مصادر استخبارية: زعيم كوريا الشمالية يُعد ابنته لخلافته

كيم جو آي ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تحضر عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جيش كوريا الشمالية في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ في 8 فبراير 2023 (رويترز)
كيم جو آي ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تحضر عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جيش كوريا الشمالية في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ في 8 فبراير 2023 (رويترز)
TT

مصادر استخبارية: زعيم كوريا الشمالية يُعد ابنته لخلافته

كيم جو آي ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تحضر عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جيش كوريا الشمالية في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ في 8 فبراير 2023 (رويترز)
كيم جو آي ابنة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تحضر عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جيش كوريا الشمالية في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ في 8 فبراير 2023 (رويترز)

أبلغ جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية، اليوم (الاثنين)، النواب في البرلمان أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يحضّر ابنته المراهقة لتولي قيادة هذا البلد الذي يملك السلاح النووي، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

شوهدت الشابة كيم جو آي - لم يتم التأكد من عمرها - إلى جانب والدها في مناسبات عدة منذ عام 2022، ما يدفع للاعتقاد بأنها قد تخلفه في أحد الأيام بما أنها الجيل الرابع للسلطة في السلالة الشيوعية الوحيدة في العالم.

وقال النائب لي سيونغ كوين، بعد جلسة أطلع خلالها جهاز الاستخبارات النواب على الوضع، إن الجهاز يعتبر أنه تم اختيارها لخلافة والدها.

وأضاف لي: «من الواضح أن بيونغ يانغ تدرب كيم جو آي بصفتها وريثة، ما يشير إلى أنها الشخص الأكثر ترجيحاً لخلافته».

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وابنته كيم جو آي يحضران عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جيش كوريا الشمالية... الصورة في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ (رويترز)

إعداد لخلافة والدها؟

وأوضح جهاز الاستخبارات الوطنية (استخبارات كوريا الجنوبية) للبرلمانيين أن كيم جونغ أون «يعاني من زيادة كبيرة في الوزن» بلغ «نحو 140 كيلوغراماً»، ما يعرّضه «لخطر كبير للإصابة بأمراض القلب».

كيم المعروف بأنه مدخن، يُعتقد عموماً أنه يعاني من ارتفاع ضغط الدم والسكري منذ أن تجاوز الثلاثين من عمره.

وقال جهاز الاستخبارات الوطنية للنواب الكوريين الجنوبيين إنه يبدو أن بيونغ يانغ تحدد مقدار ظهور كيم جو آي في مناسبات عامة لرصد طريقة تفاعل فيها الكوريون الشماليون مع احتمال اضطلاعها بدور في خلافة والدها.

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يستمع إلى الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب أثناء لقائهما في جلسة ثنائية في سنغافورة في 12 يونيو 2018 (رويترز)

وقال الجهاز للنواب إن أكثر من نصف تنقلاتها مع والدها كانت مرتبطة بأنشطة عسكرية مثل الإشراف على مناورات.

في مارس (آذار)، منحت وسائل الإعلام الرسمية كيم جو آي اللقب الفخري «هيانغدو» بالكورية (مستشارة كبيرة الشأن) ما دفع للاعتقاد بأنها يمكن أن تخلف كيم جونغ أون.

وقال بارك سان وون، وهو نائب كوري جنوبي آخر للصحافيين، إنه «نظراً إلى استخدام مصطلح هيانغدو، المخصص لزعيم أو خليفته، يعتقد جهاز الاستخبارات الوطنية أن معالم مشروع الخلافة ترتسم إلى حد ما».

الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وزوجته ري سول جو وابنتهما كيم جو آي يحضرون عرضاً عسكرياً بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس جيش كوريا الشمالية... الصورة في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ في 8 فبراير 2023 (رويترز)

ولد آخر؟

لكن جهاز الاستخبارات الوطنية لم يستبعد احتمال ظهور ولد آخر كحل بديل في خطة الخلافة، بحسب بارك، لأن كوريا الشمالية لم تصدر أي إعلان عن الخلافة.

