بنغلاديش: حائز «نوبل» يونس يتجاوب مع مطالب توليه الحكومة


أرشيفية للدكتور محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام (أ.ب)
أرشيفية للدكتور محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام (أ.ب)
TT

بنغلاديش: حائز «نوبل» يونس يتجاوب مع مطالب توليه الحكومة


أرشيفية للدكتور محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام (أ.ب)
أرشيفية للدكتور محمد يونس الحائز جائزة نوبل للسلام (أ.ب)

أبدى محمد يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام، أمس (الثلاثاء)، استعداده لرئاسة حكومة انتقالية في بنغلاديش، غداة تولي الجيش السيطرة على البلاد، بعدما أجبرت المظاهرات الواسعة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار إلى الخارج.

وكان قادة الاحتجاجات قد طالبوا بتولي يونس رئاسة حكومة مؤقتة، إذ كتب القائد في حركة «طلاب ضد التمييز» آصف محمد، على «فيسبوك»: «نثق بالدكتور يونس».

وقال يونس: «لقد تأثرت بثقة المتظاهرين الذين يريدونني أن أترأس حكومة انتقالية، لقد ظللت طيلة الوقت بعيداً عن السياسة، لكن اليوم، إذا كان من الضروري العمل في بنغلاديش، من أجل بلدي، ومن أجل شجاعة شعبي، فسأفعل»، داعياً إلى تنظيم «انتخابات حرة».

وقال يونس في وقت سابق في مقابلة مع صحيفة «ذي برنت» إن بنغلاديش كانت «بلداً محتلاً» في عهد حسينة، مضيفاً: «يشعر جميع سكان بنغلاديش اليوم بأنهم صاروا أحراراً».


مقالات ذات صلة

السنوار يخلف هنية... وضغوط لخفض الضربات

المشرق العربي يحيى السنوار متحدثاً إلى وسائل الإعلام في غزة 28 أكتوبر 2019 (رويترز)

السنوار يخلف هنية... وضغوط لخفض الضربات

في الوقت الذي يترقب العالم الرد الإيراني على إسرائيل، أعلنت حركة {حماس}، أمس، اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية.

كفاح زبون (رام الله ) «الشرق الأوسط» ( لندن - طهران)
المشرق العربي 
ألسنة الدخان تتصاعد بعد قصف إسرائيلي لقرية الخيام الحدودية جنوب لبنان أمس (أ.ف.ب)

تبادل الهجمات يتصاعد على حدود لبنان

تصاعدت حدة الهجمات المتبادلة بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، أمس، حيث استهدفت إسرائيل منزلاً في منطقة ميفدون المحاذية لمدينة النبطية، أسفر عن مقتل 5 عناصر.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي (أ.ف.ب) يحيى السنوار

رفاق السنوار في السجن يروون لـ «الشرق الأوسط» قصته

في أعقاب عملية «طوفان الأقصى» التي شنتها حركة «حماس» ضد إسرائيل، ملأ اسم يحيى السنوار الدنيا وشغل دوائر الأمن والسياسية داخل إسرائيل وخارجها.

بهاء ملحم (لندن)
الولايات المتحدة​ 
نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس وحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا في 14 مارس 2024 (رويترز)

هاريس تختار «نائباً محارباً» لمعركتها ضد ترمب

اختارت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، حاكم مينيسوتا تيم والز (60 عاماً)، ليكون مرشحها لمنصب نائب الرئيس على بطاقتها الرئاسية، منتقية سياسياً مخضرماً.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي 
صورة جوية ملتقطة في 29 ديسمبر 2019 من طائرة هليكوبتر لقاعدة عين الأسد الجوية في صحراء الأنبار (أ.ب)

العراق: جهود للحفاظ على الهدنة مع أميركا بعد استهداف «عين الأسد»

يحاول التحالف الشيعي الحاكم في العراق منع انهيار الهدنة القائمة بين الفصائل المسلحة والقوات الأميركية، بعد هجوم صاروخي استهدف قاعدة «عين الأسد»، غرب البلاد.

