السكانية المنخفضة بين مقاطعتَي تايتونغ وهوالين، وأثرت الرياح القوية والأمطار الغزيرة على جميع أنحاء الجزيرة تقريباً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

هطلت أمطار غزيرة في ظل هبوب رياح قوية في العاصمة تايبيه (أ.ف.ب)

وفي مرحلة ما، ضعف الإعصار العملاق «كونغ - ري» قليلاً خلال الليل، لكنه ظل قوياً بما يعادل إعصاراً من الفئة الرابعة، مع هبات رياح تزيد سرعتها على 250 كيلومتراً في الساعة، وفقاً لمؤسسة تتابع مخاطر العواصف المدارية.

رجل (يمين) يساعد سائق دراجة بخارية وسط أمطار غزيرة بسبب الإعصار العملاق «كونغ-ري» في كيلونغ بتايوان (أ.ب)

وقالت إدارة الأرصاد الجوية إن هذا الإعصار سيكون الأكبر، من حيث الحجم، الذي يضرب الجزيرة منذ عام 1996.

وكتب الرئيس لاي تشينغ-ته، على صفحته على «فيسبوك»: «آمل أن يتعاون الجميع في البلاد لتجنب الكارثة، والامتناع عن الانخراط في سلوكيات خطرة؛ مثل مراقبة الأمواج في أثناء الإعصار».

رجل يكافح بمظلته ضد هبات الرياح الناتجة عن إعصار «كونغ - ري» في تايبيه (أ.ب)

وفي سياق متصل، تمّ إغلاق المدارس والمكاتب في تايوان، مع توقع أن يصل إعصار «كونغ - ري» إلى البر الرئيسي مساء اليوم، حيث تبلغ سرعته 191 كيلومتراً في الساعة، ويحمل زوابع تسير بسرعة 234 كيلومتراً في الساعة (145 ميلاً). وقد غمرت المياه مناطق من مقاطعتَي ييلان وهوالين بشرق البلاد، وفقاً لما ذكرته وكالة «أسوشييتد برس».

يتوقع أن تكون أكبر عاصفة من حيث الحجم قد مرت على تايوان منذ 30 عاماً (أ.ف.ب)

ودفع الإعصار القرويين في الأقاليم الواقعة بشمال الفلبين إلى إخلاء منازلهم والتوجه إلى أماكن إيواء، أمس (الأربعاء).

العاصفة اجتاحت الساحل الشرقي الجبلي ذا الكثافة السكانية المنخفضة بين مقاطعتَي تايتونغ وهوالين (أ.ف.ب)

وفي العاصمة تايبيه، هطلت أمطار غزيرة في ظل هبوب رياح قوية، في حين تمّ إغلاق كثير من مكاتب الخدمات العامة والمدارس ومكاتب العمل.


مقالات ذات صلة

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا أشخاص يعبرون نهراً بجوار جسر بعد أن فاض النهر بسبب الأمطار الغزيرة الناجمة عن العاصفة الاستوائية «ترامي» في لوريل بمقاطعة باتانغاس جنوب مانيلا 25 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

عاصفة تضرب شمال الفلبين وتخلّف 65 قتيلاً

ابتعدت العاصفة الاستوائية «ترامي» عن شمال غرب الفلبين، الجمعة، مسفرة عن مقتل 65 شخصاً على الأقل في انهيارات أرضية وفيضانات واسعة النطاق.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
صحتك أكياس القمامة تطفو بالقرب من منزل غمرته المياه بسبب إعصار «ميلتون» على طول نهر ألافيا (أ.ب)

ارتفاع حالات الإصابة ببكتيريا «آكلة للحوم» في فلوريدا... ما سببها؟

شهدت ولاية فلوريدا الأميركية مؤخراً زيادة في الحالات المؤكدة للإصابة ببكتيريا آكلة للحوم بعد الإعصارين المدمرين «هيلين» و«ميلتون».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لقطة تظهر الكلب «تروبر» قبل إنقاذه من الفيضانات في فلوريدا (شرطة ولاية فلوريدا)

أميركي يواجه السجن لسنوات لتخليه عن كلبه أثناء إعصار «ميلتون» (فيديو)

أكد مسؤولون في الولايات المتحدة أن رجلاً زُعم أنه ترك كلبه مقيداً إلى جانب سور وسط مياه الفيضانات قبل إعصار «ميلتون»، يواجه اتهامات ترتبط بالقسوة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لورا وباسيل يوريو (شبكة فوكس الأميركية)

إعصار «ميلتون» يُعيد لزوج خاتم زفافه المفقود منذ عقد من الزمن

رغم الأضرار الهائلة التي أَحْدَثَهَا الإعصار «ميلتون» الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية، الأسبوع الماضي، فإنه تَسَبَّبَ في «حدث سعيد» لزوجين أميركيين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً باتجاه بحر الشرق

صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)
صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)
TT

كوريا الشمالية تطلق صاروخاً باليستياً باتجاه بحر الشرق

صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)
صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية المركزية للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بالقرب من صاروخ باليستي عابر للقارات (أ.ب)

أعلنت كوريا الشمالية، اليوم (الخميس)، أن زعيم البلاد كيم جونغ أون حضر اختباراً «حاسماً» لصاروخ باليستي عابر للقارات يهدف إلى تعزيز الردع النووي للبلاد.