قبل عام 2022، جاء التأكيد الوحيد لوجود كيم جو آي من نجم الدوري الأميركي للمحترفين في كرة السلة السابق دنيس رودمان. وأكد آنذاك أنه التقى ابنة للزعيم تدعى جو آي خلال زيارة لكوريا الشمالية في 2013.

أوضحت سيول آنذاك في البداية أن الزعيم الكوري الشمالي وزوجته ري سول جو، وهي نجمة غنائية سابقة يرجح أنها تزوجته في 2009، أصبحا والدين لطفلهما الأول، وهو صبي، عام 2010، وأن جو آي كانت الطفل الثاني.

لكن في 2023، أعلن وزير التوحيد الكوري الجنوبي أن الحكومة «غير قادرة على تأكيد وجود» نجل لكيم جونغ أون.

كان كيم جونغ أون، الذي ولد على الأرجح عام 1983 أو 1984، يبلغ من العمر 30 عاماً عندما خلف والده كيم جونغ إيل في ديسمبر (كانون الأول) 2011. كما تحظى شقيقته كيم يو جونغ بنفوذ واسع.

تهيمن على كوريا الشمالية منذ 1948 سلالة كيم المعروفة أيضاً باسم «سلالة بايكتو»، وهو اسم جبل مقدس يعتبر المهد الأسطوري للشعب الكوري، حيث ولد كيم جونغ إيل، بحسب الدعاية الكورية الشمالية، الذي خلف أيضاً والده كيم إيل سونغ.


مقالات ذات صلة

مسؤولون من كوريا الشمالية يبحثون عن أدوية لمشكلات كيم المرتبطة بالسمنة

آسيا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في اجتماع في بيونغ يانغ بكوريا الشمالية في هذه الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية في 5 ديسمبر 2023 (رويترز)

مسؤولون من كوريا الشمالية يبحثون عن أدوية لمشكلات كيم المرتبطة بالسمنة

قالت وكالة التجسس في كوريا الجنوبية إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون استعاد وزنه ويبدو أنه يعاني من مشكلات صحية مرتبطة بالسمنة.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق السماء لا تكفّ عن إبهار البشر (إ.ب.أ)

زخّات شهب تُضيء سماء بريطانيا اسمُها مُستمدّ من برج الدلو

تصل أولى زخّات الشهب في سماء بريطانيا هذا الصيف، إلى ذروتها في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، فيأمل مراقبو النجوم في رؤية عشرات الشهب المتلألئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ جيمس دي فانس نائب المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب في تجمع انتخابي بجامعة رادفورد في فرجينيا (أرشيفية - أ.ف.ب)

جمهوريون يتساءلون عمّا إذا كان اختيار ترمب لفانس ملائماً

لم تمض سوى أيام على اختيار جيمس دي فانس، نائباً للمرشح الجمهوري، الرئيس السابق دونالد ترمب، حتى بدأت الاعتراضات تتصاعد عن احتمال أن يكون هذا الاختيار خاطئاً.

إيلي يوسف (واشنطن)
بيئة الأمواج تتكسر على ساحل بلدة سانشا مع اقتراب الإعصار جايمي في نينغدي بمقاطعة فوجيان - الصين - 25 يوليو 2024 (رويترز)

تغير المناخ يسبب تغييرات في أنماط هطول الأمطار وأعاصير أكثر شدة

قال علماء في بحث نُشر اليوم الجمعة إن تغير المناخ يُحدث تغييرات في أنماط هطول الأمطار حول العالم، وهو ما قد ينجم عنه أيضاً اشتداد قوة الأعاصير والعواصف المدارية

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
آسيا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يتحدث إلى وسائل الإعلام بعد اجتماعه مع الرئيسة دروبادي مورمو لتأكيد ترشحه لتشكيل الحكومة الجديدة في القصر الرئاسي في نيودلهي - الهند 7 يونيو 2024 (رويترز)

رئيس وزراء الهند: باكستان تستخدم «الإرهاب والحرب بالوكالة» لتظل موضع اهتمام

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اليوم (الجمعة)، إن باكستان لم تتعلم أي دروس من ماضيها، وتحاول أن تظل موضع اهتمام من خلال «الإرهاب والحرب بالوكالة».

