الإعصار ياغي يُسفر عن مقتل 143 شخصاً في فيتنام

وآخرين في تايلاند ولاوس

رجال ينقلون نعش ضحية انهيار أرضي في قرية لانج نو الجبلية النائية بمقاطعة لاو كاي (أ.ف.ب)
رجال ينقلون نعش ضحية انهيار أرضي في قرية لانج نو الجبلية النائية بمقاطعة لاو كاي (أ.ف.ب)
TT

الإعصار ياغي يُسفر عن مقتل 143 شخصاً في فيتنام

رجال ينقلون نعش ضحية انهيار أرضي في قرية لانج نو الجبلية النائية بمقاطعة لاو كاي (أ.ف.ب)
رجال ينقلون نعش ضحية انهيار أرضي في قرية لانج نو الجبلية النائية بمقاطعة لاو كاي (أ.ف.ب)

لقي أكثر من 140 شخصاً حتفهم نتيجة الأمطار الغزيرة الناجمة عن الإعصار ياغي، خصوصاً في شمال فيتنام التي شهدت فيضانات هائلة، بينما أبلغت دول مجاورة عن سقوط أولى الضحايا على أراضيها.

وأودى انهيار تربة بحياة 22 شخصاً، وفُقد 73 آخرون في قرية في إقليم ولا كاي في فيتنام، حسبما أفادت وسائل إعلام رسمية فيتنامية، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وبعد أكثر من يومين على مرور الإعصار ياغي، لا تزال فيتنام تكافح أهوال العاصفة الاستوائية التي ضربت شمال البلاد، يومي السبت والأحد، بأمطار غزيرة وعواصف تجاوزت سرعتها 150 كيلومتراً في الساعة.

الانهيار الأرضي في قرية لانج نو الجبلية النائية في مقاطعة لاو كاي في فيتنام (أ.ف.ب)

وأفاد السكان بحدوث فيضانات غير مسبوقة منذ عدة عقود، خصوصاً في العاصمة هانوي، حيث أدى ارتفاع منسوب النهر الأحمر إلى إجلاء مئات الأشخاص.

وقال نغويين تران فان، الذي يعيش بالقرب من ضفاف نهر هانوي منذ 15 عاماً: «لم أكن أعتقد أنّ المياه سترتفع بهذه السرعة... إنّه أسوأ فيضان شهدته في حياتي».

وأضاف هذا الموظف البالغ من العمر 41 عاماً والذي تمكّن من نقل أثاث بيته إلى الطابق العلوي: «لو ارتفعت المياه أكثر قليلاً، لكان من الصعب جداً علينا المغادرة».

فتاة تلتقط صورة في شارع غمرته المياه في هانوي (أ.ف.ب)

إجلاء في هانوي

أبلغت السلطات الفيتنامية عن مقتل 143 شخصاً و58 مفقوداً، من دون أن تحدد ما إذا كانت هذه الحصيلة تشمل ضحايا انهيار التربة في لاو كاي أم لا.

من جهة أخرى، طالت فيضانات مناطق في بورما ولاوس وتايلاند.

وفي فيتنام، أظهرت منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي، الثلاثاء، الصعوبات التي يواجهها عدد من الأشخاص عندما كانوا على أحد الأسطح ينتظرون إجلاءهم.

سكان يتفقدون مكاناً بعد أن اجتاح انهيار أرضي قرية لانج نو الجبلية النائية في مقاطعة لاو كاي (أ.ف.ب)

ولا تزال 16 مقاطعة ومدينة تواجه خطر الانهيارات الأرضية والفيضانات، الأربعاء، على الرغم من أن الكثير من وسائل الإعلام الحكومية أفادت بأنّ المياه بدأت في الانحسار في بعض المناطق الجبلية.

وفي هانوي التي تشهد أسوأ فيضانات منذ عام 2008، وفقاً لوسائل إعلام رسمية، يقوم عناصر الشرطة بالتحقق من خلو المنازل الواقعة بالقرب من النهر من السكان.

وقال مسؤول محلي في الشرطة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يجب أن يغادر كل السكان»، مضيفاً: «سننقلهم إلى مبانٍ رسمية حوّلت إلى ملاجئ مؤقتة، أو سيتوجه البعض عند أقارب لهم. لقد هطلت أمطار غزيرة والمياه ترتفع بسرعة».

فيضانات في لاوس

في شمال تايلاند، تتواصل عمليات الإغاثة لمساعدة 9 آلاف أسرة محاصرة بسبب ارتفاع منسوب المياه، وفقاً لرئيس الوزراء بايتونغتارن شيناواترا.

ولقي شخصان حتفهما في انهيار تربة في مقاطعة شيانغ ماي (شمال)، كما قُتل شخصان آخران في ظروف غير محددة في مقاطعة شيانغ راي (شمال).

وفي لاوس المجاورة، أفادت وسيلة إعلام حكومية بأن شخصاً واحداً على الأقل قُتل في الفيضانات.

وأفادت التقارير بأنّ عدداً من الأنهار في مقاطعة لوانغ برابانغ الشمالية وصل إلى مستوى الإنذار.

شارع غمرته المياه في بلدة ماي ساي الحدودية في تايلاند (رويترز)

من جهتها، ذكرت صحيفة «لاوس بوست» أنّ المياه غمرت منازل ومتاجر في عاصمة الإقليم التي تعدّ واحدة من مواقع التراث العالمي.

