بكين تجيز لخفر السواحل توقيف أجانب في بحر الصين الجنوبي دون محاكمة

سفن خفر السواحل الصينية في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
سفن خفر السواحل الصينية في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
TT

بكين تجيز لخفر السواحل توقيف أجانب في بحر الصين الجنوبي دون محاكمة

سفن خفر السواحل الصينية في بحر الصين الجنوبي (رويترز)
سفن خفر السواحل الصينية في بحر الصين الجنوبي (رويترز)

أعلنت الصين اليوم (السبت)، عن سلسلة قواعد تجيز لخفر سواحلها توقيف أجانب في بحر الصين الجنوبي لفترة تصل إلى ستين يوماً من دون محاكمة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتطالب بكين بالسيادة شبه الكاملة على بحر الصين الجنوبي، رغم صدور حكم قضائي في لاهاي أكّد أنّ مزاعمها لا أساس لها قانونياً.

وتطالب دول مجاورة عديدة بأجزاء من هذه المنطقة البحرية، من بينها الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي وإندونيسيا وسنغافورة.

وبموجب هذه التنظيمات الجديدة التي نشرتها بكين على الإنترنت ودخلت حيز التنفيذ السبت، سيكون بإمكان خفر السواحل أن يوقفوا من دون محاكمة أجانب «يشتبه بانتهاكهم إجراءات الدخول والخروج عبر الحدود».

وتنص القواعد الجديدة على فترة اعتقال يمكن أن تصل إلى ستين يوماً «للحالات المعقدة وإن لم تكن جنسية (الموقوفين) وهويتهم واضحتين».

وبحسب النص، يمكن بموجب القانون احتجاز السفن الأجنبية التي تدخل المياه الإقليمية الصينية والمياه المتاخمة بصفة غير قانونية.

وتعزيزاً لمطالبها، تنشر الصين سفناً وزوارق سريعة للقيام بدوريات في بحر الصين الجنوبي وحوّلت فيه مناطق شعاب مرجانية قريبة من الفلبين إلى جزر اصطناعية قامت بعسكرتها.

وأعلن قائد الجيش الفلبيني الجنرال روميو براونر للصحافيين الجمعة أن السلطات الفلبينية «تبحث عدداً من التدابير التي يمكن اتخاذها لحماية صيادي السمك».

وأضاف أن الصيادين الفلبينيين يجب ألا يخشوا مواصلة نشاطات الصيد الاعتيادية في منطقتنا الاقتصادية الخالصة، مشدداً على أن «من حقنا استغلال موارد المنطقة ويجب بالتالي ألا يخاف صيادونا».

وتصاعد التوتر بين مانيلا وبكين في الأشهر الأخيرة إلى مستويات غير مسبوقة وتضاعفت الحوادث البحرية بين البلدين.

ونددت مجموعة السبع خلال قمتها التي اختتمت الجمعة في جنوب إيطاليا بما وصفته بالتوغلات الخطيرة للصين في بحر الصين الجنوبي.

وجاء في إعلان مشترك صدر الجمعة عن قادة الدول السبع: «نعارض عسكرة الصين وأنشطة الإكراه والترهيب في بحر الصين الجنوبي»، مستخدماً لغة أقوى من تلك المستخدمة في بيان قمة العام الماضي في اليابان.

وهذه المنطقة البحرية الشاسعة غنية بالموارد ويمر عبرها قسم كبير من الحركة التجارية بين آسيا وسائر أنحاء العالم.


مقالات ذات صلة

حاملة طائرات أميركية تتجه غرباً من بحر الصين الجنوبي وسط التوتر بالشرق الأوسط

الولايات المتحدة​ طاقم على سطح حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» قبالة سواحل بوسان بكوريا الجنوبية في مارس 2023 (أرشيفية-رويترز)

حاملة طائرات أميركية تتجه غرباً من بحر الصين الجنوبي وسط التوتر بالشرق الأوسط

أظهرت بيانات موقع «مارين ترافيك» لتتبُّع السفن أن حاملة الطائرات الأميركية «نيميتز» غادرت بحر الصين الجنوبي، صباح اليوم الاثنين، متجهة غرباً.