حمزة مصطفى (بغداد)

عظمة صغيرة تفكّ لغز سلالة «الهوبيت» المنقرضة في إندونيسيا

يعود تاريخ هذه القِطع إلى حوالي 700 ألف سنة (أ.ب)
يعود تاريخ هذه القِطع إلى حوالي 700 ألف سنة (أ.ب)
TT

عظمة صغيرة تفكّ لغز سلالة «الهوبيت» المنقرضة في إندونيسيا

يعود تاريخ هذه القِطع إلى حوالي 700 ألف سنة (أ.ب)
يعود تاريخ هذه القِطع إلى حوالي 700 ألف سنة (أ.ب)

بعد أن اكتشف باحثون قِطَع عظام متحجّرة طولها 3.5 بوصة (88 مليمتراً) في موقع يسمى ماتا مينج، على جزيرة فلوريس الإندونيسية، وضعوا هذه القِطع في البداية في أكياس، وكتبوا عليها «قطعة من عظم تمساح؟»، ولم يُدركوا حقيقتها إلا بعد ذلك.

وحسب «رويترز»، يعود تاريخ هذه القِطع إلى حوالي 700 ألف سنة من عظم العضد، وتشكّل أصغر عظمة في أحد الأطراف المعروفة لأي عضو من السلالة التطورية البشرية، لفرد بالغ من نوع إنسان فلوريس المنقرض صغير الحجم، وفَكّت الحفرية لغز أصل هذا النوع المعروف باسم «هوبيت».

وقال العلماء، الثلاثاء، إن اكتشاف عظم العضد غير المكتمل والمفقود الطرفين، بالإضافة إلى اثنين من الأسنان المتحجّرة من ماتا مينج كان بحوض سوا في فلوريس بإندونيسيا.

صحيح أنه تم العثور على حفريات الأسنان والفكّ من العصر نفسه في الموقع سابقاً، لكن الساعد هو أول عظم «هوبيت» خارج الجمجمة تم رصده في ماتا مينج.

وبناءً على حجم العظم خلص الباحثون إلى أن طول الفرد يبلغ نحو 3 أقدام و3 بوصات (متر واحد)، أي أقصر بنحو 3 بوصات (6 سم) من الطول التقديري لحفريات إنسان فلوريس الشهيرة، التي يبلغ عمرها 60 ألف عام، والتي تم اكتشافها عام 2003 في موقع كهف ليانج بوا، على مسافة نحو 75 كيلومتراً.

ومنذ الاكتشاف المذهل لإنسان فلوريس تجادَل العلماء حول أصله، وكانت الفرضيات الرئيسية هي أن «الهوبيت» ينحدر إما من نوع بشري قديم، يسمى الإنسان المنتصِب، الذي نشأ في أفريقيا، وانتشر إلى أجزاء أخرى من العالم، أو من نوع أكثر بدائيةً، مثل الإنسان الماهر، أو الأسترالوبيثيكوس أفارينسيس، الذي لا يُعرف أنه غادر أفريقيا.

قِطع عظام متحجّرة طولها 88 مليمتراً من عظم العضد لفرد بالغ من نوع إنسان فلوريس المنقرض (أ.ب)

وقال الباحثون إن التشابه بين حفريات ماتا مينج وحفريات الإنسان المنتصب التي عُثر عليها في جزيرة جاوة الإندونيسية، تقدّم دليلاً قوياً على أن إنسان فلوريس ينحدر من هذا النوع.

وقال يوسوكي كايفو، أستاذ علم الإنسان القديم بجامعة طوكيو، والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في مجلة «نيتشر كوميونيكيشنز»، إن «هذا يعني أن إنسان فلوريس شهد تقلّصاً كبيراً في حجم الجسم عن إنسان منتصب ذي جسم كبير، وكان حجم جسمه مشابهاً لنا نحن البشر المعاصرين».