في بورما، تسببت الأمطار في حدوث فيضانات كبيرة في مدينة تاتشيليك (شرق) الحدودية مع تايلاند، ممّا أدى إلى انقطاع الاتصالات الهاتفية، حسبما أفادت الصحافة المحلية وشهود عيان.

منزل مغمور بمياه الفيضانات في مجتمع Pa - Ngew في مقاطعة شيانغ راي الشمالية في تايلاند (أ.ف.ب)

وقبل وصوله إلى فيتنام، عبر الإعصار ياغي جنوب الصين والفلبين، حيث أسفر عن مقتل 24 شخصاً وإصابة العشرات بجروح.

وبحسب دراسة نُشرت في يوليو (تموز)، فإنّ الأعاصير تتشكل في المناطق الساحلية وتزيد حدتها بسرعة أكبر، كما تبقى على الأرض لفترة أطول بسبب تغيّر المناخ.


مقالات ذات صلة

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

العالم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (أ.ف.ب)

ماكرون لسكان مايوت الغاضبين: لولا فرنسا لكان الوضع أسوأ

انتقد سكان غاضبون في أحد أحياء جزيرة مايوت، المتضرّرة من إعصار «تشيدو»، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنه رد عليهم بأن الوضع كان من الممكن أن يكون «أسوأ».

«الشرق الأوسط» (مامودزو)
أوروبا دمر الإعصار «تشيدو» أنحاءً شاسعة من مايوت بعد أن صاحبته رياح تجاوزت سرعتها 200 كيلومتر في الساعة (أ.ف.ب) play-circle 00:38

استمرار البحث عن ناجين وإحصاء القتلى في مايوت الفرنسية بعد الإعصار

بحث عمال الطوارئ عن ناجين، الاثنين، وسابقوا الزمن لاستعادة الخدمات الأساسية في مايوت، وهي من الأراضي الفرنسية ما وراء البحار، حيث يُخشى مقتل الآلاف.

«الشرق الأوسط» (موروني)
العالم تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

قالت سلطات أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي، اليوم (الأحد)، إن «مئات الأشخاص بالتأكيد» قضوا في الإعصار «شيدو» القوي جداً، الذي ضرب المنطقة، السبت.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح.

«الشرق الأوسط» (سان دوني دو لا ريونيون)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

السفينة الصينية المشتبه بقطعها كابلين في بحر البلطيق تغادر الدنمارك

كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)
كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)
TT

السفينة الصينية المشتبه بقطعها كابلين في بحر البلطيق تغادر الدنمارك

كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)
كابل الاتصالات البحري «سي ليون 1» أثناء وضعه في قاع بحر البلطيق عام 2015 (أ.ف.ب)

غادرت سفينة الشحن الصينية المشتبه بتورطها في قطع كابلين ببحر البلطيق، والتي كانت راسية قبالة سواحل الدنمارك منذ 19 نوفمبر (تشرين الأول)، المنطقة، السبت، وفقاً لخفر السواحل السويديين ومواقع تتبع السفن.

وصرحت هانا بوهلر، الضابطة المناوبة في خفر السواحل السويديين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» بأن السفينة «أفادت بأنها تبحر باتجاه مصر وبورسعيد»، مضيفة أن الجهاز سيواصل مراقبة السفينة. وأظهر موقع تتبع السفن «Vesselfinder» أن السفينة «يي بينغ 3» كانت تبحر شمالاً من مضيق كاتيغات.

وقُطع كابلان للاتصالات في 17 و18 نوفمبر في المياه الإقليمية السويدية في بحر البلطيق.

وحامت الشبهات حول السفينة «يي بينغ 3»، التي كانت -وفق مواقع تتبع السفن- تبحر فوق الكابلات عند وقوع الحادث.

وظلّت السفينة الصينية راسية في المياه الدولية لمضيق كاتيغات بين السويد والدنمارك منذ 19 نوفمبر.

والخميس تمت دعوة السلطات السويدية والألمانية والفنلندية للصعود على متن السفينة خلال تحقيق تجريه الصين.

وأعلن لارس لوك راسموسن، وزير الخارجية الدنماركي لوسائل إعلام في بلاده، أن ممثلاً دنماركياً يرافق المجموعة بعد أن لعبت دور «الوسيط»، من خلال تنظيم اجتماعات بين الدول في وزارة الخارجية الدنماركية مطلع الأسبوع.

وزير الخارجية الدنماركي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في كوبنهاغن 15 أبريل 2024 (رويترز)

وقالت الشرطة السويدية في بيان الخميس: «يجري ممثلو السلطات الصينية تحقيقات على متن السفينة، ودعوا السلطات السويدية للمشاركة بصفة مراقب».

وقال مسؤولون أوروبيون إنهم يشتبهون في حصول عملية تخريب مرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا.

ورفض الكرملين هذه التصريحات، ووصفها بأنها «سخيفة» و«مضحكة».

ونهاية نوفمبر، طلبت السويد من الصين التعاون في التحقيق، لكن رئيس الوزراء أولف كريسترسون حرص على تأكيد عدم وجود «اتهامات» من أي نوع.

في 17 نوفمبر، تعرض كابل «أريليون»، الذي يربط جزيرة غوتلاند السويدية بليتوانيا لأضرار. وفي اليوم التالي قطع الكابل البحري «C-Lion 1»، الذي يربط هلسنكي بميناء روستوك الألماني جنوب جزيرة أولاند السويدية على بُعد 700 كيلومتر من هلسنكي.

وتصاعدت حدة التوتر في بحر البلطيق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.