الإعصار «ياغي» يشيع الدمار والموت في جنوب شرقي آسيا

عاملا إنقاذ يسحبان جثة ضحية انزلاق أرضي في منطقة جبلية في شمال فيتنام الخميس (أ.ف.ب)
عاملا إنقاذ يسحبان جثة ضحية انزلاق أرضي في منطقة جبلية في شمال فيتنام الخميس (أ.ف.ب)
TT

الإعصار «ياغي» يشيع الدمار والموت في جنوب شرقي آسيا

عاملا إنقاذ يسحبان جثة ضحية انزلاق أرضي في منطقة جبلية في شمال فيتنام الخميس (أ.ف.ب)
عاملا إنقاذ يسحبان جثة ضحية انزلاق أرضي في منطقة جبلية في شمال فيتنام الخميس (أ.ف.ب)

في فيتنام الدولة الأكثر تضرراً من الفيضانات وانزلاقات التربة في أعقاب الإعصار، بلغ عدد الضحايا 197 قتيلاً. وأكدت السلطات في تايلاند، الخميس، مصرع تسعة أشخاص.

ضرب الإعصار ياغي فيتنام نهاية الأسبوع الماضي مع فيضانات غمرت معظم شمال البلاد. وعصفت رياح عاتية بلاوس وتايلاند وميانمار، مما تسبب في انزلاقات للتربة مدمرة وارتفاع منسوب المياه في العديد من الأنهر.

وذكر مزارع فيتنامي أن المياه غمرت حقول الخوخ على مساحة 800 متر مربع ودمرت حوالي 400 شجرة. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أنني سأخسر ما يصل إلى 40 ألف دولار هذا الموسم». وأضاف: «لا أعرف ماذا أفعل الآن. أنتظر فقط أن تنحسر المياه».

وذكرت وزارة الزراعة أن أكثر من 250 ألف هكتار من الأراضي الزراعية دمرت في فيتنام ونفقت المواشي.

تعطل شبكة الاتصالات

في بعض أحياء العاصمة الفيتنامية، كان الأشخاص يتجهون إلى عملهم وسط المياه الموحلة، بينما بدأ منسوب الأنهار ينخفض ببطء بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى منذ 20 عاماً، الأربعاء.

رجل يمشي وسط المياه الناجمة عن أمطار غزيرة في أحد شوارع مدينة في شمال تايلاند الخميس (إ.ب.أ)

وتم إجلاء آلاف الأشخاص ودمرت جسور ومصانع وبنى تحتية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.

وفي المنطقة المتضررة بشدة على مشارف هانوي، تأثر أكثر من 15 ألف شخص من جراء الفيضانات.

ذكرت وسائل إعلام رسمية أن انزلاقاً للتربة في إقليم لاو كاي الجبلي شمال البلاد أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وفقدان 11 آخرين. وقع الحادث الثلاثاء لكن تم الإبلاغ عنه الآن بسبب انقطاع الاتصالات.

في المقاطعة نفسها دمر انزلاق للتربة قرية مكونة من 37 منزلاً، مما أسفر عن مقتل 42 شخصاً على الأقل وما زال 53 في عداد المفقودين.

وأفادت وسائل إعلام رسمية، الخميس، بالعثور على 15 جثة في إقليم كاو بانغ بعد أن دفع انزلاق للتربة حافلة وسيارات ودراجات نارية في نهر.

وأصدرت لجنة نهر ميكونغ، الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الممر المائي الحيوي، تحذيراً من ارتفاع منسوب المياه الخميس في مدينة لوانغ برابانغ في لاوس، حيث أحد المواقع المدرج على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.

عمال بلدية يساعدون ضحايا الفيضان في شمال تايلاند الخميس (إ.ب.أ)

في تايلاند ارتفع عدد القتلى إلى تسعة بينهم ستة في انزلاقات للتربة بمقاطعة شيانغ ماي، بحسب دائرة إدارة الكوارث.

وقالت هيئة الطيران إنه تم تعليق جميع الرحلات في مطار تشيانغ راي الواقع على بعد نحو 145 كيلومتراً شمال شرقي شيانغ ماي.

وإلى الشمال، تشهد منطقة ماي ساي على الحدود مع ميانمار أسوأ فيضانات منذ 80 عاماً، حسبما قال سوتيبونغ جولياريرن، المسؤول الكبير في وزارة الداخلية.

وتمت تعبئة الجيش التايلاندي لإنقاذ الضحايا ونشرت ثلاث مروحيات.

وقالت الحكومة إن المعابد البوذية والفنادق والمنتجعات استقبلت نحو ألف شخص اضطروا إلى مغادرة منازلهم.

في ميانمار، تم الإبلاغ عن أخطر الفيضانات حول نايبيداو العاصمة الجديدة للمجلس العسكري، في حين أن مدينة تاونغو مهددة أيضاً بالفيضانات. وأعلنت فرق الإطفاء الخميس عن مقتل 17 شخصاً في هذا البلد.