«الشرق الأوسط» (هانوي)
آسيا صورة أوردتها وزارة الدفاع اليابانية لحاملة الطائرات «لياونينغ» من فئة «كوزنيتسوف» في المياه على بُعد نحو 300 كيلومتر جنوب غرب ميناميتوريشيما - طوكيو (إكس)

اليابان ترصد حاملتَي طائرات صينيتين في المحيط الهادئ لأول مرة

تم رصد حاملتَي طائرات صينيتين تجريان عمليات متزامنة في المحيط الهادئ لأول مرة من قبل اليابان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا السفينة الهجومية الصينية «هاينان» (موقع الجيش الصيني) play-circle

تايوان: الصين نشرت مجموعتين من حاملات الطائرات وعشرات السفن

قال مسؤول أمني تايواني، الاثنين، إن الصين نشرت مجموعتين من حاملات الطائرات وعشرات السفن في المياه، شمال تايوان وجنوبها، الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
آسيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (إ.ب.أ)

ماكرون يشرح أمام طلاب فيتناميين «غياب ضوابط لدى القوى العظمى»

عرض إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، أمام طلاب فيتناميين نهجه، منتقداً ضرائب دونالد ترمب الجمركية «التي تتغير كل صباح».

«الشرق الأوسط» (هانوي)
آسيا سفينة تابعة لخفر السواحل الصينية تقوم بدوريات في بحر الصين الجنوبي (أ.ب) play-circle

الفلبين والصين تتبادلان الاتهامات في مواجهة ببحر الصين الجنوبي

قدمت الفلبين والصين روايات متضاربة عن مواجهة بحرية عند جزيرة متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، في أحدث واقعة ضمن نزاع طويل بين الجارتين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا- بكين)

اختفاء نجمة أفغانية مشهورة في بلد يحظر الغناء

المغنية الأفغانية زلالة هاشمي (يمين) تؤدي أغنية إلى جانب منافسها سيد جمال مبارز (يسار) خلال مسابقة الموسيقى التلفزيونية «النجم الأفغاني» (أ.ف.ب)
المغنية الأفغانية زلالة هاشمي (يمين) تؤدي أغنية إلى جانب منافسها سيد جمال مبارز (يسار) خلال مسابقة الموسيقى التلفزيونية «النجم الأفغاني» (أ.ف.ب)
TT

اختفاء نجمة أفغانية مشهورة في بلد يحظر الغناء

المغنية الأفغانية زلالة هاشمي (يمين) تؤدي أغنية إلى جانب منافسها سيد جمال مبارز (يسار) خلال مسابقة الموسيقى التلفزيونية «النجم الأفغاني» (أ.ف.ب)
المغنية الأفغانية زلالة هاشمي (يمين) تؤدي أغنية إلى جانب منافسها سيد جمال مبارز (يسار) خلال مسابقة الموسيقى التلفزيونية «النجم الأفغاني» (أ.ف.ب)

اختفت مغنية أفغانية مشهورة منذ أكثر من شهر داخل العاصمة الأفغانية كابل، المدينة التي سطع فيها نجمها قبل نحو عقد، بعد مشاركتها في برنامج شهير لاكتشاف المواهب.

وقال زوج زُلالة هاشمي إنها غادرت المنزل في الرابع من يونيو (حزيران) لشراء مستلزمات عيد الأضحى، وأخبرته أنها ستعود خلال «ساعتين»، لكنها لم تظهر أو يسمع أحد عنها منذ ذلك الحين.

المطربة زلالة هاشمي (إعلام أفغاني)

وأضاف زوجها، سيد محسن سادات، في تصريحات لإذاعة «أوروبا الحرة - راديو الحرية»: «كان من المفترض أن تذهب زُلالة رفقة خالتها التي تسكن بالجوار، لكنها لم تصل إلى منزلها».

وأضاف أن زُلالة لم تأخذ هاتفها الجوال معها؛ لأن ابنهما البالغ أربع سنوات كان يلعب به، ولم ترد أن تتركه باكياً.

وفي بلد يجرم الغناء، وقُتل فيه اثنان من المطربين خلال السنوات الأخيرة، أثار اختفاء زُلالة مخاوف شديدة بشأن حياتها وسلامتها.

من جهتها، فإن جماعة «طالبان» التي تحكم البلاد فعلياً، تعتبر الموسيقى مخالفة لتعاليم الإسلام، وقد حظرتها في جميع الأماكن العامة، وفي الأعراس والمناسبات الاجتماعية، وعلى شاشات التلفاز وفي الإذاعة.

وقال سادات إنه طلب المساعدة من سلطات «طالبان»، لكنه اتهم الشرطة بعدم التعاون وبـ«التقاعس» عن أداء واجبها.

في المقابل، وفي تعليق نادر صدر في السابع من يوليو (تموز)، زعمت وزارة الداخلية التابعة لـ«طالبان» أن زُلالة، 25 عاماً، غادرت المنزل بسبب مشكلات زوجية وعنف أسري، وهو ما نفاه زوجها بشدة.

