بعد احتجاجات دامية... بنغلاديش تصادق رسمياً على حكم بشأن حصص الوظائف

طلاب من بنغلاديش يشاركون في مظاهرة لمطالبة الحكومة بإنهاء حملة القمع ضد المتظاهرين الذين يعارضون نظام حصص تخصيص الوظائف المثير للجدل (أ.ف.ب)
طلاب من بنغلاديش يشاركون في مظاهرة لمطالبة الحكومة بإنهاء حملة القمع ضد المتظاهرين الذين يعارضون نظام حصص تخصيص الوظائف المثير للجدل (أ.ف.ب)
TT

بعد احتجاجات دامية... بنغلاديش تصادق رسمياً على حكم بشأن حصص الوظائف

طلاب من بنغلاديش يشاركون في مظاهرة لمطالبة الحكومة بإنهاء حملة القمع ضد المتظاهرين الذين يعارضون نظام حصص تخصيص الوظائف المثير للجدل (أ.ف.ب)
طلاب من بنغلاديش يشاركون في مظاهرة لمطالبة الحكومة بإنهاء حملة القمع ضد المتظاهرين الذين يعارضون نظام حصص تخصيص الوظائف المثير للجدل (أ.ف.ب)

ذكرت وسائل إعلام أنه من المتوقع أن تصادق حكومة بنغلاديش رسمياً اليوم (الثلاثاء) على حكم قضائي يقلل نسبة الحصص المحددة لشغل الوظائف الحكومية، وهو ما يلبي مطلباً رئيسياً لطلاب نظموا احتجاجات على مدى أيام، وفق «رويترز».

وساد الهدوء العاصمة داكا ومعظم المدن الكبرى في بنغلاديش لليوم الثاني وسط حظر تجول وقطع للإنترنت والاتصالات فرضته الحكومة بعد أن تحولت الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي إلى واحدة من أسوأ أعمال العنف في السنوات الماضية وأسفرت عن مقتل ما يقرب من 150 شخصاً.

وطالب المتظاهرون الحكومة بإلغاء قرار أصدرته المحكمة العليا الشهر الماضي وأعاد العمل بنظام حصص يخصص ما يقرب من 60 في المائة من الوظائف الحكومية لأفراد بعينهم من بينهم أبناء عائلات من قاتلوا في حرب استقلال بنغلاديش.

وكانت حكومة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة قد ألغت الحصص في عام 2018.

وقررت المحكمة العليا يوم الأحد إلغاء معظم الحصص وصادقت حسينة على القرار في ساعة متأخرة من أمس الاثنين.

وذكرت تقارير إعلامية أنه من المتوقع أن يجري نشر مصادقة الحكومة على قرار المحكمة في الجريدة الرسمية اليوم الثلاثاء، وذلك تماشياً مع أحد مطالب المحتجين.

واتهمت حسينة أمس الاثنين خصومها السياسيين بالمسؤولية عن أعمال العنف وقالت إن حظر التجول المفروض منذ يوم الجمعة سيجري تخفيفه «كلما تحسن الوضع».

وأمهل المتظاهرون الحكومة 48 ساعة لتلبية ثمانية مطالب تتضمن تقديم اعتذار علني من حسينة وإعادة فتح حرم الجامعات التي تم إغلاقها إثر اندلاع أعمال العنف.

وانضمت ماليزيا اليوم الثلاثاء إلى قائمة الدول التي تحاول إجلاء مواطنيها من بنغلاديش على خلفية أعمال العنف، وقالت وزارة الخارجية إنه من المتوقع أن تصل رحلة جوية مخصصة لهذا الغرض إلى كوالالمبور بعد ظهر اليوم الثلاثاء.

وقالت الهند أيضاً إن ما لا يقل عن 4500 طالب هندي عادوا إلى ديارهم خلال الأيام القليلة الماضية من بنغلاديش.



الجيش الباكستاني يقتل أربعة من قادة حركة «طالبان باكستان»

استنفار أمني في العاصمة إسلام آباد بعد هجوم إرهابي من عناصر «طالبان باكستان» (متداولة)
استنفار أمني في العاصمة إسلام آباد بعد هجوم إرهابي من عناصر «طالبان باكستان» (متداولة)
TT

الجيش الباكستاني يقتل أربعة من قادة حركة «طالبان باكستان»

استنفار أمني في العاصمة إسلام آباد بعد هجوم إرهابي من عناصر «طالبان باكستان» (متداولة)
استنفار أمني في العاصمة إسلام آباد بعد هجوم إرهابي من عناصر «طالبان باكستان» (متداولة)

في شهر يوليو (تموز) الجاري قتلت قوات الأمن الباكستانية أربعة من كبار قادة حركة «طالبان باكستان» في هجمات عسكرية شنتها في أجزاء مختلفة من المناطق الحدودية الباكستانية-الأفغانية. وزعم الجيش أنه في سياق العملية وجهت القوات الباكستانية ضربة قاصمة لعمليات «طالبان باكستان» الإرهابية.

استنفار أمني في العاصمة إسلام آباد بعد هجوم إرهابي (أرشيفية - متداولة)

وشنّ الجيش الباكستاني نحو مائة هجوم عسكري محدود النطاق على الحدود الباكستانية-الأفغانية خلال الشهرين الماضيين.

وتم قتل القادة الأربعة رفيعي المستوى في حركة «طالبان باكستان» في ثلاث هجمات عسكرية منفصلة في مناطق بيشاور، وباجور، وخيبر الواقعة على الحدود الباكستانية-الأفغانية.

