اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد الماضي، كوريا الشمالية بتزويد الجيش الروسي بجنود للقتال في أوكرانيا، فيما أفادت تقارير لوسائل إعلام أوكرانية بأن موسكو تخطط لتشكيل كتيبة من القوات أرسلها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون للمساعدة في دفع القوات الأوكرانية للخروج من كورسك.
وأمس (الأربعاء)، قالت مجلة «نيوزويك» الأميركية، نقلاً عن وسائل إعلام أوكرانية، إن نحو 18 جندياً من كوريا الشمالية يُعتقد أنهم فرّوا من الخطوط المواجهة في روسيا، في حين يبحث عنهم الجيش الروسي.
وأفادت هيئة البث العامة الأوكرانية بأن القوات الكورية انتشرت في منطقتي كورسك وبريانسك الروسيتين، على بُعد نحو أربعة أميال من الحدود مع أوكرانيا.
وقال مسؤولون استخباراتيون إن الجيش الروسي يبحث عن الجنود الكوريين الشماليين، فيما يحاول القادة إخفاء الفرار عن رؤسائهم.
فهل أرسلت كوريا الشمالية بالفعل جنوداً للقتال مع الجيش الروسي؟
قال مصدر استخباراتي عسكري أوكراني لشبكة «بي بي سي» البريطانية، إن الجيش الروسي يشكل وحدة تضم نحو 3000 كوري شمالي في أقصى شرق روسيا، مؤكداً أن بيونغ يانغ تشكل تحالفاً عسكرياً وثيقاً مع الكرملين.
إلا أن «بي بي سي» أكدت أنها لم تتوصل حتى الآن إلى أي دليل أو علامة على تشكيل مثل هذه الوحدة الكبيرة.
وأكد مصدر عسكري في أقصى شرق روسيا أن «عدداً من الكوريين الشماليين وصلوا» وتمركزوا في إحدى القواعد العسكرية بالقرب من أوسورييسك، إلى الشمال من فلاديفوستوك. لكن المصدر رفض التصريح عن عدد أولئك الجنود بدقة، لكنه أشار إلى أن هذا العدد «ليس قريباً على الإطلاق من 3000».
وقد قال خبراء عسكريون لـ«بي بي سي» إنهم يشكّون في قدرة وحدات الجيش الروسي على دمج آلاف الجنود الكوريين الشماليين بين قواتها بنجاح.
ولفت الخبراء إلى أن كوريا الشمالية قد يكون لديها نحو 1.28 مليون جندي نشط، لكن جيشها ليست لديه خبرة حديثة في العمليات القتالية، على عكس الجيش الروسي.
هذا بالإضافة إلى حاجز اللغة وعدم الإلمام بالأنظمة القتالية الروسية.
وقال أحد الخبراء، لذي يقيم في روسيا: «لم يكن من السهل في البداية ضم مئات السجناء الروس، وكان كل هؤلاء الرجال يتحدثون الروسية. فهل سيكون من السهل ضم جنود كوريين شماليين؟».
ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، التقارير التي تتحدث عن تورط كوريا الشمالية في حرب بلاده ضد أوكرانيا.
وقال بيسكوف: «هذه المزاعم تطلقها الاستخبارات البريطانية والاستخبارات الأميركية أيضاً طوال الوقت، ولا يقدمون أي دليل عليها».
ولا شك أن موسكو وبيونغ يانغ عززتا مستويات التعاون بينهما في الأشهر الأخيرة. والأسبوع الماضي، أرسل زعيم كوريا الشمالية رسالة تهنئة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة عيد ميلاده، واصفاً إياه بأنه «أقرب رفيق له».
وتعهدت الدولتان في وقت سابق من هذا العام بتبادل تقديم المساعدة في حال تعرضت إحداهما للهجوم.
وزار بوتين كوريا الشمالية لأول مرة منذ 24 عاماً في يونيو (حزيران)، عندما وقّع هو وكيم ما تسمى «اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة» على بند مماثل للمادة 5 من منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي تنص على أن «الهجوم على أحد الأعضاء يعدّ هجوماً على الجميع»، وإذا دخلت أيٌّ من الدولتين «في حالة حرب بسبب عدوان مسلح، فإن الدولة الأخرى ستقدم على الفور المساعدة العسكرية وغيرها بكل الوسائل المتاحة لها»، وفقاً للاتفاقية التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونغ هيون، الأسبوع الماضي: «نظراً لأن روسيا وكوريا الشمالية وقّعتا معاهدة أشبه بالتحالف العسكري، فإن احتمال مثل هذا الانتشار للجنود الكوريين الشماليين في روسيا أمر محتمل للغاية».
وهناك أدلة متزايدة على أن كوريا الشمالية تزود روسيا بالذخيرة، كما اتضح مؤخراً بعد العثور على صاروخ في منطقة بولتافا الأوكرانية.