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

البرلمان التركي يوافق على إرسال قوات إلى الصومال لمدة عامين

وزيرا الدفاع التركي والصومالي وقَّعا اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي في أنقرة فبراير الماضي (وزارة الدفاع التركية)
وزيرا الدفاع التركي والصومالي وقَّعا اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي في أنقرة فبراير الماضي (وزارة الدفاع التركية)
TT

البرلمان التركي يوافق على إرسال قوات إلى الصومال لمدة عامين

وزيرا الدفاع التركي والصومالي وقَّعا اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي في أنقرة فبراير الماضي (وزارة الدفاع التركية)
وزيرا الدفاع التركي والصومالي وقَّعا اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي في أنقرة فبراير الماضي (وزارة الدفاع التركية)

وافق البرلمان التركي على مذكرة رئاسية بشأن نشر عناصر من القوات المسلحة في الصومال بما يشمل المياه الإقليمية للبلد الأفريقي لمدة عامين في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي الموقَّعة بينهما، ومن أجل دعم أنشطة ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب والتهديدات الأخرى.

وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار وقّع مع وزير النفط والثروة المعدنية الصومالي عبد الرزاق عمر محمد في إسطنبول (الخميس) اتفاقية للتنقيب على النفط والغاز في الصومال (وزارة الطاقة التركية)

وجاء في المذكرة الرئاسية المقدمة إلى البرلمان الأسبوع الماضي، التي جرت الموافقة عليها ليل الجمعة - السبت، أن أنشطة التدريب والمساعدة والاستشارات التي يقدمها الجيش التركي مستمرة لضمان الأمن والاستقرار في الصومال في نطاق الاتفاقيات الثنائية.

اتفاقيات دفاعية وأمنية

وتشمل الاتفاقيات الموقَّعة مع الصومال أن يتولى الجانب التركي إعادة هيكلة قوات الدفاع والأمن الصومالية والتأكد من وصولها إلى القدرة على مكافحة الإرهاب والقرصنة وجميع أنواع التهريب وغيرها من التهديدات.

وجاء في المذكرة الرئاسية أنه «تماشياً مع هذه الأغراض جرى توقيع الاتفاقية الإطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي بين تركيا والصومال في 8 فبراير (شباط) الماضي، بهدف تطوير العلاقات بين البلدين، وتعزيز التعاون الدفاعي، مما يتيح استخدام الموارد الاقتصادية للصومال بشكل أكثر فاعلية وكفاءة».

ووفق الاتفاقية، الممتدة لـ10 سنوات، ستتولى تركيا حماية ما يقرب من 3 آلاف كيلومتر من ساحل الصومال، من كينيا إلى جيبوتي، بواسطة سفن حربية وجنود أتراك، ولم يتضح ما إذا كانت ستحدث هذه الحماية في خليج عدن ومنطقة أرض الصومال، حيث سيجري تحديد الوضع بدقة إثر توقيع البروتوكولات الفرعية للاتفاقية.

ولفتت المذكرة إلى أن الحكومة الصومالية طلبت المساعدة من تركيا، بما في ذلك دعم القوات المسلحة ضد الإرهاب والقرصنة والصيد غير المشروع وجميع أنواع التهريب وغيرها من التهديدات، بما يتماشى مع الأهداف المتفق عليها في الاتفاقية الإطارية.

وتشارك القوات البحرية التركية في قوة المهام المشتركة الدولية لمحاربة القرصنة في الصومال وخليج عدن وبحر العرب.