وتم تنفيذ أولى هذه الهجمات العسكرية في الأول من يوليو 2024 وقتلت قوات الأمن خلالها تسعة إرهابيين. وقال مسؤول عسكري إن هناك عمليتين منفصلتين في إقليم خيبر بختونخوا. وقال المسؤول العسكري: «تم تنفيذ عملية استخباراتية في منطقة تيرا بإقليم خيبر، وتم قتل سبعة إرهابيين من بينهم القائد الإرهابي البارز نجیب الملقب بعبد الرحمن، والقائد الإرهابي إشفاق الملقب بمعاوية».

دورية حراسة باكستانية خلال شهر المحرم في حيدر آباد بباكستان... 10 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

وتم تنفيذ الهجوم الثاني في 3 يوليو 2024. وقال أحد المسؤولين: «نفذت قوات الأمن في هذا الهجوم عملية استخباراتية في منطقة باجور استناداً إلى معلومات عن وجود إرهابي بارز. وأثناء تنفيذ العملية، وبعد تبادل إطلاق نار كثيف، تم قتل القائد الإرهابي عرفان الله الملقب بعدنان».

وتم تنفيذ الهجوم الثالث في 10 يوليو 2024، وكانت عملية مشتركة بين الشرطة والجيش أسفرت عن مقتل القائد الإرهابي عبد الرحيم.

عناصر من «طالبان باكستان» بالشريط القبلي (أرشيفية - متداولة)

وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى إن قوات الأمن والشرطة نفذت عملية مشتركة في منطقة «حسن كيل» في بيشاور استناداً إلى معلومات عن وجود إرهابي بارز. وخلال تنفيذ العملية، وبعد تبادل إطلاق نار كثيف، تم قتل ثلاثة إرهابيين، من بينهم القائد الإرهابي البارز عبد الرحيم.

كان كل القادة الأربعة البارزين في حركة «طالبان باكستان» يقودون مقاتليهم من داخل أفغانستان عبر الحدود لتنفيذ هجمات إرهابية ضد قوات الأمن الباكستانية.

قوات الجيش الباكستاني في نقطة تفتيش أمنية في المناطق القبلية (الإعلام الباكستاني)

وقال مسؤول عسكري رفيع المستوى: «كنا نلاحق هؤلاء القادة الأربعة البارزين في حركة (طالبان باكستان) على مدار الأشهر الأربعة الماضية، حيث اعتادوا الذهاب من أفغانستان العودة إليها بعد الانتهاء من مهامهم... وأبلغت أجهزة الاستخبارات لدينا في ثلاث مرات منفصلة عن وجودهم في مكان محدد، وهذا ما أدى إلى تنفيذ تلك الهجمات».

وقال المسؤولون العسكريون إن القادة الأربعة في حركة «طالبان باكستان» كانوا جميعاً متورطين في هجمات ضد قوات الأمن الباكستانية وفي عمليات اختطاف إرهابية وكذا عمليات ابتزاز.

لن يؤثر على قدرة الحركة

مع ذلك، يرى خبراء عسكريون أن مقتل قادة بارزين في حركة «طالبان باكستان» لن يؤثر إلى حد كبير على قدرة الحركة على تنفيذ هجمات ضد قوات الأمن الباكستانية. في الماضي، لطالما كانت قيادة حركة «طالبان باكستان» المتمركزة في أفغانستان تستبدل بالقادة المقتولين قادة آخرين جددا يتم إرسالهم من قواعدهم في أفغانستان إلى الأراضي الباكستانية.

جدير بالذكر أن الحكومة الباكستانية تضغط على نظيرتها الأفغانية لإغلاق قواعد حركة «طالبان باكستان» على الجانب الأفغاني من الحدود. ومع ذلك، وعلى الرغم من المناشدات المتكررة، فإن نظام «طالبان» في كابل لم يف بوعوده.

ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، لحركة «طالبان باكستان» نحو 6000 مقاتل يتمركزون في مدن وبلدات على الحدود بين أفغانستان وباكستان. يتلقى هؤلاء المقاتلون التدريب في معسكرات تدريب يديرها تنظيم «القاعدة» في أفغانستان.

جنود باكستانيون أثناء تحركهم خلال عملية عسكرية بالشريط القبلي (الإعلام الباكستاني)

ويقول خبراء عسكريون باكستانيون إن الجيش الباكستاني سيُضطر إلى شنّ عملية عسكرية ضخمة لتدمير قدرة حركة «طالبان باكستان» على تجديد صفوفها داخل الأراضي الباكستانية. وبحسب خبراء، يتضمن ذلك إغلاق الحدود وزيادة وتيرة الهجمات العسكرية على مخابئ حركة «طالبان باكستان» في على الحدود الباكستانية-الأفغانية.

يختفون في الأراضي الأفغانية

يبدو أن أيدي قوات الأمن الباكستانية مغلولة، حيث لا تستطيع ملاحقة مقاتلي حركة «طالبان باكستان» الذين يختفون في الأراضي الأفغانية بعد مهاجمة قوات الأمن.

وفي هذا السياق، تعهد خواجة آصف، وزير الدفاع الباكستاني، بأن يهاجم الجيش الباكستاني مخابئ حركة «طالبان باكستان» على الجانب الأفغاني من الحدود، لكن حركة «طالبان» الأفغانية ردت بقوة على هذا التصريح.