وتم تعليق خطوط السكك الحديدية بين يانغون وماندالاي بسبب الفيضانات، وفقاً لما ذكرت صحيفة «غلوبال نيو لايت أوف ميانمار».

قبل أن يضرب فيتنام عبَر الإعصار ياغي جنوب الصين والفلبين الأسبوع الماضي، مخلفاً ما لا يقل عن 24 قتيلاً وعشرات المفقودين والجرحى.

وفقاً لدراسة نشرت في يوليو (تموز)، تتشكل الأعاصير في المنطقة الآن بالقرب من السواحل وتشتد بسرعة أكبر وتبقى لفترة أطول فوق اليابسة بسبب تغير المناخ.


مقالات ذات صلة

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

العالم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

انتقد سكان غاضبون في أحد أحياء جزيرة مايوت، المتضرّرة من إعصار «تشيدو»، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه رد عليهم بأن الوضع كان من الممكن أن يكون «أسوأ».

«الشرق الأوسط» (مامودزو)
أوروبا دمر الإعصار «تشيدو» أنحاءً شاسعة من مايوت بعد أن صاحبته رياح تجاوزت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة (أ.ف.ب) play-circle 00:38

استمرار البحث عن ناجين وإحصاء القتلى في مايوت الفرنسية بعد الإعصار

بحث عمال الطوارئ عن ناجين، الاثنين، وسابقوا الزمن لاستعادة الخدمات الأساسية في مايوت، وهي من الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، حيث يُخشى مقتل الآلاف.

«الشرق الأوسط» (موروني)
العالم تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

قالت سلطات أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، اليوم (الأحد)، إن «مئات الأشخاص بالتأكيد» قضوا في الإعصار «شيدو» القوي جداً، الذي ضرب المنطقة، السبت.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح.

«الشرق الأوسط» (سان دوني دو لا ريونيون)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السفينة الصينية المشتبه بقطعها كابلين في بحر البلطيق تغادر الدنمارك

كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)
كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)
TT

السفينة الصينية المشتبه بقطعها كابلين في بحر البلطيق تغادر الدنمارك

كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)
كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

غادرت سفينة الشحن الصينية المشتبه بتورطها في قطع كابلين ببحر البلطيق، والتي كانت راسية قبالة سواحل الدنمارك منذ 19 نوفمبر (تشرين الأول)، المنطقة، السبت، وفقاً لخفر السواحل السويديين ومواقع تتبع السفن.

وصرحت هانا بوهلر، الضابطة المناوبة في خفر السواحل السويديين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأن السفينة «أفادت بأنها تبحر باتجاه مصر وبورسعيد»، مضيفة أن الجهاز سيواصل مراقبة السفينة. وأظهر موقع تتبع السفن «Vesselfinder» أن السفينة «يي بينغ 3» كانت تبحر شمالاً من مضيق كاتيغات.

وقُطع كابلان للاتصالات في 17 و18 نوفمبر في المياه الإقليمية السويدية في بحر البلطيق.

وحامت الشبهات حول السفينة «يي بينغ 3»، التي كانت -وفق مواقع تتبع السفن- تبحر فوق الكابلات عند وقوع الحادث.

وظلّت السفينة الصينية راسية في المياه الدولية لمضيق كاتيغات بين السويد والدنمارك منذ 19 نوفمبر.

والخميس تمت دعوة السلطات السويدية والألمانية والفنلندية للصعود على متن السفينة خلال تحقيق تجريه الصين.

وأعلن لارس لوك راسموسن، وزير الخارجية الدنماركي لوسائل إعلام في بلاده، أن ممثلاً دنماركياً يرافق المجموعة بعد أن لعبت دور «الوسيط»، من خلال تنظيم اجتماعات بين الدول في وزارة الخارجية الدنماركية مطلع الأسبوع.

وزير الخارجية الدنماركي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كوبنهاغن 15 أبريل 2024 (رويترز)

وقالت الشرطة السويدية في بيان الخميس: «يجري ممثلو السلطات الصينية تحقيقات على متن السفينة، ودعوا السلطات السويدية للمشاركة بصفة مراقب».

وقال مسؤولون أوروبيون إنهم يشتبهون في حصول عملية تخريب مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا.

ورفض الكرملين هذه التصريحات، ووصفها بأنها «سخيفة» و«مضحكة».

ونهاية نوفمبر، طلبت السويد من الصين التعاون في التحقيق، لكن رئيس الوزراء أولف كريسترسون حرص على تأكيد عدم وجود «اتهامات» من أي نوع.

في 17 نوفمبر، تعرض كابل «أريليون»، الذي يربط جزيرة غوتلاند السويدية بليتوانيا لأضرار. وفي اليوم التالي قطع الكابل البحري «C-Lion 1»، الذي يربط هلسنكي بميناء روستوك الألماني جنوب جزيرة أولاند السويدية على بُعد 700 كيلومتر من هلسنكي.

وتصاعدت حدة التوتر في بحر البلطيق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.