التنقيب عن النفط والغاز

جاء إرسال المذكرة الرئاسية إلى البرلمان، بعد يوم واحد من إعلان وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية أنه سيجري إرسال سفينة استكشاف قبالة سواحل الصومال في سبتمبر (أيلول) المقبل للتنقيب عن النفط والغاز ضمن اتفاق للتعاون في مجال الهيدروكربونات بين البلدين.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، ألب أرسلان بيرقدار، في مؤتمر صحافي في إسطنبول الخميس قبل الماضي، عقب حضوره حفل توقيع اتفاقية التنقيب عن الهيدروكربونات وإنتاجها مع وزير النفط والثروة المعدنية الصومالي عبد الرزاق عمر محمد، إن تركيا تعتزم التنقيب عن النفط والغاز في 3 مناطق قبالة السواحل الصومالية.

وأضاف أن سفينة «أوروتش رئيس» التركية للأبحاث ستتوجه إلى الصومال، مع سفن الدعم، في نهاية سبتمبر المقبل، للبدء في التنقيب.

سفينة البحث والتنقيب التركية «أوروتش رئيس» ستتوجه إلى سواحل الصومال نهاية سبتمبر المقبل (أرشيفية)

بدوره، قال وزير النفط والثروة المعدنية الصومالي إن الاتفاقية المبرمة ستسهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

وسبق أن وقَّعت تركيا والصومال اتفاقية دولية ومذكرة تفاهم لتطوير التعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي، في مارس (آذار) الماضي، بعد شهر واحد من توقيع اتفاقية إطارية للتعاون الدفاعي والاقتصادي تقدم تركيا بمقتضاها دعماً أمنياً بحرياً لمساعدته في الدفاع عن مياهه الإقليمية مدة 10 سنوات.

وقال بيرقدار وقتها إن «تركيا تهدف إلى تعزيز حضورها في القرن الأفريقي من خلال اتفاقيات تعاون جديدة في مجال الطاقة».

فرص واعدة

ووفق تقديرات وردت في تقرير سابق لوكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية عام 2022، يمتلك الصومال ما لا يقل عن 30 مليار برميل من احتياطيات النفط والغاز، وهو ما أكده أيضاً موقع «إنترناشيونال تريد أدمنستريشن».

ويقدر أن عمليات التنقيب عن النفط في الصومال ستستغرق ما بين 3 و5 سنوات، وكان لدى شركات النفط والغاز الدولية الكبرى اتفاقيات للتنقيب هناك، لكنها انسحبت من البلاد بسبب الحرب الأهلية عام 1991.

وأصدرت الحكومة الصومالية قانوناً للنفط في فبراير 2020، تبعه في أغسطس (آب) من العام نفسه إعلان هيئة النفط الصومالية فتح أول جولة تراخيص بحرية في البلاد، تضمنت 7 مناطق جاهزة لعملية تقديم العطاءات تعد من بين أكثر المناطق الواعدة للتنقيب عن النفط في الصومال.

وأصبحت تركيا حليفاً وثيقاً للحكومة الصومالية في السنوات القليلة الماضية، وتبني مدارس ومستشفيات وبنية تحتية، وتقدم منحاً دراسية للصوماليين للدراسة في تركيا. واستحوذت شركاتها على أكبر الصفقات في مجال البنية التحتية، في وقت أغرقت فيه البضائع التركية الأسواق الصومالية.

وافتتحت تركيا عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية لها في الخارج في العاصمة الصومالية مقديشو، وتقدم تدريباً للجيش والشرطة الصوماليين.

ولم تُخفِ تركيا انحيازها إلى الصومال في الأزمة مع إثيوبيا بسبب «جمهورية أرض الصومال». وقال إردوغان في وقت سابق إن «التوتر المثير للقلق بين الصومال وإثيوبيا ينبغي أن ينتهي على أساس وحدة أراضي الصومال».