وقال كايفو إن حفريات فلوريس تشبه إلى حد كبير حفريات الإنسان المنتصب، التي يعود تاريخها إلى ما بين 1.1 مليون إلى 800 ألف عام من سانجيران في جاوة، وليس الأنواع الأكثر بدائيةً.

وقال آدم بروم، أستاذ علم الآثار، والمؤلف المشارك في الدراسة من المركز الأسترالي لأبحاث التطور البشري بجامعة جريفيث: «يقدّم هذا الاكتشاف دعماً لفكرة أن عملية تطورية تُعرف باسم تقزّم الجزيرة عبثت بجينات مجموعة من الإنسان المنتصب ذي الجسم الكبير، الذي انتقل بطريقة ما من الكتلة الأرضية القارّية في آسيا إلى جزيرة فلوريس المعزولة، ربما منذ مليون عام».

وأضاف بروم أن حجم أجسامهم انخفض بشكل كبير على جزيرة فلوريس، بين نحو مليون و700 ألف عام مضت، ما أدى إلى ظهور إنسان فلوريس.

وفي ظل تأثير الجزيرة، يتضاءل حجم الثدييات الأكبر حجماً، مثل الأفيال، التي كانت تعيش أيضاً على جزيرة فلوريس بمرور الوقت.

وقال جيريت فان دن بيرج، أستاذ علم الحفريات بجامعة «ولونجونج» والمؤلف المشارك في الدراسة: «يُعتقَد أن السبب الرئيسي وراء تقلّص الحجم هذا على مدى أجيال كثيرة، هو أن صغر الحجم له مزايا أكثر من كبر الحجم على جزيرة، ومن المرجّح أن يكون النقص الدوري في الغذاء هو القوة الانتقائية الرئيسية نحو حجم الجسم الأصغر».

وظهر الإنسان المنتصب لأول مرة منذ نحو 1.9 مليون سنة، وكان يمتلك نِسب جسم مماثلة لنِسب جسمنا، على الرغم من صغر حجم دماغه.

واستُخرِج عظم العضد في ماتا مينج عام 2013، وتم التعرّف عليه عام 2015، وتراوح الطول الأصلي لعظمة العضد بين 7.9 و8.3 بوصة (200 - 211 مليمتراً)، ويقارَن هذا مع 9.6 بوصة (243 مليمتراً) لعظم العضد في ليانج بوا هوبيت اللاحق. ويبلغ متوسط طولها نحو 11.8 بوصة (299 مليمتراً) بالنسبة للأشخاص المعاصرين.

وقال كايفو: «في البداية اعتقدت أن عظم العضد الصغير قد يكون لطفل».

لكن فحصاً مجهرياً لعينة من عظم العضد في ماتا مينج كشف أدلة على عملية تسمى إعادة تشكّل العظام، ما يدل على أن العظمة لشخص بالغ.

ومن الحجر الرملي في ماتا مينج استُخرِجت 10 حفريات لإنسان فلوريس، بعضها وُصف عام 2016، لأربعة أفراد على الأقل؛ شخصَين بالغَين وطفلَين، بجانب أدوات حجرية. وتشير الحفريات إلى أن أسلاف إنسان فلوريس كانوا أصغر حجماً قليلاً من «الهوبيت» اللاحق.

وانقرض إنسان فلوريس بعد فترة وجيزة من وصول جنسنا إلى المنطقة.

قال بروم: «أعتقد أن جنسنا البشري كان على الأرجح هو الجاني، يبدو أن هذه السلالة المعزولة من أشباه البشر القدماء كانت موجودة على جزيرة فلوريس لفترة طويلة جداً، ثم اختفت بعد فترة ليست طويلة من معرفة وجودٍ راسخ للإنسان العاقل في المنطقة، وهذا ليس مصادفة فيما يبدو».