وقال كيم، خلال الإطلاق، إن «هذا الاختبار هو عمل عسكري مناسب يلبي تماماً هدف إبلاغ الخصوم بعزمنا على الرد المضاد»، وفق وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية.

وأفادت سيول، اليوم، بأن كوريا الشمالية أطلقت أحد أقوى صواريخها الباليستية، في أول اختبار أسلحة لكيم جونغ أون منذ اتهامه بإرسال جنود إلى روسيا. وكانت سيول قد حذرت قبل يوم من أن كوريا الشمالية قد تختبر صاروخاً عابراً للقارات أو حتى تجري تجربة نووية قبل الانتخابات الأميركية، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

حذرت سيول من أن بيونغ يانغ قد تحصل على تكنولوجيا الصواريخ من روسيا مقابل مساعدتها في حربها مع أوكرانيا.

وأعلنت كوريا الجنوبية، اليوم، فرض قيود جديدة على الصادرات لمواد لازمة لإنتاج وقود الصواريخ الصلب للحد من تطوير كوريا الشمالية للصواريخ الباليستية. وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن قيود الصادرات ستشمل 15 مادة يصعب على كوريا الشمالية إنتاجها بنفسها مثل الهياكل وأنابيب الاحتراق.

وانتقدت الولايات المتحدة، الأربعاء، الاختبار الصاروخي لكوريا الشمالية ووصفته بأنه «انتهاك صارخ» لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى زعزعة الأمن في المنطقة.

وحضّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي شون سافيت، في بيان، «جميع الدول على إدانة هذه الانتهاكات»، مطالباً «جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بوقف أفعالها المزعزعة للاستقرار والانخراط في حوار جاد». وجاءت عملية الإطلاق بعد ساعات معدودة من دعوة وزيري الدفاع الأميركي لويد أوستن والكوري الجنوبي كيم يونغ - هيون، كوريا الشمالية لسحب قواتها من روسيا؛ حيث تقول واشنطن إن بيونغ يانغ نشرت 10 آلاف جندي هناك تحضيراً لعمل عسكري محتمل ضد القوات الأوكرانية.

من جهتها، أشارت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي إلى أنها تابعت الاستعدادات لإطلاق الصاروخ مع طوكيو وواشنطن حليفتي سيول، وأنها سترد «بتدريبات مشتركة تشمل وسائل استراتيجية أميركية»، وهو ما يثير غضب الشمال دائماً. وقال الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول إن بلاده «ستفرض عقوبات مستقلة جديدة» على الشمال وستعمل مع شركائها والأمم المتحدة لمعاقبة «انتهاكات بيونغ يانغ المعتادة لقرارات مجلس الأمن».

صرف الانتباه

قال يانغ مو–جين، رئيس جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن إطلاق بيونغ يانغ الصاروخ «يبدو أنه نُفّذ لصرف الانتباه عن الانتقادات الدولية لنشر قواتها» في روسيا. وتتّهم سيول كوريا الشمالية المسلحة نووياً بإرسال أسلحة لموسكو لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، وقالت إن بيونغ يانغ تحركت لنشر جنود بشكل جماعي عقب توقيع كيم جونغ أون اتفاق دفاع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يونيو (حزيران). وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء: «أدعوهم إلى سحب قواتهم من روسيا»، خلال مؤتمر صحافي مشترك في البنتاغون مع نظيره الكوري الجنوبي كيم يونغ-هيون الذي حضّ على «سحب فوري» لقوات بيونغ يانغ.

وأشار أوستن إلى أن نشر بيونغ يانغ قوات في روسيا يشكل «تهديداً أمنياً كبيراً». وأوضح يانغ أن مدّة تحليق الصاروخ الخميس وارتفاعه يظهران أن كوريا الشمالية «حاولت تقييم ما إذا كان صاروخاً باليستياً عابراً للقارات ثقيلاً متعدد الرؤوس يمكنه الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة». ورجّح خبراء أن تكون كوريا الشمالية تسعى في مقابل إمدادها روسيا بقوات إلى الحصول على تكنولوجيا عسكرية، من أقمار اصطناعية لأغراض المراقبة إلى غواصات، إضافة إلى ضمانات أمنية محتملة من موسكو.

وقال الباحث آن تشان-إيل، الذي يدير المعهد العالمي للدراسات حول كوريا الشمالية، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن من المرجح أن يكون اختبار الخميس محاولة لصرف الانتباه عن نشر بيونغ يانغ قوات ولفت «انتباه العالم قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية». ورداً على ذلك، أشارت سيول التي تعد من كبار مصدري الأسلحة إلى أنها تدرس إرسال أسلحة بشكل مباشر إلى أوكرانيا، وهو ما تجنبته في السابق بسبب اتباعها سياسة داخلية منذ أمد طويل بتجنب تصدير أسلحة لأطراف في حالة نزاع.

ونفت كوريا الشمالية إرسال قوات، لكن نائب وزير خارجيتها صرح لوسائل إعلام رسمية، في أول تعليق، بأنه في حال حدوث أمر مماثل فسيكون متوافقاً مع القانون الدولي. وتحظر عقوبات الأمم المتحدة على بيونغ يانغ إجراء اختبارات باستخدام تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، لكن كيم جونغ أون كثّف عمليات إطلاق الصواريخ هذا العام، في حين حذر خبراء من أنه قد يكون يختبر أسلحة قبل تسليمها إلى روسيا.