وأفاد المتحدث باسم الوزارة، عبد المتين قاني، إذاعة «أوروبا الحرة»: «تشير تحقيقاتنا إلى أن هذه المرأة كانت تعاني من مشكلات أسرية طويلة الأمد وخلافات مع زوجها، وأنها - بسبب ازدياد العنف الأسري في الفترة الأخيرة - اضطرت إلى مغادرة منزلها والذهاب إلى مكان آخر».

وأضاف قاني أن الشرطة لا تزال تحاول معرفة مكانها، وربما «تتواصل معنا أو مع الشرطة لطلب الطلاق»، دون تقديم تفاصيل إضافية.

أصبحت المغنية زلالة هاشمي أول امرأة تصل إلى نهائيات برنامج المواهب الموسيقية «النجم الأفغاني» (يوتيوب - تولو)

«زواج عن حب»

من جهته، رفض سادات بغضب اتهامات العنف الأسري، مؤكداً أن زواجهما كان سعيداً، ولم يكن زواجاً تقليدياً مثل معظم الزيجات في أفغانستان المحافظة، بل كان «زواجاً عن حب».

وأوضح أن اللقاء الأول بينهما كان في استوديو قناة «تولو» قبل قرابة عشر سنوات، حيث كان يعمل فني صوت، وكانت زُلالة تشارك في برنامج «أفغان ستار»؛ النسخة المحلية من برنامج «أميركان أيدول».

ونالت زلالة التي تنتمي إلى ولاية ننغرهار المحافظة شرق البلاد، شهرة كبيرة منذ أول ظهور لها، عندما غنّت أغنية بلغة الباشتو في الموسم الثاني عشر من البرنامج عام 2016.

ونجحت في الحصول على المركز الثاني، لتصبح أول امرأة تحقق هذا المركز في تاريخ البرنامج.

يُذكر أن ملايين الأفغان كانوا يتابعون البرنامج ويصوتون للمشاركين. واستمر البرنامج طيلة خمسة عشر موسماً، حتى توقّف مع عودة «طالبان» إلى الحكم عام 2021، وحظرها للموسيقى.

الهروب الجماعي للفنانين

أجبرت عودة «طالبان» مئات المغنين والراقصين والموسيقيين على مغادرة البلاد. أما من بقوا، فقد التزموا الصمت خوفاً على حياتهم، بعد مقتل عدد من الفنانين على يد مقاتلي الجماعة.

جدير بالذكر أن المطرب الشعبي فؤاد أندارابي لقي مصرعه عام 2021، بعدما أُجبر على الخروج من منزله وأُطلق عليه الرصاص في رأسه، في قريته بكشناباد في ولاية بغلان الشمالية. وقالت أسرته إن القاتل أحد عناصر «طالبان».

وعام 2023، قُتل موسيقي آخر يُدعى مسلم نورستاني في ولاية نورستان. وعام 2024، أعلنت «وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» أنها أحرقت أكثر من 21 ألف آلة موسيقية تمت مصادرتها خلال العام السابق، ونشرت صوراً لنار مشتعلة قالت إنها لـ«معدات غير شرعية»، معتبرة أن الموسيقى تؤدي إلى «الفساد الأخلاقي».

يُذكر أنه خلال فترة حكمها الأولى بين عامَي 1996 و2001، حظرت «طالبان» جميع أشكال الموسيقى من التلفزيون والإذاعة والحفلات والمناسبات الاجتماعية.

ويقول مقربون: «زُلالة كانت تنوي استئناف مسيرتها الفنية خارج أفغانستان»، ومنذ ظهورها في برنامج «أفغان ستار» عاشت زُلالة حياة هادئة، بعيداً عن الأضواء. ونفى سادات ما تردد من شائعات حول منعه إياها من الغناء علناً. وقال: «أنا وقعت في حب فتاة كانت تغني. فلماذا أمنعها؟ لقد كان قرارها هي ألا تغني، خاصة بعد سقوط الحكومة السابقة».

زُلالة تعشق الغناء

سجلت زُلالة عدة أغانٍ على هاتفها، لكنها لم تكن متحمسة لإحياء حفلات أو نشر أغانيها على الإنترنت.

وأضاف سادات أنه وزوجته كانا يخططان لمغادرة أفغانستان والاستقرار في ألمانيا، حيث كانت زُلالة تأمل استئناف مسيرتها الغنائية، وأن «إجراءات الهجرة كانت جارية». وأوضح: «زُلالة كانت متحمسة للغاية لفكرة السفر. كانت فكرتها وكانت سعيدة بها».